سفر يوئيل

سفر يوئيل | 02 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر يوئيل

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

١ – ٣ «١ اِضْرِبُوا بِٱلْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ. صَوِّتُوا فِي جَبَلِ قُدْسِي. لِيَرْتَعِدْ جَمِيعُ سُكَّانِ ٱلأَرْضِ لأَنَّ يَوْمَ ٱلرَّبِّ قَادِمٌ، لأَنَّهُ قَرِيبٌ. ٢ يَوْمُ ظَلاَمٍ وَقَتَامٍ. يَوْمُ غَيْمٍ وَضَبَابٍ، مِثْلَ ٱلْفَجْرِ مُمْتَدّاً عَلَى ٱلْجِبَالِ. شَعْبٌ كَثِيرٌ وَقَوِيٌّ لَمْ يَكُنْ نَظِيرُهُ مُنْذُ ٱلأَزَلِ، وَلاَ يَكُونُ أَيْضاً بَعْدَهُ إِلَى سِنِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ. ٣ قُدَّامَهُ نَارٌ تَأْكُلُ وَخَلْفَهُ لَهِيبٌ يُحْرِقُ. ٱلأَرْضُ قُدَّامَهُ كَجَنَّةِ عَدَنٍ وَخَلْفَهُ قَفْرٌ خَرِبٌ، وَلاَ تَكُونُ مِنْهُ نَجَاةٌ».

ع ١٥ وصفنيا ١: ١٦ ع ١١ و٣١ وص ١: ١٥ و٣: ١٤ ع ١١ و٣١ وص ١: ١٥ و٣: ١٤ ع ١١ و٣١ وصفنيا ١: ١٥ ع ١١ و٢٠ وص ١: ٦ ص ١: ٢ ومراثي ١: ١٢ ودانيال ٩: ١٢ و١٢: ١ مزمور ٣٧: ٢ وإشعياء ٩: ١٨ و١٩ إشعياء ٥١: ٣ وحزقيال ٣١: ٣٥ خروج ١٠: ٥ و١٥ ومزمور ١٠٥: ٣٤ و٣٥

يخاطب النبي الكهنة كما في (١: ١٣) ويكرر ويوضح ما في الأصحاح الأول. ويطلق الاسم صهيون على مدينة أورشليم ولا سيما الجبل الجنوبي الغربي من المدينة. وتُدعى أورشليم «جبل قدسي» لأن فيها الهيكل المخصص لعبادة الرب ويوم الرب (انظر ١: ١٥ وتفسيره) هو يوم القضاء وهذا اليوم أولاً يوم الضربة المذكورة وثانياً اليوم الأخير الذي فيه سيدين الله العالم. وفي كلام النبي في وصف الجراد مبالغة لأنه ناظر أيضاً إلى يوم الرب الأخير.

يَوْمُ ظَلاَمٍ (ع ٢) الجراد من كثرته مثل غيم وضباب. ومثل الفجر لأنه عند الفجر يظهر النور أولاً في رؤوس الجبال ثم ينزل ويمتد حتى يغطي الأرض كلها وهكذا الجراد فإنه يظهر أولاً من بعيد ثم يمتد ويغطي الأرض فالفجر المذكور ليس فجر يوم خير بل فجر يوم شر. والشعب الكثير والقوي هو الجراد وقدامه نار تأكل (١: ١٩ و٢٠) أي الجراد يأكل كل شيء فيكون منظر الكروم والمراعي كأنها محترقة بالنار. وهذه الضربة المخيفة رمز إلى يوم الرب الأخير «عِنْدَ ٱسْتِعْلاَنِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَعَ مَلاَئِكَةِ قُوَّتِهِ فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِياً نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ ٱللّٰهَ… ٱلَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ» (٢تسالونيكي ١: ٧ – ٩) ولا نجاة من الجراد وهكذا في اليوم الأخير لا نجاة من غضب الله «يُرْسِلُ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ ٱلْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي ٱلإِثْمِ، وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ» (متى ١٣: ٤١ و٤٢).

٤ – ١١ «٤ كَمَنْظَرِ ٱلْخَيْلِ مَنْظَرُهُ، وَمِثْلَ ٱلأَفْرَاسِ يَرْكُضُونَ. ٥ كَصَرِيفِ ٱلْمَرْكَبَاتِ عَلَى رُؤُوسِ ٱلْجِبَالِ يَثِبُونَ. كَزَفِيرِ لَهِيبِ نَارٍ تَأْكُلُ قَشّاً. كَقَوْمٍ أَقْوِيَاءَ مُصْطَفِّينَ لِلْقِتَالِ. ٦ مِنْهُ تَرْتَعِدُ ٱلشُّعُوبُ. كُلُّ ٱلْوُجُوهِ تَجْمَعُ حُمْرَةً. ٧ يَجْرُونَ كَأَبْطَالٍ. يَصْعَدُونَ ٱلسُّورَ كَرِجَالِ ٱلْحَرْبِ، وَيَمْشُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي طَرِيقِهِ وَلاَ يُغَيِّرُونَ سُبُلَهُمْ. ٨ وَلاَ يُزَاحِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. يَمْشُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي سَبِيلِهِ، وَبَيْنَ ٱلأَسْلِحَةِ يَقَعُونَ وَلاَ يَنْكَسِرُونَ. ٩ يَتَرَاكَضُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ. يَجْرُونَ عَلَى ٱلسُّورِ. يَصْعَدُونَ إِلَى ٱلْبُيُوتِ. يَدْخُلُونَ مِنَ ٱلْكُوَى كَٱللِّصِّ. ١٠ قُدَّامَهُ تَرْتَعِدُ ٱلأَرْضُ وَتَرْجُفُ ٱلسَّمَاءُ. اَلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ يُظْلِمَانِ وَٱلنُّجُومُ تَحْجِزُ لَمَعَانَهَا. ١١ وَٱلرَّبُّ يُعْطِي صَوْتَهُ أَمَامَ جَيْشِهِ. إِنَّ عَسْكَرَهُ كَثِيرٌ جِدّاً. فَإِنَّ صَانِعَ قَوْلِهِ قَوِيٌّ، لأَنَّ يَوْمَ ٱلرَّبِّ عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ جِدّاً، فَمَنْ يُطِيقُهُ؟»

رؤيا ٩: ٧ رؤيا ٩: ٩ إشعياء ٥: ٢٤ و٣٠: ٣٠ إشعياء ١٣: ٨ وناحوم ٢: ١٠ إرميا ٣٠: ٦ إشعياء ٥: ٢٦ و٢٧ ع ٩ أمثال ٣: ٢٧ وناحوم ٧ خروج ١٠: ٦ إشعياء ٩: ٢١ ص ٣: ١٦ ومزمور ١٨: ٧ وناحوم ١: ٥ ع ٣١ وص ٣: ١٥ وإشعياء ١٣: ١٠ و٣٤: ٤ وإرميا ٤: ٢٣ وحزقيال ٣٢: ٧ ص ٣: ١٦ ومزمور ٤٦: ٦ وإشعياء ١٣: ٤ ع ٢ و٢٥ إرميا ٥٠: ٣٤ ورؤيا ١٨: ٨ ع ١ و٣١ وص ١: ١٥ و٣: ١٤ حزقيال ٢٢: ١٤

كَمَنْظَرِ ٱلْخَيْلِ يشبّه العرب رأس الجرادة برأس فرس وصدرها بصدر أسد وبدنها ببدن عقرب ورجليها برجلي جمل وجناحيها بجناحي نسر.

كَصَرِيفِ ٱلْمَرْكَبَاتِ (ع ٥) (انظر رؤيا ٩: ٩) وقيل أيضاً إن صوت الجراد بطيرانه كصوت رياح قوية وصوت مياه كثيرة. وكصريف المركبات السائرة في الوعر. وكزفير لهيب نار تأكل القش أي صوت الجراد عند أكله. قال الدكتور تومسون المرسل الأميركاني إنه في سنة ١٨٤٥ أتى الزحاف أي جراد بلا أجنحة إلى قرية عبيه في لبنان وكان منظره كمنظر طوفان من الماء يغطي الأرض. وحفر الأهالي لإبادته الخنادق واضرموا فيها النار وضربوه بالعصي ولكن تعبهم ذهب عبثاً ولما وصل الجراد إلى بيت الحكيم فاندَيك صعد على الحائط ومرّ على السطوح ونزل كأن البيت حصاة في طريقه.

كَقَوْمٍ أَقْوِيَاءَ مشبّه بجيش منظم من العسكر ا(نظر أمثال ٣٠: ٢٧) «ٱلْجَرَادُ لَيْسَ لَهُ مَلِكٌ وَلٰكِنَّهُ يَخْرُجُ كُلُّهُ فِرَقاً فِرَقاً» (انظر ع ٧) «يَمْشُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي طَرِيقِهِ وَلاَ يُغَيِّرُونَ سُبُلَهُمْ».

مِنْهُ تَرْتَعِدُ ٱلشُّعُوبُ (ع ٦) لأنهم يرون أتلاف مواسمهم وخيبة آمالهم وهلاكهم من الجوع ولا يقدرون أن يعملوا شيئاً لأن الجراد وإن كانت كل واحدة منه صغيرة وضعيفة فمن كثرته لا يُقاوم فإنه مهما قتلوا منه يبقى جيش لا يُعدّ. ولا ينكسرون (ع ٨) من كثرتهم وسرعة حركاتهم ووجودهم بالهواء وليس فقط على الأرض وامتدادهم كطوفان يغطي الأرض.

والكلام في ع ١٠ وع ١١ قوي جداً ولا يستقصي في وصف ضربة الجراد وإن كانت عظيمة. واستعمل يسوع ألفاظاً مثل هذه في نبوته في خراب أورشليم وفي يوم الدينونة الأخيرة (انظر متّى ٢٤: ٢٩ – ٣١) ولا يخفى أن في الكلام مبالغة شعرية. «وصَانِعَ قَوْلِهِ» (ع ١١) هو الرب الذي أمر بضربة الجراد وهو الذي سيدين العالم.

١٢ – ١٤ «١٢ وَلَكِنِ ٱلآنَ يَقُولُ ٱلرَّبُّ: ٱرْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِٱلصَّوْمِ وَٱلْبُكَاءِ وَٱلنَّوْحِ. ١٣ وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ، وَٱرْجِعُوا إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ لأَنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَكَثِيرُ ٱلرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى ٱلشَّرِّ. ١٤ لَعَلَّهُ يَرْجِعُ وَيَنْدَمُ، فَيُبْقِيَ وَرَاءَهُ بَرَكَةَ تَقْدِمَةٍ وَسَكِيباً لِلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ».

تثنية ٤: ٢٩ وحزقيال ٣٣: ١١ دانيال ٩: ٣ مزمور ٥١: ١٧ وإشعياء ٥٧: ١٥ إرميا ٤١: ٥ خروج ٣٤: ٦ إرميا ١٨: ٨ و٤٢: ١٠ وعاموس ٧: ٣ و٦ إرميا ٢٦: ٣ وعاموس ٥: ١٥ ويونان ١: ٦ و٣: ٩ وصفنيا ٢: ٣ حجي ٢: ١٩ ص ١: ٩ و١٣

يدعو الرب شعبه إلى التوبة وإذا سمعوا وتركوا خطاياهم ورجعوا إليه تتحول ضربة الجراد الهائلة إلى بركة فيقول الشعب كما قال المرنم (مزمور ١١٩: ٧١) «خَيْرٌ لِي أَنِّي تَذَلَّلْتُ لِكَيْ أَتَعَلَّمَ فَرَائِضَكَ» «بكل قلوبكم» فلا يتكلون على علامات التوبة كالصوم والبكاء ومزق الثياب (انظر إشعياء ٥٨: ٣ – ٥) انظر قول داود (مزمور ٥١: ١٧) «ٱلْقَلْبُ ٱلْمُنْكَسِرُ وَٱلْمُنْسَحِقُ يَا اَللّٰهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ».

لأَنَّهُ رَؤُوفٌ الثقة بأن الله يغفر الخطية هي مما يحمل الخاطئ على التوبة ولولا هذا الرجاء كان يقسي قلبه ويزداد انغماساً بالخطية. وعلى كل واعظ أن يبيّن للسامعين عدل الله وغضبه على الخطاة ولا ينسى رحمته ومحبته للتائبين.

وَيَنْدَمُ (ع ١٤) لا يندم الرب كأنه جهل شيئاً أو غلط في شيء ولكنه يعدل عن إجراء أحكامه إذا رجع الناس عن خطاياهم كما تاب أهل نينوى عند مناداة يونان.

فَيُبْقِيَ وَرَاءَهُ نتيجة رجوعهم إلى الله ورجوعه إليهم هي الخلاص من ضربة الجراد ومنحه مواسم جيدة منها يقدمون له تقدمة وسكيباً.

١٥ – ٢٠ «١٥ اِضْرِبُوا بِٱلْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ. قَدِّسُوا صَوْماً. نَادُوا بِٱعْتِكَافٍ. ١٦ اِجْمَعُوا ٱلشَّعْبَ. قَدِّسُوا ٱلْجَمَاعَةَ. ٱحْشِدُوا ٱلشُّيُوخَ. ٱجْمَعُوا ٱلأَطْفَالَ وَرَاضِعِي ٱلثُّدِيِّ. لِيَخْرُجِ ٱلْعَرِيسُ مِنْ مِخْدَعِهِ وَٱلْعَرُوسُ مِنْ حَجَلَتِهَا. ١٧ لِيَبْكِ ٱلْكَهَنَةُ خُدَّامُ ٱلرَّبِّ بَيْنَ ٱلرِّوَاقِ وَٱلْمَذْبَحِ، وَيَقُولُوا: ٱشْفِقْ يَا رَبُّ عَلَى شَعْبِكَ وَلاَ تُسَلِّمْ مِيرَاثَكَ لِلْعَارِ حَتَّى تَجْعَلَهُمُ ٱلأُمَمُ مَثَلاً. لِمَاذَا يَقُولُونَ بَيْنَ ٱلشُّعُوبِ: أَيْنَ إِلٰهُهُمْ؟. ١٨ فَيَغَارُ ٱلرَّبُّ لأَرْضِهِ وَيَرِقُّ لِشَعْبِهِ. ١٩ وَيُجِيبُ ٱلرَّبُّ وَيَقُولُ لِشَعْبِهِ: هَئَنَذَا مُرْسِلٌ لَكُمْ قَمْحاً وَمِسْطَاراً وَزَيْتاً لِتَشْبَعُوا مِنْهَا، وَلاَ أَجْعَلُكُمْ أَيْضاً عَاراً بَيْنَ ٱلأُمَمِ. ٢٠ وَٱلشِّمَالِيُّ أُبْعِدُهُ عَنْكُمْ وَأَطْرُدُهُ إِلَى أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَمُقْفِرَةٍ. مُقَدَّمَتُهُ إِلَى ٱلْبَحْرِ ٱلشَّرْقِيِّ، وَسَاقَتُهُ إِلَى ٱلْبَحْرِ ٱلْغَرْبِيِّ، فَيَصْعَدُ نَتَنُهُ وَتَطْلُعُ زُهْمَتُهُ، لأَنَّهُ قَدْ تَصَلَّفَ فِي عَمَلِهِ».

ص ١: ١٤ و٢ملوك ١٠: ٢٠ وإرميا ٣٦: ٩ و١صموئيل ١٦: ١٢ وحزقيال ٨: ١٦ و٢أيام ٢٩: ٥ مزمور ١٩: ٥ ص ١: ٩ و٢أيام ٨: ١٢ وحزقيال ٨: ١٦ إشعياء ٣٧: ٢٠ وعاموس ٧: ٢ و٥ مزمور ٤٤: ١٣ و٧٤: ١٠ مزمور ٧٩: ١٠ و١١٥: ٢ زكريا ١: ١٤ و٨: ٢ إشعياء ٦٠: ١٠ و٦٣: ٩ و١٥ إرميا ٣١: ١٢ وهوشع ٢: ٢١ و٢٢ حزقيال ٣٤: ٢٩ و٣٦: ١٥ إرميا ١: ١٤ و١٥ زكريا ١٤: ٨ تثنية ١١: ٢٤ إشعياء ٣٤: ٣ وعاموس ٤: ١٠

اِجْمَعُوا ٱلشَّعْبَ (ع ١٦) الصلاة الجمهورية تؤثر في المجتمعين ولها مواعيد خصوصية ويدعو النبي جميع الرتب من الناس حتى الشيوخ والأطفال والعريس والعروس.

بَيْنَ ٱلرِّوَاقِ وَٱلْمَذْبَحِ (ع ١٧) أمام باب الهيكل وبينه وبين مذبح المحرقة الذي كان في دار الكهنة وكان الاجتماع في هذا المكان علامة اقترابهم إلى الله.

حَتَّى تَجْعَلَهُمُ ٱلأُمَمُ مَثَلاً فلا يستنتجون من مصائب اليهود أن إلههم تركهم أو أنه غير قادر على خلاصهم.

فَيَغَارُ ٱلرَّبُّ (ع ١٨) في الترجمة اليسوعية وغيرها «لقد غار الرب… ورق… وأجاب… وقال» أي الأفعال ماضية. فغار الرب وأجاب لما تاب الشعب وتضرعوا إليه.

مُرْسِلٌ لَكُمْ قَمْحاً (ع ١٩) يرسل لهم المطر ويجعل الأرض أن تأتي بأثمارها.

ٱلشِّمَالِيُّ (ع ٢٠) أي الجراد وكثيراً ما دخل أرض إسرائيل من الشرق والجنوب وأحياناً من الشمال عن طريق حلب وحماه وتسمية الجراد بالاسم «الشمالي» موافقة هنا لأن أعداء إسرائيل كالكلدانيين والأشوريين أتوا على طريق نهر الفرات وحلب والبقاع بين لبنان الشرقي ولبنان الغربي فدخلوا فلسطين من الشمال. والبحر الشرقي هو بحر لوط والغربي هو البحر المتوسط. قال هيرونموس إنه في زمانه (في القرن الرابع) زال الجراد على هذا الطريقة أي سقط البعض في بحر لوط والبعض في البحر المتوسط. فنرى في هذه النبوة ثلاثة مواضيع الأول منها ضربة الجراد والثاني تعديات أعداءهم والثالث يوم الرب. وثلاثة مواعيد أيضاً وهي الخلاص من الجراد والخلاص من أعدائهم وحلول الروح القدس. وهذه المواضيع مرتبكة مع بعضها. فتذكر النبوة الجراد كأنه جيش من الناس وتذكر عظم الضربة كأنها يوم الرب. و«تصلف في عمله». أي الجراد بالمعنى الأول والأعداء من البشر بالمعنى الثاني.

٢١ – ٢٧ «٢١ لاَ تَخَافِي أَيَّتُهَا ٱلأَرْضُ. ٱبْتَهِجِي وَٱفْرَحِي لأَنَّ ٱلرَّبَّ يُعَظِّمُ عَمَلَهُ. ٢٢ لاَ تَخَافِي يَا بَهَائِمَ ٱلصَّحْرَاءِ، فَإِنَّ مَرَاعِيَ ٱلْبَرِّيَّةِ تَنْبُتُ، لأَنَّ ٱلأَشْجَارَ تَحْمِلُ ثَمَرَهَا، ٱلتِّينَةُ وَٱلْكَرْمَةُ تُعْطِيَانِ قُوَّتَهُمَا. ٢٣ وَيَا بَنِي صِهْيَوْنَ ٱبْتَهِجُوا وَٱفْرَحُوا بِٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ، لأَنَّهُ يُعْطِيكُمُ ٱلْمَطَرَ ٱلْمُبَكِّرَ عَلَى حَقِّهِ، وَيُنْزِلُ عَلَيْكُمْ مَطَراً مُبَكِّراً وَمُتَأَخِّراً فِي أَوَّلِ ٱلْوَقْتِ، ٢٤ فَتُمْلأُ ٱلْبَيَادِرُ حِنْطَةً، وَتَفِيضُ حِيَاضُ ٱلْمَعَاصِرِ خَمْراً وَزَيْتاً. ٢٥ وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ ٱلسِّنِينَ ٱلَّتِي أَكَلَهَا ٱلْجَرَادُ، ٱلْغَوْغَاءُ وَٱلطَّيَّارُ وَٱلْقَمَصُ جَيْشِي ٱلْعَظِيمُ ٱلَّذِي أَرْسَلْتُهُ عَلَيْكُمْ. ٢٦ فَتَأْكُلُونَ أَكْلاً وَتَشْبَعُونَ وَتُسَبِّحُونَ ٱسْمَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمُ ٱلَّذِي صَنَعَ مَعَكُمْ عَجَباً، وَلاَ يَخْزَى شَعْبِي إِلَى ٱلأَبَدِ. ٢٧ وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ وَلَيْسَ غَيْرِي. وَلاَ يَخْزَى شَعْبِي إِلَى ٱلأَبَدِ».

إشعياء ٥٤: ٤ إرميا ٣٠: ١٠ وصفنيا ٣: ١٦ و١٧ ع ٢٦ ومزمور ١٢٦: ٣ ص ١: ١٨ – ٢٠ ومزمور ٦٥: ١٢ و١٣ مزمور ١٤٩: ٢ إشعياء ١٢: ٢ – ٦ تثنية ١١: ١٤ وإرميا ٥: ٢٤ هوشع ٦: ٣ وزكريا ١٠: ١ لاويين ٢٦: ١٠ وعاموس ٩: ١٣ وملاخي ٣: ١٠ ع ٢: ١١ وص ١: ٤ – ٧ تثنية ١١: ١٥ وإشعياء ٦٢: ٩ تثنية ١٢: ٧ ومزمور ٦٧: ٥ – ٧ مزمور ١٢٦: ٢ و٣ وإشعياء ٢٥: ١ إشعياء ٤٥: ١٧ (ص ٣: ١ في العبراني) إشعياء ٣: ١٧ و٢١ إشعياء ٤٥: ٥ و٦ إشعياء ٤٩: ٢٣

كما تصلف العدو في عمله هكذا يعظّم الرب عمله. وكما اشتركت الطبيعة في المصائب الناتجة عن خطية الإنسان هكذا تشترك أيضاً في البركات الناتجة عن غفران خطيته.

فِي أَوَّلِ ٱلْوَقْتِ (ع ٢٣) المطر المبكر هو المطر بالخريف في وقت الزرع والمطر المتأخر هو المطر في الربيع الذي يُنمي الزرع والوعد هو أن الأمطار لا تتأخر عن أوقاتها.

لاَ يَخْزَى شَعْبِي إِلَى ٱلأَبَدِ (ع ٢٦) يشير هذا الوعد أولاً إلى زوال ضربة الجراد ورجوع أثمار الأرض وثانياً إلى الخلاص من الخطية والرجوع إلى الله. والمواعيد بالخيرات الزمنية تحت شرط الطاعة (انظر تكوين ١٨: ١٩ وتثنية ٣٠: ١٥ – ٢٠) وكثيراً ما سقطوا بالخطية وخسروا هذه الخيرات لفساد قلوبهم ولكن الرب وعدهم بقلوب جديدة وحلول الروح القدس (انظر حزقيال ٣٦: ٢٥ – ٢٧ ورومية ١١: ٢٦).

٢٨ – ٣٢ «٢٨ وَيَكُونُ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً. ٢٩ وَعَلَى ٱلْعَبِيدِ أَيْضاً وَعَلَى ٱلإِمَاءِ أَسْكُبُ رُوحِي فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ ٣٠ وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلأَرْضِ، دَماً وَنَاراً وَأَعْمِدَةَ دُخَانٍ. ٣١ تَتَحَوَّلُ ٱلشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَٱلْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ ٱلرَّبِّ ٱلْعَظِيمُ ٱلْمَخُوفُ. ٣٢ وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَنْجُو. لأَنَّهُ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَفِي أُورُشَلِيمَ تَكُونُ نَجَاةٌ. كَمَا قَالَ ٱلرَّبُّ. وَبَيْنَ ٱلْبَاقِينَ مَنْ يَدْعُوهُ ٱلرَّبُّ».

ع ٢٨ – ٣٢ وأعمال ٢: ١٧ – ٢١ إشعياء ٣٢: ١٥ و٤٤: ٣ وحزقيال ٣٩: ٢٩ إشعياء ٤٠: ٥ و٤٩: ٦ و١كورنثوس ١٢: ١٣ لوقا ٢١: ١١ و٢٥ و٢٦ وأعمال ٢: ١٩ ع ١٠ وص ٣: ١٥ وإشعياء ١٣: ٩ و١٠ و٣٤: ٤ ومتّى ٢٤: ٢٩ ومرقس ١٣: ٢٤ وأعمال ٢: ٢٠ (ص ٤: ١ في العبراني) صفنيا ١: ١٤ – ١٦ وملاخي ٤: ١ و٥ إرميا ٣٣: ٣ وأعمال ٢: ٢١ ورومية ١٠: ١٣ إشعياء ٤: ٢ وعوبديا ١٧

بَعْدَ ذٰلِكَ (انظر زكريا ١٣: ١ و٢) أي بعد الأمور المذكورة بهذه النبوة بعد نهاية العهد القديم تمت هذه النبوة يوم الخمسين كما قال بطرس الرسول (انظر أعمال ٢: ١٧) في العهد القديم سكب الله روحه على بعض الناس المدعوين لخدمة خصوصية كالأنبياء والقضاة والملوك وأما الوعد الجديد فهو أن الروح يحل على كل بشر الشيوخ والشباب حتى وعلى العبيد والإماء أيضاً فيمتلئون جميعاً من الروح القدس ويفهمون ما لم يقدر أن يفهمه شعب الله القديم ويعملون من الأعمال الصالحة ما لم يعمله القدماء. ولا حد للمواهب الروحية إلا الحدود التي نجعلها لأنفسنا بضعف إيماننا (انظر ١يوحنا ٢: ٢٧) ونرى في أيامنا أن بعض العظماء في الأعمال الروحية كانوا من أصل دني في الأمور العالمية.

وَأُعْطِي عَجَائِبَ (ع ٣٠) كتجسد المسيح وظهور النجم للمجوس وتسبيحة الملائكة في آذان الرعاة والعجائب الكثيرة التي عملها يسوع ورسله والظلمة وانشقاق حجاب الهيكل والزلزلة وقيامة بعض الأموات عند موت يسوع على الصليب وقيامة المسيح وتجديد القلوب وقيامة ملايين من موت الخطايا إلى الحياة الروحية (انظر ١كورنثوس ٦: ١١ وأفسس ٢: ١ – ١٠) والدم والنار وأعمدة الدخان وتحويل القمر إلى دم هي ألفاظ شعرية تشير إلى حروب ومصائب عظيمة كخراب أورشليم وسقوط المملكة الرومانية.

قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ ٱلرَّبِّ (ع ٣١) يوم الدينونة الأخيرة. والنبوة ليست بحلول الروح القدس يوم الخمسين فقط بل بأعمال الروح في قلوب المؤمنين وفي العالم كل الأيام وكل الآجال. وكذلك العجائب المذكورة ليست فقط ما حدث في زمان المسيح ورسله بل أيضاً أعمال الله العجيبة كلها. وكان يوم الخمسين بداية أعمال الروح العظيمة في كل بشر. وظن القدماء حتى الأنبياء والرسل أيضاً أن يوم الرب قريب.

فِي أُورُشَلِيمَ تَكُونُ نَجَاةٌ (ع ٣٢) ليس حرفياً لأن مدينة أورشليم سقطت مرات كثيرة بل أورشليم كناية عن الكنيسة الجامعة وأورشليم كمركز التبشير الأول والمكان الذي فيه كمل عمل الفداء بصلب يسوع. وليس الوعد من النبي بل «كما قال الرب».

وَبَيْنَ ٱلْبَاقِينَ أولاً الذين رجعوا من السبي وهم قليلون بالنسبة إلى جميع الشعب. وثانياً المختارون من اليهود والأمم وهم كثيرون وسيكثرون عند انتشار الإنجيل في كل ممالك العالم في الأجيال القادمة (انظر رؤيا ٧: ٩) ويوئيل وغيره من القدماء نظروا إلى الناجين من السبي أو إلى الأتقياء من اليهود دون اليهود غير المؤمنين.

مَنْ يَدْعُوهُ ٱلرَّبُّ اختار الله أناساً للحياة وجميع المختارين سيخلصون. وقيل سابقاً «إن كل من يدعو باسم الرب ينجو». أي الاختيار هو للرب وأما الإيمان فهو لنا. وعلى كل منا أن يؤمن ولا يرتاب في أمر الاختيار. ويجوز لنا أن نعظ كل إنسان ونبشره بالخلاص بالإيمان والمسيح يقبل كل من يُقبل إليه «مَنْ يَسْمَعْ فَلْيَقُلْ: تَعَالَ. وَمَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ. وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ حَيَاةٍ مَجَّاناً» (رؤيا ٢٢: ١٧).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى