سفر زكريا

سفر زكريا | 05 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر زكريا

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ

١ – ٤ «١ فَعُدْتُ وَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا بِدَرْجٍ طَائِرٍ. ٢ فَقَالَ لِي: مَاذَا تَرَى؟ فَقُلْتُ: إِنِّي أَرَى دَرْجاً طَائِراً طُولُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعاً وَعَرْضُهُ عَشَرُ أَذْرُعٍ. ٣ فَقَالَ لِي: هٰذِهِ هِيَ ٱللَّعْنَةُ ٱلْخَارِجَةُ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلأَرْضِ. لأَنَّ كُلَّ سَارِقٍ يُبَادُ مِنْ هُنَا بِحَسَبِهَا، وَكُلَّ حَالِفٍ يُبَادُ مِنْ هُنَاكَ بِحَسَبِهَا. ٤ إِنِّي أُخْرِجُهَا يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ فَتَدْخُلُ بَيْتَ ٱلسَّارِقِ وَبَيْتَ ٱلْحَالِفِ بِٱسْمِي زُوراً، وَتَبِيتُ فِي وَسَطِ بَيْتِهِ وَتُفْنِيهِ مَعَ خَشَبِهِ وَحِجَارَتِهِ».

إرميا ٣٦: ٢ وحزقيال ٢: ٩ ص ٤: ٢ إشعياء ٢٤: ٦ و٤٣: ٢٨ وإرميا ٢٦: ٦ خروج ٢٠: ١٥ ولاويين ١٩: ١١ وملاخي ٣: ٨ و٩ ع ٤ وخروج ٢٠: ٧ ولاويين ١٩: ١٢ وإشعياء ٤٨: ١ وإرميا ٥: ٢ و٢٣: ١٠ ملاخي ٣: ٥ هوشع ٤: ٢ و٣ إرميا ٢: ٢٦ لاويين ١٤: ٣٤ – ٤٥ وأيوب ١٨: ١٥ وأمثال ٣: ٣٣ وحبقوق ٢: ٩ – ١١ ويعقوب ٥: ٢ و٣

قيل في ٣: ٩ إن الرب يزيل إثم الأرض وهنا أرى النبي في رؤيا إزالته. رأى درجاً طائراً أي نازلاً من الله على الناس وطائراً لأنه سريع المشي ويصل إلى كل مكان فلا يخفاه شيء والدرج كبير جداً طوله عشرون ذراعاً وعرضه عشر أذرع وذلك قياس القدس في الهيكل وقياس مذبح النحاس أيضاً. وعظمة الدرج دليل على كثرة اللعنات وهي بمقدار خطايا الشعب الكثيرة. ومن هذه الخطايا الكثيرة ذكر اثنتين أي السرقة والحلف زوراً لأنهما الخطايا الخصوصية الموجودة عند الشعب. ودخلت اللعنة بيت كل سارق وبيت كل حالف زوراً فلا تفني صاحب البيت فقط بل أيضاً خشب بيته وحجارته أي تزيل كل إثم تماماً.

٥ – ١١ «٥ ثُمَّ خَرَجَ ٱلْمَلاَكُ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي وَقَالَ لِي: ٱرْفَعْ عَيْنَيْكَ وَٱنْظُرْ مَا هٰذَا ٱلْخَارِجُ. ٦ فَقُلْتُ: مَا هُوَ؟ فَقَالَ: هٰذِهِ هِيَ ٱلإِيفَةُ ٱلْخَارِجَةُ. وَقَالَ: هٰذِهِ عَيْنُهُمْ فِي كُلِّ ٱلأَرْض. ٧ وَإِذَا بِوَزْنَةِ رَصَاصٍ رُفِعَتْ. وَكَانَتِ ٱمْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ ٱلإِيفَةِ. ٨ فَقَالَ: هٰذِهِ هِيَ ٱلشَّرُّ. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ ٱلإِيفَةِ، وَطَرَحَ ثِقْلَ ٱلرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا. ٩ وَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا بِٱمْرَأَتَيْنِ خَرَجَتَا وَٱلرِّيحُ فِي أَجْنِحَتِهِمَا. وَلَهُمَا أَجْنِحَةٌ كَأَجْنِحَةِ ٱللَّقْلَقِ، فَرَفَعَتَا ٱلإِيفَةَ بَيْنَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَاءِ. ١٠ فَقُلْتُ لِلْمَلاَكِ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي: إِلَى أَيْنَ هُمَا ذَاهِبَتَانِ بِٱلإِيفَةِ؟ ١١ فَقَالَ لِي: لِتَبْنِيَا لَهَا بَيْتاً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ. وَإِذَا تَهَيَّأَ تَقِرُّ هُنَاكَ عَلَى قَاعِدَتِهَا».

ص ١: ٩ ع ١ وص ١: ١٨ و٢: ١ و٦: ١ لاويين ١٩: ٣٦ وعاموس ٨: ٥ وميخا ٦: ١ هوشع ١٢: ٧ وعاموس ٨: ٥ وميخا ٦: ١١ ع ٧ ع ٥ لاويين ١١: ١٣ و١٩ ومزمور ١٠٤: ١٧ وإرميا ٨: ٧ تكوين ١٠: ١٠ و١١: ٢ و١٤: ١ وإشعياء ١١: ١١ ودانيال ١: ٢

ثم رأى رؤيا أخرى رأى فيها إيفة خارجة. الإيفة من المكاييل للأشياء الجافة تعادل كيلة سلطانية وسدسها.

هٰذِهِ عَيْنُهُمْ (ع ٦) أي منظرهم (عدد ١١: ٧) والمعنى هنا آثامهم وهي كثيرة وظاهرة وهي التي يراها النبي عندما ينظر إليهم. وليست أعمالهم فقط أعمال إثم بل هم أيضاً أثمة وطباعهم وأميال قلوبهم هي كلها إثم فلا يكفي إزالة آثامهم بل يلزم أيضاً إزالة الأثمة. الملك الصالح حزقيا أزال المرتفعات وكسر التماثييل وقطع السواري ولكن عادت هذه الشرور بعد موته لما ملك ابنه منسى. ويوشيا رمّم ثلم بيت الرب وطهره وكسّر التماثيل وهدم المرتفعات ولكنها عادت بعد موته. أي الإصلاح الحقيقي لا يكون بالأمور الخارجية فقط ولا بأوامر من الملك بل بتطهير القلوب.

وَزْنَةِ رَصَاصٍ (ع ٧) نحو ١٨ رطلاً وهي غطاء الإيفة وثقيلة جداً فلا يمكن المرأة أن تخرج من الإيفة. والخطية مشبهة بامرأة لأنها تظهر للناس جميلة فتخدعهم ولأنها تكثر أمثلتها كامرأة شريرة تلد أولاداً أشراراً (انظر رؤيا ١٧: ٣ – ٦).

ٱمْرَأَتَيْنِ (ع ٩) أي الوسائط المعينة من الله لرفع الخطية من الأرض وهذه الوسائط مشبهة بامرأتين لأن الخطية مشبهة بامرأة والإيفة ثقيلة والله يستعمل وسائط كافية. والريح في أجنحتها تشير إلى السرعة والقوة وهذا معنى أجنحة اللقلق أيضاً أي القوة والسرعة.

أَرْضِ شِنْعَارَ (ع ١١) هي أرض بابل وهي أرض بعيدة وأرض أعداء إسرائيل وعبدة الأوثان ولها بيت هناك أي تبقى هناك ولا ترجع إلى الأرض المقدسة. وخلاص المؤمنين بالمسيح لا يكون وقتياً ولا جزئياً بل إلى التمام وإلى الأبد. والمسيح أشار إلى هذا الانفصال بين الأشرار والصالحين بمثل زوان الحقل ومثل الشبكة.

والرؤيا تفيد أن الرب ينجز وعده المذكور في ٣: ٩ «وأزيل إثم تلك الأرض» فكان بذلك تعزية لخائفيه. ولا شك السارقون والحالفون زوراً سمعوا كلام النبي فكان لهم إنذاراً. لأن الله هو إله قدوس وغيور فلا يطيق الإثم ولا يبرئ من نطق باسمه باطلاً ويلزمنا في أيامنا أيضاً إنذار كهذا فلا نستخف بالخطية ولا تطمئن أنفسنا ما دمنا فيها. مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى