سفر ملاخي | 02 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر ملاخي
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي
١ – ٩ «١ وَٱلآنَ إِلَيْكُمْ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ أَيُّهَا ٱلْكَهَنَةُ: ٢ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَجْعَلُونَ فِي ٱلْقَلْبِ لِتُعْطُوا مَجْداً لِٱسْمِي، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، فَإِنِّي أُرْسِلُ عَلَيْكُمُ ٱللَّعْنَ. وَأَلْعَنُ بَرَكَاتِكُمْ، بَلْ قَدْ لَعَنْتُهَا، لأنَّكُمْ لَسْتُمْ جَاعِلِينَ فِي ٱلْقَلْبِ. ٣ هَئَنَذَا أَنْتَهِرُ لَكُمُ ٱلزَّرْعَ، وَأَمُدُّ ٱلْفَرْثَ عَلَى وُجُوهِكُمْ، فَرْثَ أَعْيَادِكُمْ، فَتُنْزَعُونَ مَعَهُ. ٤ فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ لِكَوْنِ عَهْدِي مَعَ لاَوِي، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. ٥ كَانَ عَهْدِي مَعَهُ لِلْحَيَاةِ وَٱلسَّلاَمِ، وَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُمَا لِلتَّقْوَى. فَٱتَّقَانِي، وَمِنِ ٱسْمِي ٱرْتَاعَ هُوَ. ٦ شَرِيعَةُ ٱلْحَقِّ كَانَتْ فِي فَمِهِ، وَإِثْمٌ لَمْ يُوجَدْ فِي شَفَتَيْهِ. سَلَكَ مَعِي فِي ٱلسَّلاَمِ وَٱلٱِسْتِقَامَةِ، وَأَرْجَعَ كَثِيرِينَ عَنِ ٱلإِثْمِ. ٧ لأنَّ شَفَتَيِ ٱلْكَاهِنِ تَحْفَظَانِ مَعْرِفَةً، وَمِنْ فَمِهِ يَطْلُبُونَ ٱلشَّرِيعَةَ لأنَّهُ رَسُولُ رَبِّ ٱلْجُنُودِ. ٨ أَمَّا أَنْتُمْ فَحِدْتُمْ عَنِ ٱلطَّرِيقِ وَأَعْثَرْتُمْ كَثِيرِينَ بِٱلشَّرِيعَةِ. أَفْسَدْتُمْ عَهْدَ لاَوِي، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. ٩ فَأَنَا أَيْضاً صَيَّرْتُكُمْ مُحْتَقَرِينَ وَدَنِيئِينَ عِنْدَ كُلِّ ٱلشَّعْبِ، كَمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَحْفَظُوا طُرُقِي بَلْ حَابَيْتُمْ فِي ٱلشَّرِيعَةِ».
ع ٧ و٨ وص ١: ٦ لاويين ٢٦: ١٤ و١٥ وتثنية ٢٨: ١٥ تثنية ٢٨: ١٦ – ٢٠ ص ٣: ٩ لاويين ٢٦: ١٦ وتثنية ٢٨: ٣٨ ناحوم ٣: ٦ خروج ٢٩: ١٤ عدد ٣: ٤٥ و١٨: ٢١ عدد ٢٥: ١٢ عدد ٢٥: ٧ و٨ و١٣ مزمور ١١٩: ١٤٢ و١٥١ و١٦٠ تثنية ٣٣: ٨ و٩ ومزمور ٣٧: ٣٧ إرميا ٢٣: ٢٢ لاويين ١٠: ١١ ونحميا ٨: ٧ عدد ٢٧: ٢١ وتثنية ١٧: ٨ – ١١ حزقيال ٧: ٢٦ تثنية ١: ١٧ وميخا ٣: ١١
كانت الوصية للكهنة أن يجعلوا قلبهم على طرقهم (حجي ١: ٥) ويصلحوها وإلا يلعنهم. والرب طلب منهم خدمة قلبية فيعطون مجداً لاسمه بتتميم خدمتهم بالسرور والوقار والأمانة والاجتهاد.
وَأَلْعَنُ بَرَكَاتِكُمْ (ع ٢) كان الكهنة يباركون الشعب (انظر لاويين ٩: ٢٢ و٢٣) ولكن يقول الرب هنا أنه يرفض هذه البركات ويصيّرها لعنات لأن ليس للكهنة سلطان مطلق أن يباركوا ويلعنوا كما استحسنوا والكلمة بركات تحتمل معنى خيرات فإن الخيرات الجسدية كالمال وغيره تصير لعنات إن لم تقترن بخوف الله.
أَنْتَهِرُ لَكُمُ ٱلزَّرْعَ (ع ٣) فلا تكون لهم أعشار الزرع حسب الشريعة. والفرث على وجوههم يشير إلى أعظم إهانة فيكونون كالفرث النجس الذي يُطرح خارجاً (انظر لاويين ٤: ١١ و١٢) كانوا احتقروا الرب فهو يحتقرهم.
عَهْدِي مَعَ لاَوِي (ع ٤) (انظر تثنية ١٠: ٨ و٩) وبموجب العهد بين الرب ولاوي على لاوي أن يخدم في ما لله بالأمانة فله اعتبار من الشعب وكرامة من الرب. وأما الكهنة فقصروا عن إتمام واجباتهم فلا يفي الرب لهم بما كان وعدهم به. وفي العدد الخامس يذكر ما كان منه من جهة العهد أي الحياة والسلام وما كان من لاوي من جهة التقوى وخوف الله.
شَرِيعَةُ ٱلْحَقِّ (ع ٦) (انظر تثنية ١٧: ٨ – ١٠) كان يجب على الشعب أن يطلبوا من الكاهن أن يعلمهم الشريعة وعليه أن يكون مستعداً لذلك. وأرجع لاوي كثيرين عن الإثم فعلى الكاهن مسؤولية في سلوك شعبه ولا يسكت إذا رأى فيهم خطية. ويرجعهم عن الإثم بالتعليم والتوبيخ وقدوته الصالحة وصلواته وهو مرسل من قبل الله لهذه الغاية.
أَمَّا أَنْتُمْ (ع ٨ و٩) ما أعظم الفرق بين لاوي كما هو مصور هنا والكهنة في زمان ملاخي فإنهم أعثروا كثيرين بالشريعة لأنه لما رأى الناس سلوكهم احتقروا الكهنة واحتقروا الشريعة أيضاً لأن الشعب لا يميزون بين الكلام والمتكلم فيرفضون التعليم بسبب سلوك المعلم. وأفسدوا عهد لاوي بما أنهم قصروا عن إتمام الواجبات المطلوبة منهم بموجب وظيفتهم فيقصر الرب عن منح البركات الموعود بها. وحابوا بالشريعة كالكاهن ألياشيب الذي هيأ لقريبه طوبيا العموني مخدعاً في ديار بيت الرب (انظر نحميا ١٣: ٤).
صَيَّرْتُكُمْ مُحْتَقَرِينَ (ع ٩) اعتبار الكاهن الحقيقي مؤسس على صفاته الصالحة وليس على مجرد وظيفته. فمن المحتمل أن الشعب يعتبرون الوظيفة ويحتقرون الموظف (انظر متّى ٢٣: ١ و٢) «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ، فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَٱحْفَظُوهُ وَٱفْعَلُوهُ، وَلٰكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا».
١٠ – ١٧ «١٠ أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلٰهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟ فَلِمَاذَا نَغْدُرُ ٱلرَّجُلُ بِأَخِيهِ لِتَدْنِيسِ عَهْدِ آبَائِنَا؟ ١١ غَدَرَ يَهُوذَا وَعُمِلَ ٱلرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيلَ وَفِي أُورُشَلِيمَ. لأنَّ يَهُوذَا قَدْ نَجَّسَ قُدْسَ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي أَحَبَّهُ، وَتَزَوَّجَ بِنْتَ إِلٰهٍ غَرِيبٍ. ١٢ يَقْطَعُ ٱلرَّبُّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي يَفْعَلُ هٰذَا، ٱلسَّاهِرَ وَٱلْمُجِيبَ مِنْ خِيَامِ يَعْقُوبَ، وَمَنْ يُقَرِّبُ تَقْدِمَةً لِرَبِّ ٱلْجُنُودِ. ١٣ وَقَدْ فَعَلْتُمْ هٰذَا ثَانِيَةً مُغَطِّينَ مَذْبَحَ ٱلرَّبِّ بِٱلدُّمُوعِ بِٱلْبُكَاءِ وَٱلصُّرَاخِ، فَلاَ تُرَاعَى ٱلتَّقْدِمَةُ بَعْدُ، وَلاَ يُقْبَلُ ٱلْمُرْضِيُّ مِنْ يَدِكُمْ. ١٤ فَقُلْتُمْ: لِمَاذَا؟ مِنْ أَجْلِ أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱلشَّاهِدُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱمْرَأَةِ شَبَابِكَ ٱلَّتِي أَنْتَ غَدَرْتَ بِهَا، وَهِيَ قَرِينَتُكَ وَٱمْرَأَةُ عَهْدِكَ. ١٥ أَفَلَمْ يَفْعَلْ وَاحِدٌ وَلَهُ بَقِيَّةُ ٱلرُّوحِ؟ وَلِمَاذَا ٱلْوَاحِدُ؟ طَالِباً زَرْعَ ٱللّٰهِ. فَٱحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ وَلاَ يَغْدُرْ أَحَدٌ بِٱمْرَأَةِ شَبَابِهِ. ١٦ لأنَّهُ يَكْرَهُ ٱلطَّلاَقَ قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ، وَأَنْ يُغَطِّيَ أَحَدٌ ٱلظُّلْمَ بِثَوْبِهِ قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. فَٱحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ لِئَلاَّ تَغْدُرُوا. ١٧ لَقَدْ أَتْعَبْتُمُ ٱلرَّبَّ بِكَلاَمِكُمْ. وَقُلْتُمْ: بِمَ أَتْعَبْنَاهُ؟ بِقَوْلِكُمْ: كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ ٱلشَّرَّ فَهُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَهُوَ يُسَرُّ بِهِمْ. أَوْ: أَيْنَ إِلٰهُ ٱلْعَدْلِ؟».
إشعياء ٦٣: ١٦ و٦٤: ٨ وإرميا ٣١: ٩ إرميا ٩: ٤ و٥ خروج ١٩: ٤ – ٦ و٢٤: ٣ و٧ و٨ إرميا ٣: ٧ – ٩ عزرا ٩: ١ و٢ حزقيال ٢٤: ٢١ وهوشع ٩: ١٢ ص ١: ١٠ و١٣ إرميا ١١: ١٤ و١٤: ١٢ ص ٣: ٥ وإرميا ٩: ٢ تكوين ٢: ٢٤ ومتّى ١٩: ٤ و٥ راعوث ٤: ١٢ و١صموئيل ١٢: ٢٠ خروج ٢٠: ١٤ ولاويين ٢٠: ١٠ تثنية ٢٤: ١ ومتّى ٥: ٣١ و١٩: ٦ – ٨ مزمور ٧٣: ٦ وإشعياء ٥٩: ٦ إشعياء ٤٣: ٢٢ و٢٤ إشعياء ٥: ٢٠ وصفنيا ١: ١٢ أيوب ٩: ٢٤ إشعياء ٥: ١٩ وإرميا ١٧: ١٥
أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا الآب هو الله وهو أب لنا لأنه خلقنا.
فَلِمَاذَا نَغْدُرُ ٱلرَّجُلُ بِأَخِيهِ يقول أولاً بالإجمال إنه لا يجوز أن يغدروا بأحد وكل الناس إخوة لأنهم كلهم أبناء الأب الواحد ثم يخصص القول لنسائهم فيقول (ع ١٥) «وَلاَ يَغْدُرْ أَحَدٌ بِٱمْرَأَةِ شَبَابِهِ». ويقول «نغدر» مع أن النبي لم يخطئ تلك الخطية ولكنه واحد من الشعب انظر صلاة عزرا (عزرا ٩: ٦) «إِنِّي أَخْجَلُ وَأَخْزَى مِنْ أَنْ أَرْفَعَ يَا إِلٰهِي وَجْهِي نَحْوَكَ، لأنَّ ذُنُوبَنَا قَدْ كَثُرَتْ» و(صلاة نحميا ٩: ٣٣ وصلاة دانيال ٩: ٥).
لِتَدْنِيسِ عَهْدِ آبَائِنَا كان الرب وضع على الآباء وصايا ووعدهم مواعيد فقبلوا العهد وتعاهدوا بأنهم يحفظون وصايا الرب (انظر خروج ٢٤: ٤ – ٨) وأما أبناؤهم فدنسوا العهد بعدم حفظهم الوصايا وعدم اعتبار الكهنة لخدمة الرب وعبادته ودنسوا اسم شعب الله فلم يكونوا شعب الله المقدس كما قصد الرب وكما كانوا بالأول. وقدس الرب الذي أحبه هو شعبه وهيكله.
يَهُوذَا… إِسْرَائِيلَ (ع ١١) كان أورشليم من أرض يهوذا مركز العبادة وكان على يهوذا المسؤولية الأولى في حفظ الدين والحق وإرشاد شعب إسرائيل بالإجمال ولكنهم غدروا هم وإسرائيل معهم.
وَتَزَوَّجَ بِنْتَ إِلٰهٍ غَرِيبٍ وفي عملهم هذا خطية من وجهين أولاً لأنهم طلقوا نساءهم الشرعيات اليهوديات وهن نساء شبابهم وقريناتهم ونساء عهدهم وثانياً أخذوا بنات آلهة غريبة والنتيجة فقد الجنس اليهودي باختلاطهم مع الأمم.
ٱلسَّاهِرَ وَٱلْمُجِيبَ (ع ١٢) أي جميع الناس والساهر هو الحارس الذي يقف على أسوار المدينة ليلاً وينادي فيجيبه الشعب. والرب يقطع من يتقدم بالخطية ومن يتبع خطواته.
وَمَنْ يُقَرِّبُ تَقْدِمَةً لا يبقى من بيته من يقرب تقدمة عن خطيته.
ثَانِيَةً (ع ١٣) كان عزرا لاحظ هذا الأمر وصلى واعترف بهذه الخطية وقطعوا عهداً مع الرب أن يُخرجوا النساء الغريبة. وفي زمان زيارة نحميا الأولى إلى أورشليم حلفوا أن يسيروا في شريعة الرب وأن لا يعطوا بناتهم لشعوب الأرض ولا يأخذوا بناتهم لبنيهم (انظر نحميا ١٠: ٣٠) ولكنهم بعد ذلك فعلوا ذات الخطية ثانية.
وأما البعض فيقولون إن الإشارة إلى ما ذُكر في الأصحاح الأول أي إهانة الرب بتقديم الناقص للرب وهي الخطية الأولى وما ذُكر هنا الخطية الثانية. ويقول غيرهم أن الخطية الأولى هي أخذهم نساء غريبات والثانية طلاقهم نساءهم اليهوديات. ويقول غيرهم أن الخطية الثانية هي البكاء والصراخ والتضرعات الباطلة لا يقبلها الرب ما داموا على خطاياهم.
مُغَطِّينَ مَذْبَحَ ٱلرَّبِّ بظلمهم جعلوا نساءهم المطلقة أن يغطين المذبح بدموعهن فلا يقبل الرب تقدمة رجالهن. انظر كلام يسوع في الطلاق (متّى ٥: ٣١ و٣٢ و١٩: ٣ – ١٠).
أَفَلَمْ يَفْعَلْ وَاحِدٌ (ع ١٥) وبالحواشي «أفلم يخلق واحداً» وبموجب الترجمة الأولى هذا قول اليهود للنبي على سبيل الاعتراض. والواحد هو إبراهيم الذي كان له بقية الروح أي كان روح الله فيه ومع ذلك أخذ إبراهيم هاجر المصرية. وجواب النبي أنه أخذها بعدما كان انقطع الأمل بنسل من سارة فظن إن مواعيد الله تتم في هاجر. ولكن لم يطلق إبراهيم سارة بأخذ هاجر أخطأ كما ظهر أخيراً.
وبموجب الترجمة الثانية «أفلم يخلق واحداً» المعنى أن الله في البدء خلق الإنسان ذكراً وأنثى جسداً واحداً وللإنسان بقية الروح أي الله خلقه على صورته ونفخ في أنفه نسمة الحياة وأعطاهما قدرة على إنشاء نسل على جنسهما. «ولماذا جسد واحد» والجواب أن الله طالب زرع الله أي زرعاً مقدساً الذي لا يكون إلا من امرأة مقدسة وشرعية. وفي الترجمة اليسوعية «أليس واحد صنعها وهي بقية روحه». وأكثر المفسرين يفضلون الترجمة الأولى «أفلم يفعل واحد» فيفهمون أن إبراهيم هو المشار إليه بكلمة «واحد».
والله يكره الطلاق (ع ١٦) ويسوع فسر هذا الأمر (انظر متّى ١٩: ٣ – ١٢).
يُغَطِّيَ أَحَدٌ ٱلظُّلْمَ بِثَوْبِهِ يتظاهر بالتقوى وفي داخله ظلم كالفريسيين المرائيين (انظر متّى ٢٣: ٢٧ و٢٨) الذين من الخارج ظهروا للناس أبراراً ولكنه من داخل مشحونون رياء وإثماً. وبالترجمة اليسوعية «الجور يغطي لباسه».
فَٱحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ روح الله الذي فيهم فلا يحزنوه بخطاياهم.
أَتْعَبْتُمُ ٱلرَّبَّ بِكَلاَمِكُمْ (ع ١٧) الكلام الآتي «كل من يفعل الشر فهو صالح… أين إله العدل» فإنهم نظروا إلى الجسديات وإلى الزمان الحاضر فقط. وإذا نجح الشرير يقولون الرب يسر به وإذا تضايقوا هم يقولون أين إله العدل. وفي الأصحاح الثاني يتنبأ بمجيء المسيح الذي يُصلح كل شيء ويقترب إليهم للحكم ويكون شاهداً سريعاً لفاعلي الشر. والرب لا يتغير ولكنهم حادوا عن فرائضه وإذا رجعوا إليه يرجع إليهم فيعرفون أن الرب يعرف كل شيء ويميّز بين الصديق والشرير.
السابق |
التالي |