سفر حجي

سفر حجي | 01 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر حجي

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

١ – ٩ «١ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ فِي ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، كَانَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّيِ ٱلنَّبِيِّ: ٢ قُلْ لِزَرُبَّابِلَ بْنَ شَأَلْتِئِيلَ وَالِي يَهُوذَا، وَيَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادَاقَ ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ وَبَقِيَّةِ ٱلشَّعْبِ: ٣ مَنِ ٱلْبَاقِي فِيكُمُ ٱلَّذِي رَأَى هٰذَا ٱلْبَيْتَ فِي مَجْدِهِ ٱلأَوَّلِ؟ وَكَيْفَ تَنْظُرُونَهُ ٱلآنَ؟ أَمَا هُوَ فِي أَعْيُنِكُمْ كَلاَ شَيْءٍ! ٤ فَٱلآنَ تَشَدَّدْ يَا زَرُبَّابِلُ يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَتَشَدَّدْ يَا يَهُوشَعُ بْنُ يَهُوصَادَاقَ ٱلْكَاهِنُ ٱلْعَظِيمُ، وَتَشَدَّدُوا يَا جَمِيعَ شَعْبِ ٱلأَرْضِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَٱعْمَلُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. ٥ حَسَبَ ٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي عَاهَدْتُكُمْ بِهِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ وَرُوحِي قَائِمٌ فِي وَسَطِكُمْ. لاَ تَخَافُوا. ٦ لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: هِيَ مَرَّةٌ (بَعْدَ قَلِيلٍ) فَأُزَلْزِلُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَٱلْبَحْرَ وَٱلْيَابِسَةَ، ٧ وَأُزَلْزِلُ كُلَّ ٱلأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ ٱلأُمَمِ، فَأَمْلأُ هٰذَا ٱلْبَيْتَ مَجْداً قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. ٨ لِي ٱلْفِضَّةُ وَلِي ٱلذَّهَبُ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. ٩ مَجْدُ هٰذَا ٱلْبَيْتِ ٱلأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ ٱلأَوَّلِ، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. وَفِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ أُعْطِي ٱلسَّلاَمَ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ».

ع ١٠ وص ١: ١ و١٥ ص ١: ١ ص ١: ١٢ عزرا ٣: ١٢ ع ٩ تثنية ٣١: ٢٣ و١أيام ٢٢: ١٣ و٢٨: ٢٠ وزكريا ٨: ٩ وأفسس ٦: ١٠ و٢صموئيل ٥: ١٠ وأعمال ٧: ٩ خروج ١٩: ٤ – ٦ و٣٣: ١٢ – ١٤ و٣٤: ٨ – ١٠ نحميا ٩: ٢٠ وإشعياء ٦٣: ١١ و١٤ إشعياء ٤١: ١٠ و١٣ وزكريا ٨: ١٣ عبرانيين ١٢: ٢٦ إشعياء ١٠: ٢٥ و٢٩: ١٧ ع ٢١ وإرميا ٤: ٢٣ – ٢٦ دانيال ٢: ٤٤ ويوئيل ٣: ٩ و١٦ إشعياء ٦٠: ٤ – ٩ و١ملوك ٨: ١١ وإشعياء ٦٠: ٧ و١أيام ٢٩: ١٤ و١٦ وإشعياء ٦٠: ١٧ زكريا ٢: ٥ ع ٣ إشعياء ٩: ٦ و٧ و٦٦: ١٢

فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ فِي ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ أي في آخر يوم من أيام عيد المظال (انظر لاويين ٢٣: ٣٤ – ٤٤) وقبل السبي كان هذا العيد وقت ذكر وفرح على المواسم وتقديم تقدمات للرب في هيكله وربما بتاريخ هذه النبوة حزن الشعب على قلة الموسم وعلى عدم وجود هيكل فالرب وهو كثير الرحمة والتعزية أرسل لهم هذه الكلمة التي مضمونها أنه يكون معهم ووجوده أحسن من وجود هيكل من حجارة ووعدهم أيضاً أنه يكون للهيكل مجد في الآخر أكثر مما كان له في الأول.

مَنِ ٱلْبَاقِي فِيكُمُ الخ (ع ٣) من إحراق الهيكل (انظر ٢ملوك ٢٥: ٩) في سنة ٥٨٦ إلى تاريخ هذه النبوة في سنة ٥٢٠ مدة ٦٦ سنة فكل من كان عمره نحو ٨٠ سنة يقدر أن يتذكر البيت في مجده الأول وطبعاً كانوا قليلي العدد.

في مَجْدِهِ ٱلأَوَّلِ كان ارتفاع الرواق ١٢٠ ذراعاً وكان البيت مغشى بذهب ومرصعاً بحجارة كريمة (انظر ٢أيام ص ٣) وأما مجد الهيكل الحقيقي فهو وجود الرب فيه والذهب والحجارة الكريمة كلها أمور زهيدة. وبواسطة السبي علّم الرب الشعب أن الهيكل وفرائضه أمور يُستعفى عنها والرب يقبل جميع الساجدين له بالروح والحق في كل مكان. ويقول «هذا البيت» لأن مجد الرب لا يزول وإن كان الهيكل احترق وزال ذهبه وآنيته الكريمة.

وَرُوحِي قَائِمٌ فِي وَسَطِكُمْ (ع ٥) (انظر نحميا ٩: ٢٠) «وَأَعْطَيْتَهُمْ رُوحَكَ ٱلصَّالِحَ لِتَعْلِيمِهِمْ» و(إشعياء ٦٣: ١١) «جَعَلَ فِي وَسَطِهِمْ رُوحَ قُدْسِهِ» وكما في أيام موسى هكذا في أيام زربابل «لا بالقدرة ولا بالقول بل بروحي قال رب الجنود».

هِيَ مَرَّةٌ (ع ٦) (انظر عبرانيين ١٢: ١٨ – ٢٩) كانت المرة الاولى لما زعزع الرب الأرض ونزل على جبل سيناء وأعطى الوصايا العشر والمرة الثانية لما تجسد المسيح ومات على الصليب وزال الهيكل والذبائح والكهنوت والفرائض اليهودية وقام ملكوت المسيح الذي يبقى إلى الأبد. وكان ذلك بعد تاريخ النبوة بنحو ٥٥٠ سنة وكان «بعد قليل» بالنسبة إلى تاريخ الدهور وقيام ممالك وسقوطها. والقول أزلزل يشير إلى تغييرات في الممالك كمملكة فارس ومملكة الاسكندر وتغييرات في الفرائض الموسوية ونقض حائط السياج المتوسط بين اليهود والأمم. والأمور الباقية التي لا تتزعزع هي الأمور المرموز إليها في نظام العهد الجديد وقيام ملكوت المسيح.

مُشْتَهَى كُلِّ ٱلأُمَمِ (ع ٧) أي نفائس الأمم كما يظهر من معنى الكلمة العبرانية الأصلية ومن القرينة. ذكر المجد الذي كان للهيكل بالأول لما كان فيه ذهب وحجارة كريمة فقال من الباقي فيكم الذي رأى هذا البيت في مجده الأول وكيف تنظرونه الآن. فوعدهم بأن مشتهى كل الأمم أي نفائس الأمم تأتي فتملأ هذا البيت مجداً لأن للرب الفضة والذهب وكل كنوز الأمم فيقدر أن يأتيهم بها. وكان قد أتاهم البعض من هذه النفائس لما رجعوا من السبي (انظر عزرا ٧: ١٥ – ٢٠) «فِضَّةٍ وَذَهَبٍ تَبَرَّعَ بِهِ ٱلْمَلِكُ وَمُشِيرُوهُ لإِلٰهِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ مَسْكَنِهِ… وَبَاقِي ٱحْتِيَاجِ بَيْتِ إِلٰهِكَ… فَأَعْطِهِ مِنْ بَيْتِ خَزَائِنِ ٱلْمَلِكِ» وسيأتيهم أيضاً بالمستقبل لأن الرب يعتني بشعبه وببيته على الدوام وفي كل جيل غير أنه أحياناً لا يعطيهم كل مطلوبهم من المال لأنه يقصد لهم ما هو أفضل من المال. يظن البعض أن مشتهى كل الأمم هو المسيح وبالحقيقة كل بني البشر يحتاجون إلى الخلاص به وأما ذلك فليس معنى هذه الآية.

لِي ٱلْفِضَّةُ وَلِي ٱلذَّهَبُ (ع ٨) الرب لا يحتاج إلى الفضة والذهب والتقدمات من الناس (مزمور ٥٠: ٩ و١٠) «لاَ آخُذُ مِنْ بَيْتِكَ ثَوْراً، وَلاَ مِنْ حَظَائِرِكَ أَعْتِدَةً. لأَنَّ لِي حَيَوَانَ ٱلْوَعْرِ وَٱلْبَهَائِمَ عَلَى ٱلْجِبَالِ ٱلأُلُوفِ». مطلوب الرب هو الحمد والسجود والشكر والطاعة القلبية ويريد أن شعبه يدعونه في ضيقاتهم ويتكلون عليه. فلم يقل لهم أن يقدموا له فضة وذهباً بل يقول أن يصعدوا إلى الجبل ويأتوا بخشب ويعملوا ويبنوا ويعدهم بأنه يرضى عن العمل. ولأصحاب المال يقول أيضاً «لي الفضة والذهب» وليس لهم كما يظنون فعليهم أن يعتبروا أنفسهم كوكلاء الرب ومالهم تحت أمره.

مَجْدُ هٰذَا ٱلْبَيْتِ ٱلأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ ٱلأَوَّلِ (ع ٩) أي سيكون لبيت الرب مجد أعظم مما كان له أولاً وأما البيت قبل السبي والبيت بعده فهو بيت واحد وهو بيت الرب. والمجد الأخير لا يكون أعظم من جهة الذهب والحجارة الكريمة ولا من جهة البقاء ولا لأن يسوع دخل ديار الهيكل وعلم فيها فإنه قال للسامرية «لاَ فِي هٰذَا ٱلْجَبَلِ (جبل جرزيم)، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ… وَلٰكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ ٱلآنَ، حِينَ ٱلسَّاجِدُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ» (يوحنا ٤: ٢١ – ٢٣) فإذاً المجد ليس مجداً جسدياً. والهيكل المصنوع بيد رمز إلى المسكن الأعظم والهيكل غير المصنوع بيد (انظر عبرانيين ٩: ١١). كان الساجدون في الهيكل في أورشليم عدداً محدوداً ولكن الساجدين للآب بالروح والحق هم جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة (انظر رؤيا ٧: ٩ وإشعياء ٢: ٢ – ٤).

أُعْطِي ٱلسَّلاَمَ السامعون هذا القول استنظروا السلام من أعدائهم وكان لهم سلام بمعنى أنهم أكملوا البناء وظل البيت سالماً ٥٩٠ سنة فخرب بيد الرومانيين وبمعنى أفضل يعطي الرب شعبه سلاماً بغفران خطاياهم وباتكالهم عليه وخضوعهم له ومحبتهم له وبعضهم بعضاً ولهم هذا السلام وإن كان في العالم حروب وعليهم ضيقات. قال يسوع لتلاميذه (يوحنا ١٦: ٣٣) «لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي ٱلْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلٰكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ».

١٠ – ١٩ «١٠ فِي ٱلرَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلتَّاسِعِ، فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ، كَانَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّيِ ٱلنَّبِيِّ: ١١ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: اِسْأَلِ ٱلْكَهَنَةَ عَنِ ٱلشَّرِيعَةِ: ١٢ إِنْ حَمَلَ إِنْسَانٌ لَحْماً مُقَدَّساً فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ وَمَسَّ بِطَرَفِهِ خُبْزاً أَوْ طَبِيخاً أَوْ خَمْراً أَوْ زَيْتاً أَوْ طَعَاماً مَا، فَهَلْ يَتَقَدَّسُ؟ فَأَجَابَ ٱلْكَهَنَةُ: لاَ. ١٣ فَقَالَ حَجَّي: إِنْ كَانَ ٱلْمُنَجَّسُ بِمَيِّتٍ يَمَسُّ شَيْئاً مِنْ هٰذِهِ، فَهَلْ يَتَنَجَّسُ؟ فَأَجَابَ ٱلْكَهَنَةُ: يَتَنَجَّس. ١٤ فَقَالَ حَجَّي: هٰكَذَا هٰذَا ٱلشَّعْبُ، وَهَكَذَا هٰذِهِ ٱلأُمَّةُ قُدَّامِي يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَهَكَذَا كُلُّ عَمَلِ أَيْدِيهِمْ وَمَا يُقَرِّبُونَهُ هُنَاكَ. هُوَ نَجِسٌ. ١٥ وَٱلآنَ فَٱجْعَلُوا قَلْبَكُمْ مِنْ هٰذَا ٱلْيَوْمِ فَرَاجِعاً، قَبْلَ وَضْعِ حَجَرٍ عَلَى حَجَرٍ فِي هَيْكَلِ ٱلرَّبِّ. ١٦ مُذْ تِلْكَ ٱلأَيَّامِ كَانَ أَحَدُكُمْ يَأْتِي إِلَى عَرَمَةِ عِشْرِينَ فَكَانَتْ عَشَرَةً. أَتَى إِلَى حَوْضِ ٱلْمِعْصَرَةِ لِيَغْرُفَ خَمْسِينَ فُورَةً فَكَانَتْ عِشْرِينَ. ١٧ قَدْ ضَرَبْتُكُمْ بِٱللَّفْحِ وَبِالْيَرَقَانِ وَبِالْبَرَدِ فِي كُلِّ عَمَلِ أَيْدِيكُمْ، وَمَا رَجَعْتُمْ إِلَيَّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ! ١٨ فَٱجْعَلُوا قَلْبَكُمْ مِنْ هٰذَا ٱلْيَوْمِ فَصَاعِداً، مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلتَّاسِعِ، مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ تَأَسَّسَ هَيْكَلُ ٱلرَّبِّ، ٱجْعَلُوا قَلْبَكُمْ. ١٩ هَلِ ٱلْبَذْرُ فِي ٱلأَهْرَاءِ بَعْدُ؟ وَٱلْكَرْمُ وَٱلتِّينُ وَٱلرُّمَّانُ وَٱلزَّيْتُونُ لَمْ يَحْمِلْ بَعْدُ. فَمِنْ هٰذَا ٱلْيَوْمِ أُبَارِكُ».

ع ١ و٢٠ وص ١: ١ و١٥ تثنية ١٧: ٨ – ١١ وملاخي ٢: ٧ خروج ٢٩ ٣٧ ولاويين ٦: ٢٧ و٢٩ و٧: ٦ وحزقيال ٤٤: ١٩ ومتّى ٢٣: ١٩ لاويين ٢٢: ٤ – ٦ وعدد ١٩: ٢٢ أمثال ١٥: ٨ وإشعياء ١: ١١ – ١٥ ع ١٨ وص ١: ٥ و٧ عزرا ٣: ١٠ و٤: ٢٤ ص ١: ٦ و١٠ و١١ وزكريا ٨: ١٠ – ١٢ تثنية ٢٨: ٢٢ و١ملوك ٨: ٣٧ وعاموس ٤: ٩ وتثنية ٣٢: ٢٩ ع ١٠ عزرا ٥: ١ و٢ وزكريا ٨: ٩ و١٢ مزمور ١٢٨: ١ – ٦ وإرميا ٣١: ١٢ و١٤ وملاخي ٣: ١٠

اِسْأَلِ ٱلْكَهَنَةَ (انظر تثنية ١٧: ٨ – ١٣).

إِنْ حَمَلَ إِنْسَانٌ لَحْماً مُقَدَّساً (ع ١٢) (انظر لاويين ٦: ٢٧) الثوب يتقدس من اللحم ولكن الثوب لا يقدس الخبز أو الطبيخ.

إِنْ كَانَ ٱلْمُنَجَّسُ بِمَيِّتٍ (ع ١٣) (عدد ١٩: ١٦ و٢٢) الميت ينجس والمتنجس منه ينجس غيره وأما المقدس فلا يقدس غيره ومعنى النبي هنا أن بيت الرب كان غير مبني وكان عندهم كميت فنجس كل أعمالهم. والشعب ولو كانوا قدموا ذبائح ومارسوا بعض الطقوس الموسوية هم نجسون وأرضهم نجسة فلم تأت بأثمارها.

فَٱجْعَلُوا قَلْبَكُمْ مِنْ هٰذَا ٱلْيَوْمِ فَرَاجِعاً (ع ١٥) (انظر ١: ٦) «زَرَعْتُمْ كَثِيراً وَدَخَّلْتُمْ قَلِيلاً» و(١: ١٠) «لِذٰلِكَ مَنَعَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقِكُمُ ٱلنَّدَى، وَمَنَعَتِ ٱلأَرْضُ غَلَّتَهَا» و(٢: ١٦) «عرمة عشرين فكانت عشرة» و(ع ١٧) «قَدْ ضَرَبْتُكُمْ بِٱللَّفْحِ» فيجب عندما جعلوا قلوبهم على هذه المصائب أن يسألوا عن أسبابها فيعرفوا أنها أصابتهم لأنهم أهملوا واجباتهم للرب بعدم بناء بيته. «الفورة» كلمة عبرانية والأرجح أن معناها ما تسعه المعصرة مرة واحدة. واللفح آفة للزرع سببه الحرّ الزائد وعدم الرطوبة. واليرقان آفة تغيّر لون الزرع إلى الأصفر سببه رطوبة زائدة. وغاية الرب بهذه الضربات توبتهم وخلاصم.

مِنْ هٰذَا ٱلْيَوْمِ فَصَاعِداً (ع ١٨) الكلمة المترجمة «صاعداً» هي ذات الكلمة المترجمة «راجعاً» في ع ١٥ والبعض يترجمونها هنا كما في ع ١٥ أي «راجعاً» وإذا قلنا صاعداً يكون الحساب من اليوم ٢٤ في الشهر السادس (١: ١٥) وإذا قلنا «راجعاً» يكون الحساب من ٢٢ في الشهر التاسع فلا فرق في فحوى الكلام.

ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ تَأَسَّسَ هَيْكَلُ ٱلرَّبِّ تأسس الهيكل في السنة الثانية من ملك كورش (انظر عزرا ٣: ٨ – ١٣) ولكن توقف البناء مدة ١٦ سنة فاعتبروا أن وضع الأساس كان في السنة الثانية من ملك داريوس.

هَلِ ٱلْبَذْرُ فِي ٱلأَهْرَاءِ (ع ١٩) أي لا يوجد شيء في الأهراء والأشجار لم تحمل بعد. مع ذلك سيباركهم الرب لأن الأزمنة المثمرة ليست من أسباب طبيعية فقط بل هي من بركة الرب ونتيجة توبتهم وطاعتهم.

٢٠ – ٢٣ «٢٠ وَصَارَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ ثَانِيَةً إِلَى حَجَّي، فِي ٱلرَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ: ٢١ قُلْ لِزَرُبَّابِلَ وَالِي يَهُوذَا: إِنِّي أُزَلْزِلُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ ٢٢ وَأَقْلِبُ كُرْسِيَّ ٱلْمَمَالِكِ، وَأُبِيدُ قُوَّةَ مَمَالِكِ ٱلأُمَمِ، وَأَقْلِبُ ٱلْمَرْكَبَاتِ وَٱلرَّاكِبِينَ فِيهَا، وَيَنْحَطُّ ٱلْخَيْلُ وَرَاكِبُوهَا، كُلٌّ مِنْهَا بِسَيْفِ أَخِيهِ. ٢٣ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، آخُذُكَ يَا زَرُبَّابِلُ عَبْدِي ٱبْنُ شَأَلْتِئِيلَ يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَأَجْعَلُكَ كَخَاتِمٍ، لأَنِّي قَدِ ٱخْتَرْتُكَ. يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ».

ع ١٠ ص ١: ١ و١٤ وعزرا ٥: ٢ وزكريا ٤: ٦ – ١٠ ع ٦ وحزقيال ٣٨: ١٩ و٢٠ وعبرانيين ١٢: ٢٦ و٢٧ حزقيال ٢٦: ١٦ وصفنيا ٣: ٨ ميخا ٧: ١٦ مزمور ٤٦: ٩ وحزقيال ٣٩: ٢٠ وميخا ٥: ١٠ عاموس ٢: ١٥ قضاة ٧: ٢٢ و٢أيام ٢٠: ٢٣ نشيد الأناشيد ٨: ٦ وإرميا ٢٢: ٢٤ إشعياء ٤٢: ١ و٤٣: ١٠

كلمة ثانية في نفس النهار وهو ٢٤ في الشهر التاسع (ع ١٠) والكلمة الثانية إلى زربابل ولا ذكر فيها ليهوشع الكاهن العظيم. ولعل الشعب ولو كانوا مطمئنين من جهة الروحيات فقد كانوا مضطربين من جهة مستقبلهم السياسي فكلم الرب رئيسهم السياسي.

أُزَلْزِلُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ (انظر ع ٦) أشار إلى الثورات والحروب في أول ملك داريوس لأن الشعوب لم تسلم له إلا بعد مقاومة شديدة وعمومية.

بِسَيْفِ أَخِيهِ (ع ٢٢) كل الشعوب إخوة والله خالق الجميع ومحاربة مملكة مملكة أخرى تكون كمحاربة أخ لأخيه والنتيجة خسارة لكليهما.

زَرُبَّابِلُ عَبْدِي (ع ٢٣) لقب شرف. كان موسى عبد الرب وداود ودانيال. والخاتم كان كنياهو بن يهوياقيم ملك يهوذا خاتماً على يدي اليمنى فإني من هناك أنزعه وتحول الخاتم لابن ابنه زربابل وفي هذا كان زربابل رمزاً إلى المسيح الذي لا تزول مملكته.

ٱخْتَرْتُكَ واختار شعبه ثانية لأن زربابل كان نائباً عن الشعب (إشعياء ١٤: ١) «لأَنَّ ٱلرَّبَّ سَيَرْحَمُ يَعْقُوبَ وَيَخْتَارُ أَيْضاً إِسْرَائِيلَ، وَيُرِيحُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ». وتم بناء الهيكل في السنة السادسة لداريوس (انظر عزرا ٦: ١٥). كان في القدس المنارة والمائدة وخبز التقدمة وفي قدس الأقداس لا شيء لا تابوت ولا كاروبا المجد. وفي سنة ١٦٨ ق م دنسه أنطيوخس أبيفانس إذ نزع آنيته وأقام مذبحاً لزفس إله اليونانيين في مكان مذبح المحرقة. وعيد التجديد (يوحنا ١٠: ٢٢) هو تذكار لتطهير الهيكل بعد ذلك بنحو ثلاث سنين وفي سنة ٢٠ ق م ابتدأ هيرودس الكبير في تجديد الهيكل وأكمله بعد نحو عشر سنين غير أنه لم يُكمل تماماً إلا بعد زمان وكان بعد التجديد جميلاً جداً وهدمه الرومانيون في سنة ٧٠ بعد المسيح والآن يشغل موضعه جامع قبة الصخرة (اطلب «هيكل» في قاموس الكتاب).

التالي
زر الذهاب إلى الأعلى