سفر المزامير | 125 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر المزامير
للقس . وليم مارش
اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ وَٱلْخَامِسُ وَٱلْعِشْرُونَ
تَرْنِيمَةُ ٱلْمَصَاعِدِ
«١ اَلْمُتَوَكِّلُونَ عَلَى ٱلرَّبِّ مِثْلُ جَبَلِ صِهْيَوْنَ ٱلَّذِي لاَ يَتَزَعْزَعُ بَلْ يَسْكُنُ إِلَى ٱلدَّهْرِ. ٢ أُورُشَلِيمُ ٱلْجِبَالُ حَوْلَهَا، وَٱلرَّبُّ حَوْلَ شَعْبِهِ مِنَ ٱلآنَ وَإِلَى ٱلدَّهْرِ. ٣ لأَنَّهُ لاَ تَسْتَقِرُّ عَصَا ٱلأَشْرَارِ عَلَى نَصِيبِ ٱلصِّدِّيقِينَ، لِكَيْ لاَ يَمُدَّ ٱلصِّدِّيقُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى ٱلإِثْمِ. ٤ أَحْسِنْ يَا رَبُّ إِلَى ٱلصَّالِحِينَ وَإِلَى ٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ. ٥ أَمَّا ٱلْعَادِلُونَ إِلَى طُرُقٍ مُعَوَّجَةٍ فَيُذْهِبُهُمُ ٱلرَّبُّ مَعَ فَعَلَةِ ٱلإِثْمِ. سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ».
في هذا المزمور كما في المزمور السابق نجد الأمة اليهودية في الأرجح تحت الحكم الأجنبي. ويرى المرنم نفسه متألماً من أولئك المرتدين الذين ينكرون ديانتهم في سبيل دنياهم. هم وراء المصلحة الشخصية ويضحون في سبيلها بالرخيص والغالي.
(١ – ٢) لقد هدم الهيكل مرتين في المرة الأولى أيام الكلدانيين وفي المرة الثانية في أيام تيطس ولكن الجبل نفسه الذي أقيم عليه الهيكل فهو ثابت إلى الأبد. ويرى المرنم بناء على ذلك أن الذين توكلوا على الرب هم قد توكلوا على الجبل وليس على الهيكل لأن هذا الأخير يزول ولكن الجبل يبقى. ثم يصف أورشليم بما فيها من تلال مختلفة تحيط بها من كل جانب فهذا مدعى أمنهم وسلامهم لأنه ثابت ولأنه في كل مكان.
(٣ – ٥) قد تمتد عصا الأشرار وقد تستقر بضرباتها على الصديقين المؤمنين الأتقياء ولكن ذلك إلى حين. هي سحابة صيف تأتي ولكنها تنقشع سريعاً. وحينما تزول عصا الأشرار تزول معها المخاطر لئلا يقع الصديقون في الإثم بسبب الضغط الشديد عليهم والاضطهاد. لئلا تمتد أيديهم إلى عمل الشر بدلاً من الخير (راجع أيوب ٢٨: ٩).
ثم يلتفت في العدد الرابع إلى وجه الإيجاب ولا يكتفي أن لا يمدوا أيديهم إلى الإثم بل أن يشتدوا في عمل الخير. أولئك هم الصالحون في قلوبهم وسرائرهم ويلتمس من الله أن يحسن إليهم لئلا يفشلوا في مساعيهم المشكورة هذه. لا سيما وإن أولئك الذين يظهرون الآن ناجحين وقد اتبعوا الطرق العوجاء فلسوف يندمون لأنهم فعلة إثم ولا يرضى الرب عنهم (راجع قضاة ٥: ٦ وعاموس ٢: ٧ وأمثال ١٧: ٢٣). إنهم لا شك المرتدون الذين قد تركوا إلههم جانباً ولكنه يختم كلامه «سلام على إسرائيل» لأن شعب الله الأتقياء هم وحدهم الرابحون أخيراً.
السابق |
التالي |