سفر المزامير | 134 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر المزامير
للقس . وليم مارش
اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ وَٱلرَّابِعُ وَٱلثَّلاَثُونَ
تَرْنِيمَةُ ٱلْمَصَاعِدِ
«١ هُوَذَا بَارِكُوا ٱلرَّبَّ يَا جَمِيعَ عَبِيدِ ٱلرَّبِّ، ٱلْوَاقِفِينَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ بِٱللَّيَالِي. ٢ ٱرْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ نَحْوَ ٱلْقُدْسِ وَبَارِكُوا ٱلرَّبَّ. ٣ يُبَارِكُكَ ٱلرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ، ٱلصَّانِعُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ».
هذا المزمور ١٣٤ يحمل لنا تحية حراس الليل ثم جواب التحية. فالتحية هي في العددين ١ و٢ وأما الجواب ففي العدد الثالث. وقد كان من عادة الكهنة واللاويين أن يقفوا للحراسة (تثنية ١٠: ٨ و١٨: ٧ و١ أخبار ١٣: ٣٠ و٢أخبار ٢٩: ١١ وقابل مع إشعياء ٦١: ١٠ ومزمور ١١٠: ٤). وقد ذهب البعض إلى أن العدد الأول هو تحية الشعب للكهنة الذين بقوا الليل كله في الحراسة والآن يدعونهم ليبدأوا في الخدمة الشفاعية من أجل الشعب أمام الرب. ولا شك أن سفر المزامير يحوي مزامير صباحية مثل ٣ و٦٣ وأيضاً مزامير مسائية مثل ٤ و١٤١ فلا يستبعد أن يكون هذا المزمور عند انبثاق الفجر الباكر. فإن خدام الله بعد أن يكونوا قد داروا في كل أنحاء الهيكل ليروا كل شيء مرتباً وفي محله وقد حرسوا الهيكل حتى الفجر فقد حان الوقت الآن لكي يتركوا دورهم ويسلموه لآخرين.
(١ – ٣) يطلب إلى الكهنة هؤلاء أن يباركوا الرب أولاً قبل أن يباركوا الشعب لأن منه تعالى يجب أن يستمدوا كل بركة لأنفسهم وللآخرين أيضاً. وهم يرفعون أيديهم نحو المكان المقدس بطهارة وصفاء نية فبعد أن يغسلوا أيديهم ويطهروها يجب أن يكون ذلك فاتحة لغسل القلوب وطهارتها أيضاً (راجع مزمور ٢٨: ٢ و٥: ٨ و١٣٨: ٢ وقابل حبقوق ٣: ١٠).
والآن يأتي دور هؤلاء الكهنة الذين يقفون في تلة الهيكل فيباركون الشعب لأن الرب قد باركه من صهيون (راجع مزمور ١٢٨: ٥). هذا الإله الذي خلق السموات والأرض (مزمور ١١٥: ١٥ و١٢١: ٢ و١٢٤: ٨). وهذه البركة ترجع في تاريخها إلى العصور القديمة (راجع سفر العدد ٦: ٢٤) فهي بركة الكهنوت للشعب المتعبد للرب وهي موجهة نحو شعب الله بشخص واحد لأن هذا الشعب هو واحد أمام الله ولا شيء أعظم من وحدته في تلك العلاقة المقدسة لدن يأخذ البركة من يد الله الحنون.
السابق |
التالي |