سفر المزامير

سفر المزامير | 150 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر المزامير

للقس . وليم مارش

اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ وَٱلْخَمْسُونَ

«١ هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا ٱللّٰهَ فِي قُدْسِهِ. سَبِّحُوهُ فِي فَلَكِ قُوَّتِهِ. ٢ سَبِّحُوهُ عَلَى قُوَّاتِهِ. سَبِّحُوهُ حَسَبَ كَثْرَةِ عَظَمَتِهِ. ٣ سَبِّحُوهُ بِصَوْتِ ٱلصُّورِ. سَبِّحُوهُ بِرَبَابٍ وَعُودٍ. ٤ سَبِّحُوهُ بِدُفٍّ وَرَقْصٍ. سَبِّحُوهُ بِأَوْتَارٍ وَمِزْمَارٍ. ٥ سَبِّحُوهُ بِصُنُوجِ ٱلتَّصْوِيتِ. سَبِّحُوهُ بِصُنُوجِ ٱلْهُتَافِ. كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ ٱلرَّبَّ. هَلِّلُويَا».

هذه هي الهللويا الأخيرة وهي تكرار مؤثر بديع وقد جاء معنا من قبل ذكر هذه الأصوات والآلات (راجع مزمور ١٤٩: ٣) ولا سيما استعمال الدف للرقص وذوات الأوتار لتحسين الغناء وزيادته روعة وعذوبة وجمالاً.

(١ – ٥) كل عدد من هذه الأعداد يبدأ بطلب التسبيح وإذا تمعنا بها جيداً نجد المواضيع الخاصة التي تدعونا لذلك. نسبح الله لأنه قدوس ولأنه القوي الكلي القدرة. ثم نسبحه على عجائبه التي يظهرها فيثبت أمام عيون الناس كم هو إله عظيم ولا حدود لمثل هذه الصفات الإلهية. لذلك لا عجب أن تشترك هذه الآلات الموسيقية بالتعبير عما يخالج النفس الداخلية. وأيضاً ليشترك الجسد كله بهذا التسبيح بواسطة الرقص كما لتشترك الأجواق مع تلك الآلات ذوات الأوتار. ثم أخيراً يطلب النجدة بالتصويت بواسطة الصنوج حتى أن الذين لا يعرفون الترنيم يستطعيون الهتاف على الأقل (راجع ١كورنثوس ١٣: ١). وهكذا يشترك الجميع ويفرح الجميع لأن الشيء المهم هو هذا الاشتراك المفرح الذي يعبر عما تكنه الصدور من عواطف وإحساسات.

(٦) وأخيراً يستنجد بكل ذي حياة فيه نسمة تستطيع أن تعبر أبسط تعبير عما تكنه في داخلها. هذه كلها فلتسبح للعلي الذي خلقها ولتعترف بمجده باللسان وبأجلى ما تستطيعه من بيان.

وقد تدرج هذا المزمور خمس درجات في طلب التسبيح فإذا به الآن ينتهي كل سفر المزامير الذي يلخص بأنه كتاب التسبيح للبشرية جمعاء بالنسبة لما يحويه من غنى وجمال وروعة. ولتشترك الأرض مع السموات وليتعلم كل إنسان أن يعترف بحمد هذا الإله الجواد الكريم الذي يطلب من براياه هذه العبادة الروحية السامية.

السابق
زر الذهاب إلى الأعلى