سفر المزامير | 20 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر المزامير
للقس . وليم مارش
اَلْمَزْمُورُ ٱلْعِشْرُونَ
لإِمَامِ ٱلْمُغَنِّينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
«١ لِيَسْتَجِبْ لَكَ ٱلرَّبُّ فِي يَوْمِ ٱلضِّيقِ. لِيَرْفَعْكَ ٱسْمُ إِلٰهِ يَعْقُوبَ. ٢ لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْناً مِنْ قُدْسِهِ، وَمِنْ صِهْيَوْنَ لِيَعْضُدْكَ. ٣ لِيَذْكُرْ كُلَّ تَقْدِمَاتِكَ وَيَسْتَسْمِنْ مُحْرَقَاتِكَ. سِلاَهْ. ٤ لِيُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ وَيُتَمِّمْ كُلَّ رَأْيِكَ. ٥ نَتَرَنَّمُ بِخَلاَصِكَ، وَبِٱسْمِ إِلٰهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا. لِيُكَمِّلِ ٱلرَّبُّ كُلَّ سُؤْلِكَ».
هذا المزمور هو دعاء للملك بالنصر في وقت الحرب. هي صلاة شفاعية لأجل الملك كما أن المزمور الذي يليه وهو الحادي والعشرون صلاة شكر للأمة بلسان الملك. لذلك فكلا المزمورين يتلاحم واحدهما بالآخر ويتمم واحدهما معنى الآخر والأرجح أن كليهما من نظم شخص واحد. (١) في هذا المزمور عدد من التمنيات فأولاً يطلب أن يستجيب له الله لا سيما وهو في زمن ضيق ويطلب الرفع والنهوض. وفي العدد (٢) يطلب له عوناً والأرجح أن مكان الصلاة كان على مرتفعات صهيون في المعبد المخصص هناك لأن الهيكل لم يكن قد بني بعد. (٣) الملك يقدم تقدمات كما كانت العادة. وهذه التقدمات هي تقدمات طعام فيجدها الله مرضية سمينة في عينيه.
و(٤) يلتمس له نجاحاً تاماً في المهمة التي يشرع بها ويحاول إتمامها وتكون برأي الله وتدبيره وثم (٥) في هذه الأثناء ترفع أصوات الحمد والترنيم للعلاء.
«٦ اَلآنَ عَرَفْتُ أَنَّ ٱلرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ. يَسْتَجِيبُهُ مِنْ سَمَاءِ قُدْسِهِ، بِجَبَرُوتِ خَلاَصِ يَمِينِهِ. ٧ هٰؤُلاَءِ بِٱلْمَرْكَبَاتِ وَهٰؤُلاَءِ بِٱلْخَيْلِ أَمَّا نَحْنُ فَٱسْمَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا نَذْكُرُ. ٨ هُمْ جَثَوْا وَسَقَطُوا، أَمَّا نَحْنُ فَقُمْنَا وَٱنْتَصَبْنَا. ٩ يَا رَبُّ خَلِّصْ. لِيَسْتَجِبْ لَنَا ٱلْمَلِكُ فِي يَوْمِ دُعَائِنَا».
(٦) بعد فترة من الصلوات والأدعية وتقديم القرابين المختلفة إذا بصوت يرتفع وقد يكون من اللاويين بأن هذه القرابين قد قبلها الرب ورضي تماماً عن صاحبها أو المقدمة باسمه. وقوله «الآن» هي كلمة التفات من شيء لآخر. وهو مخلص مسيحه فقد تم كل الوعد له وقبل الله الصلاة ويخلص إلى التمام. والجالس على العرش في صهيون هو جالس بالأحرى على عرش السماء وجبروته الظاهر على الأرض لا يقاس بشيء من جبروته الذي في السماء.
(٧) قد يكون هؤلاء الأعداء من آرام فقد كان عندهم خيل ومركبات ولم تستعمل هذه في إسرائيل بصورة جدية إلا في أيام سليمان وما بعده. هؤلاء الأعداء يعتمدون على قوة مادية لا يستهان بها أشداء في الحرب ومستعدون للقتال ولكن إنما الرب إلهنا هو لنا ومعنا وليس لهم. هم يعتزون بقوتهم هذه أما نحن فباسم إلها نعتز وننتصر.
(٨) وكانت النتيجة كما كان متوقعاً فقد انخذل الأعداء وتذللوا أمامنا جثواً ساقطين محطمين أما نحن فبالعكس قمنا أشداء. وكانت الشريعة قديماً تمنع وجود جيش دائم (تثنية ١٧: ١٦) ولكن تغيرت الحالة في أيام سليمان (١ملوك ١٠: ٢٦ – ٢٩).
(٩) فبعد أن ينتهي الصوت الفردي في الأعداد الثلاثة السالفة يعود الجوق فيختم الترنيمة بهذا العدد الأخير. وقد تكون الترجمة الأفضل «يا رب خلّص الملك واستجب لنا في يوم دعائنا».
ويرجح أن يكون الكاتب قد عاش في عصر داود ولذلك ضم مزموره مع مجموعة المزامير الداودية وقوله اسم الرب دليل على ذلك كما خاطب داود جليات (١صموئيل ١٧: ٤٥).
وإن الدعاء للملك وأركان دولته والحكام والقضاة هو من الواجب على الرعية ليرسل الله رحمته عليهم جميعاً ليحكموا بالعدل والإنصاف ويكون الخير والرفاه في أيامه ويظل حكمه على الشعب أجمعين.
السابق |
التالي |