سفر زكريا

سفر زكريا | 04 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر زكريا

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

١ – ٧ «١ فَرَجَعَ ٱلْمَلاَكُ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي وَأَيْقَظَنِي كَرَجُلٍ أُوقِظَ مِنْ نَوْمِهِ. ٢ وَقَالَ لِي: مَاذَا تَرَى؟ فَقُلْتُ: قَدْ نَظَرْتُ وَإِذَا بِمَنَارَةٍ كُلُّهَا ذَهَبٌ، وَكُوزُهَا عَلَى رَأْسِهَا، وَسَبْعَةُ سُرُجٍ عَلَيْهَا، وَسَبْعُ أَنَابِيبَ لِلسُّرْجِ ٱلَّتِي عَلَى رَأْسِهَا. ٣ وَعِنْدَهَا زَيْتُونَتَانِ، إِحْدَاهُمَا عَنْ يَمِينِ ٱلْكُوزِ وَٱلأُخْرَى عَنْ يَسَارِهِ. ٤ فَسَأَلْتُ ٱلْمَلاَكِ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي: مَا هٰذِهِ يَا سَيِّدِي؟ ٥ فَأَجَابَ ٱلْمَلاَكُ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي: أَمَا تَعْلَمُ مَا هٰذِهِ؟ فَقُلْتُ: لاَ يَا سَيِّدِي. ٦ فَقَالَ: هٰذِهِ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ إِلَى زَرُبَّابِلَ: لاَ بِٱلْقُدْرَةِ وَلاَ بِٱلْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. ٧ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا ٱلْجَبَلُ ٱلْعَظِيمُ؟ أَمَامَ زَرُبَّابِلَ تَصِيرُ سَهْلاً! فَيُخْرِجُ حَجَرَ ٱلزَّاوِيَةِ بَيْنَ ٱلْهَاتِفِينَ: كَرَامَةً كَرَامَةً لَهُ».

ص ١: ٩ و١ملوك ١٩: ٥ – ٧ وإرميا ٣١: ٢٦ ص ٥: ٢ وإرميا ١: ١٣ خروج ٢٥: ٣١ و٣٧ وإرميا ٥٢: ١٩ رؤيا ٤: ٥ ع ١١ ورؤيا ١١: ٤ ع ٥ و١٣ وص ١: ٩ و٦: ٤ ع ١ وص ١: ٩ ع ١٣ حجي ٢: ٤ و٥ إشعياء ١١: ٢ – ٤ و٣٠: ١ وهوشع ١: ٧ و٢أيام ٣٢: ٧ و٨ وأفسس ٦: ١٧ ص ١٤: ٤ و٥ ومزمور ١١٤: ٤ و٦ وإشعياء ٤٠: ٣ و٤ وناحوم ١: ٥ و٦ ع ٩ عزرا ٣: ١٠ و١١ ومزمور ٨٤: ١١

فَرَجَعَ ٱلْمَلاَكُ كان الملاك قد ترك النبي قليلاً والنبي من فرط الإعلانات كان قد وقع في سبات (انظر دانيال ١٠: ٨ – ١٠).

وَإِذَا بِمَنَارَةٍ (ع ٢) كان لمنارة خيمة الاجتماع ست شُعب من جانبها الواحد ثلاث شعب ومن جانبها الآخر ثلاث شعب ولها سبعة سرج (خروج ٣٧: ١٧ – ٢٤) وكان الشعب يقدمون إلى الكاهن زيتاً للضوء لإيقاد السرج دائماً وعلى الكاهن أن يرتبها من المساء إلى الصباح أمام الرب دائماً (لاويين ٢٤: ١ – ٤) وكانت المنارة ترمز إلى المسيح لكونه نور العالم وإلى الكنيسة لكونها نور العالم وعند المنارة التي رآها النبي في هذه الرؤيا زيتونتان ومن الزيتونتين سبع أنابيب للسرج السبعة (انظر تفسير ع ١١). والنبي سأل الملاك ما هذه وأجابه وبيّن له أولاً غاية الرؤيا وهي تشجيع زربابل الرئيس السياسي كما كان الرب شجع يهوشع الرئيس الروحي في الأصحاح السابق. كان زربابل ضعيفاً والعمل المطلوب منه عظيماً ولكن نجاح العمل ليس بقدرة الإنسان بل بروح الرب وكل الصعوبات وإن كانت كجبل تزول أمامه فيكمل عمله بوضع الحجر الأخير في أعلى البيت. والحجر المذكور في ع ٧ ليس حجر الأساس لأن ذلك كان وُضع في الأول بل الحجر الأخير أي حجر الزاوية العليا.

٨ – ١٤ «٨ وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ: ٩ إِنَّ يَدَيْ زَرُبَّابِلَ قَدْ أَسَّسَتَا هٰذَا ٱلْبَيْتَ فَيَدَاهُ تُتَمِّمَانِهِ، فَتَعْلَمُ أَنَّ رَبَّ ٱلْجُنُودِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. ١٠ لأَنَّهُ مَنِ ٱزْدَرَى بِيَوْمِ ٱلأُمُورِ ٱلصَّغِيرَةِ. فَتَفْرَحُ أُولَئِكَ ٱلسَّبْعُ، وَيَرَوْنَ ٱلزِّيجَ بِيَدِ زَرُبَّابِلَ. إِنَّمَا هِيَ أَعْيُنُ ٱلرَّبِّ ٱلْجَائِلَةُ فِي ٱلأَرْضِ كُلِّهَا. ١١ فَسَأَلْتُهُ: مَا هَاتَانِ ٱلزَّيْتُونَتَانِ عَنْ يَمِينِ ٱلْمَنَارَةِ وَعَنْ يَسَارِهَا؟ ١٢ وَسَأَلْتُهُ ثَانِيَةً: مَا فَرْعَا ٱلزَّيْتُونِ ٱللَّذَانِ بِجَانِبِ ٱلأَنَابِيبِ مِنْ ذَهَبٍ، ٱلْمُفْرِغَانِ مِنْ أَنْفُسِهِمَا ٱلذَّهَبِيَّ؟ ١٣ فَأَجَابَنِي: أَمَا تَعْلَمُ مَا هَاتَانِ؟ فَقُلْتُ: لاَ يَا سَيِّدِي. ١٤ فَقَالَ: هَاتَانِ هُمَا ٱبْنَا ٱلزَّيْتِ ٱلْوَاقِفَانِ عِنْدَ سَيِّدِ ٱلأَرْضِ كُلِّهَا».

عزرا ٣: ٨ – ١٠ و٥: ١٦ وحجي ٢: ١٨ ص ٦: ١٢ و١٣ وعزرا ٦: ١٤ و١٥ نحميا ٢٤: ٤ وعاموس ٧: ٢ و٥ وحجي ٢: ٣ ص ٣: ٩ ورؤيا ٨: ٢ عاموس ٧: ٧ و٨ ص ١: ١٠ ع ٣ ع ٥ ع ٤ و٥ خروج ٢٩: ٧ و٤: ١٥ و١صموئيل ١٦: ١ و١٢ و١٣ وإشعياء ٦١: ١ – ٣ ودانيال ٩: ٢٤ – ٢٦ ص ٣: ١ – ٧ ميخا ٤: ١٣

مَنِ ٱزْدَرَى بِيَوْمِ ٱلأُمُورِ ٱلصَّغِيرَةِ (ع ١٠) وأمثلة الأمور الصغيرة البلوطة التي تخرج منها شجرة عظيمة والطفل الضعيف الذي يصير ملكاً أو فيلسوفاً أو رسولاً. وفلسا الأرملة اللذان استحقا التفات الرب والكنيسة الصغيرة في أورشليم التي منها امتلأت الأرض وصلوات بني البشر التي تحرك يد القادر على كل شيء.

أُولَئِكَ ٱلسَّبْعُ أي أعين الرب فكانت على العمل من أوله إلى آخر والمدة نحو عشرين سنة وهي سنو تعب وخوف ففرح الرب عندما رأى تكملة العمل. وكان الزيج بيد زربابل أي كان هو العامل وعمل الرب بواسطته.

ثم سأل النبي عن الزيتونتين اللتين رآهما عند المنارة (ع ٣) وأعاد السؤال قائلاً ما فرعا الزيتون فأجابه الملاك قائلاً هاتان هما ابنا الزيت الواقفان عند سيد الأرض كلها. والأرجح أنه بقوله أشار إلى يهوشع رئيس الكهنة وزربابل الوالي وهما ابنا الزيت لأنهما ممسوحان الواحد لوظيفة رئيس الكهنة والآخر لوظيفة رئيس سياسي وهو من نسل ملوكي. وبواسطة هاتين الوظيفتين يدبر أمور شعبه الروحية والزمنية. واتحدت هاتان الوظيفتان في يسوع المسيح وهو ملك شعبه وكاهنهم العظيم. كان الكاهن يرتب منارة خيمة الاجتماع ويزيّت سرجها يومياً وأما منارة الرؤيا فلا ينقص زيتها ولا يفرغ كوزها. والزيتونتان والفرعان بمعنى واحد أي أن الزيت هو من الزيتون بواسطة الفرعين.

ٱلْمُفْرِغَانِ مِنْ أَنْفُسِهِمَا ٱلذَّهَبِيَّ (ع ١٢) أي الزيت وهو ذهبي اللون وقيمته كقيمة الذهب. قال الرب لبولس الرسول تكفيك نعمتي وهكذا يقول لكل من خدمته وللكنيسة إجمالاً. فمهما أصابها من الضيقات والاضطهادات وتجارب الكفر ومحبة المال والفتور تكفيها نعمة الرب سيد الأرض كلها ما دامت هي متحدة معه.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى