سفر المزامير | 127 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر المزامير
للقس . وليم مارش
اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ وَٱلسَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ
تَرْنِيمَةُ ٱلْمَصَاعِدِ. لِسُلَيْمَانَ
«١ إِنْ لَمْ يَبْنِ ٱلرَّبُّ ٱلْبَيْتَ فَبَاطِلاً يَتْعَبُ ٱلْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ ٱلرَّبُّ ٱلْمَدِينَةَ فَبَاطِلاً يَسْهَرُ ٱلْحَارِسُ. ٢ بَاطِلٌ هُوَ لَكُمْ أَنْ تُبَكِّرُوا إِلَى ٱلْقِيَامِ، مُؤَخِّرِينَ ٱلْجُلُوسَ، آكِلِينَ خُبْزَ ٱلأَتْعَابِ. لٰكِنَّهُ يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْماً. ٣ هُوَذَا ٱلْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ، ثَمَرَةُ ٱلْبَطْنِ أُجْرَةٌ. ٤ كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ هٰكَذَا أَبْنَاءُ ٱلشَّبِيبَةِ. ٥ طُوبَى لِلَّذِي مَلأَ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ. لاَ يَخْزَوْنَ بَلْ يُكَلِّمُونَ ٱلأَعْدَاءَ فِي ٱلْبَابِ».
إن شكل هذا المزمور هو أقرب للمثل الذي اشتهر فيه سليمان ولا شك أن الناظم قد اتبع طريقة الحكم المأثورة في كلامه هذا. وقد ذهب ثيودورت بأن العدد الأول يشير إلى بناء الهيكل في أورشليم أكثر من أي شيء آخر ولكنه ليس من الضروري أن يكون لبنائه في أيام سليمان كما هو مناسب أن يكون لأيام زربابل ويشوع أي لدى إعادة بناء الهيكل الثاني حينما كان الجيران المعادون يحيطون بالشعب من كل جانب. ولم يعد الكثيرون وحدهم بل يصحبهم زوجاتهم وأولادهم دليلاً على بركة الرب.
(١ – ٢) في العدد الأول ذكر لبناء البيت ولحفظ المدينة وكلاهما باطل بدون معونة الرب لأن البيت يبنى بالحكمة وتقوى الله وليس بأي الأمور الخارجية كما أن المدينة لا يحرسها غير الرب وإن توافر لديها الحراس إذ قد يكون كل عمل بدون رضا الرب باطلاً من أساسه. ونلاحظ في العدد جمال المقابلة بين التبكير للقيام والتأخير في الجلوس وهذا يدل على أن الإنسان يسعى بكل قدرته لتحصيل رزقه بعرق الجبين حتى يأكلوا خبز التعب لا خبز الراحة كما يفعل الكسالى الخاملون. ولكن هذا كله باطل إذ الرب ذاته هو الذي يعطي الراحة لمن يحبونه ويهب الرزق بكرم وسخاء للمحتاجين.
(٣ – ٥) ويتابع كلامه السابق بقوله إن بركة الرب ليس فقط على البيت والمدينة ولكنه على أفراد الناس وعيالهم فبعنايته أيضاً يمنح البنين الصالحين ويجعل من أولاد الإنسان أجرة على أتعابه فهم من أعظم بركات الرب. لا سيما أولئك الشبان الأشداء الذين يستعملهم آباؤهم كما يستعمل الجبار سهامه ويصيب بهم كيد الأعداء وحينئذ يهنئ أولئك الآباء الذين لهم أولاد كثيرون يملأون جعبتهم من هذه السهام القوية الحادة. فهم ينطلقون بعيداً كالسهم ويمجدون الوالدين الذين ربوهم وحيئنذ لا يجرؤ الأعداء على الاقتراب فلا يتجاوزون الأبواب إذ يجدون من يصدهم عندها ولا يستطيعون أي هجوم أو تقدم. وبعكس هؤلاء ما ورد في (أيوب ٥: ٤).
السابق |
التالي |