سفر زكريا

سفر زكريا | 13 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر زكريا

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ

١ – ٦ «١ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَكُونُ يَنْبُوعٌ مَفْتُوحاً لِبَيْتِ دَاوُدَ وَلِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ لِلْخَطِيَّةِ وَلِلْنَجَاسَةِ. ٢ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، أَنِّي أَقْطَعُ أَسْمَاءَ ٱلأَصْنَامِ مِنَ ٱلأَرْضِ فَلاَ تُذْكَرُ بَعْدُ، وَأُزِيلُ ٱلأَنْبِيَاءَ أَيْضاً وَٱلرُّوحَ ٱلنَّجِسَ مِنَ ٱلأَرْضِ. ٣ وَيَكُونُ إِذَا تَنَبَّأَ أَحَدٌ بَعْدُ أَنَّ أَبَاهُ وَأُمَّهُ (وَالِدَيْهِ) يَقُولاَنِ لَهُ: لاَ تَعِيشُ لأَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِٱلْكَذِبِ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ. فَيَطْعَنُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ (وَالِدَاهُ) عِنْدَمَا يَتَنَبَّأُ. ٤ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّ ٱلأَنْبِيَاءَ يَخْزَوْنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ رُؤْيَاهُ إِذَا تَنَبَّأَ، وَلاَ يَلْبِسُونَ ثَوْبَ شَعْرٍ لأَجْلِ ٱلْغِشِّ. ٥ بَلْ يَقُولُ: لَسْتُ أَنَا نَبِيّاً. أَنَا إِنْسَانٌ فَالِحُ ٱلأَرْضِ، لأَنَّ إِنْسَاناً ٱقْتَنَانِي مِنْ صِبَايَ. ٦ فَيَسْأَلَهُ: مَا هٰذِهِ ٱلْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هِيَ ٱلَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي».

إرميا ٢: ١٣ و١٧: ١٣ مزمور ٥١: ٢ و٧ وإشعياء ١: ١٦ – ١٨ ويوحنا ١: ٢٩ عدد ١٩: ١٧ وإشعياء ٤: ١٤ و١٥ وحزقيال ١٤: ٩ خروج ٣٦: ٢٥ و٢٩ إرميا ٢٣: ٣٤ تثنية ١٨: ٢٠ وحزقيال ١٤: ٩ إرميا ١٣: ٢٥ تثنية ١٣: ٦ – ١١ ومتّى ١٠: ٣٧ إرميا ٦: ١٥ و٨: ٩ وميخا ٣: ٧ و٢ملوك ١: ٨ وإشعياء ٢٠: ٢ ومتّى ٣: ٤ عاموس ٧: ١٤ و٢ملوك ٩: ٢٤

فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يوم النوح المذكور في الأصحاح السابق (ع ١٠ – ١٤). وهنا تعزية لجميع الذين يحزنون على خطاياهم لأن لهم ينبوعاً مفتوحاً للخطية. وفي الناموس ذكر تطهير بواسطة ماء الخطية (عدد ٨: ٧ و١٩: ١ – ١٠) والخطية الخصوصية المشار إليها هنا هي عبادة الأصنام وتسمت هذه العبادة خطية في (١ملوك ١٢: ٣٠) وتسمت نجاسة في (حزقيال ٧: ١٩ و٢٠) وكل مخالفة شريعة الرب نجاسة وإن كانت بنفسها طاهرة. كالذهب فإنه طاهر بنفسه ولكنه نجس إذا تقدم للأصنام. وفتح هذا الينبوع يفيد (١) إنه لا يمكن الغفران إلا بدم المسيح المرموز إليه هنا (انظر ١يوحنا ١: ٧) (٢) لا يمكن الخلاص إلا بالإيمان وبلا حدود ولجميع الناس ولجميع الخطايا. قيل «ينبوع» أي ينبوع المياه الحية وليس آباراً ماؤها محدود. وبيت داود وسكان أورشليم كناية عن شعب الله أجمعين. وحزقيال أوضح أن التطهير الموعود به هو تطهير روحي لا جسدي (انظر حزقيال ٣٦: ٢٥ – ٢٨).

أَقْطَعُ أَسْمَاءَ ٱلأَصْنَامِ (ع ٢) كان للأسماء اعتبار خصوصي وزعموا أن مجرد لفظ الاسم يطرد كل شر كما يعتبر بعض المسيحيين لفظة «باسم الله».

وَأُزِيلُ ٱلأَنْبِيَاءَ الأنبياء الكذبة. و«الروح النجس» هو روح الكذب في الأنبياء (انظر ١ملوك ٢٢: ٢٢) وعمل الضلال (انظر ٢تسالونيكي ٢: ١١) قال إشعياء (٣٠: ٩ – ١١) لأنه شعب متمرد لم يشاءوا أن يسمعوا شريعة الرب ولا أن ينظروا المستقيمات ولا إسم قدوس إسرائيل بل قالوا للرائين ليكلموهم بالناعمات وينظروا مخادعات.

لاَ تَعِيشُ (ع ٣) وكان ذلك بموجب الناموس (انظر تثنية ١٣: ٦ – ١٠).

فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ (ع ٤) في اليوم المشار إليه حينما يفيض الرب على شعبه روح النعمة والتضرعات ويخلق فيهم قلوباً جديدة فلا يعودون يحبون الضلال ولا يحتملون الأنبياء الكذبة. وثوب الشعر كان علامة الوظيفة النبوية كلباس إيليا ويوحنا المعمدان. والنبي الكذاب من خجله وخوفه ينكر أنه نبي ويقول إنه فلاح وجُرح في بيت أحبائه لا في العبادة كعادة أنبياء البعل (انظر ١ملوك ١٨: ٢٨).

٧ – ٩ «٧ اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. اِضْرِبِ ٱلرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ ٱلْغَنَمُ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى ٱلصِّغَارِ. ٨ وَيَكُونُ فِي كُلِّ ٱلأَرْضِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ أَنَّ ثُلُثَيْنِ مِنْهَا يُقْطَعَانِ وَيَمُوتَانِ، وَٱلثُّلْثَ يَبْقَى فِيهَا. ٩ وَأُدْخِلُ ٱلثُّلُثُ فِي ٱلنَّارِ، وَأَمْحَصُهُمْ كَمَحْصِ ٱلْفِضَّةِ، وَأَمْتَحِنُهُمُ ٱمْتِحَانَ ٱلذَّهَبِ. هُوَ يَدْعُو بِٱسْمِي وَأَنَا أُجِيبُهُ. أَقُولُ: هُوَ شَعْبِي وَهُوَ يَقُولُ: ٱلرَّبُّ إِلٰهِي».

إرميا ٤٧: ٦ وحزقيال ٢١: ٣ – ٥ إشعياء ٤٠: ١١ وحزقيال ٣٤: ٢٣ و٢٤ و٣٧: ٢٤ وميخا ٥: ٢ و٤ مزمور ٢: ٢ وإرميا ٢٣: ٥ و٦ إشعياء ٥٣: ٤ و٥ و١٠ ومتّى ٢٦: ٣١ ومرقس ١٤: ٢٧ إشعياء ١: ٢٥ إشعياء ٦: ١٣ وحزقيال ٥: ٢ – ٤ و١٢ إشعياء ٤٨: ١٠ وملاخي ٣: ٣ ص ١٢: ١٠ ومزمور ٣٤: ١٥ – ١٧ و٥٠: ١٥ ص ١٠: ٦ وإشعياء ٥٨: ٩ و٦٥: ٢٤ وإرميا ٢٩: ١١ – ١٣ هوشع ٢: ٢٣

اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ سيف أعداء اليهود وكانت محاربتهم لليهود بأمر الرب كما استعمل الرب سيف الأشوريين لتأديب إسرائيل (انظر إشعياء ١٠: ٥ – ١٦).

عَلَى رَاعِيَّ (انظر ١١: ١٧) وتفسيره حيث يذكر الراعي الباطل والسيف الذي يكون عليه. والراعي الباطل كناية عن حكام إسرائيل الظالمين بالإجمال. وقيل هنا «رفيقي» لأن الرب ملك إسرائيل (انظر ١صموئيل ٨: ٧) والقضاة والملوك كانوا خدامه وللصالحون منهم كانوا يسألون الرب ويعملون مشيئته. والظالمون منهم كانوا وكلاءه ولكنهم وكلاء باطلون فأمر الرب السيف أي سيف أعداء إسرائيل أن يضربهم.

فَتَتَشَتَّتَ ٱلْغَنَمُ ذكر يسوع هذه النبوة (انظر متّى ٢٦: ٣١) بالمعنى هو الراعي وتلاميذه الرعية فتشتتوا في الليلة التي أُسلم فيها وهكذا بيّن أنه للنبوة معنى أوسع مما كان في أفكار النبي ومعاصريه. وقال بطرس الرسول (انظر ١بطرس ٥: ١ – ٤) إن المسيح رئيس الرعاة وشيوخ الكنيسة هم رعاة تحت رياسته فكانوا رفقاءه إن كانوا أمناء أو غير أمناء.

وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى ٱلصِّغَارِ لخلاصهم (انظر إشعياء ١: ٢٥) والصغار هم المتواضعون والمتكلون على الرب راعيهم والثلث (ع ٨) ليس ثلثاً تماماً بل بقية قليلة (انظر صفنيا ٣: ١١ – ١٣).

وَأُدْخِلُ ٱلثُّلُثُ فِي ٱلنَّارِ (ع ٩) يمتحنهم باضطهادات وضيقات وهم ثمينون عنده كفضة وذهب.

هُوَ يَدْعُو بِٱسْمِي الشعب الباقي فيحبهم الرب ويكون إلههم.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى