سفر المزامير

سفر المزامير | 117 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر المزامير

للقس . وليم مارش

اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ وَٱلسَّابِعُ عَشَرَ

«١ سَبِّحُوا ٱلرَّبَّ يَا كُلَّ ٱلأُمَمِ. حَمِّدُوهُ يَا كُلَّ ٱلشُّعُوبِ. ٢ لأَنَّ رَحْمَتَهُ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيْنَا، وَأَمَانَةُ ٱلرَّبِّ إِلَى ٱلدَّهْرِ. هَلِّلُويَا».

هذا المزمور هو دعوة لكل الشعوب والأمم أن يأتوا إلى الرب ويدخلوا في رعيته المباركة. هو أقصر المزامير كلها وقد جاء بعد المزمور المئة والسادس عشر المملوء بالحمد والتسبيح لكي يدعو الناس جميعاً لمثل ذلك. فكما أن الواجب على بني إسرائيل بل على ذلك المرنم نفسه بالنسبة للاختبارات الشخصية أن يكونوا شكورين إلى التمام. كذلك من واجب الأمم جميعاً أن يعترفوا بهذا الجميل الإلهي ويدخلوا في الجماعة المباركة. وهو على اختصاره العظيم يرينا دعوة كريمة صالحة لجميع الشعوب كي يفهموا رسالة الوحي أكثر ويأتوا إلى إخوة عامة شاملة وإلى علاقة شريفة صالحة بعضهم مع بعض.

(١ – ٢) نجد في كلمة «الأمم» العبرانية تقارباً نحو اللغة الآرامية والعربية غير شكل عن قوله «جوييم» فإن رحمة الرب عظيمة بهذا المقدار حتى أنها تتجاوز كل الحدود العرقية والجغرافية وتصل إلى الناس كلهم دون تمييز. ويضع المرنم أمامنا مكرراً هاتين الكلمتين «الرحمة والأمانة». فإن الله بواسطة هاتين الصفتين يستطيع أن يغمر الناس جميعاً (راجع رومية ٥: ٢٠ و١تيموثاوس ١: ١٤). وهكذا نجد أن هذا الإيمان لن يقف عند حدود اليهودية الضيقة بل سيتوسع إلى أن يصل إلى العالم أجمع. ويكون الجميع أخيراً رعية واحدة للراعي الواحد ربنا يسوع المسيح.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى