سفر عاموس | 04 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر عاموس
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ
١ – ٣ «١ اِسْمَعِي هٰذَا ٱلْقَوْلَ يَا بَقَرَاتِ بَاشَانَ ٱلَّتِي فِي جَبَلِ ٱلسَّامِرَةِ، ٱلظَّالِمَةَ ٱلْمَسَاكِينَ ٱلسَّاحِقَةَ ٱلْبَائِسِينَ، ٱلْقَائِلَةَ لِسَادَتِهَا: هَاتِ لِنَشْرَبَ. ٢ قَدْ أَقْسَمَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ بِقُدْسِهِ: هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي عَلَيْكُنَّ يَأْخُذُونَكُنَّ بِخَزَائِمَ وَذُرِّيَّتَكُنَّ بِشُصُوصِ ٱلسَّمَكِ. ٣ وَمِنَ ٱلشُّقُوقِ تَخْرُجْنَ كُلُّ وَاحِدَةٍ عَلَى وَجْهِهَا وَتَنْدَفِعْنَ إِلَى ٱلْحِصْنِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ».
مزمور ٢٢: ١٢ وحزقيال ٣٩: ١٨ ص ٣: ٩ و٦: ١ ص ٥: ١١ و٨: ٦ ص ٢: ٨ و٦: ٦ ص ٦: ٨ و٨: ٧ مزمور ٨٩: ٣٥ إشعياء ٣٧: ٢٩ وحزقيال ٣٨: ٤ حزقيال ٢٩: ٤ إرميا ٥٢: ٧
كانت باشان شرقي الأردن بين جبلي حرمون وجلعاد وكانت تشمل حوران والجولان واللجاه وكلها مؤلفة من صخور وأتربة بركانية وتربتها مخصبة للغاية ويخرق جانبها الشرقي جبل الدروز (قاموس الكتاب) واشتهرت بمرعاها ومواشيها (انظر مزمور ٢٢: ١٢ وحزقيال ٣٩: ١٨) وشبّه النبي نساء السامرة ببقرات باشان لأنهنّ كنّ متنعمات ومترفهات سمينات شهوانيات كحيوانات.
ٱلْقَائِلَةَ لِسَادَتِهَا هَاتِ لِنَشْرَبَ أي طلبن من رجالهن مالاً ليصرفن على المأكولات والملبوسات والتنزهات وكان رجالهن يرتشون ويظلمون ليحصلّوا ما يقدمونه لنسائهم فكان النساء يظلمن بواسطة سادتهن (انظر إشعياء ٣: ١٦ – ٢٦).
هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي (ع ٢) ولا يقدر الظالمون والمسرفون أن يؤخروها.
يَأْخُذُونَكُنَّ بِخَزَائِمَ للكبار خزائم كما للجمال (انظر ٢أيام ٣٣: ١١) وللصغار شصوص كما للسمك. في عيشتهم كانوا كالحيوانات وكالحيوانات يؤخذون. وأما البعض فيفهمون من الكلمة المترجمة «ذريتكن» «بقيتكن» أي لا يبقى منهم بقية بل يؤخذ الجميع.
مِنَ ٱلشُّقُوقِ حينما تسقط أسوار المدينة يخرج أهلها من الشقوق كل واحد على وجهه كأسراء أو هاربين. والحصن هو حصن أعداءهم. والكلمة الأصلية «هرمون» ولعلها اسم عَلَم.
٤، ٥ «٤ هَلُمَّ إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَأَذْنِبُوا إِلَى ٱلْجِلْجَالِ وَأَكْثِرُوا ٱلذُّنُوبَ، وَأَحْضِرُوا كُلَّ صَبَاحٍ ذَبَائِحَكُمْ وَكُلَّ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ عُشُورَكُمْ. ٥ وَأَوْقِدُوا مِنَ ٱلْخَمِيرِ تَقْدِمَةَ شُكْرٍ، وَنَادُوا بِنَوَافِلَ وَسَمِّعُوا. لأَنَّكُمْ هٰكَذَا أَحْبَبْتُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ».
ص ٣: ١٤ و٥: ٥ ص ٥: ٥ وهوشع ٤: ١٥ ص ٥: ٢١ و٢٢ لاويين ٧: ١٣ لاويين ٢٢: ١٨ – ٢١ هوشع ٩: ١ و١٠ وإرميا ٧: ٩ و١٠
هَلُمَّ إِلَى بَيْتِ إِيلَ قال تهكماً كقول ميخا ابن يملة لأخآب «اصعد إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ» (٢أيام ١٨: ١٤) وقول المسيح للفريسيين «ٱمْلأُوا مِكْيَالَ آبَائِكُمْ» (متّى ٢٣: ٣٢) والمعنى بما أنهم رفضوا مشورة الرب بواسطة أنبيائه يتركهم الرب ليعملوا كما يريدون وذلك شر عقاب. والجلجال في سهل أريحا وإلى الشرق منها (انظر يشوع ٤: ١٩ وهوشع ٤: ١٥).
كُلَّ صَبَاحٍ ذَبَائِحَكُمْ أي «اجتهدوا في ممارسة الفرائض الجسدية الباطلة» فإنهم ظنوا أن اجتهادهم هذا يرضي الرب كرشوة للحاكم فيغض النظر عن خطاياهم الفظيعة.
كُلَّ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ عُشُورَكُمْ المطلوب منهم (انظر تثنية ١٤: ٢٨) أن يعشروا محصولهم كل ثلاث سنين لأجل اللاوي والفقراء. ويقول النبي تهكماً كل ثلاثة أيام أي المطلوب منكم وزيادة.
وَأَوْقِدُوا مِنَ ٱلْخَمِيرِ (ع ٥) في (لاويين ٢: ١١) «كُلَّ خَمِيرٍ وَكُلَّ عَسَلٍ لاَ تُوقِدُوا مِنْهُمَا وَقُوداً لِلرَّبِّ» وفي لاويين ٧: ١٣ «مَعَ أَقْرَاصِ خُبْزٍ خَمِيرٍ يُقَرِّبُ قُرْبَانَهُ» أي لا يوقدون الأقراص بل يكون واحد منها للكاهن والبقية لمقدمها. وقال النبي تهكماً «أوقدوا من الخمير تقدمتكم» كأنهم أحبوا أن يقدموا تقدمة أفضل من المرسوم في الناموس.
نَادُوا بِنَوَافِلَ وَسَمِّعُوا كما عمل الفريسيون في زمان المسيح فإنهم صوّتوا بالبوق لما صنعوا صدقاتهم.
٦ – ١١ «٦ وَأَنَا أَيْضاً أَعْطَيْتُكُمْ نَظَافَةَ ٱلأَسْنَانِ فِي جَمِيعِ مُدُنِكُمْ وَعَوَزَ ٱلْخُبْزِ فِي جَمِيعِ أَمَاكِنِكُمْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ٧ وَأَنَا أَيْضاً مَنَعْتُ عَنْكُمُ ٱلْمَطَرَ إِذْ بَقِيَ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ لِلْحَصَادِ، وَأَمْطَرْتُ عَلَى مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَعَلَى مَدِينَةٍ أُخْرَى لَمْ أُمْطِرْ. أُمْطِرَ عَلَى ضَيْعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَٱلضَّيْعَةُ ٱلَّتِي لَمْ يُمْطَرْ عَلَيْهَا جَفَّتْ. ٨ فَجَالَتْ مَدِينَتَانِ أَوْ ثَلاَثٌ إِلَى مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ لِتَشْرَبَ مَاءً وَلَمْ تَشْبَعْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ٩ ضَرْبَتُكُمْ بِٱللَّفْحِ وَٱلْيَرَقَانِ. كَثِيراً مَا أَكَلَ ٱلْقَمَصُ جَنَّاتِكُمْ وَكُرُومَكُمْ وَتِينَكُمْ وَزَيْتُونَكُمْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ١٠ أَرْسَلْتُ بَيْنَكُمْ وَبَأً عَلَى طَرِيقَةِ مِصْرَ. قَتَلْتُ بِٱلسَّيْفِ فِتْيَانَكُمْ مَعَ سَبْيِ خَيْلِكُمْ، وَأَصْعَدْتُ نَتَنَ مَحَالِّكُمْ حَتَّى إِلَى أُنُوفِكُمْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ١١ قَلَبْتُ بَعْضَكُمْ كَمَا قَلَبَ ٱللهُ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، فَصِرْتُمْ كَشُعْلَةٍ مُنْتَشَلَةٍ مِنَ ٱلْحَرِيقِ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ».
إشعياء ٣: ١ وإرميا ١٤: ١٨ إشعياء ٩: ١٣ وإرميا ٥: ٣ وحجي ٢: ١٧ تثنية ١١: ١٧ و٢أيام ٧: ١٣ وإشعياء ٥: ٦ خروج ٩: ٤ و٢٦ و١٠: ٢٢ و٢٣ و١ملوك ١٨: ١٥ وإرميا ١٤: ٤ حزقيال ٤: ١٦ وحجي ١: ٦ إرميا ٣: ٧ تثنية ٢٨: ٢٢ وحجي ٢: ١٧ ص ٧: ١ و٢ ويوئيل ١: ٤ و٧ إرميا ٣: ١٠ لاويين ٢١: ٢٥ وتثنية ٢٨: ٢٧ و٦ إرميا ١١: ٢٢ و١٨: ٢١ و٤٨: ١٥ و٢ملوك ١٣: ٣ و٧ يوئيل ٢: ٢٠ إشعياء ٩: ١٣ تكوين ١٦: ٢٥ وتثنية ٢٩: ٢٣ زكريا ٣: ٢ إرميا ٢٣: ١٤
يذكر خمس ضربات وهي الجوع (ع ٦) القيظ (ع ٧ و٨) واللفح والقيظ (ع ٩) الوباء والسيف (ع ١٠) والقلب (ع ١١) وبعد ذكر كل منها يأتي القرار «فلم يرجعوا إليّ يقول الرب». وكانت هذه الضربات من رحمة الرب لكي ينتبهوا ويرجعوا إليه «لأن الذي يحبه الرب يؤدبه». إنما لا يجوز لنا أن نحكم على كل مصاب أنه أخطأ أكثر من غيره ولا على بلاد إذا امتنع المطر عنها أو حدث زلزلة فيها أو اقتحمها وباء (انظر لوقا ١٣: ٤) ولكن أحياناً يخبرنا الكتاب أن هذه الضربات وقعت تأديباً للخطايا كالطوفان وانقلاب سدوم والقيظ في زمان الملك أخآب وعمى عليم الساحر (انظر أعمال ١٣: ١١) وموت حنانيا وسفيرة (انظر أعمال ٥: ٥).
١٢، ١٣ «١٢ لِذٰلِكَ هٰكَذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. فَمِنْ أَجْلِ أَنِّي أَصْنَعُ بِكَ هٰذَا فَٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلٰهِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. ١٣ فَإِنَّهُ هُوَذَا ٱلَّذِي صَنَعَ ٱلْجِبَالَ وَخَلَقَ ٱلرِّيحَ وَأَخْبَرَ ٱلإِنْسَانَ مَا هُوَ فِكْرُهُ، ٱلَّذِي يَجْعَلُ ٱلْفَجْرَ ظَلاَماً وَيَمْشِي عَلَى مَشَارِفِ ٱلأَرْضِ، يَهْوَهُ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ ٱسْمُهُ».
ع ٢ إشعياء ٣٢: ١١ و٦٤: ٢ وإرميا ٥: ٢٢ أيوب ٣٨: ٤ – ٧ ومزمور ٦٥: ٦ وإشعياء ٤٠: ١٢ مزمور ١٣٥: ٧ وإرميا ١٠: ١٣ مزمور ١٣٩: ٢ ودانيال ٢: ٣٠ ص ٥: ٨ وإرميا ١٣: ١٦ ويوئيل ٢: ٢ ميخا ١: ٣ ص ٥: ٨ و٢٧ و٩: ٦
لِذٰلِكَ… ٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلٰهِكَ لأنهم كانوا سمعوا كلام أنبيائه ولم يعملوا بموجبه وكان الرب أدبهم بضربات كثيرة ولم يستفيدوا منها فيأتيهم ويصنع لهم كل ما كان هددهم به (ع ١ و٢). وعليهم أن يستعدوا لأن يوم المجازاة قريب ولهم هذه الفرصة الواحدة فقط ليتوبوا ويطلبوا الغفران ولا يقدرون أن يلاقوه بالمقاومة لأنه هو الذي صنع الجبال حواليهم فلا تكون لهم كسور بل كمركز لأعدائهم وهو الذي يخلق الريح فلا يأتيهم بالمطر والخيرات بل باللفح والوباء ولا يقدرون أن يلاقوه بكلام وعبادة كاذبة لأنه يعرف أفكارهم. وإن كانت آمالهم كالفجر يجعلها ظلاماً.
وأما العهد الجديد فيعلن لنا الاستعداد الواجب للقاء الله فيقول «هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ» (يوحنا ٣: ١٦) «مَنْ هُوَ ٱلَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ ٱلَّذِي مَاتَ، بَلْ بِٱلْحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً، ٱلَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ ٱللهِ، ٱلَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا» (رومية ٨: ٣٤). «آمِنْ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ» (أعمال ١٦: ٣١) «دَمُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (١يوحنا ١: ٧) «تَعَالَ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ يَسُوعُ» (رؤيا ٢٢: ٢٠).
السابق |
التالي |