سفر المزامير | 121 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر المزامير
للقس . وليم مارش
اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ وَٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ
تَرْنِيمَةُ ٱلْمَصَاعِدِ
«١ أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى ٱلْجِبَالِ مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي. ٢ مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ، صَانِعِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ. ٣ لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ. ٤ إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ. ٥ ٱلرَّبُّ حَافِظُكَ. ٱلرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ ٱلْيُمْنَى. ٦ لاَ تَضْرِبُكَ ٱلشَّمْسُ فِي ٱلنَّهَارِ، وَلاَ ٱلْقَمَرُ فِي ٱللَّيْلِ. ٧ ٱلرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ. ٨ ٱلرَّبُّ يَحْفَظُ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ مِنَ ٱلآنَ وَإِلَى ٱلدَّهْرِ».
إن عنوان هذا المزمور والحق يقال فهو ترنيمة للمصاعد وليس ترنيمة المصاعد. وقد ذهب بعضهم إلى القول بأن كلمة المصاعد مأخوذة بالأحرى من هذا المزمور وهكذا فإن الله يرفع الإنسان البار إلى الأعالي وهذا الارتفاع هو تدريجياً كصاعد درجات السلم.
(١ – ٤) وأي الجبال يعني المرنم. أليست هي جبال اليهودية التي يتجه نحوها المسبي المغترب فيما بين النهرين ويحن إليها كما يحن المسلمون إلى القبلة في مكة. والعون الذي يأتينا هو ليس من الجبال نفسها بل من الرب ذاته الذي صنع السموات والأرض والذي يذكر أتقياءه أينما كانوا ولا يتخلى عنهم مهما بعدت الدار وشط المزار. ذلك الإله المحب الساهر على شعبه فلا يدع الرجل تزلق بل يسند الإنسان عند السقوط لأنه إله لا تخفى عليه خافية.
(٥ – ٨) هو إله حافظ مرافق كأنه ظل الإنسان وهو يعضد كأنه دائماً عن اليد اليمنى وهكذا فهو علاوة على قوته هو قريب النجدة وبارعها كما تفعل اليد اليمنى (راجع تكوين ٢٨: ١٥ وقضاة ٢٠: ١٦ و٢صموئيل ٢٠: ٩) وهو ظل أيضاً من حرارة الشمس المحرقة فلا يسمح للشمس أن تؤذي حتى ولا القمر يصيبنا بأي ضرر (٢ملوك ٤: ١٩) يعرف أن أشعة القمر تؤذي في جهات خط الاستواء كما وأن العرب قالوا عن الثلج أنه يحرق وقد ثبت علمياً أن شدة البرودة كشدة الحرارة تؤذي ظاهر الجلد. وعلى كل فإن الفكرة التي يقولها المرنم إن الله يحفظ من أنواع الشر كبيرها وصغيرها ومن كل درجاتها عظيمها وحقيرها. بل هو الذي يحفظ الإنسان في حال الخروج أو الدخول كما أنه يفعل ذلك الآن وإلى الأبد.
السابق |
التالي |