سفر زكريا

سفر زكريا | 07 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر زكريا

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ

١ – ٣ «١ وَكَانَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ لِدَارِيُوسَ ٱلْمَلِكِ أَنَّ كَلاَمَ ٱلرَّبِّ صَارَ إِلَى زَكَرِيَّا فِي ٱلرَّابِعِ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلتَّاسِعِ فِي كِسْلُو، ٢ لَمَّا أَرْسَلَ أَهْلُ بَيْتِ إِيلَ شَرَاصَرَ وَرَجَمَ مَلِكَ وَرِجَالَهُمْ لِيُصَلُّوا قُدَّامَ ٱلرَّبِّ ٣ وَلِيَسْأَلُوا ٱلْكَهَنَةَ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ وَٱلأَنْبِيَاءَ: أَأَبْكِي فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ مُنْفَصِلاً كَمَا فَعَلْتُ كَمْ مِنَ ٱلسِّنِينَ هٰذِهِ؟».

ص ١: ١ و٧ وعزرا ٦: ١٤ و١٥ وحجي ٢: ١٠ و٢٠ نحميا ١: ١ ص ٨: ٢١ و١ملوك ١٣: ٦ وإرميا ٢٦: ١٩ عزرا ٣: ١٠ – ١٢ ص ٨: ١٩ و٢ملوك ٢٥: ٨ و٩ وإرميا ٥٢: ١٢ – ١٤ ص ١٢: ١٢ – ١٤

في السنة الرابعة أي بعد الرؤى بنحو سنتين وقبلما انتهى بناء الهيكل بسنتين.

كِسْلُو شهر كانون الأول.

أَهْلُ بَيْتِ إِيلَ (ع ٢) (انظر عزرا ٢: ٨) لما رجع اليهود من السبي رجع كل واحد إلى المكان الذي كان منه أصلاً. وبعد السبي لم يكن انفصال بين يهوذا وإسرائيل فأرسل أهل بيت إيل إلى أورشليم ليسألوا الكهنة في بيت الرب مع أن بيت إيل كان في القديم مركز عبادة صنمية وكان حضور إسرائيل إلى أورشليم ممنوعاً حسب أمر الملك يربعام. وأسماء هؤلاء الرسل من لغة بابل ولعلهم مولودون في بابل.

أَأَبْكِي (ع ٣) يتكلم الشعب كمتكلم مفرد.

ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ في ٨: ١٩ ذكر أربعة أصوام (١) الشهر العاشر في السنة التاسعة لملك صدقيا ملك يهوذا لأن في هذا الشهر دخلت المدينة تحت الحصار (إرميا ٣٩: ١) (٢) الشهر الرابع الذي فيه في السنة الحادية عشرة ثغرت المدينة ودخل الكلدانيون (انظر إرميا ٣٩: ٢) (٣) الشهر الخامس الذي فيه أحرق الكلدانيون بيت الرب وهدموا أسوار المدينة (انظر ٢ملوك ٢٥: ٩) (٤) الشهر السابع الذي فيه قُتل جدليا الذي كان ملك بابل أقامه رئيساً على الأرض. وحفظ هذه الأصوام كان من فرائض اليهود وليس من وصايا الله فإنه لا يوجد في شريعة الرب أمر بصوم إلا يوم الكفارة (انظر لاويين ٢٣: ٢٦ الخ) ولعلهم ظنوا أن الحزن على احتراق الهيكل الأول ليس بأمر واجب بعدما كانوا ابتدأوا ببناء الهيكل الجديد.

٤ – ٧ «٤ ثُمَّ صَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ رَبِّ ٱلْجُنُودِ: ٥ اِسْأَلْ جَمِيعِ شَعْبِ ٱلأَرْضِ وَٱلْكَهَنَةِ: لَمَّا صُمْتُمْ وَنُحْتُمْ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ وَٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ، وَذَلِكَ هٰذِهِ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً، فَهَلْ صُمْتُمْ صَوْماً لِي أَنَا؟ ٦ وَلَمَّا أَكَلْتُمْ وَلَمَّا شَرِبْتُمْ، أَفَمَا كُنْتُمْ أَنْتُمُ ٱلآكِلِينَ وَأَنْتُمُ ٱلشَّارِبِينَ؟ ٧ أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلْكَلاَمُ ٱلَّذِي نَادَى بِهِ ٱلرَّبُّ عَنْ يَدِ ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلأَوَّلِينَ، حِينَ كَانَتْ أُورُشَلِيمُ مَعْمُورَةً وَمُسْتَرِيحَةً، وَمُدُنُهَا حَوْلَهَا وَٱلْجَنُوبُ وَٱلسَّهْلُ مَعْمُورَيْنِ؟».

٨: ١٩ إرميا ٤١: ١ – ٣ إشعياء ١: ١١ و١٢ و٥٨: ٥ ص ١: ٤ وإشعياء ١: ١٦ – ٢٠ وإرميا ٧: ٥ و٢٣ إرميا ٢٢: ٢١ إرميا ١٣: ١٩ و٣٢: ٤٤

كان جواب الرب لجميع شعب الأرض وليس لأهل بيت إيل فقط. وحسب الظاهر كانوا مستحقين المدح لأنهم طلبوا أن يعرفوا إرادة الرب وسألوا الكهنة في بيت الله في أورشليم. ولكن الرب يعرف الغايات السرية.

هٰذِهِ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً (ع ٥) مدة السبي كلها وأما الأصوام المذكورة فلعلها لم تُحفظ من أول هذه المدة.

فَهَلْ صُمْتُمْ صَوْماً لِي أَنَا وهذا السؤال يفيد (١) إن صومهم كان من أنفسهم وليس بأمر الرب (٢) إن الله ليس محتاجاً إلى شيء فإذا صاموا لا ينتفع وإذا أكلوا لا يخسر فلا يجب أن يظنوا أنهم بصومهم جعلوه مديوناً لهم.

ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلأَوَّلِينَ (ع ٧) أي الذين تنبأوا قبل السبي. فلا يحتاجون إلى إعلان جديد لأن الله كان علمهم منذ القديم بألفاظ واضحة كل الواجبات المطلوبة منهم. انظر قول إبراهيم للغني في الهاوية الذي طلب منه أن يرسل لعازر لإخوته «عِنْدَهُمْ مُوسَى وَٱلأَنْبِيَاءُ. لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ» (لوقا ١٦: ٢٩).

حِينَ كَانَتْ أُورُشَلِيمُ مَعْمُورَةً ذكرهم تلك الأيام القديمة لكي يقابلوها بالضيقات التي أصابتهم لأنهم أبوا أن يسمعوا كلام الأنبياء؟ الجنوب والسهل هما أرض يهوذا من أورشليم وصاعداً إلى جهة الجنوب (انظر يشوع ١٥: ٣٣ و٤٨).

٨ – ١٤ «٨ وَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا: ٩ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: ٱقْضُوا قَضَاءَ ٱلْحَقِّ، وَٱعْمَلُوا إِحْسَاناً وَرَحْمَةً، كُلُّ إِنْسَانٍ مَعَ أَخِيهِ. ١٠ وَلاَ تَظْلِمُوا ٱلأَرْمَلَةَ وَلاَ ٱلْيَتِيمَ وَلاَ ٱلْغَرِيبَ وَلاَ ٱلْفَقِيرَ، وَلاَ يُفَكِّرْ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَرّاً عَلَى أَخِيهِ فِي قَلْبِهِ. ١١ فَأَبَوْا أَنْ يُصْغُوا وَأَعْطُوا كَتِفاً مُعَانِدَةً، وَثَقَّلُوا آذَانَهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ. ١٢ بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا ٱلشَّرِيعَةَ وَٱلْكَلاَمَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ. ١٣ فَكَانَ كَمَا نَادَى هُوَ فَلَمْ يَسْمَعُوا، كَذٰلِكَ يُنَادُونَ هُمْ فَلاَ أَسْمَعُ، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. ١٤ وَأَعْصِفُهُمْ إِلَى كُلِّ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوهُمْ. فَخَرِبَتِ ٱلأَرْضُ وَرَاءَهُمْ، لاَ ذَاهِبَ وَلاَ آئِبَ. فَجَعَلُوا ٱلأَرْضَ ٱلْبَهِجَةَ خَرَاباً».

ص ٨: ١٦ وحزقيال ١٨: ٨ و٤٥: ٩ و٢صموئيل ٩: ٧ وأيوب ٦: ١٤ وميخا ٦: ٨ خروج ٢٢: ٢٢ ومزمور ٧٢: ٤ وإرميا ٧: ٦ ص ٨: ١٧ ومزمور ٢١: ١١ وميخا ٢: ١ إرميا ٥: ٣ و٨: ٥ و١١: ١٠ إرميا ٧: ٢٦ و١٧: ٢٣ مزمور ٥٨: ٤ وإرميا ٥: ٢١ و٢أيام ٣٦: ١٣ وحزقيال ٢: ٤ و٣: ٧ – ٩ ع ٧ نحميا ٩: ٣٠ و٢أيام ٣٦: ١٦ ودانيال ٩: ١١ و١٢ إرميا ١١: ١٠ و١٤ و١٤: ١٢ أمثال ١: ٢٤ – ٢٨ وإشعياء ١: ١٥ تثنية ٤: ٢٧ و٢٨: ٦٤ إرميا ٢٣: ١٩ إرميا ٤٤: ٦ إشعياء ٦٠: ١٥ إرميا ١٢: ١٠

في هذه الآيات يذكرهم النبي أن الرب سكب كنار غيظه على آبائهم (انظر مراثي ٢: ١ – ٢٠) بسبب خطاياهم ومن تلك الخطايا خطية الظلم فإن الرب يعتني عناية خصوصية بالفقير والأرملة واليتيم والغريب ويغتاظ غيظاً شديداً من كل من يظلمهم. انظر أقوال الأنبياء الكثيرة في هذا الموضوع (إشعياء ١: ١٧ و٢٣ وهوشع ٦: ٦ وعاموس ٨: ٤ – ٦ وخروج ٢٢: ٢١ – ٢٧ ولاويين ١٩: ١٣ و٣٣ و٣٤ وتثنية ٢٤: ١٤ – ٢٣).

وَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا: هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ يُظن أن هذه الجملة جملة معترضة وسياق الكلام كما يأتي (ع ٧ – ٩) «أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلْكَلاَمُ ٱلَّذِي نَادَى بِهِ ٱلرَّبُّ عَنْ يَدِ ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلأَوَّلِينَ، حِينَ كَانَتْ أُورُشَلِيمُ مَعْمُورَةً وَمُسْتَرِيحَةً، وَمُدُنُهَا حَوْلَهَا وَٱلْجَنُوبُ وَٱلسَّهْلُ مَعْمُورَيْنِ… ٱقْضُوا قَضَاءَ ٱلْحَقِّ، وَٱعْمَلُوا إِحْسَاناً الخ».

كَتِفاً مُعَانِدَةً (ع ١١) كثور لا يقبل النير (انظر إرميا ٧: ٢٤ وهوشع ٤: ١٦).

جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً (ع ١٢) لم يؤثر فيهم كلام الرب (انظر حزقيال ١١: ١٩).

وَأَعْصِفُهُمْ إِلَى كُلِّ ٱلأُمَمِ (ع ١٤) كلام الرب للآباء بيد الأنبياء الأولين.

فَخَرِبَتِ ٱلأَرْضُ كلام زكريا فيه بيّن لهم عقاب عصيان الآباء.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى