سفر عاموس | 05 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر عاموس
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ
١ – ٣ «١ اِسْمَعُوا هٰذَا ٱلْقَوْلَ ٱلَّذِي أَنَا أُنَادِي بِهِ عَلَيْكُمْ مَرْثَاةً يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. ٢ سَقَطَتْ عَذْرَاءُ إِسْرَائِيلَ. لاَ تَعُودُ تَقُومُ. ٱنْطَرَحَتْ عَلَى أَرْضِهَا لَيْسَ مَنْ يُقِيمُهَا. ٣ لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ: ٱلْمَدِينَةُ ٱلْخَارِجَةُ بِأَلْفٍ يَبْقَى لَهَا مِئَةٌ، وَٱلْخَارِجَةُ بِمِئَةٍ يَبْقَى لَهَا عَشَرَةٌ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ».
إرميا ٧: ٢٩ و٩: ١ و١٧ وحزقيال ١٩: ١ إرميا ١٤: ١٦ ص ٨: ١٤ إشعياء ٥١: ١٨ وإرميا ٥٠: ٣٢ إشعياء ٦: ١٣ ص ٦: ٩
مَرْثَاةً كأن إنساناً حضر جنازة نفسه وسمع المرثاة عليه وهو حي فكان هذا الأمر يؤثر فيه ويوضح له وجوب الاستعداد للموت.
سَقَطَتْ عَذْرَاءُ (ع ٢) حدث سقوط إسرائيل بعد ٥٠ سنة ونيف وأما النبي فرآه كأنه حدث ومضى. وسمى إسرائيل عذراء لأنهم كانوا شعباً مختاراً للرب كعذراء لرجلها ولكنها تدنست وسقطت (انظر إشعياء ٥١: ١٨) ولما تنبأ عاموس هذه النبوة لم يكن شيء يدل على سقوط إسرائيل الكامل والنهائي.
يَبْقَى لَهَا مِئَةٌ لهم وعد ببقية ولكنها بقية صغيرة.
٤ – ٦ «٤ لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: ٱطْلُبُوني فَتَحْيَوْا. ٥ وَلاَ تَطْلُبُوا بَيْتَ إِيلَ، وَإِلَى ٱلْجِلْجَالِ لاَ تَذْهَبُوا، وَإِلَى بِئْرِ سَبْعٍ لاَ تَعْبُرُوا. لأَنَّ ٱلْجِلْجَالَ تُسْبَى سَبْياً، وَبَيْتَ إِيلَ تَصِيرُ عَدَماً. ٦ اُطْلُبُوا ٱلرَّبَّ فَتَحْيَوْا لِئَلاَّ يَقْتَحِمَ بَيْتَ يُوسُفَ كَنَارٍ تُحْرِقُ، وَلاَ يَكُونُ مَنْ يُطْفِئُهَا مِنْ بَيْتِ إِيلَ ٧ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ يُحَوِّلُونَ ٱلْحَقَّ أَفْسَنْتِيناً وَيُلْقُونَ ٱلْبِرَّ إِلَى ٱلأَرْضِ».
تثنية ٤: ٢٩ و٣٢: ٤٦ و٤٧ ص ٣: ١٤ و٤: ٤ و٧: ١٠ و١٣ و١ملوك ١٢: ٢٨ و٢٩ و١صموئيل ٧: ١٦ و١١: ١٤ ص ٨: ١٤ وتكوين ٢١: ٣١ – ٣٣ ع ١٤ وإشعياء ٥٥: ٣ و٦ و٧ تثنية ٤: ٢٤ ص ٣: ١٤ ع ١٢ وص ٢: ٣ و٦: ١٢
ٱطْلُبُوني فَتَحْيَوْا بعدما كان تنبأ بسقوط السامرة ورثى لها يعود فيحثهم على الرجوع إلى الرب ويعدهم بالحياة في بيت إيل ظهر الرب ليعقوب (انظر تكوين ٢٨: ١٧) وفي الجلجال تجدد عهد الختان (انظر يشوع ٥: ٢ – ٩) وفي بئر سبع أخذ إبراهيم من الرب مواعيد له ولنسله (انظر تكوين ٢٢: ١٥ – ١٩) ثم تحولت هذه الأماكن المقدسة مراكز لعبادة الأصنام فلا تكون النجاة منها لأنها جميعاً تصير عدماً. وأما الخلاص فهو من الرب ويقدر هو أن يخلص إلى التمام أضعف الناس وأعظم الخطاة. كان إسرائيل يتعب ويخسر في عبادة الأصنام فكانوا يذهبون إلى بئر سبع في طرف البلاد الجنوبي غير أن يربعام ابن ناباط قال لهم «كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ» (١ملوك ١٢: ٢٨) وكل من يترك المسيح خوفاً من التعب في خدمته لا يجد نيراً أخف من نيره بل نيراً أثقل جداً.
يُحَوِّلُونَ ٱلْحَقَّ أَفْسَنْتِيناً (ع ٧) لا شيء أحلى من الحق وأما القضاة فحوّلوه أفسنتيناً الذي ليس أمرّ منه.
يُلْقُونَ ٱلْبِرَّ إِلَى ٱلأَرْضِ البر قاعدة كرسي الله (انظر مزمور ٩٧: ٢) والبر من أسمائه (انظر إرميا ٢٣: ٦) وأما قضاة إسرائيل فاحتقروا البر وألقوه إلى الأرض فأهانوا الرب. فالرب بواسطة الملك يوشيا (انظر ٢أيام ٣٤: ٦ و٧) هدم مذابحهم وسورايهم وكسّر تماثيلهم.
٨ – ١٣ «٨ اَلَّذِي صَنَعَ ٱلثُّرَيَّا وَٱلْجَبَّارَ، وَيُحَوِّلُ ظِلَّ ٱلْمَوْتِ صُبْحاً، وَيُظْلِمُ ٱلنَّهَارَ كَٱللَّيْلِ. ٱلَّذِي يَدْعُو مِيَاهَ ٱلْبَحْرِ وَيَصُبُّهَا عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ، يَهْوَهُ ٱسْمُهُ. ٩ ٱلَّذِي يُفْلِحُ ٱلْخَرِبَ عَلَى ٱلْقَوِيِّ، فَيَأْتِي ٱلْخَرَابُ عَلَى ٱلْحِصْنِ. ١٠ إِنَّهُمْ فِي ٱلْبَابِ يُبْغِضُونَ ٱلْمُنْذِرَ وَيَكْرَهُونَ ٱلْمُتَكَلِّمَ بِٱلصِّدْقِ. ١١ لِذٰلِكَ مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَدُوسُونَ ٱلْمِسْكِينَ وَتَأْخُذُونَ مِنْهُ هَدِيَّةَ قَمْحٍ، بَنَيْتُمْ بُيُوتاً مِنْ حِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ وَلاَ تَسْكُنُونَ فِيهَا، وَغَرَسْتُمْ كُرُوماً شَهِيَّةً وَلاَ تَشْرَبُونَ خَمْرَهَا. ١٢ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ ذُنُوبَكُمْ كَثِيرَةٌ وَخَطَايَاكُمْ وَافِرَةٌ أَيُّهَا ٱلْمُضَايِقُونَ ٱلْبَارَّ، ٱلآخِذُونَ ٱلرَّشْوَةَ ٱلصَّادُّونَ ٱلْبَائِسِينَ فِي ٱلْبَابِ. ١٣ لِذٰلِكَ يَصْمُتُ ٱلْعَاقِلُ فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ».
أيوب ٩: ٩ و٣٨: ٣١ أيوب ١٢: ٢١ و٣٨: ١٢ وإشعياء ٤٢: ١٦ ص ٨: ٩ ص ٩: ٦ ومزمور ١٠٤: ٦ – ٩ ص ٤: ١٣ ص ٢: ١٤ وأيوب ٥: ٣ وإشعياء ٢٩: ٥ ميخا ٥: ١١ ع ١٥ وإشعياء ٢٩: ٢١ إشعياء ٥٩: ١٥ وإرميا ١٧: ١٦ – ١٨ ص ٣: ٩ و٨: ٦ ص ٣: ١٥ و٦: ١١ ميخا ٦: ١٥ إشعياء ١: ٢٣ و٥: ٢٣ ص ٢: ٦ و٧ جامعة ٣: ٧ وهوشع ٤: ٤
ٱلثُّرَيَّا برج من النجوم فيه أربعون نجمة منها سبع كبيرة. والجبار أيضاً برج من النجوم. كان الإسرائيليون سجدوا للأجرام السماوية ونسوا خالقها. «يحوّل (الرب) ظل الموت» أي أعظم الحزن والضيق «صبحاً» أي فرجاً ورجاء وكذلك يحوّل نهار آماله ظلاماً أي إلى اليأس التام. وربما في «مياه البحر» إشارة إلى الطوفان. يدعو مياه البحر قطيعه لأن بيده كل شيء.
ٱلَّذِي يُفْلِحُ ٱلْخَرِبَ عَلَى ٱلْقَوِيِّ (ع ٩) كانت مدينة السامرة منيعة جداً. كان موقعها على جبل وحولها جبال ووديان. وحاصرها الأشوريون ثلاث سنين حتى أخذوها. ولكن الرب أفلج أي أظفر الخَرِب على القوي والمدينة القوية صارت خرباً فيأتي الخَرِب على الحصن أي صار حصن السامرة خرباً.
فِي ٱلْبَابِ (ع ١٠) أي باب المدينة وكان أحياناً مكان جلوس الملك والقضاة في (١ملوك ٢٢: ١٠) «جلس يهوشافاط وأخآب في مدخل باب السامرة».
يُبْغِضُونَ ٱلْمُنْذِرَ في ٧: ١٠ إن أمصيا الكاهن أراد أن يطرد عاموس لأنه تكلم على الملك ولكن كل من يرفض التوبيخ والإنذار يجلب الشر على نفسه.
تَدُوسُونَ (ع ١١) أي احتقروا المسكين وظلموه وأخذوا منه أثمار تعبه بلا ثمن وسخروه بلا أجرة وهو من ضعفه لم يقدر أن يقاومهم فقال لهم الرب إنهم لا يسكنون في البيوت التي بنوها ولا يشربون من خمر الكروم التي أخذوها ظلماً. كأخآب الذي أخذ كرم نابوت ولم ينتفع منه. انظر ما قاله الرب على يهوياقيم ملك يهوذا (إرميا ٢٢: ١٣ – ١٩).
خَطَايَاكُمْ وَافِرَةٌ (ع ١٢) كانوا يفتخرون بغناهم الوافر وأما الرب فنظر إلى خطاياهم الوافرة. نسوا الرب وأما هو فلا ينام في يوم المجازاة.
فِي ٱلْبَابِ أي في محل المحاكمة.
يَصْمُتُ ٱلْعَاقِلُ (ع ١٣) يصمت العاقل المسكين لأن ليس له رجاء ويصمت النبي العاقل لأن كلامه لا يُسمع (انظر هوشع ٤: ١٧) «أَفْرَايِمُ مُوثَقٌ بِأصْنَامِه. ٱتْرُكُوهُ».
١٤ – ١٧ «١٤ اُطْلُبُوا ٱلْخَيْرَ لاَ ٱلشَّرَّ لِتَحْيَوْا، فَعَلَى هٰذَا يَكُونُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ مَعَكُمْ كَمَا قُلْتُمْ. ١٥ أَبْغِضُوا ٱلشَّرَّ وَأَحِبُّوا ٱلْخَيْرَ وَثَبِّتُوا ٱلْحَقَّ فِي ٱلْبَابِ، لَعَلَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ ٱلْجُنُودِ يَتَرَأَّفُ عَلَى بَقِيَّةِ يُوسُفَ. ١٦ لِذٰلِكَ هٰكَذَا قَالَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ: فِي جَمِيعِ ٱلأَسْوَاقِ نَحِيبٌ، وَفِي جَمِيعِ ٱلأَزِقَّةِ يَقُولُونَ: آهِ! آهِ! وَيَدْعُونَ ٱلْفَلاَّحَ إِلَى ٱلنَّوْحِ، وَجَمِيعَ عَارِفِي ٱلرِّثَاءِ لِلنَّدْبِ. ١٧ وَفِي جَمِيعِ ٱلْكُرُومِ نَدْبٌ، لأَنِّي أَعْبُرُ فِي وَسَطِكَ قَالَ ٱلرَّبُّ».
ع ٦ إشعياء ٤٨: ١ و٢ مزمور ٩٧: ١٠ يوئيل ٢: ١٤ ميخا ٥: ٣ و٧ و٨ ص ٨: ٣ وإرميا ٩: ١٠ و١٨ – ٢٠ يوئيل ١: ١١ و٢أيام ٣٥: ٢٥ إشعياء ١٦: ١٠ وإرميا ٤٨: ٣٣
كَمَا قُلْتُمْ خدعوا أنفسهم بقولهم الله معنا. وأما قول النبي فهو إنه عليهم أن يتركوا شرورهم ويطلبوا الحق ليكون الله معهم بالحقيقة. وكما طلبوا الشر بالرغبة والنشاط هكذا يجب أن يطلبوا الخير.
بَقِيَّةِ يُوسُفَ (ع ١٥) نظر النبي إلى المستقبل والذين سيبقون بعد سقوط المدينة (٩: ٨ – ١٢) ويذكرهم النبي بصلاح أبيه يوسف.
في (ع ١٦ و١٧) يصف النبي حصار السامرة وسقوطها (انظر ٢ملوك ١٧: ٥ و٦ و٢٣ – ٣٣).
لأَنِّي أَعْبُرُ فِي وَسَطِكَ (ع ١٧) ليس كما عبر في وسطهم في مصر للخلاص (خروج ١٢: ١٢ و١٣) بل للهلاك.
١٨ – ٢٠ «١٨ وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَشْتَهُونَ يَوْمَ ٱلرَّبِّ. لِمَاذَا لَكُمْ يَوْمُ ٱلرَّبِّ هُوَ ظَلاَمٌ لاَ نُورٌ؟ ١٩ كَمَا إِذَا هَرَبَ إِنْسَانٌ مِنْ أَمَامِ ٱلأَسَدِ فَصَادَفَهُ ٱلدُّبُّ، أَوْ دَخَلَ ٱلْبَيْتَ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى ٱلْحَائِطِ فَلَدَغَتْهُ ٱلْحَيَّةُ! ٢٠ أَلَيْسَ يَوْمُ ٱلرَّبِّ ظَلاَماً لاَ نُوراً، وَقَتَاماً وَلاَ نُورَ لَهُ؟»
إشعياء ٥: ١٩ ويوئيل ١: ١٥ و٢: ١ و١١ و٣١ إشعياء ٥: ٣٠ و٩: ١٩ وإرميا ٣٠: ٧ أيوب ٢٠: ٢٤ وإشعياء ٢٤: ١٧ و١٨ وإرميا ١٥: ٢ و٣ إشعياء ١٣: ١٠ وصفنيا ١: ١٥
الويل هو للذين يشتهون يوم الرب وهم غير مستعدين ولا يفهمون ما هو يوم الرب فإنهم لا ينتبهون إلى خطاياهم ولا يفهمون أن يوم الرب يكون لهم يوم غضب وضيق وكذلك لا يجوز للمتضايق والحزين والفقير أن يطلبوا الموت ويظنوا أنهم بواسطته يرتاحون لأن الموت بلا استعداد حقيقي يكون ظلاماً لا نوراً وإن خلصوا من المصيبة الواحدة يأتيهم أعظم.
٢١ – ٢٤ «٢١ بَغَضْتُ، كَرِهْتُ أَعْيَادَكُمْ، وَلَسْتُ أَلْتَذُّ بِٱعْتِكَافَاتِكُمْ. ٢٢ إِنِّي إِذَا قَدَّمْتُمْ لِي مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ لاَ أَرْتَضِي، وَذَبَائِحَ ٱلسَّلاَمَةِ مِنْ مُسَمَّنَاتِكُمْ لاَ أَلْتَفِتُ إِلَيْهَا. ٢٣ أَبْعِدْ عَنِّي ضَجَّةَ أَغَانِيكَ، وَنَغْمَةَ رَبَابِكَ لاَ أَسْمَعُ. ٢٤ وَلْيَجْرِ ٱلْحَقُّ كَٱلْمِيَاهِ وَٱلْبِرُّ كَنَهْرٍ دَائِمٍ».
ص ٤: ٤ و٥ و٨: ١ وإشعياء ١: ١١ – ١٦ و٦٦: ٣ لاويين ٢٦: ٣١ وإرميا ١٤: ١٢ وهوشع ٥: ٦ ميخا ٦: ٦ و٧ ص ٤: ٥ ولاويين ٧: ١١ – ١٥ ص ٦: ٤ و٥ و٨: ١ إرميا ٢٢: ٣ وحزقيال ٤٥: ٩ وميخا ٦: ٨
الرب يحب الحق والبر ولا يرضى بحفظ الأعياد والتقدمات والمحرقات إن لم تعبر عن عواطف القلب الصالحة والذين يقدمون له خدمة باطلة يهينونه بذلك لأنهم يحسبونه كأنه إنسان أقل منهم إدراكاً فيمكنهم أن يغشوه (انظر إشعياء ١: ١٠ – ١٥).
كَنَهْرٍ دَائِمٍ (ع ٢٤) وليس كساقية الوادي (أيوب ٦: ١٥) التي تجري قليلاً من الزمان فتنقطع.
٢٥ – ٢٧ «٢٥ هَلْ قَدَّمْتُمْ لِي ذَبَائِحَ وَتَقْدِمَاتٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ ٢٦ بَلْ حَمَلْتُمْ خَيْمَةَ مَلْكُومِكُمْ، وَتِمْثَالَ أَصْنَامِكُمْ، نَجْمَ إِلٰهِكُمُ ٱلَّذِي صَنَعْتُمْ لِنُفُوسِكُمْ. ٢٧ فَأَسْبِيكُمْ إِلَى مَا وَرَاءَ دِمَشْقَ قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ ٱسْمُهُ».
تثنية ٣٢: ١٧ – ١٩ ويشوع ٢٤: ١٤ ونحميا ٩: ١٨ و٢١ وأعمال ٧: ٤٢ و٤٣ ص ٧: ١١ و١٧ وميخا ٤: ١٠ ص ٤: ١٣
هَلْ قَدَّمْتُمْ لِي الخ سؤال إنكاري والجواب أنهم لم يقدموا ذبائح وتقدمات في البرية. أُعطيت الشريعة في جبل سيناء في السنة الأولى من خروج الشعب من مصر ولكنهم لم يمارسوا فرائضها ممارسة كاملة ما داموا جائلين في القفر وكانوا يسجدون للرب ويسجدون أيضاً للأصنام ولم يقدموا ذبائح وتقدمات للرب وحده كما كان أوصاهم قائلاً «لا يكون لك آلهة أخرى أمامي». وملكوم هو إله العمونيين (انظر لاويين ١٨: ٢١) «لاَ تُعْطِ مِنْ زَرْعِكَ لِلإِجَازَةِ لِمُولَكَ لِئَلاَّ تُدَنِّسَ ٱسْمَ إِلٰهِكَ» كما عمل آحاز (انظر ٢أيام ٢٨: ٣) ومنسى (انظر ٢أيام ٣٣: ٦).
والمظنون أن «نجم إلهكم» زُحل وهو نجم من النجوم الخمسة (زُحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد) فنستنتج أن الشعب كانوا من الأول يميلون إلى السجود للأجرام السماوية (انظر تثنية ٤: ١٩) «لِئَلاَّ تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَتَنْظُرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ… وَتَسْجُدَ لَهَا وَتَعْبُدَهَا» وكان هذا السجود مع السجود للرب ولكنه مكروه عنده ومخالف لوصاياه فلم يقبل ذبائحهم وتقدماتهم بل كأنها لم تُقدم. وذكر عاموس خطايا آباءهم بل كأنها لم تُقدَّم. وذكر عاموس خطايا آباءهم ولكنه قال لأهل جيله «حملتم خيمة ملكومكم» أي كان فيهم نفس الروح الذي كان في آبائهم (انظر متّى ٢٣: ٣٥ و٣٦).
إِلَى مَا وَرَاءَ دِمَشْقَ (ع ٢٧) أي بلاد أشور. كانوا احتملوا تعديات دمشق (أو آرام) وتنبأ النبي هنا بشرّ أعظم وسبي إلى بلاد أبعد من دمشق.
السابق |
التالي |