سفر عاموس

سفر عاموس | 07 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر عاموس 

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ

١ – ٦ «١ هٰكَذَا أَرَانِي ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ وَإِذَا هُوَ يَصْنَعُ جَرَاداً فِي أَوَّلِ طُلُوعِ خِلْفِ ٱلْعُشْبِ. وَإِذَا خِلْفُ عُشْبٍ بَعْدَ جِزَازِ ٱلْمَلِكِ. ٢ وَحَدَثَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ أَكْلِ عُشْبِ ٱلأَرْضِ أَنِّي قُلْتُ: أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ ٱصْفَحْ. كَيْفَ يَقُومُ يَعْقُوبُ فَإِنَّهُ صَغِيرٌ؟ ٣ فَنَدِمَ ٱلرَّبُّ عَلَى هٰذَا، وَقَالَ: لاَ يَكُونُ. ٤ هٰكَذَا أَرَانِي ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ، وَإِذَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ قَدْ دَعَا لِلْمُحَاكَمَةِ بِٱلنَّارِ، فَأَكَلَتِ ٱلْغَمْرَ ٱلْعَظِيمَ وَأَكَلَتِ ٱلْحَقْلَ. ٥ فَقُلْتُ: أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ كُفَّ. كَيْفَ يَقُومُ يَعْقُوبُ فَإِنَّهُ صَغِيرٌ؟ ٦ فَنَدِمَ ٱلرَّبُّ عَلَى هٰذَا، وَقَالَ: فَهُوَ أَيْضاً لاَ يَكُونُ».

ع ٤ و٧ وص ٨: ١ وإرميا ١: ١١ ص ٤: ٩ ويوئيل ١: ٤ وناحوم ٣: ١٥ خروج ١: ١٥ إرميا ١٤: ٧ و٢ و٢١ وحزقيال ٩: ٨ و١١: ١٣ إشعياء ٣٧: ٤ وإرميا ٤٢: ٢ ص ٥: ١٥ وإرميا ٢٦: ١٩ وهوشع ١١: ٨ ص ٢: ٥ وتثنية ٣٢: ٢٢ وإشعياء ٦٦: ١٥ و١٦ مزمور ٨٥: ٤ ويوئيل ٢: ١٧ ع ٣ ومزمور ١٠٦: ٤٥ ويونان ٣: ١٠

ليست الحوادث المذكورة هنا حوادث حقيقية بل رآها عاموس في رؤيا. ومعنى الرؤيا الأولى والرؤيا الثانية أن الرب يؤدب شعبه لكي ينتبهوا ويرجعوا إليه ولكنه لا يقصد هلاكهم وأما الرؤيا الثالثة فتشير إلى السقوط النهائي الذي سيكون عن يد الأشوريين. وتأديب الشعب بواسطة الجراد واللفح مذكور في (٤: ٩ – ١١) والسقوط النهائي في (٥: ١ – ٣).

جِزَازِ ٱلْمَلِكِ (انظر ١ملوك ١٨: ٥) يظهر أن الملك كان يأخذ لخيله أول العشب ثم يأخذ الشعب خِلفه. ولكن إذا أكل الجراد خِلف العشب لا يبقى للشعب شيء لأن المطر كان ينقطع حسب العادة في فصل الصيف. وصلى عاموس وطلب من الرب أن يصفح فاستجاب له الرب أولاً وثانياً.

لِلْمُحَاكَمَةِ بِٱلنَّارِ (ع ٤) لعل النار تشير إلى اللفح أو إلى منظر الأرض بعد الجراد (يوئيل ٢: ٣) «قُدَّامَهُ نَارٌ تَأْكُلُ وَخَلْفَهُ لَهِيبٌ يُحْرِقُ».

أَكَلَتِ ٱلْغَمْرَ ٱلْعَظِيمَ ظن القدماء أن الأرض مؤسسة على غمر عظيم. «لأَنَّهُ عَلَى ٱلْبِحَارِ أَسَّسَهَا» (مزمور ٢٤: ٢) ومن هذا الغمر الينابيع والأنهر والبحار فإذا أكلته النار لا يبقى شيء من الماء على وجه الأرض. والكلام مبالغة يدل على عظمة ضربة الجراد واللفح. صلى عاموس فاستجاب له الرب مرتين. انظر صلاة إبراهيم لأجل سدوم (تكوين ١٨: ٢٢ – ٣٣) وصلاة موسى لأجل الشعب (خروج ٣٢: ٣ – ٣٥) وصلاة إيليا (١ملوك ١٨: ٤٢ – ٤٥).

٧ – ٩ «٧ هٰكَذَا أَرَانِي وَإِذَا ٱلرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَى حَائِطٍ قَائِمٍ وَفِي يَدِهِ زِيجٌ. ٨ فَسَأَلَنِي ٱلرَّبُّ: مَا أَنْتَ رَاءٍ يَا عَامُوسُ؟ فَقُلْتُ: زِيجاً. فَقَالَ ٱلسَّيِّدُ: هَئَنَذَا وَاضِعٌ زِيجاً فِي وَسَطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَعُودُ أَصْفَحُ لَهُ بَعْدُ. ٩ فَتُقْفِرُ مُرْتَفَعَاتُ إِسْحَاقَ وَتَخْرَبُ مَقَادِسُ إِسْرَائِيلَ، وَأَقُومُ عَلَى بَيْتِ يَرُبْعَامَ بِٱلسَّيْفِ».

ص ٨: ٢ وإرميا ١: ١١ إشعياء ٢٨: ١٧ و٣٤: ١١ ومراثي ٢: ٨ ص ٨: ٢ وإرميا ١٥: ٦ وحزقيال ٧: ٢ – ٩ هوشع ١٠: ٨ وميخا ١: ٥ ع ١٣ ولاويين ٢٦: ٣١ وإشعياء ٦٣: ١٨ وإرميا ٥١: ٥١ ع ١١ و٢ملوك ١٥: ٨ – ١٠

وضع الزيج على الحائط العائب هو للهدم وليس للبنيان. وهذا هو السقوط النهائي وقال الرب لا أعود أصفح له بعد. ومرتفعات إسحاق هي مرتفعات مملكة إسرائيل (انظر ع ١٦).

وأما البعض فيقولون أن الرؤى الثلاث تشير كلها إلى غزوات الأشوريين والأولى من فول فأعطاه منحيم ملك إسرائيل ألف وزنة من الفضة الخ (انظر ٢ملوك ١٥: ١٩) وتشير الرؤيا الثانية إلى ما عمل تغلاث فلاسر في أيام فقح ملك إسرائيل (انظر ٢ملوك ١٥: ٢٩) والرؤيا الثالثة إلى سقوط السامرة في السنة التاسعة لهوشع ملك السامرة الأخير.

١٠ – ١٣ «١٠ فَأَرْسَلَ أَمَصْيَا كَاهِنُ بَيْتِ إِيلَ إِلَى يَرُبْعَامَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: قَدْ فَتَنَ عَلَيْكَ عَامُوسُ فِي وَسَطِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. لاَ تَقْدِرُ ٱلأَرْضُ أَنْ تُطِيقَ كُلَّ أَقْوَالِهِ. ١١ لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ عَامُوسُ: يَمُوتُ يَرُبْعَامُ بِٱلسَّيْفِ، وَيُسْبَى إِسْرَائِيلُ عَنْ أَرْضِهِ. ١٢ فَقَالَ أَمَصْيَا لِعَامُوسَ: أَيُّهَا ٱلرَّائِي، ٱذْهَبِ ٱهْرُبْ إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا وَكُلْ هُنَاكَ خُبْزاً وَهُنَاكَ تَنَبَّأْ. ١٣ وَأَمَّا بَيْتُ إِيلَ فَلاَ تَعُدْ تَتَنَبَّأُ فِيهَا بَعْدُ، لأَنَّهَا مَقْدِسُ ٱلْمَلِكِ وَبَيْتُ ٱلْمُلْكِ».

١ملوك ١٢: ٣١ و٣٢ و١٣: ٣٣ ص ٣: ١٤ و٤: ٤ و٥: ٥ و٦ إرميا ٢٦: ٨ – ١١ و٣٨: ٤ ع ٩ ع ١٧ وص ٥: ٢٧ و٦: ٧ متّى ٨: ٣٤ ص ٢: ١٢ وأعمال ٤: ١٨ ع ٩ و١ملوك ١٢: ٢٩ و٣٢

فَأَرْسَلَ أَمَصْيَا كان بيت الملك في السامرة وكانت بيت إيل مركزاً للعبادة في المملكة الشمالية وكان كاهنها كرئيس على كل كهنة المملكة والظاهر أن الملك لم يهتم كثيراً بكلام أمصيا كأنه احتقر النبي ولم يصدق كلامه.

فِي وَسَطِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أي في مركز عبادتهم والكلام على المعبد هو كلام على المعبود فيه.

قَدْ فَتَنَ عَلَيْكَ عَامُوسُ افتكر أمصيا أن الملك وإن كان لا يهمه الدين يسمع الدعوى السياسية كالدعوى على إرميا (انظر إرميا ٣٧: ١٣ و٣٨: ٤) وعلى يسوع (انظر يوحنا ١٩: ١٢) وعلى الرسل (انظر أعمال ١٦: ٢٠ و٢١ و١٧: ٦ و٧). وصحّ أن عاموس كان أظهر خطايا الشعب ولا سيما خطايا الأغنياء والقضاة وكان صرّح لهم بعواقبها الهائلة وتنبأ بهلاك بيت رحبعام ولكنه لم يفتن على الملك لغاية سياسية أي أن يخلعه من الملك ويُجلس غيره على كرسيه. لا تقدر الأرض أن تطيق كل أقواله فإنه لو سمعوا أقوال عاموس وصدقوها وقبلوها كان عليهم أن يُبطلوا المعبد في بيت إيل والعجول وخدمة الكهنة وعلى الأغنياء أن يردوا ما كانوا سلبوه من المساكين ويكفوا عن فعل الشر ويتعلموا فعل الخير.

وقال أمصيا «اهرب إلى أرضك يهوذا وكل هناك خبزاً» أي نسب له غايات دنيئة كأنه تنبأ لأجل المعاش (انظر حزقيال ١٣: ١٩).

مَقْدِسُ ٱلْمَلِكِ (ع ١٣) وبالحقيقة هو مقدس الملك لأنه اخترعه ورتبه حسب استحسانه وعيّن كهنته وهم تحت أمره فلم يكن مقدس الرب.

١٤ – ١٧ «١٤ فَأَجَابَ عَامُوسُ: لَسْتُ أَنَا نَبِيّاً وَلاَ أَنَا ٱبْنُ نَبِيٍّ، بَلْ أَنَا رَاعٍ وَجَانِي جُمَّيْزٍ. ١٥ فَأَخَذَنِي ٱلرَّبُّ مِنْ وَرَاءِ ٱلضَّأْنِ وَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: ٱذْهَبْ تَنَبَّأْ لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ. ١٦ فَٱلآنَ ٱسْمَعْ قَوْلَ ٱلرَّبِّ: أَنْتَ تَقُولُ: لاَ تَتَنَبَّأْ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَلاَ تَتَكَلَّمْ عَلَى بَيْتِ إِسْحَاقَ. ١٧ لِذٰلِكَ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: ٱمْرَأَتُكَ تَزْنِي فِي ٱلْمَدِينَةِ، وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ يَسْقُطُونَ بِٱلسَّيْفِ، وَأَرْضُكَ تُقْسَمُ بِٱلْحَبْلِ، وَأَنْتَ تَمُوتُ فِي أَرْضٍ نَجِسَةٍ، وَإِسْرَائِيلُ يُسْبَى سَبْياً عَنْ أَرْضِهِ».

٢ملوك ٢: ٣ و٤: ٣٨ و٢أيام ١٩: ٢ ص ١: ١ و١أيام ٢٧: ٢٨ و١صموئيل ١٦: ١١ و ٢صموئيل ٧: ٨ ص ٣: ٨ إرميا ١: ٧ وحزقيال ٢: ٣ و٤ ع ١٣ وص ٢: ١٢ تثنية ٣٢: ٢ وحزقيال ٢٠: ٤٦ و٢١: ٢ هوشع ٤: ١٣ و١٤ إرميا ١٤: ١٦ ع ٨ و٢ملوك ١٧: ٦ وحزقيال ٤: ١٣ وهوشع ٩: ٣ ع ١١ وإرميا ٣٦: ٢٩ – ٣١

لَسْتُ أَنَا نَبِيّاً ليس نبياً لأجل المعاش كما ظن أمصيا ولا كأنبياء إسرائيل تحت أمر الملك ولا أحد أبناء الأنبياء المذكورين في أسفار صموئيل والملوك الساكنين مع بعضهم لأجل التعليم والخدمة بل كان راعي غنم وجاني جمير (انظر المقدمة) وتنبأ وخاطر بنفسه لأن الرب دعاه وأرسله.

ولم يكتف بالكلام على إسرائيل إجمالاً بل تكلم كلاماً خصوصياً على أمصيا بلا خوف منه أو من الملك. ولا نعرف كيف تمت نبوته هذه.

تُقْسَمُ بِٱلْحَبْلِ (ع ١٧) (انظر ميخا ٢: ٤) «خَرِبْنَا خَرَاباً. بَدَلَ نَصِيبِ شَعْبِي… يَقْسِمُ لِلْمُرْتَدِّ حُقُولَنَا» و(٢ملوك ١٧: ٢٤) «وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ بِقَوْمٍ… وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ ٱلسَّامِرَةِ عِوَضاً عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

أَرْضٍ نَجِسَةٍ أرض ليس فيها معبد للرب. قال داود «طَرَدُونِي ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلٱنْضِمَامِ إِلَى نَصِيبِ ٱلرَّبِّ قَائِلِينَ: ٱذْهَبِ ٱعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى» (١صموئيل ٢٦: ١٩) ومأكولات الأرض نجسة أيضاً (هوشع ٩: ٣) «يَأْكُلُونَ ٱلنَّجِسَ فِي أَشُّورَ» و(حزقيال ٤: ١٣) «يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ ٱلنَّجِسَ بَيْنَ ٱلأُمَمِ».

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى