سفر زكريا

سفر زكريا | 06 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر زكريا

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ

١ – ٣ «١ فَعُدْتُ وَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا بِأَرْبَعِ مَرْكَبَاتٍ خَارِجَاتٍ مِنْ بَيْنِ جَبَلَيْنِ، وَٱلْجَبَلاَنِ جَبَلاَ نُحَاسٍ. ٢ فِي ٱلْمَرْكَبَةِ ٱلأُولَى خَيْلٌ حُمْرٌ، وَفِي ٱلْمَرْكَبَةِ ٱلثَّانِيَةِ خَيْلٌ دُهْمٌ، ٣ وَفِي ٱلْمَرْكَبَةِ ٱلثَّالِثَةِ خَيْلٌ شُهْبٌ وَفِي ٱلْمَرْكَبَةِ ٱلرَّابِعَةِ خَيْلٌ مُنَمَّرَةٌ شُقْرٌ».

ص ١: ١٨ و٥: ٩ ع ٥ وص ١: ١٨ ودانيال ٧: ٣ و٨: ٢٢ ص ١: ٨

الرؤيا الثامنة والأخيرة. في الرؤيا الأولى رأى فرساً أبيض وخيلاً حمراً وشقراً وشهباً وهم للذين أرسلهم الرب للجولان في الأرض فرجعوا بالخبر أن الأرض كلها مستريحة وساكنة أي لم يأت الوقت المعيّن لسقوط الممالك المقاومة (١: ٧ – ١١) وفي هذه الرؤيا خبر بداية سقوط الممالك ولا سيما بابل وهي عدوتهم العظيمة. «قد سكنوا روحي في أرض الشمال».

أَرْبَعِ مَرْكَبَاتٍ (انظر ١: ١٨) «أربعة قرون» و٢٠ «أربعة صناع» والعدد أربعة يدل على العمومية أي الجهات الأربع.

مِنْ بَيْنِ جَبَلَيْنِ يظن أن الجبلين هما جبل الزيتون وجبل صهيون أي المدينة المقدسة أورشليم مسكن الرب فخرج جيشه منها. وهي متينة وغير مزعزعة كجبال من نحاس. ولا نعرف ما هو معنى ألوان الخيل. لعلها تشير إلى الحرب والجوع والغلبة أو إلى ممالك مختلفة (انظر ١: ٧ – ١١).

٤ – ٨ «٤ فَسَأَلْتُ ٱلْمَلاَكِ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي: مَا هٰذِهِ يَا سَيِّدِي؟ ٥ فَأَجَابَ ٱلْمَلاَكُ: هٰذِهِ هِيَ أَرْوَاحُ ٱلسَّمَاءِ ٱلأَرْبَعُ خَارِجَةٌ مِنَ ٱلْوُقُوفِ لَدَى سَيِّدِ ٱلأَرْضِ كُلِّهَا. ٦ ٱلَّتِي فِيهَا ٱلْخَيْلُ ٱلدُّهْمُ تَخْرُجُ إِلَى أَرْضِ ٱلشِّمَالِ، وَٱلشُّهْبُ خَارِجَةٌ وَرَاءَهَا، وَٱلْمُنَمَّرَةُ تَخْرُجُ نَحْوَ أَرْضِ ٱلْجَنُوبِ. ٧ أَمَّا ٱلشُّقْرُ فَخَرَجَتْ وَٱلْتَمَسَتْ أَنْ تَذْهَبَ لِتَتَمَشَّى فِي ٱلأَرْضِ، فَقَالَ: ٱذْهَبِي وَتَمَشِّي فِي ٱلأَرْضِ. فَتَمَشَّتْ فِي ٱلأَرْضِ. ٨ فَصَرَخَ عَلَيَّ وَقَالَ: هُوَذَا ٱلْخَارِجُونَ إِلَى أَرْضِ ٱلشِّمَالِ قَدْ سَكَّنُوا رُوحِي فِي أَرْضِ ٱلشِّمَالِ».

ص ١: ٩ إرميا ٤٩: ٣٦ وحزقيال ٣٧: ٩ ودانيال ٧: ٢ و١١: ٤ ومتّى ٢٤: ٣١ ورؤيا ٧: ١ إرميا ١: ١٤ و١٥ و٤: ٦ و٦: ١ و٢٥: ٩ و٤٦: ١٠ وحزقيال ١: ٤ إشعياء ٤٣: ٦ ودانيال ١١: ٥ ص ١: ١٠ ص ١: ١٥ وحزقيال ٥: ١٣ و٢٤: ١٣

قال الملاك إن المركبات الأربع هي أرواح السماء الخارجة من الوقوف لدى سيد الأرض كلها (انظر مزمور ١٠٤: ٤) «ٱلصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ نَاراً مُلْتَهِبَةً».

أَرْضِ ٱلشِّمَالِ (ع ٦) أي بابل لأن الطريق إليها من أورشليم كان أولاً إلى الشمال إلى كركميش ثم إلى الجنوب والشرق. وخرج وراء الخيل الدهم الخيل الشهب أي خرج جيشان إلى أرض بابل لأنها المملكة العظمى. وأرض الجنوب هي مصر. وأما الشقر فخرجت لتتمشى في الأرض. «والتمست أن تذهب» (ع ٧) ولعل المعنى أن الرب يريد خلاص شعبه وهو مستعد استعداداً كاملاً ولكن العائق من شعبه لعدم إيمانهم وغيرتهم.

قَدْ سَكَّنُوا رُوحِي فِي أَرْضِ ٱلشِّمَالِ (ع ٨) أي انتقم الله من أعدائه في أرض بابل. والكلام يعبر عن أعمال الله بألفاظ بشرية.

٩ – ١٥ «٩ وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ: ١٠ خُذْ مِنْ أَهْلِ ٱلسَّبْيِ مِنْ حَلْدَايَ وَمِنْ طُوبِيَّا وَمِنْ يَدَعْيَا ٱلَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَابِلَ، وَتَعَالَ أَنْتَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ وَٱدْخُلْ إِلَى بَيْتِ يُوشِيَّا بْنِ صَفَنْيَا. ١١ ثُمَّ خُذْ فِضَّةً وَذَهَباً وَٱعْمَلْ تِيجَاناً وَضَعْهَا عَلَى رَأْسِ يَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادَاقَ ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ. ١٢ وَقُلْ لَهُ: هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: هُوَذَا ٱلرَّجُلُ «ٱلْغُصْنُ» ٱسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ. ١٣ فَهُوَ يَبْنِي هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ، وَهُوَ يَحْمِلُ ٱلْجَلاَلَ وَيَجْلِسُ وَيَتَسَلَّطُ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَيَكُونُ كَاهِناً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَتَكُونُ مَشُورَةُ ٱلسَّلاَمِ بَيْنَهُمَا كِلَيْهِمَا. ١٤ وَتَكُونُ ٱلتِّيجَانُ لِحَالِمَ وَلِطُوبِيَّا وَلِيَدَعْيَا وَلِحَيْنِ بْنِ صَفَنْيَا تِذْكَاراً فِي هَيْكَلِ ٱلرَّبِّ. ١٥ وَٱلْبَعِيدُونَ يَأْتُونَ وَيَبْنُونَ فِي هَيْكَلِ ٱلرَّبِّ، فَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّ ٱلْجُنُودِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. وَيَكُونُ إِذَا سَمِعْتُمْ سَمَعاً صَوْتَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ».

ص ١: ١ و٧: ١ و٨: ١ عزرا ٧: ١٤ – ١٦ و٨: ٢٦ – ٣٠ وإرميا ٢٨: ٦ و٢صموئيل ١٢: ٣٠ ومزمور ٢١: ٣ ونشيد ٤: ١١ ص ٣: ١ وعزرا ٣: ٢ وحجي ١: ١ ص ٣: ٨ وإشعياء ٣: ٢ و١١: ١ وإرميا ٢٣: ٥ و٣٣: ١٥ إشعياء ٥٣: ٢ ص ٤: ٦ – ٩ وعزرا ٣: ٨ و١٠ وعاموس ٩: ١١ إشعياء ٩: ٦ و١١: ١٠ و٢٢: ٢٤ و٤٩: ٥ و٦ إشعياء ٩: ٧ مزمور ١١٠: ١ و٤ ع ١١ إشعياء ٥٦: ٦ – ٨ و٦: ١٠ ص ٢: ٩ – ١١ و٤: ٩ ص ٣: ٧ وإشعياء ٥٨: ١٠ – ١٤ وإرميا ٧: ٢٣

أَهْلِ ٱلسَّبْيِ (ع ١) الباقون في أرض بابل. واهتموا في تجديد الهيكل في أورشليم وأرسلوا له هدايا من فضة وذهب عن يد حلداي وطوبيا ويدعيا ونزل المرسلون في بيت يوشيا في أورشليم ولا نعرف شيئاً عنهم غير المذكور هنا.

وَٱعْمَلْ تِيجَاناً (ع ١١) يظهر من سياق الكلام أنه كان تاج واحد فقط وضعه النبي على رأس يهوشع رئيس الكهنة. وله لكونه رمزاً إلى المسيح (انظر رؤيا ١٩: ١٢ و١٦) «عَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ… وَعَلَى فَخْذِهِ ٱسْمٌ مَكْتُوبٌ: مَلِكُ ٱلْمُلُوكِ وَرَبُّ ٱلأَرْبَابِ» وعلى رأس البابا رئيس الكنيسة الباباوية تاج مثلث.

ٱلرَّجُلُ «ٱلْغُصْنُ» (ع ١٢) (انظر ٣: ٨ وتفسيره). وكان يهوشع رمزاً إلى المسيح.

وَيَبْنِي هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ قيل في ٤: ٩ «إن يدي زربابل قد أسستا هذا البيت فيداه تتممانه» أي زربابل بنى البيت ولكن كان ذلك البيت رمزاً إلى البيت الروحي (انظر ١بطرس ٢: ٥) «كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ، بَيْتاً رُوحِيّاً» و(أفسس ٢: ٢٠ و٢١) «مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ ٱلرُّسُلِ وَٱلأَنْبِيَاءِ… هَيْكَلاً مُقَدَّساً فِي ٱلرَّبِّ».

الكلام في ٣: ٨ وفي ٦: ١٢ يدل على أن يهوشع هو الرمز عن المسيح الغصن. وأما الكلام في إشعياء ١١: ١ «وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ» وفي إرميا ٢٣: ٥ «أُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرٍّ» فيدل على أن الغصن هو من نسل داود فيكون زربابل الرمز إلى المسيح لكونه من نسل داود وأما يهوشع فليس من نسل داود. ولكننا نرى في العهد الجديد ما يساعد على حل هذا المشكل فإن المسيح الغصن هو ذو طبيعتين إله تام وإنسان تام من نسل داود من جهة الجسد وابن الله من جهة الروح (انظر رومية ١: ٣ و٤) وهو ملك ورئيس كهنة أيضاً. فكان يهوشع رمزاً إلى المسيح لكونه رئيس كهنة وكان زربابل رمزاً إلى المسيح لكونه من نسل داود وكل منهما رمز إلى الغصن.

وَتَكُونُ مَشُورَةُ ٱلسَّلاَمِ بَيْنَهُمَا كِلَيْهِمَا (ع ١٣) أي بين يهوشع الرئيس الروحي وزربابل الرئيس السياسي لأن كلا منهما خادم للرب.

وَتَكُونُ ٱلتِّيجَانُ الخ (ع ١٤) أي بعد العمل الرمزي المذكور. والظاهر أن حالم هو حلداي وحين هو يوشيا.

ٱلْبَعِيدُونَ (ع ١٥) المشتتون في أرض بابل وغيرها ولعل الكلام يشير أيضاً إلى بعض الأمم «أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ ٱلْمَسِيحِ» (أفسس ٢: ١٣) (انظر حجي ٢: ٧ وزكريا ٨: ٢٢).

وَيَكُونُ إِذَا سَمِعْتُمْ الخ جملة غير كاملة. في الترجمة اليسوعية وغيرها وسيكون ذلك إن كنتم تسمعون صوت الرب إلهكم سماعاً. وربما تكون الإشارة إلى بركات عظيمة موعود بها لا توصف ولا يعبر عنها.ويسوع طرد من دار الهيكل باعة البقر والغنم والحمام والصيارف وقال لهم لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة (يوحنا ٢: ١٣ – ١٦).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى