سفر المزامير

سفر المزامير | 128 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر المزامير

للقس . وليم مارش

اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ وَٱلثَّامِنُ وَٱلْعِشْرُونَ

تَرْنِيمَةُ ٱلْمَصَاعِدِ

«١ طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي ٱلرَّبَّ وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ، ٢ لأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ. طُوبَاكَ وَخَيْرٌ لَكَ. ٣ ٱمْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ ٱلزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ. ٤ هٰكَذَا يُبَارَكُ ٱلرَّجُلُ ٱلْمُتَّقِي ٱلرَّبَّ. ٥ يُبَارِكُكَ ٱلرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ، وَتُبْصِرُ خَيْرَ أُورُشَلِيمَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ، ٦ وَتَرَى بَنِي بَنِيكَ. سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ».

موضوع هذا المزمور يتناول وصف العائلة التي يخاف أفرادها الرب. فيطوبها على السعادة التي تتمتع بها والتي مصدرها من بركة الرب فقط وليس بمساعي الإنسان وبكثرة اجتهاده. والسر الذي يذكره لأجل هذه السعادة إنما هو خوف الرب وطاعته. وما أجمله مزموراً يجب على العيال أن تترنم به في كل حين وتعيش بفرائض الله وتأتمر بأوامره وهكذا تصبح بركة لنفسها وللآخرين حولها أيضاً.

(١ – ٣) يطوب المتقي السالك في الطريق المستقيم والسبب في ذلك لأنه يأكل تعب يديه فلا يأكله إنسان آخر كيف لا ومصائب المدنية الحاضرة تقوم على أن الإنسان إما لا يأكل تعبه ولا يتمتع بالخير الذي ينتجه أو أنه يتعدى على الآخرين ويأكل أتعابهم بجشع ومحبة ذات. واجب الإنسان كما رسم الرب الإله منذ القديم (راجع تكوين ٣: ١٩) أن يعمل مجتهداً في الأرض. كذلك (راجع أعمال ٢٠: ٣٤). على الإنسان أن يكون نافعاً للآخرين وفي الوقت ذاته يبقى مستقلاً عنهم غير مستعبد لأحد فهذا هو المطوب السعيد. فتصبح المرأة في البيت كرمة مملوءة بالثمار الكريمة الطيبة ويصبح الأولاد كأغراس الزيتون ينمون في زهوهم وبهائهم. وقوله «جوانب بيتك» أي في كل أنحاء بيتك فالمرأة تملأ جو البيت كله بالقداسة والتوفيق. فهي لا توضع في مكان معين بل البيت كله لها.

(٤ – ٦) هو رجل مبارك من الآب لأنه يتقي اسمه ويتمشى حسب وصاياه وقوله يبارك من صهيون أي من مكان قدسه (راجع مزمور ١٣٦: ٣ و٢٠: ٣). وقوله «تبصر خير أورشليم» أي تتمتع بذلك الخير الذي يملأ أورشليم بسبب وجود الهيكل فيها ويكون لك كما لها روح السيادة والقدرة فتعيش سعيداً مكرماً على مدة الحياة (راجع زكريا ٨: ١٥). وهذه السعادة تكمل بطول الأيام إذ يعيش ليرى بني بنيه ويتمتع بوجوده فيما بينهم. ويصلي أخيراً صلاة الشفاعة لأجل الشعب عموماً فيقول سلام على إسرائيل.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى