سفر زكريا

سفر زكريا | 09 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر زكريا

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ

يقسم هذا السفر إلى قسمين الأول (ص ١ – ٨) والثاني (ص ٩ – ١٤) ولا يخفى على كل من يمعن النظر في هذا السفر أن القسم الثاني يختلف اختلافاً واضحاً عن القسم الأول فإن القسم الأول يوافق أحوال اليهود في زمان تجديد الهيكل وخدمته وفيه تحريض على العمل والإنذار والتشجيع. وأما القسم الثاني فلا يوجد فيه ذكر زربابل ولا يشوع ولا ملاك يكلم النبي ولا سني مُلك داريوس ويذكر دمشق وصور وصيدا والفلسطينيين وأيام المسيح الآتي ونجاة أورشليم ومجدها الأخير. فيقول البعض أن القسم الثاني هو تأليف نبي أو أنبياء غير زكريا ويظنون أن تاريخ هذا القسم هو قبل السبي في زمان هوشع وإشعياء أو في أول السبي في زمان إرميا ويقول غيرهم أن تاريخه هو في آخر القرن الرابع ق م.

وتقليد اليهود والكنيسة على مدة نحو ١٦٠٠ سنة هو أن السفر كله لزكريا. فلا يمكننا الحكم في هذا الأمر ومن جهة وحي السفر وفوائده لا فرق إذا قلنا إنه كله من زكريا أو قلنا إن الذين جمعوا الأسفار القانونية أضافوا إلى نبوة زكريا نبوات أخرى وعنونوا الكل باسم زكريا.

١ – ٨ «١ وَحْيُ كَلِمَةِ ٱلرَّبِّ فِي أَرْضِ حَدْرَاخَ وَدِمَشْقَ مَحَلُّهُ. (لأَنَّ لِلرَّبِّ عَيْنَ ٱلإِنْسَانِ وَكُلَّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ). ٢ وَحَمَاةُ أَيْضاً تُتَاخِمُهَا، وَصُورُ وَصَيْدُونُ وَإِنْ تَكُنْ حَكِيمَةً جِدّاً. ٣ وَقَدْ بَنَتْ صُورُ حِصْناً لِنَفْسِهَا، وَكَوَّمَتِ ٱلْفِضَّةَ كَٱلتُّرَابِ وَٱلذَّهَبَ كَطِينِ ٱلأَسْوَاقِ. ٤ هُوَذَا ٱلسَّيِّدُ يَمْتَلِكُهَا وَيَضْرِبُ فِي ٱلْبَحْرِ قُوَّتَهَا، وَهِيَ تُؤْكَلُ بِٱلنَّارِ. ٥ تَرَى أَشْقَلُونُ فَتَخَافُ، وَغَزَّةُ فَتَتَوَجَّعُ جِدّاً، وَعَقْرُونُ. لأَنَّهُ يُخْزِيهَا ٱنْتِظَارُهَا، وَٱلْمَلِكُ يَبِيدُ مِنْ غَزَّةَ، وَأَشْقَلُونُ لاَ تُسْكَنُ. ٦ وَيَسْكُنُ فِي أَشْدُودَ زَنِيمٌ، وَأَقْطَعُ كِبْرِيَاءَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. ٧ وَأَنْزِعُ دِمَاءَهُ مِنْ فَمِهِ وَرِجْسَهُ مِنْ بَيْنِ أَسْنَانِهِ، فَيَبْقَى هُوَ أَيْضاً لإِلٰهِنَا، وَيَكُونُ كَأَمِيرٍ فِي يَهُوذَا، وَعَقْرُونُ كَيَبُوسِيٍّ. ٨ وَأَحُلُّ حَوْلَ بَيْتِي بِسَبَبِ ٱلْجَيْشِ ٱلذَّاهِبِ وَٱلآئِبِ، فَلاَ يَعْبُرُ عَلَيْهِمْ بَعْدُ جَابِي ٱلْجِزْيَةِ. فَإِنِّي ٱلآنَ رَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ».

إشعياء ١٧: ١ إرميا ٤٩: ٢٣ حزقيال ٢٨: ٣ – ٥ و١٢ حزقيال ٢٨: ٢١ يشوع ١٩: ٢٩ و٢صموئيل ٢٤: ٧ أيوب ٢٧: ١٦ وحزقيال ٢٧: ٣٣ و٢٨: ٤ و٥ و١ملوك ١٠: ٢١ و٢٧ حزقيال ٢٦: ٣ – ٥ حزقيال ٢٨: ١٨ عاموس ١: ٦ – ٨ وصفنيا ٢: ٤ و٥ حزقيال ٢٥: ١٥ – ١٧ ص ٢: ٥ إشعياء ٥٢: ١ ويوئيل ٣: ١٧ إشعياء ٥٤: ١٤ و٦٠: ١٨

وَحْيُ كَلِمَةِ ٱلرَّبِّ وهنا كلمة غضب ودمار كما في إشعياء ٩: ٨ «أَرْسَلَ ٱلرَّبُّ قَوْلاً فِي يَعْقُوبَ فَوَقَعَ فِي إِسْرَائِيلَ». وكلمة الغضب هي على أعداء شعب الله ويليها تعزية وتشجيع ببيان سقوط الأعداء وخلاص إسرائيل بواسطة المسيح ومجدهم فيه.

حَدْرَاخَ ليست معروفة تماماً. غير أنها قريبة من دمشق وهي مذكورة بين دمشق وحماه.

مَحَلُّهُ أي محل الوحي لأن كلمة الله تحل للشر في البلدان المذكورة وتتم فيها.

لأَنَّ لِلرَّبِّ عَيْنَ ٱلإِنْسَانِ (انظر إرميا ٣٢: ١٩ و٢٠) «عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ عَلَى كُلِّ طُرُقِ بَنِي آدَمَ لِتُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ وَحَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ» والقول هنا إن جميع الناس إن كانوا من إسرائيل أو من الوثنيين سينظرون إلى الرب ليروا أعماله العجيبة.

وَحَمَاةُ أَيْضاً تُتَاخِمُهَا (ع ٢) أي حماة التي على تخوم دمشق وحدراخ قريبة منهما فتشترك معهما في المصائب.

وَإِنْ تَكُنْ حَكِيمَةً جِدّاً (انظر حزقيال ٢٨: ٣ و٤) «هَا أَنْتَ أَحْكَمُ مِنْ دَانِيآلَ… بِحِكْمَتِكَ وَبِفَهْمِكَ حَصَّلْتَ لِنَفْسِكَ ثَرْوَةً». أخذ اسكندر ذو القرنين دمشق نحو السنة ٣٣٢ ق م ثم أخذ صور بعد حصار سبعة أشهر.

بَنَتْ صُورُ حِصْناً (ع ٣) كانت مدينة صور القديمة مدينتين الواحدة على البر والأخرى على جزيرة وكانت الجزيرة محصنة بأسوار علوها نحو ٧٠ ذراعاً واسكندر أولاً أخذ المدينة التي كانت بالبر وأحرقها ورمى حجارتها في البحر وعمل منها رصيفاً فاتصلت الجزيرة بالبر فأخذها وباع نحو عشرة آلاف من أهلها عبيداً.

تَرَى أَشْقَلُونُ فَتَخَافُ (ع ٥) كان انتظارها النجاة من صور وأما سقوط صور فكان لأشقلون تنبيهاً بما سيصيبها عن قريب والنبي يذكر أربعاً من مدن الفلسطينيين الخمس بترك جت ولعلها لم تقم بعدما سقطت عن يد عزيا (انظر ٢أيام ٢٦: ٦).

وَيَسْكُنُ فِي أَشْدُودَ زَنِيمٌ (ع ٦) والزنيم هو الملحق بقوم ليس منهم ولا يحتاجون إليه أي تكون أشدود وغيرها من مدن الفلسطينيين تحت حكم الأجانب.

وَأَنْزِعُ دِمَاءَهُ مِنْ فَمِهِ (ع ٧) أكل اللحم مع الدم حرام عند اليهود والنبي يشير إلى العبادة الوثنية ومعنى قوله أن الرب سيبطلها.

فَيَبْقَى هُوَ أَيْضاً لإِلٰهِنَا بعد إبطال العبادة الوثنية تكون بقية من شعب الفلسطينيين تصير للرب وتنضم إلى إسرائيل ويكون الفلسطيني كواحد من بني إسرائيل ومن المحتمل أنه يتوظف بينهم فيكون أميراً. وبالكنيسة المسيحية أناس من كل مذهب ومن كل جنس ويوجد قسوس وشيوخ كانوا أصلاً من الوثنيين.

كَيَبُوسِيٍّ اليبوسيون أهل أورشليم الأصليون. أخذ داود حصتهم (انظر ٢صموئيل ٥: ٦ – ٩)

وَأَحُلُّ حَوْلَ بَيْتِي بِسَبَبِ ٱلْجَيْشِ ٱلذَّاهِبِ وَٱلآئِبِ (ع ٨) إن اسكندر بعد ما أخذ صور وغزة أتى إلى أورشليم وقال يوسيفوس إن رئيس الكهنة لاقاه ومعه جميع الكهنة لابسين ثيابهم الرسمية المقدسة وعلى عمامة رئيس الكهنة الصفيحة من الذهب المكتوب عليها قدس للرب فسجد اسكندر وقال إنه رأى في حلم الإله الذي كان اسمه مكتوباً على الصفيحة ثم دخل أورشليم وقدم ذبائح وأعطى اليهود امتيازات مهمة.

وَأَحُلُّ حَوْلَ بَيْتِي (ع ٨) الهيكل في أورشليم.

ٱلْجَيْشِ ٱلذَّاهِبِ وَٱلآئِبِ جيش اسكندر الذي ذهب إلى مصر ورجع.

ٱلآنَ رَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ كل ما صار كان بعناية الله فإنه رأى أعمال الأمم الظالمة ورأى ضيق شعبه. جازى شعبه ولكنه لم يجازه حسب آثامهم وطيّب قلوبهم وناداهم بأن جهادهم قد كمل.

٩ – ١٧ «٩ اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ٱبْنَةَ صِهْيَوْنَ، ٱهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَانٍ. ١٠ وَأَقْطَعُ ٱلْمَرْكَبَةَ مِنْ أَفْرَايِمَ وَٱلْفَرَسَ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَتُقْطَعُ قَوْسُ ٱلْحَرْبِ. وَيَتَكَلَّمُ بِٱلسَّلاَمِ لِلأُمَمِ، وَسُلْطَانُهُ مِنَ ٱلْبَحْرِ إِلَى ٱلْبَحْرِ، وَمِنَ ٱلنَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي ٱلأَرْضِ. ١١ وَأَنْتِ أَيْضاً فَإِنِّي بِدَمِ عَهْدِكِ قَدْ أَطْلَقْتُ أَسْرَاكِ مِنَ ٱلْجُبِّ ٱلَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ. ١٢ ٱرْجِعُوا إِلَى ٱلْحِصْنِ يَا أَسْرَى ٱلرَّجَاءِ. ٱلْيَوْمَ أَيْضاً أُصَرِّحُ أَنِّي أَرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفَيْنِ. ١٣ لأَنِّي أَوْتَرْتُ يَهُوذَا لِنَفْسِي، وَمَلَأْتُ ٱلْقَوْسَ أَفْرَايِمَ، وَأَنْهَضْتُ أَبْنَاءَكِ يَا صِهْيَوْنُ عَلَى بَنِيكِ يَا يَاوَانُ، وَجَعَلْتُكِ كَسَيْفِ جَبَّارٍ. ١٤ وَيُرَى ٱلرَّبُّ فَوْقَهُمْ وَسَهْمُهُ يَخْرُجُ كَٱلْبَرْقِ، وَٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَنْفُخُ فِي ٱلْبُوقِ وَيَسِيرُ فِي زَوَابِعِ ٱلْجَنُوبِ. ١٥ رَبُّ ٱلْجُنُودِ يُحَامِي عَنْهُمْ فَيَأْكُلُونَ وَيَدُوسُونَ حِجَارَةَ ٱلْمِقْلاَعِ، وَيَشْرَبُونَ وَيَضِجُّونَ كَمَا مِنَ ٱلْخَمْرِ، وَيَمْتَلِئُونَ كَٱلْمَنْضَحِ وَكَزَوَايَا ٱلْمَذْبَحِ. ١٦ وَيُخَلِّصُهُمُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ. كَقَطِيعٍ شَعْبَهُ، بَلْ كَحِجَارَةِ ٱلتَّاجِ مَرْفُوعَةً عَلَى أَرْضِهِ. ١٧ مَا أَجْوَدَهُ وَمَا أَجْمَلَهُ! اَلْحِنْطَةُ تُنْمِي ٱلْفِتْيَانَ، وَٱلْمِسْطَارُ ٱلْعَذَارَى».

ص ٢: ١٠ وصفنيا ٣: ١٤ و١٥ مزمور ١١: ١ وإشعياء ٩: ٦ و٧ وإرميا ٢٣: ٥ و٦ ومتّى ٢١: ٥ ويوحنا ١٢: ١٥ صفنيا ٣: ٥ إشعياء ٤٣: ٣ و١١ إشعياء ٥٧: ١٥ هوشع ١: ٧ و٢: ١٨ وحجي ٢: ٢٢ ميخا ٥: ١٠ هوشع ٢: ١٨ إشعياء ٥٧: ١٩ وميخا ٤: ٢ – ٤ مزمور ٧٢: ٨ وإشعياء ٦٠: ١٢ خروج ٢٤: ٨ وعبرانيين ١٠: ٢٩ إشعياء ٢٤: ٢٢ و٥١: ١٤ إرميا ١٦: ١٩ ويوئيل ٣: ١٦ إرميا ١٤: ٨ و١٧: ١٣ وعبرانيين ٦: ١٨ و١٩ إشعياء ٦١: ٧ إرميا ٥١: ٢٠ يوئيل ٣: ٦ مزمور ٤٥: ٣ وإشعياء ٤٩: ٢ ص ٢: ٥ إشعياء ٣١: ٥ مزمور ١٨: ١٤ وحبقوق ٣: ١١ إشعياء ٢٧: ١٣ إشعياء ٢١: ١ و٦٦: ١٥ ص ١٢: ٨ وإشعياء ٣٧: ٣٥ ص ١٢: ٦ أيوب ٤١: ٢٨ مزمور ٧٨: ٦٥ ص ١٤: ٢٠ خروج ٢٧: ٢ إرميا ٣١: ١٠ و١١ إشعياء ٦٢: ٣ إرميا ٣١: ١٢ و١٤ مزمور ٢٧: ٤ وإشعياء ٣٣: ١٧

يتقدم النبي إلى ذكر ملك أعظم من اسكندر سيأتي إلى أورشليم أي المسيح (انظر متّى ٢١: ٥ ويوحنا ١٢: ١٥).

اِبْتَهِجِي جِدّاً لا يليق بنا أن نبتهج بنجاح زمني كما نتبهج بالمسيح الذي يخلص إلى التمام وإلى الأبد.

مَلِكُكِ ليس ملكاً أجنبياً كاسكندر بل ملكهم الخاص من نسل داود ومسكنه بينهم يحبهم ويعتني بهم عناية خصوصية وهو الملك الموعود به والمنتظر منذ أجيال.

يَأْتِي إِلَيْكِ أتى من السماء إلى الأرض وبالجسد أتى إلى أورشليم كملك وهو ملك عادل فأتى ليبشر المساكين ويعصب منكسري القلب وملك منصور على الموت وجميع أعدائه وملك وديع راكب على حمار أي ملك السلام وليس ملك حرب. ودخول يسوع إلى أورشليم كان رمزاً إلى ملك أعظم أي بقلوب المؤمنين وبتقديسهم وخلاصهم من خطاياهم. ولا يمكن وصف ملك كهذا الملك إلا بالوحي من الروح القدس لأن كل أفكار اليهود كانت بخلاف ذلك.

وَأَقْطَعُ ٱلْمَرْكَبَةَ (ع ١٠) أي لا يتكلون على الجيش والسلاح بل على الرب ولا يحتاجون إلى سلاح لأن لا أحد يحاربهم. «ويتكلم بالسلام» أي ملكهم (ع ٩) وهو المسيح. ويكون سلطانه من البحر المتوسط إلى البحر الميت (أو البحر الأحمر) ومن نهر الفرات إلى أواسط إفريقية أي على المسكونة المعروفة كلها.

وَأَنْتِ (ع ١١) يكلم صهيون. «بدم عهدك» رش موسى دم الذبائح على الشعب علامة للعهد الذي قطعه الرب معهم في جبل سيناء (خروج ٢٤: ٣ – ٨) وكان ذلك رمزاً إلى العهد الأفضل بدم المسيح ولا يمكن أن الرب ينساه أو ينكثه. والجب أحياناً كان لجمع الماء وأحياناً لحبس أسرى أو مجرمين كإرميا (انظر إرميا ٣٧: ١٦) ودانيال (انظر دانيال ٦: ١٦) والرب وعد شعبه بأنه يُصعدهم من جب الهلاك واليأس ويأتي بهم إلى حصن الخلاص. ورجاؤهم هذا كان يقويهم على احتمال الضيقات بالصبر (انظر رومية ٥: ٣ – ٥) «عَالِمِينَ أَنَّ ٱلضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً، وَٱلصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَٱلتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَٱلرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي».

أَرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفَيْنِ (ع ١٢) (انظر إشعياء ٤٠: ٢) يكون مجدهم بالآخر بمقدار ضيقهم ضعفين.

لأَنِّي أَوْتَرْتُ يَهُوذَا (ع ١٣) يهوذا مشبه بقوس وأفرايم بسهام فالرب يستعملها في محاربة ياوان وإذا قلنا إن زكريا كتب هذا القسم من نبوته كان تاريخه قبل زمان اسكندر بمدة ١٥٠ سنة ونيف ولكن في زمان زكريا كان ما يستلفت نظر اليهود إلى اليونانيين كأعداء لهم. وفي النبوة ما لم يفهمه اليهود تماماً في أيام النبي كما أنهم لم يفهموا النبوات عن المسيح التي تمت في غلبة المسيح على جميع أعدائه وإقامة ملكوته الروحي بوسائط روحية (انظر ٢بطرس ١: ١٠ – ١٢).

وَيُرَى ٱلرَّبُّ فَوْقَهُمْ (ع ١٤) فوق شعبه كقائدهم وكمحام عنهم. وزوابع الجنوب أي كزوابع من بلاد العرب شديدة جداً.

فَيَأْكُلُونَ (ع ١٥) «كَأَسَدٍ. لاَ يَنَامُ حَتَّى يَأْكُلَ فَرِيسَةً وَيَشْرَبَ دَمَ قَتْلَى» (عدد ٢٣: ٢٤).

يَدُوسُونَ حِجَارَةَ ٱلْمِقْلاَعِ لا تصيبهم هذه الحجارة بل تقع على الأرض فيدوسونها.

يَضِجُّونَ يسكرون من دم القتلى كما من الخمر. والمفضح هو الكأس التي جمعوا فيها دم الذبائح ومنها نضحوا على الشعب وعلى آنية الهيكل وزوايا المذبح. وهذه التشبيهات توافق طباع الإسرائيليين في القديم وطباع الشعوب الذين في جوارهم كالأدوميين والموآبيين والعمونيين وهي تشبيهات فقط فلا نفهم حدوثها حقيقة في ملكوت المسيح.

كَقَطِيعٍ شَعْبَهُ (ع ١٦) يدل على حق الرب وهو راع صالح لهم (انظر إشعياء ٤٠: ١١).

كَحِجَارَةِ ٱلتَّاجِ مَرْفُوعَةً عَلَى أَرْضِهِ هي أرض الرب فأعطاها لشعبه إسرائيل ليسكنوا فيها. والوعد هو أن شعبه يكون مجيداً وكريماً كحجارة في تاج ملك وهذه الحجارة الكريمة مرفوعة على الأرض كراية أي الشعب يكون كراية مرفوعة فوق أرض الرب يراها جميع الأمم فيمجدون الشعب والرب الذي خلصهم.

مَا أَجْوَدَهُ وَمَا أَجْمَلَهُ (ع ١٧) أي الشعب الذي يباركه الرب. والحنطة والمسطار كناية عن كل الخيرات الجسدية والروحية.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى