سفر عاموس

سفر عاموس | 01 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر عاموس 

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

١، ٢ «١ أَقْوَالُ عَامُوسَ ٱلَّذِي كَانَ بَيْنَ ٱلرُّعَاةِ مِنْ تَقُوعَ ٱلَّتِي رَآهَا عَنْ إِسْرَائِيلَ، فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، وَفِي أَيَّامِ يَرُبْعَامَ بْنِ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، قَبْلَ ٱلزَّلْزَلَةِ بِسَنَتَيْنِ. ٢ فَقَالَ: إِنَّ ٱلرَّبَّ يُزَمْجِرُ مِنْ صِهْيَوْنَ وَيُعْطِي صَوْتَهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ، فَتَنُوحُ مَرَاعِي ٱلرُّعَاةِ وَيَيْبَسُ رَأْسُ ٱلْكَرْمَلِ».

ص ٧: ١٤ و٢صموئيل ١٤: ٢ وإرميا ٦: ١ و٢ملوك ١٥: ١ – ٧ و٢أيام ٢٦: ١ – ٢٣ وإشعياء ١: ١ وهوشع ١: ١ و٢ملوك ١٤: ٢٣ – ٢٩ وهوشع ١: ١ زكريا ١٤: ٥ إشعياء ٤٢: ١٣ وإرميا ٢٥: ٣٠ ويوئيل ٣: ١٦ إرميا ١٢: ٤ ويوئيل ١: ١٨ و١٩ ص ٩: ٣

لأجل تفسير العدد الأول انظر المقدمة. ذكر النبي أولاً مصائب يهوذا بالاختصار ويرجع إلى ذكرها بعد ذكر أحكام غيرهم وعظمتها وعقابهم ثم نظروا إلى ذات الخطايا في أنفسهم يحكمون على أنفسهم كما كانوا حكموا على غيرهم. الرب مشبه بأسد يزمجر لأن الكلام الآتي كلام تهديد. وصهيون معتبرة كمسكن الله على الأرض وكرسيه الذي منه يحاكم إسرائيل والأمم. ومراعي الرعاة برية تقوع وهي بلاد عاموس ورأس الكرمل المشهور بجماله ونباته وأشجاره هو في الشمال فاللفظة تشمل البلاد كلها.

٣ – ٥ «٣ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ دِمَشْقَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ دَاسُوا جِلْعَادَ بِنَوَارِجَ مِنْ حَدِيدٍ. ٤ فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى بَيْتِ حَزَائِيلَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ. ٥ وَأُكَسِّرُ مِغْلاَقَ دِمَشْقَ، وَأَقْطَعُ ٱلسَّاكِنَ مِنْ بُقْعَةِ آوِنَ، وَمَاسِكَ ٱلْقَضِيبِ مِنْ بَيْتِ عَدَنٍ، وَيُسْبَى شَعْبُ أَرَامَ إِلَى قِيرَ قَالَ ٱلرَّبُّ».

ع ٦ و٩ و١١ و١٣ وص ٢: ١ و٤ و٦ إشعياء ٧: ٨ و١٧: ١ إشعياء ٨: ٤ ع ١٣ إرميا ٤٩: ٢٧ و١ملوك ٢٠: ١ و٢ملوك ٦: ٢٤ إرميا ٥١: ٣٠ ومراثي ٢: ٩ ص ٩: ٧ و٢ملوك ١٦: ٩

ذُنُوبِ دِمَشْقَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ الثلاثة عدد الكمال والأربعة الكمال وزيادة أي كان أهل دمشق ملأوا مكيال خطاياهم ثم زادوا عليه (انظر جامعة ١١: ٢) الرب طويل الروح ولكنه لا يغض النظر عن الخطية وحينما يقاص الخاطي لا يقاصه على خطيته الأخيرة فقط بل على كل خطاياه من الأولى إلى الأخيرة (انظر متّى ٢٣: ٣٥ و٣٦) كانت جلعاد على الحدود بين آرام وإسرائيل فكان عليها أول هجوم الآراميين. الأول من ملوك دمشق المذكورين في الكتاب المقدس هو رزون الذي هرب من سيده هدد عزر ملك صوبة (انظر ١ملوك ١١: ٢٣ و٢٤) وفي أيام بعشا ملك إسرائيل ضرب بنهدد عيون ودان ونفتالي وغيرها من نواحي إسرائيل الشمالية (انظر ١ملوك ١٥: ٢٠). وبنهدد الثاني حارب أخآب ملك إسرائيل (انظر ١ملوك ٢٠) وفي أيام ياهو ضرب حزائيل إسرائيل بقساوة (انظر ٢ملوك ١٠: ٣٢ و٣٣) وكذلك في أيام يهوآحاز ملك إسرائيل ويوآش ملك يهوذا (انظر ١ملوك ١٢: ١٨ و١٣: ٣).

أُرْسِلُ نَاراً (ع ٤) الحرب التي تدمّر كنار. كانت القصور أصلاً لبنهدد فعصاه حزائيل وأخذها.

مِغْلاَقَ دِمَشْقَ (ع ٥) قوة الباب من المغلاق وقوة المدينة هي بابها فإذا انكسر المغلاق انكسرت المدينة. وبقعة آون هي بقعة البطل. وليس هذا اسماً حقيقياً (انظر هوشع ٤: ١٥ و٥: ٨) وهذه البقعة هي السهل بين لبنان ولبنان الشرقي ولا يزال اسمها البقاع. وكانت بالقديم مركز عبادة الأصنام وبهذه البقعة هيكل بعلبك. وعبادة الأصنام بُطْل. وبيت عدن وقير غير معروفين غير أن قير هي المكان الذي منه الآراميون (انظر ٩: ٧) وتمت هذه النبوة عن يد تغلاث فلاسر في أيام آحاز ملك يهوذا (انظر ٢ملوك ١٦: ٩).

٦ – ٨ «٦ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ غَزَّةَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ سَبَوْا سَبْياً كَامِلاً لِيُسَلِّمُوهُ إِلَى أَدُومَ. ٧ فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى سُورِ غَزَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. ٨ وَأَقْطَعُ ٱلسَّاكِنَ مِنْ أَشْدُودَ، وَمَاسِكَ ٱلْقَضِيبِ مِنْ أَشْقَلُونَ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى عَقْرُونَ، فَتَهْلِكُ بَقِيَّةُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ قَالَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ».

١صموئيل ٦: ١٧ وإرميا ٤٧: ١ و٥ وصفنيا ٢: ٤ ع ٩ حزقيال ٣٥: ٥ وعوبديا ١١ ع ٦ ص ٣: ٩ و٢أيام ٢٦: ٦ وزكريا ٩: ٦ إرميا ٤٧: ٥ وصفنيا ٢: ٤ إشعياء ١٤: ٢٩ – ٣١ وحزقيال ٢٥: ١٦

بعد ذكر دمشق يتقدم النبي إلى ذكر أرض الفلسطينيين وصور وأدوم وعمون وموآب ويهوذا وفي كل وحي تكرر هذه الكلمات «قال الرب» و«من أجل ذنوب… الثلاثة والأربعة» و«أرسل ناراً» كالقرار في الشعر.

كان للفلسطينيين خمس مدن كبيرة وعلى كال منها قطب أي رئيس وكان هؤلاء الأقطاب يعملون معاً في ما يهم الشعب عموماً. ومن المدن الخمس أربع مذكورة هنا والخامسة أي جت ليست مذكورة ولعلها كانت تدمرت (انظر ٢أيام ٢٦: ٦) كانت غزة على حدود مصر وكانت تجارتها جيدة وأرضها مخصبة وفيها ١٥ نبع ماء. وعدد سكانها اليوم نحو ١٨٠٠٠.

سَبَوْا سَبْياً كَامِلاً أي متى فتحوا مدينة سبوا أهلها كلهم رجالاً ونساء وأولاداً ليبيعوهم عبيداً إلى أدوم وكانت أدوم مركزاً للتجارة بالعبيد (انظر ٢أيام ٢١: ١٦) ويقول يوئيل (٣: ٦) «لبني الياوانيين» أي إلى الغرب الأقصى وإلى الشرق الأقصى أيضاً. وكانت أشدود على بعد نحو ٢٣ ميلاً من غزة شمالاً وحاصرها سامتخوس ملك مصر ٢٩ سنة. وذكر إرميا «بقية أشدود» (٢٥: ٢٢) وأشقلون على شط البحر بين غزة وأشدود. وعقرون في الشمال الشرقي من أشدود وهي قريبة من أرض يهوذا وفيها معبد لبعلزبوب (انظر ٢ملوك ١: ٢) وتمت النبوة بدمار أرض الفلسطينيين عن يد عزيا (انظر ٢أيام ٢٦: ٦ الخ) وحزقيال (انظر ٢ملوك ١٨: ٨) وتغلاث فلاسر ملك أشور وسرجون (انظر إشعياء ٢٠: ١) وسنحاريب ونبوخذ ناصر واسكندر ذي القرنين. وفي السنة ٦٣ ق م انضمت إلى سورية (أي فلسطين) تحت حكم الرومانيين.

٩، ١٠ «٩ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ صُورَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ سَلَّمُوا سَبْياً كَامِلاً إِلَى أَدُومَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا عَهْدَ ٱلإِخْوَةِ. ١٠ فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى سُورِ صُورَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا».

إشعياء ٢٣: ١ – ١٨ وإرميا ٢٥: ٢٢ وحزقيال ٢٦: ٢ – ٤ ع ٣ ع ٦ و١ملوك ٥: ١ و٩: ١١ – ١٤ ع ٤ و٧ وزكريا ٩: ٤

اشتهرت صور بتجارتها ومنها التجارة بالأسرى (انظر يوئيل ٣: ٤ – ٨ وحزقيال ٢٧: ١٣). و«عهد الإخوة» هو العهد القديم بين حيرام ملك صور وداود ملك إسرائيل وبينه وبين سليمان (١ملوك ٥: ١ – ١٢) ولعل العهد هو بين صور وبين مدن الفلسطينيين بخصوص التجارة بالعبيد فإن الفلسطينيين سلموا المسبيين عبيداً إلى أدوم. وحاصر نبوخذ ناصر مدنية صور ١٣ سنة والظاهر أنه لم يأخذها (انظر حزقيال ٢٩: ١٨) وأخذها الاسكندر وهدم المدينة القديمة التي كانت بالبر ومن ردمها وصلها بالمدينة الجديدة التي كانت أولاً على جزيرة فصارت الجزيرة شبه جزيرة وسقطت سقوطها الأخير سنة ١٢٩١ مسيحية عن يد العرب.

١١، ١٢ «١١ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ أَدُومَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ، لأَنَّهُ تَبِعَ بِٱلسَّيْفِ أَخَاهُ وَأَفْسَدَ مَرَاحِمَهُ، وَغضَبُهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ يَفْتَرِسُ وَسَخَطُهُ يَحْفَظُهُ إِلَى ٱلأَبَدِ. ١٢ فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى تَيْمَانَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بُصْرَةَ».

إشعياء ٣٤: ٥ و٦ و٦٣: ١ – ٦ وإرميا ٤٩: ٧ – ٢٢ عدد ٢٠: ١٤ – ٢١ و٢أيام ٢٨: ١٧ وعوبديا ١٠ – ١٢ إشعياء ٥٧: ١٦ وميخا ٧: ١٨ إرميا ٤٩: ٧ و٢٠

كانت أدوم جنوبي بحر لوط وكانت بالقديم بلاداً مخصبة وناجحة وبينها وبين اليهود حسد وخصام على الدوام. وأخضعها داود (انظر ٢صموئيل ٨: ١٣ و١٤) وأمصيا (انظر ٢ملوك ١٤: ٧) وابنه عزيا (انظر ٢ملوك ١٤: ٢٢) وكانت أدوم خراباً في زمان ملاخي (انظر ملاخي ١: ٣ و٤) وفي الجيل الرابع بعد المسيح سكنها النباطيون وكان دمار أدوم النهائي عن يد الإسلام. وخطية أدوم الخصوصية أنه تبع بالسيف أخاه يعقوب (انظر عوبديا ٨) وتيمان (ع ١٢) هي أدوم ومعنى الكلمة الأصلية الجنوب. وكانت بصرة في القسم الشمالي من أدوم وبيترى (وادي موسى) كانت في القسم الجنوبي.

١٣ – ١٥ «١٣ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ بَنِي عَمُّونَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ شَقُّوا حَوَامِلَ جِلْعَادَ لِيُوَسِّعُوا تُخُومَهُمْ. ١٤ فَأُضْرِمُ نَاراً عَلَى سُورِ رَبَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. بِجَلَبَةٍ فِي يَوْمِ ٱلْقِتَالِ، بِنَوْءٍ فِي يَوْمِ ٱلزَّوْبَعَةِ. ١٥ وَيَمْضِي مَلِكُهُمْ إِلَى ٱلسَّبْيِ هُوَ وَرُؤَسَاؤُهُ جَمِيعاً قَالَ ٱلرَّبُّ».

إرميا ٤٩: ١ – ٦ وحزقيال ٢٥: ٢ – ٧ وصفنيا ٢: ٨ و٩ ع ٣ و٢ملوك ١٥: ١٦ وهوشع ١٣: ١٦ ع ٣ إشعياء ٥: ٨ وحزقيال ٣٥: ١٠ و١أيام ٢٠: ١ وإرميا ٤٩: ٢ ص ٢: ٢ وحزقيال ٢١: ٢٢ إشعياء ٢٩: ٦ و٣٠: ٣٠ إرميا ٤٩: ٣

كانت بلاد عمون إلى جهة الشمال من موآب وإلى جهة الشرق من جلعاد ومن عادتها التعدي على إسرائيل ولا سيما جلعاد بالقساوة (انظر قضاة ١٠: ٩ و١صموئيل ١١: ١ – ٢) واتحدوا مع نبوخذ ناصر على اليهود (انظر ٢ملوك ٢٤: ٢ وحزقيال ٢١: ٢٨ و٢٥: ٢ – ٦) وعاصمة العمونيين ربة وهي عمان الحالية. «وملكهم» (ع ١٥) «ملكوم» في الترجمة اليسوعية. (انظر إرميا ٤٩: ٣) في الترجمة اليسوعية «فإن ملكوم يذهب إلى الجلاء هو وكهنته ورؤساؤه جميعاً».

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى