سفر المزامير

سفر المزامير | 124 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر المزامير

للقس . وليم مارش

اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ وَٱلرَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ

تَرْنِيمَةُ ٱلْمَصَاعِدِ. لِدَاوُدَ

«١ لَوْلاَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي كَانَ لَنَا. لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: ٢ لَوْلاَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ ٱلنَّاسُ عَلَيْنَا، ٣ إِذاً لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ ٱحْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا، ٤ إِذاً لَجَرَفَتْنَا ٱلْمِيَاهُ، لَعَبَرَ ٱلسَّيْلُ عَلَى أَنْفُسِنَا. ٥ إِذاً لَعَبَرَتْ عَلَى أَنْفُسِنَا ٱلْمِيَاهُ ٱلطَّامِيَةُ. ٦ مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي لَمْ يُسْلِمْنَا فَرِيسَةً لأَسْنَانِهِمْ. ٧ ٱنْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ ٱلْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ ٱلصَّيَّادِينَ. ٱلْفَخُّ ٱنْكَسَرَ وَنَحْنُ ٱنْفَلَتْنَا. ٨ عَوْنُنَا بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ ٱلصَّانِعِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ».

في هذا المزمور نرى الإله يخلص من السيل الجارف وينقذ من أحابيل الأشرار الذين يريدون الهلاك للمؤمنين. وهو منسوب أيضاً لداود بينما لا تذكر الترجمة السبعينية مثل هذا العنوان ولكن مزمور موضوع على نسق داود ليس إلا. ويظهر أن هذا المزمور حديث بسبب استعماله عدداً من الكلمات الآرامية.

(١ – ٥) في تكراره لولا مرتين في العددين الأول والثاني نجد قوة فهو يحث إسرائيل على التحدث بهذا الخلاص بعد أن قام الناس الآخرون عليهم يريدون الفتك والتدمير. لا سيما هؤلاء الناس لا رحمة عندهم ولا هوادة في التنكيل بهم. هم أشبه بالحية البواء التي تبتلع فريستها حية زيادة في الرهبة والتهويل. هم أناس غضوبون لا شيء من الرحمة في قلوبهم لا سيما متى حمي غضبهم فهم يعمون عن أي شيء سوى الفرائس التي أمامهم. هكذا تفعل الهاوية حينما ينزل إليها جثث الموتى (راجع مزمور ٥٥: ١٦ وأمثال ١: ١٢). بل هؤلاء الأعداء يجرفون كل شيء في طريقهم كما يفعل السيل الطامي فلا يبقى شيئاً أمامه بل يغمر كل شيء ولا يبقى سوى الماء فوق الجميع.

(٦ – ٨) ولكن الرب وحده هو المخلّص فهو لا يسمح أن يكون هؤلاء المؤمنون فريسة بين الأسنان. ونجد في العدد السابع صرخة الفرح والابتهاج. بل هو هتاف الانتصار فقد انفلتت النفس ونجت وإذا الآلهة التي قصدوا أن تكون وسيلة الهلاك تتكسر وتتحطم وذلك العصفور المحكوم عليه بالموت يصبح حراً طليقاً فقد انكسر الفخ وأفلت العصفور لكي يطير بعيداً. ولكنه لا ينسب هذه الحرية للذات بل للرب الذي أعطاها هو ذلك الإله العظيم الذي خلق السموات والأرض ولا يريد سوى الخير والعدل والحرية لجميع خلائقه.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى