سفر المزامير

سفر المزامير | 122 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر المزامير

للقس . وليم مارش

اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ وَٱلثَّانِي وَٱلْعِشْرُونَ

تَرْنِيمَةُ ٱلْمَصَاعِدِ. لِدَاوُدَ

«١ فَرِحْتُ بِٱلْقَائِلِينَ لِي: إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ نَذْهَبُ. ٢ تَقِفُ أَرْجُلُنَا فِي أَبْوَابِكِ يَا أُورُشَلِيمُ. ٣ أُورُشَلِيمُ ٱلْمَبْنِيَّةُ كَمَدِينَةٍ مُتَّصِلَةٍ كُلِّهَا، ٤ حَيْثُ صَعِدَتِ ٱلأَسْبَاطُ، أَسْبَاطُ ٱلرَّبِّ، شَهَادَةً لإِسْرَائِيلَ، لِيَحْمَدُوا ٱسْمَ ٱلرَّبِّ. ٥ لأَنَّهُ هُنَاكَ ٱسْتَوَتِ ٱلْكَرَاسِيُّ لِلْقَضَاءِ، كَرَاسِيُّ بَيْتِ دَاوُدَ. ٦ ٱسْأَلُوا سَلاَمَةَ أُورُشَلِيمَ. لِيَسْتَرِحْ مُحِبُّوكِ. ٧ لِيَكُنْ سَلاَمٌ فِي أَبْرَاجِكِ، رَاحَةٌ فِي قُصُورِكِ. ٨ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِي وَأَصْحَابِي لأَقُولَنَّ: سَلاَمٌ بِكِ. ٩ مِنْ أَجْلِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا أَلْتَمِسُ لَكِ خَيْراً».

نجد في هذا المزمور لفتة تحية وسلام إلى الحجاج الذين يزورون أورشليم وبالأخص إلى بيت الله. ونلاحظ العنوان أنه لداود ولكن هذا غير مذكور في الترجمة السبعينية. ومع ذلك فلا يغرب عن بالنا أن الزيارات الدينية كانت معروفة ودارجة منذ أيام داود وسليمان ولا ننس ما فعله يربعام بن ناباط لكي يمنع إسرائيل من الذهاب إلى أورشليم فأقام العجل الذهبي لكي يلفت نظرهم للبقاء في بلادهم.

(١ – ٣) نشعر حالاً بشدة الشوق والاعتبار نحو أورشليم ونحو بيت الرب فيها ويا لها من غبطة حينما يقف في أبواب المدينة العظيمة ويعتز بالذكريات المجيدة لأنها عاصمة الملك ولأنها تحمل في طياتها تاريخ ملوك وأنبياء وشهداء هذه المدينة العامرة في بنيانها حتى تظهر كأنها بناية واحدة لا تنفصم.

(٤ – ٥) هوذا جماعات المؤمنين يدخلون إليها متعبدين لكي يشهدوا بما فعله الله معهم من عظائم. وإن اختلفوا في أسباطهم فهم جميعاً واحد هم أسباط الرب. ثم يأتون إلى أورشليم لكي يتقاضوا فيها فهي مركز الحكومة لجميع الشعب وعلى رأس هؤلاء بيت داود. هم النسل الملكي المعترف به منذ القديم (إشعياء ٢٨: ٦). هذه الكراسي هي ليست في الهيكل كما ذهب بعض المفسرين بل هي كراسي الحكم المدني المستمد من الله ذاته (راجع ١ملوك ٧: ٧ وأيضاً ٢صموئيل ١٥: ٢ و١ملوك ٣: ١٦). لقد كان الملك هو القاضي الأعلى ويساعده أولاده وأعوانه في الحكم على الشعب.

(٦ – ٩) اسألوا عن حالتها وليكن الجواب أن يستريح المحبون لأنها بكل خير ونعمة. هوذا السلام في الأبراج لأنها قوية وهوذا الطمأنينة في القصور دليل الأمن المستتب في كل مكان. هذه أورشليم بمن فيها من الإخوة والأصحاب الأعزاء ولكن فوق ذلك جميعاً من أجل بيت الرب الذي هو أعز شيء لليهودي ومفخرته في جميع الأجيال.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى