سفر حبقوق

سفر حبقوق | 03 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر حبقوق

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

١ «صَلاَةٌ لِحَبَقُّوقَ ٱلنَّبِيِّ عَلَى ٱلشَّجَوِيَّةِ».

عنوان مزمور ٨٦ و٩٠ عنوان مزمور ٧

ٱلشَّجَوِيَّةِ المظنون أن هذه الكلمة تشير إلى لحن أو وزن من الشعر (مزمور ٧).

٢ «يَا رَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ فَجَزِعْتُ. يَا رَبُّ، عَمَلَكَ فِي وَسَطِ ٱلسِّنِينَ أَحْيِهِ. فِي وَسَطِ ٱلسِّنِينَ عَرِّفْ. فِي ٱلْغَضَبِ ٱذْكُرِ ٱلرَّحْمَةَ».

أيوب ٤٢: ٥ و٦ مزمور ١١٩: ١٢ و إرميا ١٠: ٧ ص ١: ٥ ومزمور ٤٤: ١ – ٨ مزمور ٧١: ٢٠ و٨٥: ٦ عدد ١٤: ١٩ و٢صموئيل ٢٤: ١٥ – ١٧ وإشعياء ٥٤: ٨

قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ الكلام السابق بخصوص الكلدانيين أو كلام الله بخصوص أعماله بالإجمال بالزمان الماضي كأعماله عند الخروج من مصر وأعماله بالمستقبل أيضاً والنبي جزع من هذا الخبر لما فيه من الوعيد.

فِي وَسَطِ ٱلسِّنِينَ نظر إلى أعمال الله العظيمة في القديم ونظر أيضاً إلى العمل المخيف الذي سيعمله في شعبه وفي الكلدانيين فالنبي هو بين السنين الماضية والسنين المستقبلة ويطلب من الرب أن يحي عمله أي أن يعيد عمله القديم ويخلص شعبه ثانية. كان شعب الله مستحقين غضبه ولكن النبي صلى لأجلهم لتكون لهم رحمة في الغضب. وصلاة النبي في العدد الثاني ومن العدد الثالث تبتدئ رؤياه التي فيها جواب الرب لصلاته.

عَرِّفْ طلب النبي من الرب أن يُظهر قوته لكي يعرفه شعبه.

٣ – ٥ «٣ اَللّٰهُ جَاءَ مِنْ تَيْمَانَ، وَٱلْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى ٱلسَّمَاوَاتِ، وَٱلأَرْضُ ٱمْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ. ٤ وَكَانَ لَمَعَانٌ كَٱلنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ، وَهُنَاكَ ٱسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ. ٥ قُدَّامَهُ ذَهَبَ ٱلْوَبَأُ وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ ٱلْحُمَّى».

تكوين ٣٦: ١١ وإرميا ٤٩: ٧ وعاموس ١: ١٢ وعوبديا ٩ تكوين ٢١: ٢١ وتثنية ٣٣: ٢ مزمور ١١٣: ٤ و١٤٨: ١٣ مزمور ٤٨: ١٠ مزمور ١٨: ١٢ أيوب ٢٦: ١٤ خورج ١٢: ٢٩ و٣ وعدد ١٦: ٤٦ – ٤٩ عدد ١١: ١ – ٣ ومزمور ١٨: ١٢ و١٣

يذكر النبي ثقته بالله وبمجيئه للدينونة. وتيمان الجنوب أي جنوبي يهوذا وكانت إلى جهة الشمال والشرق من بلاد أدوم. وجبل فاران السهل المرتفع في وسط بادية التيه. والمعنى أنه كما أتى الله في القديم إلى جبل سيناء وأظهر قوته الإلهية بخلاص شعبه وهلاك أعدائهم هكذا يأتي أيضاً فيخلصهم من الكلدانيين. والفعل الماضي «جاء» هو للتأكيد وبمعنى المستقبل. والكلمة «سلاه» واردة كثيراً في المزامير والأرجح أن معناها الوقف لأجل التأمل أو لأجل العزف على آلات الموسيقى.

وَٱلأَرْضُ ٱمْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ أي الأرض المحيطة (انظر خروج ١٩: ١٦ – ٢٠).

لَمَعَانٌ كَٱلنُّورِ (ع ٤) نور مجد الله كما لإشعياء (٦: ١ – ٥) وللرسل على جبل التجلي (متّى ١٧: ١ و٢) ولبولس في الطريق (أعمال ٩: ٣) و «له من يده شعاع» أي اليد تدل على التملك لأن ما في اليد فهو له وشعاع النور للرب لأنه خالقه.

ٱسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ قال يوحنا (١: ١٤) «وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ» لا يقدر أحد أن يرى مجد الله ويعيش (خروج ٢٣: ٢٠) كما أن العين لا تقدر أن تنظر إلى الشمس إلا بواسطة زجاجة ملونة فهكذا الناس رأوا مجد الله في المسيح الذي كان فيه وهو في الجسد استتار مجد الله. في العدد الخامس الرب مشبه بجبار خارج للقتال والوبأ مشبه بحامل ترسه أمامه والحمى بخادمه وراءه والوبأ والحمى لهلاك أعدائه.

٦، ٧ «٦ وَقَفَ وَقَاسَ ٱلأَرْضَ. نَظَرَ فَرَجَفَ ٱلأُمَمُ وَدُكَّتِ ٱلْجِبَالُ ٱلدَّهْرِيَّةُ وَخَسَفَتْ آكَامُ ٱلْقِدَمِ. مَسَالِكُ ٱلأَزَلِ لَهُ. ٧ رَأَيْتُ خِيَامَ كُوشَانَ تَحْتَ بَلِيَّةٍ. رَجَفَتْ شُقَقُ أَرْضِ مِدْيَانَ».

أيوب ٢١: ١٨ ومزمور ٣٥: ٥ مزمور ١١٤: ١ – ٦ ص ١: ١٢ وميخا ٥: ٢ خروج ١٥: ١٤ – ١٦ تكوين ٢٥: ١ – ٤ وعدد ٣١: ٧ و٨ وقضاة ٧: ٢٤ و٢٥ و٨: ١٢

قَاسَ ٱلأَرْضَ كقائد يقف وينظر إلى ميدان الحرب ويعين لفرق جيشه مراكزهم وأعمالهم فيعملون كما رسم القائد.

رَجَفَ ٱلأُمَمُ وَدُكَّتِ ٱلْجِبَالُ جميع خلائق الله الناطقة وغير الناطقة.

مَسَالِكُ ٱلأَزَلِ كما عمل في القديم في جبل سيناء وجبل فاران هكذا سيعمل في تأديب شعبه وإهلاك أعدائهم بعد التأديب.

كُوشَانَ (ع ٧) ربما هم الساكنون في إفريقيا على شط البحر الأحمر الغربي ومديان هم الساكنون على شط البحر الأحمر الشرقي في بلاد العرب. والخيام والشقق كناية عن الساكنين فيها. والكلام هنا هو عن الحوادث المستقبلة المرموز إليها بحوادث ماضية. وجواب هذا السؤال (ع ٨) هو أن غضب الرب لم يكن على الأنهار كنهر الأردن ولا على البحر الأحمر الذي شقه ليعبر بنو إسرائيل بل لخلاص شعبه وسحق أعدائهم (ع ١٣ و١٤).

٨ – ١١ «٨ هَلْ عَلَى ٱلأَنْهَارِ حَمِيَ يَا رَبُّ، هَلْ عَلَى ٱلأَنْهَارِ غَضَبُكَ، أَوْ عَلَى ٱلْبَحْرِ سَخَطُكَ حَتَّى أَنَّكَ رَكِبْتَ خَيْلَكَ، مَرْكَبَاتِكَ مَرْكَبَاتِ ٱلْخَلاَصِ؟ ٩ عُرِّيَتْ قَوْسُكَ تَعْرِيَةً. سُبَاعِيَّاتُ سِهَامٍ كَلِمَتُكَ. سِلاَهْ. شَقَّقْتَ ٱلأَرْضَ أَنْهَاراً. ١٠ أَبْصَرَتْكَ فَفَزِعَتِ ٱلْجِبَالُ. سَيْلُ ٱلْمِيَاهِ طَمَا. أَعْطَتِ ٱللُّجَّةُ صَوْتَهَا. رَفَعَتْ يَدَيْهَا إِلَى ٱلْعَلاَءِ. ١١ اَلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَقَفَا فِي بُرُوجِهِمَا لِنُورِ سِهَامِكَ ٱلطَّائِرَةِ، لِلَمَعَانِ بَرْقِ مَجْدِكَ».

خروج ٧: ١٩ و٢٠ ويشوع ٣: ١٦ وإشعياء ٥٠: ٢ خروج ١٤: ١٦ و٢١ ومزمور ١١٤: ٣ و٥ تثنية ٢٣: ٢٦ ومزمور ١٨: ١٠ ع ١٥ و٢ملوك ٢: ١١ مزمور ٦٨: ١٧ ع ١١ ومزمور ٧: ١٢ و١٣ تكوين ٢٦: ٣ وتثنية ٧: ٨ مزمور ٧٨: ١٦ و١٠٥: ٤١ مزمور ١١٤: ١ – ٦ إشعياء ١١: ١٥ مزمور ٩٣: ٣ و٩٨: ٧ و٨ يشوع ١٠: ١٢ – ١٤ ومزمور ١٨: ٩ و١١ مزمور ١٨: ١٤

عُرِّيَتْ قَوْسُكَ (ع ٩) يظهر الرب قوته كجبار يخرج قوسه من طرفه.

سُبَاعِيَّاتُ سِهَامٍ كَلِمَتُكَ وجاء في حاشية التوراة حرف ا بشواهد «شبعانة السهام بكلمتك» والكلمة الأصلية المترجمة «سباعيات» تفيد أيضاً معنى «أقسام» أي حلف اليمين فيكون المعنى كما قيل في (تثنية ٣٢: ٤٠ – ٤٢) «إِنِّي أَرْفَعُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلَى ٱلأَبَدِ. إِذَا سَنَنْتُ سَيْفِي ٱلْبَارِقَ، وَأَمْسَكَتْ بِٱلْقَضَاءِ يَدِي، أَرُدُّ نَقْمَةً عَلَى أَضْدَادِي، وَأُجَازِي مُبْغِضِيَّ. أُسْكِرُ سِهَامِي بِدَمٍ، وَيَأْكُلُ سَيْفِي لَحْماً». كلمة الله مثبتة بقسم وهي للمؤمنين تعزية صادقة ولغير المؤمنين كسيف مهلك.

شَقَّقْتَ ٱلأَرْضَ أَنْهَاراً كما تفعل السيول النازلة بقوّة في وديان الجبال أحياناً تخرق الأراضي والمساكن (انظر إشعياء ٢٨: ٢) «كَنَوْءٍ مُهْلِكٍ، كَسَيْلِ مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ جَارِفَةٍ».

رَفَعَتْ يَدَيْهَا (ع ١٠) أي الأمواج العظيمة.

اَلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَقَفَا (ع ١١) اختفيا واسودت السماء من الغيوم الثقيلة كأنهما خافا من نور سهام الله أي البروق كخوف المغلوب في القتال. وكلام الله كسهام ينير العقل ويخرق القلب (انظر عبرانيين ٤: ١٢).

١٢ – ١٥ «١٢ بِغَضَبٍ خَطَرْتَ فِي ٱلأَرْضِ، بِسَخَطٍ دُسْتَ ٱلأُمَمَ. ١٣ خَرَجْتَ لِخَلاَصِ شَعْبِكَ، لِخَلاَصِ مَسِيحِكَ. سَحَقْتَ رَأْسَ بَيْتِ ٱلشِّرِّيرِ مُعَرِّياً ٱلأَسَاسَ حَتَّى ٱلْعُنُقِ. سِلاَهْ. ١٤ ثَقَبْتَ بِسِهَامِهِ رَأْسَ قَبَائِلِهِ. عَصَفُوا لِتَشْتِيتِي. ٱبْتِهَاجُهُمْ كَمَا لأَكْلِ ٱلْمِسْكِينِ فِي ٱلْخُفْيَةِ. ١٥ سَلَكْتَ ٱلْبَحْرَ بِخَيْلِكَ، كُوَمَ ٱلْمِيَاهِ ٱلْكَثِيرَةِ».

مزمور ٦٨: ٧ إشعياء ٤١: ١٥ وإرميا ٥١: ٣٣ وميخا ٤: ١٣ خروج ١٥: ٢ ومزمور ٦٨: ١٩ و٢٠ مزمور ٢٠: ٦ و٢٨: ٨ مزمور ٦٨: ٢١ و١١٠: ٦ حزقيال ١٣: ١٤ قضاة ٧: ٢٢ دانيال ١١: ٤٠ وزكريا ٩: ١٤ مزمور ١٠: ٨ و٦٤: ٢ – ٥ ع ٨ ومزمور ٧٧: ١٩ خروج ١٥: ٨

بعدما وصف النبي قدوم الرب بتأثيره في الطبيعة تقدم إلى ذكر فعله في الأمم وفي خلاص شعبه.

لِخَلاَصِ مَسِيحِكَ (ع ١٣) ليس الملك يهوياقيم أو غيره من ملوك يهوذا الأشرار الذين ملكوا في زمان النبي بل ملوك يهوذا بالإجمال وهم من نسل داود وورثة المواعيد (انظر مزمور ٨٩: ٣٨ و٥١) «غَضِبْتَ عَلَى مَسِيحِكَ… عَيَّرُوا آثَارَ مَسِيحِكَ».

رَأْسَ بَيْتِ ٱلشِّرِّيرِ وهو كل من يقاوم الرب في كل جيل كسنحاريب ونبوخذناصر ورئيس جميع المقاومين الشيطان الذي سحق المسيح رأسه.

ٱلأَسَاسَ حَتَّى ٱلْعُنُقِ أي البيت كله وعنق البيت هو مكان صلة الحيطان مع السطح.

ثَقَبْتَ بِسِهَامِهِ (ع ١٤) أي الله ثقب رأس القبائل بسهام نفسه كالمديانيين في أيام جدعون «جَعَلَ ٱلرَّبُّ سَيْفَ كُلِّ وَاحِدٍ بِصَاحِبِهِ» (قضاة ٧: ٢٢).

عَصَفُوا لِتَشْتِيتِي يرى النبي نفسه كأحد شعب الله.

ٱبْتِهَاجُهُمْ كَمَا لأَكْلِ ٱلْمِسْكِينِ فِي ٱلْخُفْيَةِ الصالحون يبتهجون بالرب وأما الأشرار فبالظلم والقساوة وهم كلصوص يربطون الطريق على المسكين وفي ع ١٥ إشارة إلى هلاك المصريين في البحر والمعنى أنه كما خلص الرب شعبه من المصريين هكذا يخلصهم من الكلدانيين ومن كل أعدائهم.

١٦ – ١٩ «١٦ سَمِعْتُ فَٱرْتَعَدَتْ أَحْشَائِي. مِنَ ٱلصَّوْتِ رَجَفَتْ شَفَتَايَ. دَخَلَ ٱلنَّخْرُ فِي عِظَامِي، وَٱرْتَعَدْتُ فِي مَكَانِي لأَسْتَرِيحَ فِي يَوْمِ ٱلضِّيقِ، عِنْدَ صُعُودِ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي يَزْحَمُنَا. ١٧ فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ ٱلتِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي ٱلْكُرُومِ، يَكْذِبُ عَمَلُ ٱلزَّيْتُونَةِ، وَٱلْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَاماً. يَنْقَطِعُ ٱلْغَنَمُ مِنَ ٱلْحَظِيرَةِ، وَلاَ بَقَرَ فِي ٱلْمَذَاوِدِ، ١٨ فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِٱلرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلٰهِ خَلاَصِي. ١٩ اَلرَّبُّ ٱلسَّيِّدُ قُوَّتِي، وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَٱلأَيَائِلِ، وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي. لِرَئِيسِ ٱلْمُغَنِّينَ عَلَى آلاَتِي ذَوَاتِ ٱلأَوْتَارِ».

ع ٢ ودانيال ١٠: ٨ أيوب ٣٠: ١٧ و٣٠ وإرميا ٢٣: ٩ لوقا ٢١: ١٩ إرميا ٥: ١٥ يوئيل ١: ١ – ١٢ وعاموس ٤: ٩ حجي ٢: ١٦ ميخا ٦: ١٥ يوئيل ١: ١٨ إرميا ٥: ١٧ خروج ١٥: ١ و٢ وإشعياء ٦١: ١٠ ورومية ٥: ٢ و٣ وفليمون ٤: ٤ مزمور ٤٦: ١ – ٥ مزمور ٢٥: ٥ و٢٧: ١ وإشعياء ١٢: ٢ مزمور ١٨: ٣٢ و٣٣ وإشعياء ٤٥: ٢٤ تثنية ٣٣: ٢٩ عنوان مزمور ٤ و٦ وإشعياء ٣٨: ٢٠

يعبّر النبي عن أفكاره عند مجيء الرب ليدين أعداءه ويخلص شعبه أولاً الخوف ثم الفرح والاتكال على الله.

لأَسْتَرِيحَ لما نظر إلى ضعف شعب الله (١: ٢ – ٤) وقوة الكلدانيين (١: ٥ – ١١) والشر المقبل ارتعد ورجفت شفتاه ولم ير باباً للرجاء ولما انقطع أمل الإنسان بالخلاص التجأ إلى الرب فوجد فيه الراحة بالاتكال عليه فكان اضطراب أفكاره استعداداً للالتجاء إلى الرب والراحة فيه.

عِنْدَ صُعُودِ ٱلشَّعْبِ الكلدانيون.

فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ ٱلتِّينُ الخ (ع ١٧ – ١٩) ويزيد عليه ويقول ولو أصابنا ذلك كله وأكثر منه ولو خسروا كل شيء ولم يبق لهم شيء من الخيرات الجسدية فإنه يبتهج بالرب فإن كل الخيرات الجسدية تزول وأما الرب فهو إلى الأبد والخيرات الجسدية لا تشبع النفس وأما أمام الرب «فشبع وسرور وفي يمينه نعم إلى الأبد. بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي. مَنْ لِي فِي ٱلسَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي ٱلأَرْضِ. قَدْ فَنِيَ لَحْمِي وَقَلْبِي. صَخْرَةُ قَلْبِي وَنَصِيبِي ٱللّٰهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ» (مزمور ٧٣: ٢٤ – ٢٦).

مُرْتَفَعَاتِي (ع ١٩) «أَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» (أفسس ٢: ٦).

السابق
زر الذهاب إلى الأعلى