سفر حبقوق | 02 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر حبقوق
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي
١ «عَلَى مَرْصَدِي أَقِفُ وَعَلَى ٱلْحِصْنِ أَنْتَصِبُ، وَأُرَاقِبُ لأَرَى مَاذَا يَقُولُ لِي، وَمَاذَا أُجِيبُ عَنْ شَكْوَايَ».
إشعياء ٢١: ٨ مزمور ٥: ٣ مزمور ٨٥: ٨
يشبّه النبي نفسه برقيب واقف على مرصد والمعنى أنه في حالة الانتظار والارتفاع عن العالم والتأمل والصلاة وهو يرى ماذا يقوله الرب له لأجل نفسه ولأجل الشعب. قال المرنم (انظر مزمور ٧٣: ١٣ – ١٧) إنه لم يفهم لماذا نجح الشرير وتضايق الصالح حتى دخل مقادس الله.
٢، ٣ «٢ فَأَجَابَنِي ٱلرَّبُّ: ٱكْتُبِ ٱلرُّؤْيَا وَٱنْقُشْهَا عَلَى ٱلأَلْوَاحِ لِيَرْكُضَ قَارِئُهَا، ٣ لأَنَّ ٱلرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى ٱلْمِيعَادِ، وَفِي ٱلنِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَٱنْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَاناً وَلاَ تَتَأَخَّرُ».
تثنية ٢٧: ٨ ورؤيا ١: ١٩ دانيال ٨: ١٧ و١٩ حزقيال ١٢: ٢٥ مزمور ٢٧: ١٤ عبرانيين ١٠: ٣٧ و٣٨
ومضمون الرؤيا هو أن الظالمين سيهلكون والأبرار سيحيون فعليهم أن يؤمنوا بالرب ويصبروا إذا توانت الرؤيا وقال الرب للنبي أن يكتب الرؤيا فلا ينساها السامعون وكانت ألواح الكتابة من خشب مطلية بشمع وكانت أحياناً من نحاس. وقال الرب أن يركض قارئها أي يجب أن تكون الكتابة واضحة وبأحرف كبيرة حتى يسرع القارئ بقرائتها.
٤ – ٨ «٤ هُوَذَا مُنْتَفِخَةٌ غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ نَفْسُهُ فِيهِ. وَٱلْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا. ٥ وَحَقّاً إِنَّ ٱلْخَمْرَ غَادِرَةٌ. ٱلرَّجُلَ مُتَكَبِّرٌ وَلاَ يَهْدَأُ. ٱلَّذِي قَدْ وَسَّعَ نَفْسَهُ كَٱلْهَاوِيَةِ، وَهُوَ كَٱلْمَوْتِ فَلاَ يَشْبَعُ، بَلْ يَجْمَعُ إِلَى نَفْسِهِ كُلَّ ٱلأُمَمِ، وَيَضُمُّ إِلَى نَفْسِهِ جَمِيعَ ٱلشُّعُوبِ. ٦ فَهَلاَّ يَنْطِقُ هٰؤُلاَءِ كُلُّهُمْ بِهَجْوٍ عَلَيْهِ وَلُغْزِ شَمَاتَةٍ بِهِ، وَيَقُولُونَ: وَيْلٌ لِلْمُكَثِّرِ مَا لَيْسَ لَهُ. إِلَى مَتَى؟ وَلِلْمُثَقِّلِ نَفْسَهُ رُهُوناً؟ ٧ أَلاَ يَقُومُ بَغْتَةً مُقَارِضُوكَ وَيَسْتَيْقِظُ مُزَعْزِعُوكَ، فَتَكُونُ غَنِيمَةً لَهُمْ؟ ٨ لأَنَّكَ سَلَبْتَ أُمَماً كَثِيرَةً، فَبَقِيَّةُ ٱلشُّعُوبِ كُلِّهَا تَسْلِبُكَ لِدِمَاءِ ٱلنَّاسِ وَظُلْمِ ٱلأَرْضِ وَٱلْمَدِينَةِ وَجَمِيعِ ٱلسَّاكِنِينَ فِيهَا».
مزمور ١٣: ١١ و٤٩: ١٨ رومية ١: ٧ وغلاطية ٣: ١١ أمثال ٢٠: ١ أمثال ٢١: ٢٤ وإشعياء ٢: ١١ و١٢ و١٧ و٢ملوك ١٤: ١٠ إشعياء ٥: ١١ – ١٥ أمثال ٢٧: ٢٠ و٣: ١٥ و١٦ إشعياء ١٤: ١٦ و١٧ وإرميا ٢٥: ٩ إشعياء ١٤: ٤ – ١٠ وإرميا ٥٠: ١٣ ع ١٢ وأيوب ٢٠: ١٥ – ٢٩ حزقيال ١٨: ١٢ وعاموس ٢: ٨ أمثال ٢٩: ١ إشعياء ٣٣: ١ وإرميا ٢٧: ٧ وزكريا ٢: ٨ ع ١٧ إشعياء ٤٧: ٦ وإرميا ٥٠: ١٧ و١٨
مُنْتَفِخَةٌ… نَفْسُهُ فِيهِ أي نفس الكلداني والمفرد للملك كنائب عن الشعب أو للشعب إجمالاً كشخص واحد.
وَٱلْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا أي الذين يتكلون على الرب لا يهلكون مع الأشرار والرسول بولس اقتبس هذا القول ثلاث مرات واستند عليه في تعليمه التبرير بالإيمان. قال يسوع (يوحنا ١١: ٢٥) «مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا». أي المؤمنون بالرب وبمواعيده ومحبته الأبوية لا ييأسون كغيرهم ولا يفنى رجاؤهم بل يحيون بروحهم ولو تألموا وماتوا بالجسد.
ٱلْخَمْرَ غَادِرَةٌ (ع ٥) من فعل المسكر الانتفاخ والسكران يشعر بأنه قوي وعظيم مع أنه بالحقيقة ضعيف وكان السكر من عوائد الكلدانيين.
ٱلرَّجُلَ مُتَكَبِّرٌ وَلاَ يَهْدَأُ أي ملك الكلدانيين أو الكلدانيون إجمالاً. فإنهم من طمعهم أرادوا أن يأخذوا لأنفسهم جميع ممالك العالم. وملكهم كالموت لأنه لم يشبع. وذكر إرميا (٢٧: ١ – ٨) بعض الممالك التي خضعت لنبوخذناصر.
فَهَلاَّ يَنْطِقُ هٰؤُلاَءِ (ع ٦) عند سقوط مملكة بابل تعتز جميع الشعوب المذكورة وتفرح بسقوطها.
لِلْمُثَقِّلِ نَفْسَهُ رُهُوناً أخذ الكلدانيون أملاك الشعوب واستلموا مسؤولية الحكم عليهم وهكذا ثقلوا على أنفسهم. وأحياناً كثير الرهون يكون كثير الظلم فيكون غناه كثقل على ضميره. والنبي نظر في الرؤيا يوماً فيه تستيقظ الشعوب ويقومون على بابل فتكون غنيمة لهم. وبقية الشعوب هي ما بقي بعد دمار الممالك من الكلدانيين.
ٱلأَرْضِ وَٱلْمَدِينَةِ (ع ٨) أي العالم كله والمدن بالإجمال.
٩ – ١١ «٩ وَيْلٌ لِلْمُكْسِبِ بَيْتَهُ كَسْباً شِرِّيراً لِيَجْعَلَ عُشَّهُ فِي ٱلْعُلُوِّ لِيَنْجُوَ مِنْ كَفِّ ٱلشَّرِّ. ١٠ تَآمَرْتَ ٱلْخِزْيَ لِبَيْتِكَ. إِبَادَةَ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ وَأَنْتَ مُخْطِئٌ لِنَفْسِكَ. ١١ لأَنَّ ٱلْحَجَرَ يَصْرُخُ مِنَ ٱلْحَائِطِ فَيُجِيبُهُ ٱلْجَائِزُ مِنَ ٱلْخَشَبِ».
إرميا ٢٢: ١٣ وحزقيال ٢٢: ٢٧ إشعياء ٤٧: ٧ وإرميا ٤٩: ١٦ ع ١٦ و٢ملوك ٩: ٢٦ وناحوم ١: ١٤ عدد ١٦: ٣٨ وأمثال ١: ١٨ وإرميا ٢٦: ١٩ يشوع ٢٤: ٢٧ ولوقا ١٩: ٤٠
لِيَجْعَلَ عُشَّهُ فِي ٱلْعُلُوِّ أي بابل وكانت بابل مبنية في سهل ولكن ملكها علّى أسوارها وأبراجها وقيل إن هيكل إلهها بيل كان مبنياً من ثمانية أبراج وبرج فوق برج. والقول جعل عشه في العلو يدل أيضاً على الكبرياء (دانيال ٤: ٣٠) «فَقَالَ: أَلَيْسَتْ هٰذِهِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ ٱلَّتِي بَنَيْتُهَا لِبَيْتِ ٱلْمُلْكِ بِقُوَّةِ ٱقْتِدَارِي وَلِجَلاَلِ مَجْدِي».
مُخْطِئٌ لِنَفْسِكَ (ع ١٠) أي سياسة مملكة بابل كانت مضرة لنفسها وليس فقط للممالك المظلومة وكل خطية تخسّر الخاطئ أكثر من المخطئ إليه.
ٱلْحَجَرَ يَصْرُخُ (ع ١١) كما صرخ دم هابيل من الأرض إلى الله. لأن مملكة الكلدانيين مبنية على الظلم وكل حجر في ذلك البيت شاهد على باني البيت والجايز من الخشب يتحد مع الحجر ويشهد تلك الشهادة عينها (انظر يعقوب ٥: ٤).
١٢ – ١٤ «١٢ وَيْلٌ لِلْبَانِي مَدِينَةً بِٱلدِّمَاءِ، وَلِلْمُؤَسِّسِ قَرْيَةً بِٱلإِثْمِ. ١٣ أَلَيْسَ مِنْ قِبَلِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ أَنَّ ٱلشُّعُوبَ يَتْعَبُونَ لِلنَّارِ، وَٱلأُمَمَ لِلْبَاطِلِ يُعْيُونَ؟ ١٤ لأَنَّ ٱلأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَجْدِ ٱلرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي ٱلْمِيَاهُ ٱلْبَحْرَ».
ميخا ٣: ١٠ وناحوم ٣: ١ إشعياء ٥٠: ١١ و٥٥: ٢١ وإرميا ٥١: ٥٨ مزمور ٢٢: ٢٧ وإشعياء ١١: ٩ وزكريا ١٤: ٨ و٩
وَيْلٌ لِلْبَانِي مَدِينَةً بِٱلدِّمَاءِ أي نبوخذناصر وغيرهم من ملوك بابل الذين استعبدوا الشعوب وسخروا الأسرى في بناء أبنيتهم العظيمة وبما أن كثيرين من هؤلاء الأسرى ماتوا من الأشغال الشاقة ومن الجوع أو من الأمراض الناتجة عنهما كانت المدينة كأنها مبنية بالدماء.
يَتْعَبُونَ لِلنَّارِ (ع ١٣) (إرميا ٥١: ٥٨) ظن البابليون أنهم بنوا لأنفسهم ومدينتهم تبقى إلى الأبد ولكنها كانت للنار والدمار وذلك من الرب القادر على كل شيء وملك الملوك.
ٱلأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَجْدِ ٱلرَّبِّ (ع ١٤) فلا يبقى مكان للأصنام وتسقط جميع جنود الشر والكفر ويمتد ملكوت المسيح في العالم كله.
١٥ – ١٧ «١٥ وَيْلٌ لِمَنْ يَسْقِي صَاحِبَهُ سَافِحاً حُمُوَّكَ وَمُسْكِراً أَيْضاً، لِلنَّظَرِ إِلَى عَوْرَاتِهِمْ. ١٦ قَدْ شَبِعْتَ خِزْياً عِوَضاً عَنِ ٱلْمَجْدِ. فَٱشْرَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَٱكْشِفْ غُرْلَتَكَ! تَدُورُ إِلَيْكَ كَأْسُ يَمِينِ ٱلرَّبِّ، وَقُيَاءُ ٱلْخِزْيِ عَلَى مَجْدِكَ. ١٧ لأَنَّ ظُلْمَ لُبْنَانَ يُغَطِّيكَ وَٱغْتِصَابَ ٱلْبَهَائِمِ ٱلَّذِي رَوَّعَهَا، لأَجْلِ دِمَاءِ ٱلنَّاسِ وَظُلْمِ ٱلأَرْضِ وَٱلْمَدِينَةِ وَجَمِيعِ ٱلسَّاكِنِينَ فِيهَا».
إشعياء ٢٨: ٧ و٨ ع ١٠ مراثي ٤: ٢١ إرميا ٢٥: ١٥ و٢٧ ناحوم ٣: ٦ يوئيل ٣: ١٩ وزكريا ١١: ١ ع ٨ ومزمور ٥٥: ٢٣ ع ٨ وإرميا ٥١: ٣٥
مَنْ يَسْقِي صَاحِبَهُ يجوز أن نفهم هذا القول حرفياً (إشعياء ٢٨: ٧ و٨) أو أن نفهمه مجازاً كما في إرميا ٥١: ٧ «بَابِلُ كَأْسُ ذَهَبٍ بِيَدِ ٱلرَّبِّ تُسْكِرُ كُلَّ ٱلأَرْضِ. مِنْ خَمْرِهَا شَرِبَتِ ٱلشُّعُوبُ. مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ جُنَّتِ ٱلشُّعُوبُ» فجزاء لذلك ستشرب بابل من سخط الله كأس يمين الرب فالخمر مما يضل الناس كالغنى والكفر والعهارة ثم ما ينتج عن هذه الخطايا من الدمار والهلاك جسدياً وروحياً.
لِلنَّظَرِ إِلَى عَوْرَاتِهِمْ كان ملك بابل سلب أموال الشعوب ثم استهزأ بهم واحتقرهم فكما فعل بهم سيفعلون به فيسلبونه ويحتقرونه وكما سقى الكلدانيون الشعوب هكذا يسقيهم الرب كأس يمينه أي سخطه الشديد.
ظُلْمَ لُبْنَانَ (ع ١٧) كان ظلم الكلدانيين على الإنسان وهو أعظم خلائق الله وكان على البهائم والأشجار أيضاً التي خلقها الله لمجده ولخدمة الإنسان لأنهم أتلفوها بلا سبب. وأرز لبنان أفخر الأشجار وكان على نوع ما مقدساً. أخذ الملك سليمان منه لأجل هيكل الرب. وأما الكلدانيون فأخذوه لأجل هياكل أصنامهم. وكما خربوا سيخربون (انظر إشعياء ١٤: ٨).
ٱلأَرْضِ وَٱلْمَدِينَةِ ليست مدينة خصوصية بل المدن إجمالاً. كان ملك بابل ظلم الكل أي الأرض وسكانها.
١٨ – ٢٠ «١٨ مَاذَا نَفَعَ ٱلتِّمْثَالُ ٱلْمَنْحُوتُ حَتَّى نَحَتَهُ صَانِعُهُ، أَوِ ٱلْمَسْبُوكُ وَمُعَلِّمُ ٱلْكَذِبِ حَتَّى إِنَّ ٱلصَّانِعَ صَنْعَةً يَتَّكِلُ عَلَيْهَا، فَيَصْنَعُ أَوْثَاناً بُكْماً؟ ١٩ وَيْلٌ لِلْقَائِلِ لِلْعُودِ: ٱسْتَيْقِظْ! وَلِلْحَجَرِ ٱلأَصَمِّ: ٱنْتَبِهْ! أَهُوَ يُعَلِّمُ؟ هَا هُوَ مَطْلِيٌّ بِٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ، وَلاَ رُوحَ ٱلْبَتَّةَ فِي دَاخِلِهِ! ٢٠ أَمَّا ٱلرَّبُّ فَفِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ. فَٱسْكُتِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ ٱلأَرْضِ».
إشعياء ٤٢: ١٧ و٤٤: ٩ وإرميا ٢: ٢٧ و٢٨ إرميا ١٠: ٨ و١٤ وزكريا ١٠: ٢ مزمور ١١٥: ٤ و٨ إرميا ٢: ٢٧ و٢٨ و١ملوك ١٨: ٢٦ – ٢٩ إرميا ١٠: ٩ و١٤ مزمور ١٣٥: ١٧ ميخا ١: ٢ صفنيا ١: ٧ وزكريا ٢: ١٣
مُعَلِّمُ ٱلْكَذِبِ (انظر إشعياء ٤٤: ٢٠) حيث يوضح جهالة صانع الأصنام فيقول «يَرْعَى رَمَاداً. قَلْبٌ مَخْدُوعٌ قَدْ أَضَلَّهُ فَلاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ وَلاَ يَقُولُ: أَلَيْسَ كَذِبٌ فِي يَمِينِي؟» (انظر أيضاً مزمور ١١٥).
أَمَّا ٱلرَّبُّ فَفِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ (ع ٢٠) كان في الهيكل في أورشليم ما يمثّل حضوره كالقدس وقدس الأقداس والتابوت والكروبيم ولكن الرب هو رب السماء والأرض وهو موجود في كل مكان.
فَٱسْكُتِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ ٱلأَرْضِ كان النبي ذكر ضجيج القتال والهتاف والصراخ وأقوال كهنة الأصنام الكاذبة وأما الرب فهو في هيكل قدسه ويطلب من سكان الأرض كلهم أن يسكتوا ويسمعوا صوته فإن له وحده القدرة والسلطة وهو وحده يستحق المجد والإكرام. فيجب أن لا نكتفي بالكلام منا للرب أي الصلاة والتسبيح بل يجب أيضاً أن نسكت ونسمع كلام الرب لنا يكلمنا كما كلم إيليا (انظر ١ملوك ١٩: ١٢) بصوت منخفض وخفيف نسمعه في قلوبنا وليس بآذاننا فيعلمنا ما يجب أن نعمله ويسكّن خوفنا وهمومنا ويمنحنا نعمة عوناً في حينه. فعندما نقترب إلى الله إن كان في الكنيسة أو في البيت أو في المخدع نقول كما قال يعقوب في بيت إيل (تكوين ٢٨: ١٧) «مَا أَرْهَبَ هٰذَا ٱلْمَكَانَ! مَا هٰذَا إِلاَّ بَيْتُ ٱللّٰهِ، وَهٰذَا بَابُ ٱلسَّمَاءِ».
السابق |
التالي |