سفر يونان

سفر يونان | 02 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر يونان 

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

١ – ١٠ «١ فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ مِنْ جَوْفِ ٱلْحُوتِ ٢ وَقَالَ: دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي ٱلرَّبَّ، فَٱسْتَجَابَنِي. صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ ٱلْهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي. ٣ لأَنَّكَ طَرَحْتَنِي فِي ٱلْعُمْقِ فِي قَلْبِ ٱلْبِحَارِ. فَأَحَاطَ بِي نَهْرٌ. جَازَتْ فَوْقِي جَمِيعُ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ. ٤ فَقُلْتُ: قَدْ طُرِدْتُ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيْكَ. وَلَكِنَّنِي أَعُودُ أَنْظُرُ إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ. ٥ قَدِ ٱكْتَنَفَتْنِي مِيَاهٌ إِلَى ٱلنَّفْسِ. أَحَاطَ بِي غَمْرٌ. ٱلْتَفَّ عُشْبُ ٱلْبَحْرِ بِرَأْسِي. ٦ نَزَلْتُ إِلَى أَسَافِلِ ٱلْجِبَالِ. مَغَالِيقُ ٱلأَرْضِ عَلَيَّ إِلَى ٱلأَبَدِ. ثُمَّ أَصْعَدْتَ مِنَ ٱلْوَهْدَةِ حَيَاتِي أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهِي. ٧ حِينَ أَعْيَتْ فِيَّ نَفْسِي ذَكَرْتُ ٱلرَّبَّ، فَجَاءَتْ إِلَيْكَ صَلاَتِي إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ. ٨ اَلَّذِينَ يُرَاعُونَ أَبَاطِيلَ كَاذِبَةً يَتْرُكُونَ نِعْمَتَهُمْ. ٩ أَمَّا أَنَا فَبِصَوْتِ ٱلْحَمْدِ أَذْبَحُ لَكَ وَأُوفِي بِمَا نَذَرْتُهُ. لِلرَّبِّ ٱلْخَلاَصُ. ١٠ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ ٱلْحُوتَ فَقَذَفَ يُونَانَ إِلَى ٱلْبَرِّ».

أيوب ١٣: ١٥ ومزمور ١٣٠: ١ و٢ ومراثي ٣: ٥٣ – ٥٦ و١صموئيل ٣: ٦ ومزمور ١٨: ٤ – ٦ و٢٢: ٢٤ و١٢٠: ١ مزمور ١٨: ٥ و٦ و٦١: ٢ و٨٦: ١٣ و٨٨: ١ – ٧ مزمور ٦٩: ١ و٢ و١٤ و١٥ ومراثي ٣: ٥٤ مزمور ٤٢: ٧ مزمور ٣١: ٢٢ وإرميا ٧: ١٥ و١ملوك ٨: ٣٨ و٢أيام ٦: ٣٨ ومزمور ٥: ٧ مراثي ٣: ٥٤ مزمور ٦٩: ١ و٢ مزمور ١٨: ٥ و١١٦: ٣ إشعياء ٣٨: ١٠ ومتّى ١٦: ١٨ أيوب ٣٣: ٢٨ ومزمور ١٦: ١٠ و٣: ٣ وإشعياء ٣٨: ١٧ مزمور ١٤٢: ٣ مزمور ٧٧: ١٠ و١١ و١٤٣: ٥ و٢أيام ٣٠: ٢٧ ومزمور ١٨: ٦ ع ٤ ومزمور ١١: ٤ و٦٥: ٤ وميخا ١: ٢ وحبقوق ٢: ٢٠

فَصَلَّى يُونَانُ صلاته كلها شكر وحمد للرب ولا نعني أنه وزن هذه الصلاة وكلها شعر بأجمل ألفاظ وترتيب وهو في بطن الحوت بل أنه بصلاته عبّر عما كان في قلبه لما نزل إلى أعماق البحر وصعد منها إلى البر.

ٱلْهَاوِيَةِ (ع ٢) شبّه بطن الحوت بالهاوية أو القبر. والنهر هو مياه كثيرة كنهر الفرات وهنا مياه البحر (انظر مزمور ٢٤: ٢) ونرى في قصيدة يونان ألفاظاً كثيرة منقولة من المزامير فنستنتج أنه كان من الأبرار الذين يلهجون في ناموس الرب نهاراً وليلاً (مزمور ١: ٢).

تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ (ع ٣) أي كلها للرب وهو يرسلها ويردها كما يشاء فلم يصبه شيء بالصدفة بل الكل من الرب وتأديباً له.

فَقُلْتُ: قَدْ طُرِدْتُ (ع ٤) (انظر مزمور ٣١: ٢٢) «قُلْتُ… إِنِّي قَدِ ٱنْقَطَعْتُ مِنْ قُدَّامِ عَيْنَيْكَ».

أَنْظُرُ إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ كان اليهود يديرون وجوههم نحو الهيكل كلما صلوا (انظر ١ملوك ٨: ٣٣ ودانيال ٦: ١٠) فوجه يونان أفكاره نحو الهيكل.

قَدِ ٱكْتَنَفَتْنِي مِيَاهٌ (ع ٥) (انظر مزمور ٦٩: ١).

ٱلْتَفَّ عُشْبُ ٱلْبَحْر كان يونان في جوف الحوت وليس في مكان عشب البحر فلا يلزمنا أن نفسر القول حرفياً بل نفهم فقط أنه كان في العمق.

أَسَافِلِ ٱلْجِبَالِ (ع ٦) حسب اعتقاد القدماء كانت الأرض مؤسسة على عمق عظيم (انظر مزمور ٢٤: ٢) «عَلَى ٱلْبِحَارِ أَسَّسَهَا» أي الأرض.

مَغَالِيقُ ٱلأَرْضِ الأرض مشبهة ببيت له أبواب ومغاليق فلا يقدر أحد أن يدخله ما دامت الأبواب مغلقة بمغاليقها فكان يونان مطروحاً خارجاً ولا يقدر أن يصعد من البحر ويرجع إلى البر وذلك إلى الأبد أي بلا رجاء.

أَصْعَدْتَ مِنَ ٱلْوَهْدَةِ (انظر مزمور ١٦: ١٠ و٣٠: ٣) وهذا قول كل خاطئ عندما يخلص بإيمانه بالمسيح.

هَيْكَلِ قُدْسِكَ (ع ٧) (انظر ع ٤) عبّر عن أفكاره لما كان في بطن الحوت وعبّر أيضاً عن شكره بعدما خلص منه. وظهر إيمانه بالرب بما أنه نسب له خلاصه وإيمانه بأن صلاته جاءت إلى الرب (انظر مزمور ١٨: ٦).

اَلَّذِينَ يُرَاعُونَ أَبَاطِيلَ (ع ٨) (انظر تثنية ٣٢: ٢١ ومزمور ٣١: ٦) يشير إلى عبدة الأصنام وربما يشير أيضاً إلى نفسه فإنه كان يراعي أباطيل راحته الجسدية وظنونه الضعيفة وقد ترك اتكاله على نعمة الله. وكل من يطلب الخلاص بموجب أفكاره يجلب الهلاك على نفسه (انظر مزمور ٤٢: ٤ و٥٠: ١٤ و٢٣).

بذل يونان حياته لأجل خلاص السفينة ورجالها. (انظر قول يسوع يوحنا ١٠: ١٧) «أَضَعُ نَفْسِي لِآخُذَهَا أَيْضاً». ومات يسوع لأجل العالم وليس لليهود فقط. والذين خلصهم يونان كانوا من الوثنيين وليس من اليهود (ع ١٠).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى