سفر زكريا

سفر زكريا | 03 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر زكريا

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

١، ٢ «١ وَأَرَانِي يَهُوشَعَ ٱلْكَاهِنَ ٱلْعَظِيمَ قَائِماً قُدَّامَ مَلاَكِ ٱلرَّبِّ، وَٱلشَّيْطَانُ قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ. ٢ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: لِيَنْتَهِرْكَ ٱلرَّبُّ يَا شَيْطَانُ. لِيَنْتَهِرْكَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي ٱخْتَارَ أُورُشَلِيمَ. أَفَلَيْسَ هٰذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ ٱلنَّارِ؟».

ص ٦: ١١ وعزرا ٥: ٢ وحجي ١: ١ و١أيام ٢١: ١ وأيوب ١: ٦ ومزمور ١٠٩: ٦ يهوذا ٩ ص ٢: ١٢ عاموس ٤: ١١ ويهوذا ٢٣

مضمونه الرؤيا الرابعة. والملاك الذي رآه هو ملاك الرب نفسه كما يظهر من (ع ٢). كان الرب وعد شعبه بأنه يأتي ويسكن في وسط شعبه (٢: ١٠) يجب عليهم أن يكونوا طاهرين. ورأى النبي في الرؤيا ما يشبه محكمة. كان الرب كالقاضي والشيطان كالمدّعي ويهوشع كالمدَّعى عليه. والشكاية ليست على يهوشع نفسه بل عليه كنائب الشعب والشكاية هي أن أباءهم أخطأوا وأخطأوا هم أيضاً ولم يقبلوا بعد من الرب كل ما استوجبته خطاياهم. ولكن الرب كان اختار أورشليم «فمن يشتكي على مختاري الله» والرب لم يرفض شعبه.

لِيَنْتَهِرْكَ ٱلرَّبُّ وهذا قول الرب كما في (مزمور ١١٠: ١) «قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي».

مُنْتَشَلَةً مِنَ ٱلنَّارِ النار تشير إلى المشقات. كاد السبي يهلكهم وقليلون منهم رجعوا منه وظهرت فيهم آثار ما كانوا كابدوه.

٣ – ١٠ «٣ وَكَانَ يَهُوشَعُ لاَبِساً ثِيَاباً قَذِرَةً وَوَاقِفاً قُدَّامَ ٱلْمَلاَكِ. ٤ فَقَالَ لِلْوَاقِفِينَ قُدَّامَهُ: ٱنْزِعُوا عَنْهُ ٱلثِّيَابَ ٱلْقَذِرَةَ. وَقَالَ لَهُ: ٱنْظُرْ. قَدْ أَذْهَبْتُ عَنْكَ إِثْمَكَ، وَأُلْبِسُكَ ثِيَاباً مُزَخْرَفَةً. ٥ فَقُلْتُ: لِيَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةً طَاهِرَةً. فَوَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ ٱلْعِمَامَةَ ٱلطَّاهِرَةَ، وَأَلْبَسُوهُ ثِيَاباً وَمَلاَكُ ٱلرَّبِّ وَاقِفٌ. ٦ فَأَشْهَدَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ عَلَى يَهُوشَعَ قَائِلاً: ٧ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: إِنْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِي، وَإِنْ حَفِظْتَ شَعَائِرِي، فَأَنْتَ أَيْضاً تَدِينُ بَيْتِي، وَتُحَافِظُ أَيْضاً عَلَى دِيَارِي، وَأُعْطِيكَ مَسَالِكَ بَيْنَ هٰؤُلاَءِ ٱلْوَاقِفِينَ. ٨ فَٱسْمَعْ يَا يَهُوشَعُ ٱلْكَاهِنُ ٱلْعَظِيمُ أَنْتَ وَرُفَقَاؤُكَ ٱلْجَالِسُونَ أَمَامَكَ (لأَنَّهُمْ رِجَالُ آيَةٍ) لأَنِّي هَئَنَذَا آتِي بِعَبْدِي ٱلْغُصْنِ. ٩ فَهُوَذَا ٱلْحَجَرُ ٱلَّذِي وَضَعْتُهُ قُدَّامَ يَهُوشَعَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ سَبْعُ أَعْيُنٍ. هَئَنَذَا نَاقِشٌ نَقْشَهُ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، وَأُزِيلُ إِثْمَ تِلْكَ ٱلأَرْضِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. ١٠ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ يُنَادِي كُلُّ إِنْسَانٍ قَرِيبَهُ تَحْتَ ٱلْكَرْمَةَ وَتَحْتَ ٱلتِّينَةِ».

عزرا ٩: ١٥ وإشعياء ٤: ٤ و٦٤: ٦ إشعياء ٤٣: ٢٥ وحزقيال ٣٦: ٢٥ ع ٩ وميخا ٧: ١٨ و١٩ إشعياء ٥٢: ١ و٦١: ١٠ أيوب ٢٩: ١٤ وإشعياء ٣: ٢٣ و٦٢: ٣ و١ملوك ٣: ١٤ تثنية ١٧: ٩ و١٢ إشعياء ٦٢: ٩ إشعياء ٨: ١٨ و٢٠: ٣ وحزقيال ١٢: ١١ ص ٦: ١٢ وإشعياء ١١: ١ و٥٣: ٢ وإرميا ٣٣: ١٥ ص ٤: ١٠ و٢أيام ١٦: ٩ ع ٤ وإرميا ٣١: ٣٤ و٥٠: ٢٠ و١ملوك ٤: ٢٥ وإشعياء ٣٦: ١٦ وميخا ٤: ٤

ثِيَاباً قَذِرَةً كان يهوشع رئيس الكهنة فكان نائباً عن الشعب في الروحيات وثيابه القذرة علامة خطايا الشعب لا علامة خطاياه الخصوصية (انظر حجي ٢: ١٤) «هٰكَذَا هٰذَا ٱلشَّعْبُ… كُلُّ عَمَلِ أَيْدِيهِمْ وَمَا يُقَرِّبُونَهُ هُنَاكَ. هُوَ نَجِسٌ» و(حجي ١: ٩) «لِمَاذَا يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. لأَجْلِ بَيْتِي ٱلَّذِي هُوَ خَرَابٌ، وَأَنْتُمْ رَاكِضُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَى بَيْتِهِ».

فَقَالَ (ع ٤) أي ملاك الرب. ولا يذكر عن أي شيء أجاب ولعله عن ما كان بأفكار النبي.

لِلْوَاقِفِينَ قُدَّامَه وهم خدمة الرب فنزعوا عنه الثياب القذرة وألبسوه ثياباً مزخرفة علامة للتطهير من الخطايا والفرح في غفرانها كما في مثل الابن الضال «قال الأب لعبيده أخرجوا الحلة الأولى والبسوه».

فَقُلْتُ (ع ٥) أي ملاك الرب. العمامة مذكورة في (خروج ٢٨: ٣٦ – ٣٨) وكان مكتوب عليها قدس للرب فكانت العمامة تكملة لباس رئيس الكهنة وعلامة المجد والقداسة. وكان ملاك الرب واقفاً أي كان راضياً.

فَأَشْهَدَ (ع ٦) أي قال كلاماً خطيراً ككلام حلف اليمين في المحكمة.

إِنْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِي (ع ٧) ولا سيما الشعائر المختصة بخدمة الهيكل. قتل ملك بابل سرايا رئيس الكهنة لما سقطت مدينة أورشليم ولم يكن للكهنة خدمة رسمية مدة السبي وعادت هذه الخدمة لما كمل تجديد الهيكل. ويقول الرب هذا تعيّن يهوشع لهذه الخدمة المجيدة المتجددة.

مَسَالِكَ بَيْنَ هٰؤُلاَءِ أي بين الملائكة المذكورين الذين خدموا الرب. والوعد ليهوشع هو أنه يكون له حق المثول بين يدي الرب وتكون خدمته مقبولة وصلاته مسموعة فإنه رئيس الكهنة ورمز إلى المسيح فدخل قدس الأقداس بالجسد وأما بالروح فتقدم إلى عرش النعمة ودخل المسكن السماوي غير المصنوع بيد.

رِجَالُ آيَةٍ (ع ٨) أولاً لأن الرب قد أذهب عنهم إثمهم (ع ٤) وقبل خدمتهم وجدد مع شعبه عهده الذي كانوا أبطلوه بخيانتهم فكان يهوشع ورفقاؤء وهم نواب عن الشعب رجال آية لنعمة الله العجيبة. وثانياً كانوا آية لأنهم رموز المسيح الآتي الذي جعل شعبه كلهم كهنة. «ٱلَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً لِلّٰهِ» (رؤيا ١: ٥ و٦).

عَبْدِي ٱلْغُصْنِ وهو المسيح (انظر إشعياء ٤: ٢ و١١: ١ وإرميا ٢٣: ٥ و٣٣: ١٥) وهو مسمى غصن لأن الملك كان زال من بيت داود فصار اليهود تحت حكم الأمم. والمسيح وهو من نسل داود حسب الجسد كان كغصن أو فرخ يطلع من أصول شجرة مقطوعة وتمت فيه المواعيد لداود التي كان تتميمها حسب الظاهر مستحيلاً.

ٱلْحَجَرُ (ع ٩) يقول البعض إنه حجر الأساس ويقول غيرهم إنه حجر الإفريز وغيرهم إنه حجر من أفود رئيس الكهنة أو حجر موضوع في قدس الأقداس عوضاً عن التابوت المفقود. والأرجح أنه الهيكل بكماله الذي يشمل الأساس والإفريز وكل ما في الهيكل وكل ما في خدمته ومجازاً الكنيسة المسيحية (انظر أفسس ٢: ١٩ و٢٠) «أَهْلِ بَيْتِ ٱللّٰهِ مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ ٱلرُّسُلِ وَٱلأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ ٱلزَّاوِيَةِ».

سَبْعُ أَعْيُنٍ وهي أعين الرب والعدد سبع يشير إلى سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض (رؤيا ٥: ٦) أو أعمال الروح المتنوعة والكاملة. وأعين الرب على الحجر أي الله يعتني بكنيسته ويعمل فيها أعمال روحه المتتنوعة.

نَاقِشٌ نَقْشَهُ النقش أعمق من الكتابة البسيطة ويدوم أكثر منها. والرب يزين كنيسته ويطهرها لكي يحفرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها.

أُزِيلُ إِثْمَ تِلْكَ ٱلأَرْضِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ انظر إرميا ٥٠: ٢٠ «فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ وَفِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ يُطْلَبُ إِثْمُ إِسْرَائِيلَ فَلاَ يَكُونُ… لأَنِّي أَغْفِرُ لِمَنْ أُبْقِيهِ» كان الهيكل المتجدد ورئيس الكهنة والخلاص من أعدائهم والرجوع من السبي وسلامتهم وراحتهم رموزاً إلى أيام الكنيسة التي أحبها المسيح وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة.

فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ اليوم الذي فيه قال يسوع قد أُكمل ونكس رأسه وأسلم الروح (انظر يوحنا ١٩: ٣٠) في العهد القديم كان يوم كفارة كل سنة وأما في العهد الجديد كفارة واحدة وكافية لا يلزم إعادتها.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى