سفر المزامير

سفر المزامير | 130 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر المزامير

للقس . وليم مارش

اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ وَٱلثَّلاَثُونَ

تَرْنِيمَةُ ٱلْمَصَاعِدِ

«١ مِنَ ٱلأَعْمَاقِ صَرَخْتُ إِلَيْكَ يَا رَبُّ. ٢ يَا رَبُّ ٱسْمَعْ صَوْتِي. لِتَكُنْ أُذُنَاكَ مُصْغِيَتَيْنِ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي. ٣ إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ ٱلآثَامَ يَا رَبُّ يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟ ٤ لأَنَّ عِنْدَكَ ٱلْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ. ٥ ٱنْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. ٱنْتَظَرَتْ نَفْسِي، وَبِكَلاَمِهِ رَجَوْتُ. ٦ نَفْسِي تَنْتَظِرُ ٱلرَّبَّ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْمُرَاقِبِينَ ٱلصُّبْحَ. أَكْثَرَ مِنَ ٱلْمُرَاقِبِينَ ٱلصُّبْحَ. ٧ لِيَرْجُ إِسْرَائِيلُ ٱلرَّبَّ، لأَنَّ عِنْدَ ٱلرَّبِّ ٱلرَّحْمَةَ وَعِنْدَهُ فِدىً كَثِيرٌ، ٨ وَهُوَ يَفْدِي إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ آثَامِهِ».

هذا هو أحد المزامير السبعة للتوبة ومن واجب الإنسان الخاطئ أن يصليها بخشوع فهي أشبه بالمرآة الوضية التي تعكس ما نحن فيه وترينا أنفسنا كما نحن على شرط أن ننظر جيداً فقط. وقد أطلق على هذا المزمور اسم «من الأعماق» وقد سئل لوثر ذات يوم ما هي المزامير الأحب إليك فقال هي تلك التي تتشابه مع كتابات بولس الرسول وقد وضع هذا المزمور بينها.

(١ – ٤) شعوره أنه قد وصل للأعماق وهو يلتمس من الرب أن يسمع صوته (راجع تكوين ٢١: ١٢ و٢٧: ١٣ و٣٠: ٦). هذا الإله الذي يسمع التضرعات الخفية. بل هذا الإله الذي يراقب بعينيه جميع البشر. ولولا رحمته العجيبة وإحسانه الذي يظهره للجميع فمن يمكنه يا ترى أن يبقى على حاله؟ بل من يقف في وجهه ويسأل ماذا تفعل؟ (راجع أيوب ٢٢: ٢ و٣١: ١٨ و٣٩: ١٤ وإشعياء ٢٨: ٢٨ وقابل أيضاً مع جامعة ٥: ٦).

(٥ – ٨) هو ينتظر الرب ويصبر له (راجع مزمور ٢٥: ٥ و٢١ و٤٠: ٢) ويملأ الرجاء قلبه لأنه يؤمن بكلام الرب ويترجى تحقيقه عاجلاً أم آجلاً. ويرى أن يتمنى ذلك كالذي يراقب الصبح بفارغ الصبر وهو في الليل الطويل المظلم ويكرر ذلك للتوكيد. بل هو يرجو الرب بعد ويتكلم بفم إسرائيل عموماً وينصح أن يفعلوا ذلك بثقة وقوة ولا يفدي من كل الآثام والسرور (راجع إشعياء ٤٣: ٢٥). بل هو يرجو بروح العهد الجديد ويلتمس الفداء الروحي الكامل (راجع مزمور ٢٥: ٢٢).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى