سفر المزامير

سفر المزامير | 129 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر المزامير

للقس . وليم مارش

اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ وَٱلتَّاسِعُ وَٱلْعِشْرُونَ

تَرْنِيمَةُ ٱلْمَصَاعِدِ

«١ كَثِيراً مَا ضَايَقُونِي مُنْذُ شَبَابِي. لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: ٢ كَثِيراً مَا ضَايَقُونِي مُنْذُ شَبَابِي، لٰكِنْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيَّ. ٣ عَلَى ظَهْرِي حَرَثَ ٱلْحُرَّاثُ. طَوَّلُوا أَتْلاَمَهُمْ. ٤ ٱلرَّبُّ صِدِّيقٌ. قَطَعَ رُبُطَ ٱلأَشْرَارِ. ٥ فَلْيَخْزَ وَلْيَرْتَدَّ إِلَى ٱلْوَرَاءِ كُلُّ مُبْغِضِي صِهْيَوْنَ. ٦ لِيَكُونُوا كَعُشْبِ ٱلسُّطُوحِ ٱلَّذِي يَيْبَسُ قَبْلَ أَنْ يُقْلَعَ، ٧ ٱلَّذِي لاَ يَمْلأُ ٱلْحَاصِدُ كَفَّهُ مِنْهُ وَلاَ ٱلْمُحَزِّمُ حِضْنَهُ. ٨ وَلاَ يَقُولُ ٱلْعَابِرُونَ: بَرَكَةُ ٱلرَّبِّ عَلَيْكُمْ. بَارَكْنَاكُمْ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ».

يصف لنا في هذا المزمور آخرة أولئك الأشرار الذين يضطهدون أتقياء الرب فهم لا شك هالكون. فينظر المرنم إلى الماضي وتلك الاختبارات التي مرت عليه ويشكر الله من أجلها ثم يلتفت إلى المستقبل ويرجو أشياء كثيرة. وقد يكون هذا المزمور قد نظم في أثناء السبي ويرينا كيف استطاع الشعب أن يحتمل ذلك الاضطهاد المرير ويبقى قوياً ثابتاً إلى النهاية. بل كانت المصائب دورساً عظيمة لا تقوّم بثمن.

(١ – ٢) يكرر في هذين العددين «كثيراً ما ضايقوني…» ولكنهم أخيراً لم يقدروا أن يصدوه عما هو فيه (راجع هوشع ٢: ١٧ و١١: ١ وإرميا ٢: ٢ وحزقيال ٢٣: ٣).

(٣ – ٥) لقد استعمل هؤلاء الأعداء شعب الرب للسخرة والعمل المضني وجعلوهم كالثيران للحراثة وطوّلوا أتلامهم لكي يكون مقدار العمل أعظم وأطول (إشعياء ٥١: ٢٣ أيضاً أيوب ٤: ٨ وهوشع ١٠: ١٣) ولكن الرب رؤوف به فقد قطع تلك الربط التي ربط الأعداء شعب الله بها وجعلهم أحراراً. ثم يترجى من الرب أن يخزي أعداءه ولا يسمح لهم أن ينالوا مرامهم لأنهم قد أبغضوا الحق ولا يريدون انصاره.

(٦ – ٨) يطلب لهؤلاء الإبادة بالتمام فيأخذ الصور من إشعياء ٢٧: ٢٧ ويقول عنهم إنهم كعشب السطوح الذي لا بد له من الاقتلاع وهم لا ينفعون شيئاً لأن الحاصد لا يستفيد منهم كذلك فالمحزم لا يشعر بوجودهم فهم محتقرون مرذولون إلى النهاية. وحينئذ قد يمر بهم المارون ولا يلقون عليهم أي سلام. فهم قوم لم يباركهم الرب لذلك فقد كان زهوهم من قبل إلى وقت محدود وقد انقضى.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى