سفر عاموس | 08 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر عاموس
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ
١ – ٣ «١ هٰكَذَا أَرَانِي ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ وَإِذَا سَلَّةٌ لِلْقِطَافِ. ٢ فَسَأَلَ: مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ يَا عَامُوسُ؟ فَقُلْتُ: سَلَّةً لِلْقِطَافِ. فَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: قَدْ أَتَتِ ٱلنِّهَايَةُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَعُودُ أَصْفَحُ لَهُ بَعْدُ. ٣ فَتَصِيرُ أَغَانِي ٱلْقَصْرِ وَلاَوِلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ. ٱلْجُثَثُ كَثِيرَةٌ يَطْرَحُونَهَا فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بِٱلسُّكُوتِ».
ص ٧: ٨ إرميا ٢٤: ٣ حزقيال ٧: ٢ و٣ و٦ ص ٧: ٨ ع ١٠ وص ٥: ٢٣ و٦: ٤ و٥ ص ٥: ١٦ ص ٦: ٨ – ١٠
كان الكاهن أمصيا قطع كلام النبي طالباً أن يطرده من بيت إيل فأجابه وبهذا الأصحاح يرجع النبي إلى ذكر الرؤى. في الأصحاح السابق كان بيّن أن سقوط السامرة أمر أكيد (٧: ٧ – ٩) وهنا يبيّن أنه قريب.
سَلَّةٌ لِلْقِطَافِ أي مضى الصيف وقرب وقت القطاف (انظر متّى ٢١: ٣٤) «وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ ٱلأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى ٱلْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ» والأثمار إما جيدة أو رديئة (انظر إشعياء ٥: ٢ و٧) «ٱنْتَظَرَ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً فَصَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً… كَرْمَ رَبِّ ٱلْجُنُودِ هُوَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ… فَٱنْتَظَرَ حَقّاً فَإِذَا سَفْكُ دَمٍ، وَعَدْلاً فَإِذَا صُرَاخٌ» وذلك بعدما كان الرب صنع لكرمه أي لشعبه إسرائيل كل ما يمكن صنعه لهم من وسائط النمو والأثمار فقال «لا أعود أصفح له بعد».
أَغَانِي ٱلْقَصْرِ (ع ٣) أي أغاني الأغنياء الظالمين المترفهين فتصير ولأول حينما يأتي العدو فيقتل البعض ويسبي البعض ويموت البعض من وبإ وجوع. ويطرحون الجثث الكثيرة في كل موضع بالسكوت أي بلا واجبات الدفن.
٤ – ٦ «٤ اِسْمَعُوا هٰذَا أَيُّهَا ٱلْمُتَهَمِّمُونَ ٱلْمَسَاكِينَ لِتُبِيدُوا بَائِسِي ٱلأَرْضِ، ٥ قَائِلِينَ: مَتَى يَمْضِي رَأْسُ ٱلشَّهْرِ لِنَبِيعَ قَمْحاً، وَٱلسَّبْتُ لِنَعْرِضَ حِنْطَةً؟ لِنُصَغِّرَ ٱلإِيفَةَ وَنُكَبِّرَ ٱلشَّاقِلَ وَنُعَوِّجَ مَوَازِينَ ٱلْغِشِّ. ٦ لِنَشْتَرِيَ ٱلضُّعَفَاءَ بِفِضَّةٍ، وَٱلْبَائِسَ بِنَعْلَيْنِ، وَنَبِيعَ نُفَايَةَ ٱلْقَمْحِ».
ص ٢: ٧ و٥: ١١ و١٢ عدد ٢٨: ١١ و٢ملوك ٤: ٢٣ خروج ٣١: ١٣ – ١٧ لاويين ٩: ٣٦ وتثنية ٢٥: ١٥ وحزقيال ٤٥: ١٠ – ١٢ هوشع ١٢: ٧ ص ٢: ٦
ٱلْمُتَهَمِّمُونَ في الترجمة اليسوعية «الظامئون إلى دم المسكين» أي عطشوا أشد العطش واشتاقوا إلى دمهم أي حياتهم. وحياة المساكين من مواسمهم وأرضهم فإذا أُخذت منهم يموتون.
رَأْسُ ٱلشَّهْرِ (ع ٥) كان يوماً مقدساً فيه قدموا ذبائح خصوصية (انظر عدد ٢٨: ١١ – ١٥) وضربوا بالأبواق (عدد ١٠: ١٠) وأبطلوا أشغالهم العادية فكانت كباكورة أيام الشهر مكرسة للرب. والذين يُهملون حفظ يوم الرب وغيره من الوسائط الروحية يستعدون بذلك لترك البقية من وصايا الله فيكذبون ويغشون ويظلمون الخ.
نَبِيعَ قَمْحاً يتظاهرون بالتقوى ويعبدون الرب عبادة خارجية ولكنهم يستثقلون حتى هذه الخدمة الفارغة ويريدون أن الأوقات المخصصة للعبادة تمضي سريعاً فيرجعون إلى تجارتهم وكانوا يصغرون الإيفة في البيع ويكبرون الشاقل كلما وزنوا الفضة المطلوبة من المشتري. كان لهم يوم للعبادة وستة أيام للظلم والغش. والظاهر أن «نعلين» كان قولاً دارجاً بمعنى شيء زهيد. وطبعاً لم يقولوا هذا الكلام شفاهاً بل كان لسان حالهم وأفكار قلوبهم.
٧ – ١٠ «٧ قَدْ أَقْسَمَ ٱلرَّبُّ بِفَخْرِ يَعْقُوبَ: إِنِّي لَنْ أَنْسَى إِلَى ٱلأَبَدِ جَمِيعَ أَعْمَالِهِمْ. ٨ أَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ هٰذَا تَرْتَعِدُ ٱلأَرْضُ، وَيَنُوحُ كُلُّ سَاكِنٍ فِيهَا، وَتَطْمُو كُلُّهَا كَنَهْرٍ، وَتَفِيضُ وَتَنْضُبُ كَنِيلِ مِصْرَ؟ ٩ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ، أَنِّي أُغَيِّبُ ٱلشَّمْسَ فِي ٱلظُّهْرِ، وَأُقْتِمُ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمِ نُورٍ، ١٠ وَأُحَوِّلُ أَعْيَادَكُمْ نَوْحاً وَجَمِيعَ أَغَانِيكُمْ مَرَاثِيَ، وَأُصْعِدُ عَلَى كُلِّ ٱلأَحْقَاءِ مِسْحاً وَعَلَى كُلِّ رَأْسٍ قَرْعَةً، وَأَجْعَلُهَا كَمَنَاحَةِ ٱلْوَحِيدِ وَآخِرَهَا يَوْماً مُرّاً!».
ص ٤: ٢ و٦: ٨ تثنية ٣٣: ٢٦ و٢٩ ومزمور ٦٨: ٣٤ مزمور ١٠: ١١ وإرميا ١٧: ١ وهوشع ٧: ٢ مزمور ١٨: ٧ و٦٠: ٢ وإشعياء ٥: ٢٥ هوشع ٤: ٣ ص ٩: ٥ وإرميا ٤٦: ٧ و٨ إشعياء ١٣: ١٠ وإرميا ١٥: ٩ وميخا ٣: ٦ ص ٤: ١٣ و٥: ٨ وإشعياء ٥٩: ٩ و١٠ ص ٥: ٢١ وأيوب ٢٠: ٢٣ ص ٥: ٢٣ و٦: ٤ و٥ حزقيال ٧: ١٨ إرميا ٦: ٢٦ وزكريا ١٢: ١٠
بِفَخْرِ يَعْقُوبَ أي بنفسه لأنه هو فخر يعقوب الحقيقي وأما الشعب فكانوا يفتخرون بغناهم وقوتهم بأنفسهم وآلهتهم. ولما أقسم الرب بنفسه أوضح غيرته الخصوصية في إنصاف المساكين (انظر أمثال ١٤: ٣١) «ظَالِمُ ٱلْفَقِيرِ يُعَيِّرُ خَالِقَهُ» أي خالق الفقير.
تَرْتَعِدُ ٱلأَرْضُ (ع ٨) إشارة إلى الضيق والاضطراب. كأن الأرض نفسها ارتعدت. والأرض المرتعدة مشبهة بنهر النيل الذي يطمو ويفيض وينضب كل سنة.
أُغَيِّبُ ٱلشَّمْسَ فِي ٱلظُّهْرِ (ع ٩) ربما إشارة إلى كسوف الشمس ويقول الفلكيون إنه حدث كسوف في سنة ٧٥٣ ق م وكان ظاهراً في فلسطين. ولكن الكلام مجاز ومعناه سقوط العظماء كالملوك والأغنياء وسقوط المملكة نفسها التي كانت في ملك الملك يربعام الثاني اتسعت حدودها أعظم اتساع. (انظر إرميا ١٥: ٩) «غَرَبَتْ شَمْسُهَا إِذْ بَعْدُ نَهَارٌ». «المسح» علامة الحزن (انظر ٢صموئيل ٣: ٣١) و «القرعة» أيضاً (انظر إشعياء ١٥: ٢) وفي «مناحة الوحيد» (انظر إرميا ٦: ٢٦ وزكريا ١٢: ١٠).
وَآخِرَهَا يَوْماً مُرّاً لكل حزن تعزية ولكل ضيق نهاية وأما إسرائيل فليس لهم رجاء.
١١ – ١٤ «١١ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ، أُرْسِلُ جُوعاً فِي ٱلأَرْضِ، لاَ جُوعاً لِلْخُبْزِ وَلاَ عَطَشاً لِلْمَاءِ، بَلْ لٱسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ ٱلرَّبِّ. ١٢ فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ، وَمِنَ ٱلشِّمَالِ إِلَى ٱلْمَشْرِقِ، يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا. ١٣ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تَذْبُلُ بِٱلْعَطَشِ ٱلْعَذَارَى ٱلْجَمِيلاَتُ وَٱلْفِتْيَانُ، ١٤ ٱلَّذِينَ يَحْلِفُونَ بِذَنْبِ ٱلسَّامِرَةِ، وَيَقُولُونَ: حَيٌّ إِلٰهُكَ يَا دَانُ، وَحَيَّةٌ طَرِيقَةُ بِئْرِ سَبْعٍ. فَيَسْقُطُونَ وَلاَ يَقُومُونَ بَعْدُ».
١صموئيل ٢٨: ٦ و٢أيام ١٥: ٣ وحزقيال ٧: ٢٦ وميخا ٣: ٦ حزقيال ٢: ٣ و٣١ مراثي ١: ١٨ و٢: ٢١ إشعياء ٤١: ١٧ وهوشع ٢: ٣ هوشع ٨: ٥ و١ملوك ١٢: ٢٨ و٢٩ ص ٥: ٥ ص ٥: ٢
جُوع… لٱسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ ٱلرَّبِّ كانوا احتقروا كلام الله وطردوا أنبياءه في وقت نجاحهم فيتركهم الرب في يوم ضيقهم. كشاول الذي لم يسمع لكلام الرب في أيام قوّته فلم يجبه الرب في يوم ضيقه (انظر ١صموئيل ٢٨: ٦) ولا شك أنهم تذكروا وصايا الرب الأدبية وندموا لأنهم لم يحفظوها واشتاقوا إلى إرشاد الرب بواسطة أنبياءه كما يشتاق الجوعان إلى الخبز فلا يجده (انظر حزقيال ٧: ٢٦) «سَتَأْتِي مُصِيبَةٌ عَلَى مُصِيبَةٍ. وَيَكُونُ خَبَرٌ عَلَى خَبَرٍ. فَيَطْلُبُونَ رُؤْيَا مِنَ ٱلنَّبِيِّ. وَٱلشَّرِيعَةُ تُبَادُ عَنِ ٱلْكَاهِنِ وَٱلْمَشُورَةُ عَنِ ٱلشُّيُوخِ».
يَتَطَوَّحُونَ يذهبون هنا وهناك. يتيهون في البلاد من البحر الميت إلى البحر المتوسط أي من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الشرق أي في البلاد كلها طالبين كلمة الرب فلا يجدونها.
يَحْلِفُونَ بِذَنْبِ ٱلسَّامِرَةِ (ع ١٤) أي العجل المعبود في السامرة.
حَيَّةٌ طَرِيقَةُ بِئْرِ سَبْعٍ أي طريقة العبادة هناك أو مذهب بئر سبع كما في (أعمال ٩: ٢ و١٩: ٩ و٢٣ و٢٤: ١٤). ويقول بعضهم أنها الطريق الحقيقية إلى بئر سبع وهي طريق مقدسة لأنها مداسة من أقدام الحجاج.
السابق |
التالي |