سفر عاموس | 06 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر عاموس
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ
١ – ٧ «١ وَيْلٌ لِلْمُسْتَرِيحِينَ فِي صِهْيَوْنَ وَٱلْمُطْمَئِنِّينَ فِي جَبَلِ ٱلسَّامِرَةِ، نُقَبَاءِ أَوَّلِ ٱلأُمَمِ. يَأْتِي إِلَيْهِمْ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ. ٢ اُعْبُرُوا إِلَى كَلْنَةَ وَٱنْظُرُوا، وَٱذْهَبُوا مِنْ هُنَاكَ إِلَى حَمَاةَ ٱلْعَظِيمَةِ، ثُمَّ ٱنْزِلُوا إِلَى جَتِّ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. أَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ، أَمْ تُخُمُهُمْ أَوْسَعُ مِنْ تُخُمِكُمْ. ٣ أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ تُبْعِدُونَ يَوْمَ ٱلْبَلِيَّةِ وَتُقَرِّبُونَ مَقْعَدَ ٱلظُّلْمِ، ٤ ٱلْمُضْطَجِعُونَ عَلَى أَسِرَّةٍ مِنَ ٱلْعَاجِ، وَٱلْمُتَمَدِّدُونَ عَلَى فُرُشِهِمْ، وَٱلآكِلُونَ خِرَافاً مِنَ ٱلْغَنَمِ وَعُجُولاً مِنْ وَسَطِ ٱلصِّيرَةِ، ٥ ٱلْهَاذِرُونَ مَعَ صَوْتِ ٱلرَّبَابِ، ٱلْمُخْتَرِعُونَ لأَنْفُسِهِمْ آلاَتِ ٱلْغِنَاءِ كَدَاوُدَ، ٦ ٱلشَّارِبُونَ مِنْ كُؤُوسِ ٱلْخَمْرِ، وَٱلَّذِينَ يَدَّهِنُونَ بِأَفْضَلِ ٱلأَدْهَانِ وَلاَ يَغْتَمُّونَ عَلَى ٱنْسِحَاقِ يُوسُفَ. ٧ لِذٰلِكَ ٱلآنَ يُسْبَوْنَ فِي أَوَّلِ ٱلْمَسْبِيِّينَ، وَيَزُولُ صِيَاحُ ٱلْمُتَمَدِّدِينَ».
إشعياء ٣٢: ٩ – ١١ وصفنيا ١: ١٢ ع ٣ وص ٩: ١٠ ص ٣: ٢ وخروج ١٩: ٥ تكوين ١٠: ١٠ وإشعياء ١٠: ٩ و١ملوك ٨: ٦٥ و٢ملوك ١٨: ٣٤ وإشعياء ١٠: ٩ و١صموئيل ٥: ٨ و٢أيام ٢٦: ٦ ص ٩: ١٠ وإشعياء ٥٦: ١٢ مزمور ٩٤: ٢٠ ص ٣: ١٠ ص ٣: ١٥ ص ٣: ١٢ حزقيال ٣٤: ٢ و ٣ ص ٥: ٢٣ و٨: ١٠ و١أيام ١٥: ١٦ ص ٢: ٨ و١٤ حزقيال ٩: ٤ ص ٧: ١١ و١٧ و١ملوك ٢٠: ١٦ – ٢٠ ودانيال ٥: ٤ – ٦ و٣٠ ع ٤
وَيْلٌ لِلْمُسْتَرِيحِينَ الويل لهم لأنهم اهتموا بأنفسهم لا بالمظلومين والمساكين الذين من أتعابهم وآلامهم قدموا لسادتهم مأكولاتهم ومشروباتهم ووسائط تنعمهم. ولأنهم اهتموا بأجسادهم لا بأنفسهم وأمور الله وبالأمور الحاضرة بلا نظر إلى مستقبلهم ومستقبل المملكة وبلا شعور بمسؤوليتهم كرؤساء شعب الله. فتكون نهايتهم كنهاية البهائم.
فِي صِهْيَوْنَ… ٱلسَّامِرَةِ الكلام لكل إسرائيل أي مملكة يهوذا والمملكة الشمالية.
اُعْبُرُوا إِلَى كَلْنَةَ (ع ٢) أي اعبروا نهر الفرات. وكانت كلنة على نهر دجلة قريبة من بغداد وكانت مدينة مشهورة وبالأخص في أيام مملكة فارس. ويقول البعض أنها كلنو المذكورة في (إشعياء ١٠: ٩) مع كركميش وأرفاد وحماة وكانت قريبة من حلب وإلى جهة الشمال منها وغاية النبي بذكر كلنة وحماة وجت أن يبين أن الله كان ميّز إسرائيل عن غيره من الشعوب وكانوا أول الأمم ومختاري الله فكان عليهم مسؤولية أعظم.
أَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ أي أن الممالك المذكورة ليست أفضل من مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا.
تُبْعِدُونَ يَوْمَ ٱلْبَلِيَّةِ (ع ٣) لا يقدرون أن يبعدوه ولكنهم يغشون أنفسهم ويبعدون اليوم من أفكارهم. ويقربون مقعد الظلم أي يترحبون بقضاتهم الظالمين ويتفقون معهم في ظلم المساكين. قال أميروسيوس عن الأغنياء في أيامه في بلاد إيطاليا في القرن الرابع بعد المسيح أنهم يلّبسون حيطان بيوتهم ذهباً وحواليهم فقراء عراة. ويبلّطون دورهم برخام والفقراء عند أبوابهم يصرخون لأجل الخبز. يوجد في بيوتهم تحف ثمينة والفقير بلا طعام. وثمن خاتم بيد الغني يكفي ليخلص من الموت أهل قرية.
أَسِرَّةٍ مِنَ ٱلْعَاجِ (ع ٤) أي من الخشب مرصعة بالعاج. واضطجعوا على أسرّة في وقت الأكل كما كانت عادة الرومانيين وعند عموم الناس في أيام يسوع (انظر متّى ٢٦: ٧ و٢٠).
ٱلْهَاذِرُونَ (ع ٥) وهم سكارى ولهم آلات غناء كداود أي استعملوا بالسكر والخلاعة ما كان يجب استعماله في عبادة الرب. كانت كؤوسهم مثل كؤوس الهيكل وأدهانهم مثل الأدهان المقدسة المخصصة لأبناء هارون. ويوسف كناية عن أفرايم وعن المملكة الشمالية كلها. وكما كانوا الأولين بالغنى والمجد العالمي يكونون الأولين في السبي.
٨ – ١١ «٨ قَدْ أَقْسَمَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ بِنَفْسِهِ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ: إِنِّي أَكْرَهُ عَظَمَةَ يَعْقُوبَ وَأُبْغِضُ قُصُورَهُ، فَأُسَلِّمُ ٱلْمَدِينَةَ وَمِلأَهَا. ٩ فَيَكُونُ إِذَا بَقِيَ عَشَرَةُ رِجَالٍ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ أَنَّهُمْ يَمُوتُونَ. ١٠ وَإِذَا حَمَلَ أَحَداً عَمُّهُ وَمُحْرِقُهُ لِيُخْرِجَ ٱلْعِظَامَ مِنَ ٱلْبَيْتِ، وَقَالَ لِمَنْ هُوَ فِي جَوَانِبِ ٱلْبَيْتِ: أَعِنْدَكَ بَعْدُ؟ يَقُولُ: لَيْسَ بَعْدُ. فَيَقُولُ: ٱسْكُتْ، فَإِنَّهُ لاَ يُذْكَرُ ٱسْمُ ٱلرَّبِّ. ١١ لأَنَّهُ هُوَذَا ٱلرَّبُّ يَأْمُرُ فَيَضْرِبُ ٱلْبَيْتَ ٱلْكَبِيرَ رَدْماً وَٱلْبَيْتَ ٱلصَّغِيرَ شُقُوقاً».
ص ٤: ٢٠ و٨: ٧ وتكوين ٢٢: ١٦ وإرميا ٢٢: ٥ و٥١: ١٤ ص ٥: ٢١ ولاويين ٢٦: ٣٠ وتثنية ٣٢: ١٩ ومزمور ١٠٦: ٤٠ ص ٣: ١٠ و١١ هوشع ١١: ٦ ص ٥: ٣ و١صموئيل ٣١: ١٢ ص ٥: ١٣ و٨: ٣ إرميا ٤٤: ٢٦ وحزقيال ٢: ٣٩ ص ٣: ١٥ و٥: ١١ و٢ملوك ٢٥: ٩
عَظَمَةَ يَعْقُوبَ أي الغنى والقوة الجسدية التي كانوا متكلين عليها. والخطية التي يكرهها رب الجنود هذه الكراهة العظيمة «فأقسم بنفسه» هي تحصيل الغنى بواسطة الظلم وعدم الاهتمام بأحوال شعبه التعسة. وفي (ع ٩ – ١١) يصف النبي ما سيصيبهم من الضيقات عند حصار السامرة من ملك أشور (انظر ٢ملوك ١٧: ٥ و٦).
إِذَا حَمَلَ أَحَداً عَمُّهُ (ع ١٠) أي لا يكون له أخ أو ابن ليحمله. ولسبب الضيق وكثرة الموتى لا يقدرون أن يدفنونهم فيحرقونهم. والذي في البيت يختفي في جوانبه من الخوف ويقول «ليس بعد… لا يُذكر اسم الرب» أي من خرافاتهم أنه إذا ذكروا اسم الرب يلتفت هو إليهم ليعمل معهم شراً.
١٢ – ١٤ «١٢ هَلْ تَرْكُضُ ٱلْخَيْلُ عَلَى ٱلصَّخْرِ، أَوْ يُحْرَثُ عَلَيْهِ بِٱلْبَقَرِ، حَتَّى حَوَّلْتُمُ ٱلْحَقَّ سُمّاً وَثَمَرَ ٱلْبِرِّ أَفْسَنْتِيناً؟ ١٣ أَنْتُمُ ٱلْفَرِحُونَ بِٱلْبُطْلِ، ٱلْقَائِلُونَ: أَلَيْسَ بِقُوَّتِنَا اتَّخَذْنَا لأَنْفُسِنَا قُرُوناً؟ ١٤ لأَنِّي هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكُمْ أُمَّةً يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ، فَيُضَايِقُونَكُمْ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي ٱلْعَرَبَةِ».
ص ٥: ٧ و١١ و١٢ و١ملوك ٢١: ٧ – ١٣ وإشعياء ٥٩: ١٣ و١٤ أيوب ٨: ١٤ و١٥ ومزمور ٢: ٢ – ٤ ولوقا ١٢: ١٩ و٢٠ مزمور ٧٥: ٤ و٥ وإشعياء ٢٨: ١٤ و١٥ ص ٣: ١١ عدد ٣٤: ٧ و٨ و٢ملوك ١٤: ٢٥
هَلْ تَرْكُضُ ٱلْخَيْلُ عَلَى ٱلصَّخْرِ أي إذا هجمت على قلعة مبنية على صخر يكون عبثاً وكذلك «حرث الصخر». ولا ينتفع القضاة الذين حوّلوا الحق سماً أو أفسنتيناً.
ٱلْفَرِحُونَ بِٱلْبُطْلِ (ع ١٣) أي بغناهم وقوتهم أنه ليس قوة أو نجاح حقيقي إلا بالرب. و«القرون» و«مدخل حماة» هو الطرف الشمالي و«وادي العربة» هو الطرف الجنوبي بين موآب وأدوم. أي بحر العربة (انظر ٢ملوك ١٤: ٢٥) ووادي الصفصاف (انظر إشعياء ١٥: ٧).
السابق |
التالي |