تيموثاوس الثانية

الرسالة الثانية إلى تيموثاوس | 04 | الكنز الجليل

الكنز الجليل في تفسير الإنجيل

شرح الرسالة الثانية إلى تيموثاوس

للدكتور . وليم إدي

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

توصيات أخيرة لتيموثاوس ليكون أميناً في التبشير بالإنجيل وإتمام كل ما يجب عليه في خدمته في أثناء الضيقات المحيطة بها (ع ١ – ٥) وتوقُّع بولس قرب الأجل (ع ٦ – ٨). وبيان رغبته في مبادرة تيموثاوس إليه وأسباب ذلك وبعض التوصيات الخاصة (ع ٩ – ١٥). ونبأ وقوفه الأول أمام نيرون وترك رفقائه له وأن ذلك علة طلب قدومه إليه (ع ١٦ – ١٩) ختم الرسالة بالتحيات والبركة (ع ١٩ – ٢٢).

إيصاء تيموثاوس بالأمانة ع ١ إلى ٥

١ «أَنَا أُنَاشِدُكَ إِذاً أَمَامَ ٱللّٰهِ وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ ٱلأَحْيَاءَ وَٱلأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ»

١تيموثاوس ٥: ٢١ و٦: ١٣ وص ٢: ١٤ وأعمال ١٠: ٤٢

أَنَا أُنَاشِدُكَ (١تيموثاوس ٥: ٢١). قال هذا تمهيداً لكلماته الأخيرة وتنبيهاً على أن ما سيقوله ذو شأن.

أَمَامَ ٱللّٰهِ وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ كان الآب والابن شاهدان عليه بأنه أوصاه ومصدقان لذلك. وجاء مثل هذا تثبيتاً للأمر في (تثنية ٤: ٢٦ ومرقس ٤: ٧ وأعمال ١٩: ١٣).

ٱلْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ ٱلأَحْيَاءَ وَٱلأَمْوَاتَ فهو يطالب تيموثاوس بالقيام بما أوصاه به بولس. وانتظار دينونة الله من أعظم الأسباب الحاملة عبيد الله على أن لا يفتروا في إتمام واجباتهم وأن لا يخشوا المصائب والأخطار المحيطة بهم.

عِنْدَ ظُهُورِهِ ثانية يوم يأتي ليدين العالم كما قيل في (متّى ١٦: ٢٧ و١تسالونيكي ٤: ١٦ و١٧ و٢تسالونيكي ٢: ٨ و١تيموثاوس ٦: ١٤ و٢تيموثاوس ١: ١٠ وتيطس ٢: ١٣).

وَمَلَكُوتِهِ ظهر المسيح أولاً في هيئة عبد وسيظهر أيضاً في هيئة ملك مظهراً مجد ملكوته وعظمته ويغير حينئذ الأحياء ويقيم الموتى لكي يعترف من في السماوات وعلى الأرض بأنه ملك ورب ويتم قول يوحنا الرسول «حَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي ٱلسَّمَاءِ قَائِلَةً: قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ ٱلْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا ١١: ١٥ انظر تفسير رومية ١٤: ١١ وفيلبي ٢: ١٠). إن المسيح يملك الآن ولكن ملكوته روحي لا يراه البشر (لوقا ٢٢: ١٨ و٣٠ ورؤيا ١: ٧ و١١: ١٥ و١٩: ٦) ذهب بعض المفسرين أن عبارة الأصل أحد الأقوال «الصادقة الأمينة» التي ذُكرت في هذه الرسالة.

ولا شيء في تلك العبارة يستلزم أن المسيح مزمع أن يقيم مملكة أرضية هنا كمملكة داود وسليمان.

٢ «ٱكْرِزْ بِٱلْكَلِمَةِ. ٱعْكُفْ عَلَى ذٰلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، ٱنْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ».

١تيموثاوس ٥: ٢٠ وتيطس ١: ١٣ و٢: ١٥ و١تيموثاوس ٤: ١٣

ٱكْرِزْ بِٱلْكَلِمَةِ أي بالإنجيل. هذا هو عمله الخاص مدة حياته.

ٱعْكُفْ عَلَى ذٰلِكَ أي اقبل عليه مواظباً إياه.

فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ لم تحصر كرازته في وقت معين أو مكان خاص بل كان عليه أن يغتنم كل فرصة للمناداة بالإنجيل في الكنيسة وفي البيت عند أسرّة المرضى وموائد الأصحاء في أزمنة الأمن وفي أزمنة الخطر حيث يرحب الناس بتعليمه وحين يرفضونه مشابهاً للنهر الذي تجري مياهه صافية شربها الناس أم لم يشربوها. وهذا يسهل على من قلبه مملوء حباً للمسيح ولنفوس الهالكين وهو يخاف من الله الديّان العادل أكثر مما يخاف من الناس.

وَبِّخِ (ص ٣: ١٦) أي برهن للناس صحة الإنجيل واحتياجهم إليه.

ٱنْتَهِرْ المذنبين. وأمثال هذا ما في (متّى ٨: ٢٦ و١٢: ١٦ و١٦: ٢٢ ولوقا ٤: ٣٥ و٣٩ و١٧: ١٣ و١٨: ١٥ ويهوذا ٩). وغاية هذا الانتهار أن يبيّن للخاطئ النتائج الهائلة من استمراره على إثمه. ويغلب أن انتهار الخطأة لا ينفعهم شيئاً إلا إذا كان المنتهر محباً وضمير المنتَهَر يشهد بحق الانتهار. وقد تكون غاية الانتهار منع الصالحين من الاقتداء بالأشرار.

عِظْ (انظر تفسير رومية ١٢: ٨).

بِكُلِّ أَنَاةٍ على المقاومين عند المقاومة.

وَتَعْلِيمٍ أي واظب على التعليم بالصبر لكي يُدرك من تعلّمهم المعنى ويسروا به ويعملوا بموجبه.

٣ «لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ ٱلتَّعْلِيمَ ٱلصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ ٱلْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَـهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ».

ص ٣: ١ و١تيموثاوس ١: ١٠ وص ٣: ٦

في هذا حثّ له على اغتنام الوقت الحاضر لإفادة الناس.

سَيَكُونُ وَقْتٌ هو الوقت المذكور في (ص ٣: ١ و١تيموثاوس ٤: ١) وقد ابتدأ ذلك الوقت في عصره.

لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ ٱلتَّعْلِيمَ ٱلصَّحِيحَ هذا كلام على المدعين أنهم مؤمنون كما يتضح من القرينة لأن الكنيسة كالشبكة المطروحة في البحر تجمع الأخيار والأشرار. وعلة أنهم «لا يحتملون التعليم الصحيح» وهو تعليم الإنجيل لأنهم يكرهونه وهو ليس بحجة على أن يمتنع تيموثاوس من المناداة به.

بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ ٱلْخَاصَّةِ هذا علة كرههم تعليم الرسول وتعليم تيموثاوس وغيره لأنه توبيخ لهم على سيرتهم الرديئة ودعوة لهم إلى إماتة الشهوات.

يَجْمَعُونَ لَـهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ فضّلوهم على معلمي التعليم الصحيح. أرادوا أن يتمتعوا برجاء الخلاص الموعود به في الإنجيل بدون أن يكلفوا أنفسهم السيرة الطاهرة وإنكار النفس الذي يطلبه الإنجيل فطلبوا معلمين يعدونهم بأفراح السماء وأعرضوا عن طلب القيام بشروط نيلها. أحبوا أن يسمعوا تعاليم جديدة في الدين وقصصاً ملفقة تلذّ للسامعين ولا توجب عليهم السيرة الأدبية.

٤ «فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى ٱلْخُرَافَاتِ».

١تيموثاوس ١: ٤ و٤: ٧ وتيطس ١: ١٤

فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ أي يأبون أن يسمعوا التوبيخ على خطاياهم والوعيد بالعقاب.

وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى ٱلْخُرَافَاتِ الخرافات الأحاديث المستملحة الباطلة وما يرفضه العقل السليم. فإن أولئك الضالين اتخذوها بدلاً من حقائق الإنجيل العظيمة الأبدية. وأشار إلى تلك «الخرافات» في (١تيموثاوس ١: ٤).

٥ « وَأَمَّا أَنْتَ فَٱصْحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. ٱحْتَمِلِ ٱلْمَشَقَّاتِ. ٱعْمَلْ عَمَلَ ٱلْمُبَشِّرِ. تَمِّمْ خِدْمَتَكَ».

ص ١: ٨ و٢: ٣ وأعمال ٢١: ٨ وأفسس ٤: ١١ ورومية ١٥: ١٩ وكولوسي ١: ٢٥ و٤: ١٧

وَأَمَّا أَنْتَ فخالف لأولئك.

فَٱصْحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ أي انتبه واغتنم كل فرصة للشهادة للحق والمحاماة عنه ومقاومة الضلال والخطيئة (متّى ٢٥: ١٣ و١كورنثوس ١٦: ٢٣).

ٱحْتَمِلِ ٱلْمَشَقَّاتِ (ارجع إلى تفسير ص ١: ٨ و٢: ٣).

ٱعْمَلْ عَمَلَ ٱلْمُبَشِّرِ أي قم بعمل كل ما يجب على المنادي بالإنجيل والمعلم بحقائقه (انظر تفسير أعمال ٢١: ٨ وأفسس ٤: ١١).

تَمِّمْ خِدْمَتَكَ أي لا تترك شيئاً من واجبات خدمة الإنجيل. فيجب أن يكون المبشر مثالاً لكل من يأتي بعده. وكان على تيموثاوس فوق ما كان على غيره من المبشرين الواجبات من جهة كونه نائباً عن بولس مدة غيابه فكان له سلطة الرسول وعليه مسؤوليته.

توقُّع بولس قرب أجله ع ٦ إلى ٨

٦ «فَإِنِّي أَنَا ٱلآنَ أُسْكَبُ سَكِيباً، وَوَقْتُ ٱنْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ».

فيلبي ٢: ١٧ وفيلبي ١: ٢٣ و٢بطرس ١: ١٤

ذكر الرسول في هذه الآية ما أوجب عليه فرط الاجتهاد في القيام بما يجب عليه وهو انطلاقه من هذا العالم وترك كل مسؤولية العمل التي كانت عليه على تيموثاوس فحثّه بذلك على السلوك في خطواته وتوقع المجازاة التي هو على وشك الحصول عليها.

أُسْكَبُ سَكِيبا فرض قبل ذلك إمكان سكب دمه بقوله «إِنْ كُنْتُ أَنْسَكِبُ أَيْضاً عَلَى ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ» (فيلبي ٢: ١٧) وذكر هنا تيقنه حدوثه. وأشار بهذا إلى ما اعتاده الوثنيون في هياكلهم من سكب الخمر والزيت على رأس البهيمة التي يريدون ذبحها وإحراقها أو إلى ما اعتاده كهنة اليهود من سكب الخمر ورش الملح على ما يقربنوه من القرابين (عدد ١٥: ١ – ١٠). فإنه تيقن قرب موته شهيداً في سبيل الحق وشبّه نفسه بذبيحة الهيكل. وأبان بهذا التشبيه أن الموت ليس بعلة هول له بل أنه رائحة قربان جيدة وإن كان موت إهانة وألم.

وَوَقْتُ ٱنْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ شبّه موته قبلاً «بانسكاب» ثم شبّهه هنا «بحل الرباط» الذي يمكن السفينة بالشاطئ أو رفع المرساة التي تثبتها في مكانها للشروع في السفر إلى مرفإ السلام الأبدي.

٧ «قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلإِيمَانَ».

١كورنثوس ٩: ٢٤ و٢٥ وفيلبي ٣: ١٤ و١تيموثاوس ٦: ١٢ وعبرانيين ١٢: ١

قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ أي جهاد الإيمان سرّ بولس بأن يشبّه خدمته للمسيح بجهاد المجتهد في الملاعب اليونانية المشهورة وأن يشبّه نفسه بالمصارع أو الملاكم وأراد بذلك جهاده في الماضي والحاضر.

أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ كجار في الميدان كما أبان في (١كورنثوس ٩: ٢٦ وانظر أيضاً عبرانيين ١٢: ١ و٢) وما سبق من قوله «لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَٱلْخِدْمَةَ ٱلَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ» (أعمال ٢٠: ٢٣) تفسير لقوله هنا.

حَفِظْتُ ٱلإِيمَانَ أي حرست كنز الإنجيل بالأمانة بلا نقص ولا تغيير (١تيموثاوس ٦: ٢٠ وفيلبي ٣: ١٣ و١٤).

٨ «وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ، ٱلَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلرَّبُّ ٱلدَّيَّانُ ٱلْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضاً».

١كورنثوس ٩: ٢٥ ويعقوب ١: ١٢ و١بطرس ٥: ٤ ورؤيا ٢: ١٠ وص ١: ١٢

وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ نظر الرسول إلى مجازاته بعد الموت. وكان هذا «الإكليل» ثواب الجهاد الذي جاهده (ع ٧) والسعي الذي أكمله. وهو الإكليل الذي وُعد به الأبرار واستحقوا أن يتكللوا به. وقال «قد وُضع لي» لأنه عُيّن له وحُفظ حتى أنه ليس في خطر الفقدان (كولوسي ١: ٥ و١بطرس ١: ٤).

فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أي يوم الدين يوم يأتي المسيح ليتمجد بقديسيه.

ٱلرَّبُّ ٱلدَّيَّانُ ٱلْعَادِلُ انتظر الموت بحكم نيرون الظالم وانتظر إكليل النصر من يد المسيح الذي جاهد في خدمته تحت مراقبته.

وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضاً زاد هذا تنشيطاً لتيموثاوس وغيره من أمثاله ممن جاهدوا للإيمان وتوقعوا مجيء المسيح ثانية بشوق ورجاء وأكد لهم أنهم يشاركونه في المسرة والثواب. وأراد «بظهوره» إتيانه في المجد (١تيموثاوس ٦: ١٤ وتيطس ٢: ١٣).

رغبة الرسول في سرعة مجيء تيموثاوس إليه وأسباب ذلك ع ٩ إلى ١٥

٩ «بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعاً».

توقّع الرسول قرب موته ومع ذلك رأى أنه يمكن أن يبقى في السجن مقيداً منفرداً أياماً وأشهراً فطلب إلى تيموثاوس أن يجيء إليه سريعاً فأبان بذلك محبته له ورغبته في مشاهدته وأظهر سابقاً مثل هذه الرغبة (ص ١: ٤ و٨) لكنه ذكر هنا سبباً لم يذكره هناك وهو ترك أكثر أصحابه إياه. ولعله نظر إلى إحساس تيموثاوس ورغبته في أن يراه قبل وفاته وأن يسمع منه النصائح الأخيرة وكلمات الوداع ولذلك سمح له أن يترك عمله في أفسس. والمسيح أظهر مثل هذه الرغبة باجتماع مع أصدقائه قبل موته (متّى ٢٦: ٣٨).

١٠ «لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ ٱلْحَاضِرَ وَذَهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي، وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ، وَتِيطُسَ إِلَى دَلْمَاطِيَّةَ».

كولوسي ٤: ١٤ وفليمون ٢٤ و١يوحنا ٢: ١٥

لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي هذا من أسباب طلب مجيء تيموثاوس سريعاً. وديماس كان رفيق بولس في التبشير وكان معه مدة سجنه الأول وشارك لوقا في إرسال السلام إلى أهل كولوسي (كولوسي ٤: ١٤) وإلى فليمون (فليمون ٢٤).

إِذْ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ ٱلْحَاضِرَ ذكر بولس أن هذا علة ترك ديماس إياه. سجن بولس الثاني كان أقسى من سجنه الأول وكان الخطر فيه على رفقائه أكثر من الخطر عليهم في الأول فآثر ديماس راحة بيته وأمته على تعريض نفسه للمشقات والخطر والموت مع بولس فلم يكن له رجاء كاف للحياة الأبدية يقدره على أن يغلب حب العالم الحاضر. وفي كلام بولس ما يدل على أنه أسف على فراقه وذهابه إلى تسالونيكي وظن بعضهم أنها كانت وطنه. والكلام على تسالونيكي في مقدمة الرسالة إليها (مجلد ٥ صفحة ١١٤).

وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ هذا الرجل أحد رفقاء بولس أو مساعديه ولم يُذكر في غير هذا الموضع من العهد الجديد. والكلام على غلاطية في مقدمة الرسالة إليها (مجلد ٤ صفحة ٣٨١).

وَتِيطُسَ إِلَى دَلْمَاطِيَّةَ وهذا أيضاً أحد رفقاء بولس وكان أميناً مكرماً محبوباً وإليه كتب بولس الرسالة التي تلي هذه. و «دلماطية» جزء من بلاد الليركيون وهي من جملة البلاد التي بشر بولس فيها (رومية ١٥: ١٩) وهو على الشمال الغربي من مكدونية على الشاطئ الشرقي من بحر أدريا وهو خليج البندقية. والأرجح أن بولس أرسله إلى هنالك ليبشر بالإنجيل ويفتقد الكنائس التي أسسها. ولعله لم يعرف ما يأتي عليه من الضيق يوم أرسله إلى تلك الأرض. وكان إتيان تيموثاوس إليه من أفسس أسهل من إتيان تيطس إليه من دلماطية.

١١ «لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ».

كولوسي ٤: ١٤ وص ١: ١٥ وأعمال ١٢: ٢٥ و١٥: ٣٧ وكولوسي ٤: ١٠ وفليمون ٢٤

لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي هذا هو كاتب البشارة الثالثة وأعمال الرسل والكلام عليه في مجلد ٢ صفحة ٣ وهو طبيب بولس ورفيقه في كثير من أسفاره وخدمته (انظر تفسير أعمال ١٦: ١٠). ورافق بولس في سفره بحراً إلى رومية كما يتضح من نبإ هذا السفر في سفر الأعمال وكان معه وهو مسجون هناك (كولوسي ٤: ١٤).

خُذْ مَرْقُسَ الخ هو يوحنا مرقس (أعمال ١٥: ٣٧) كاتب البشارة الثانية ابن أخت برنابا رافق بولس وبرنابا في أول سفرهما الأول للتبشير لكنه تركهما في بمفيلية وكان تركه لهما علة أن بولس لم يثق به وقتاً (أعمال ١٥: ٣٨). ولكن ما قيل هنا دليل على أنه واثق به بعد ذلك كل الثقة وصادقه ويؤيد ذلك أنه كان مع بولس يوم سُجن أولاً في رومية (كولوسي ٤: ١٠ وفليمون ٢٤).

لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ لم يذكر نوع الخدمة والأرجح أنها الخدمة في الأمور الشخصية الزمنية والأمور العامة الروحية.

١٢ «أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ».

أعمال ٢٠: ٤ وأفسس ٦: ٢١ وكولوسي ٤: ٧ وتيطس ٣: ١٢

تِيخِيكُسُ هو عامل مع بولس وذُكر في (أعمال ٢٠: ٥ وتيطس ٣: ١٢) وكان بولس في سجنه الأول في رومية (كولوسي ٤: ٧ وأفسس ٦: ٢١).

أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ الأرجح أنه أرسله ليقوم مقام تيموثاوس في التبشير ليستطيع تيموثاوس أن يذهب إلى رومية.

١٣ «اَلرِّدَاءَ ٱلَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُوَاسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَٱلْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا ٱلرُّقُوقَ».

اَلرِّدَاءَ ٱلَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُوَاسَ ذكر لوقا أن بولس كان في ترواس (أعمال ٢٠: ٦) قبل سجنه الأول ولكن إذ كان ذلك قبل كتابة هذه الرسالة بما يزيد على ست سنين فيبعد عن التصديق أنه لم يسأل في كل تلك المدة ما هو ضروري لصحته وراحته فيكون ما ذُكر من الأدلة على أنه زار ترواس غير الزيارة المذكورة في سفر الأعمال وكان ذلك بين سجنه الأول وسجنه الثاني. ولعله زارها هذه الزيارة في الصيف فترك الرداء هناك لعدم حاجته إليه. ويحتمل أنه ذهب من ترواس بسرعة ولخطر فجائي فترك كل ما له فيها. ويرجح أنه حين طلب الرداء كان في السجن برد ورطوبة وهو مريض طاعن في السن. ولا منافاة بين طلبه الرداء وتوقعه قرب أجله لأنه لم يتحقق موته حالاً. والكلام على ترواس في تفسير (أعمال ١٦: ٨).

عِنْدَ كَارْبُسَ لم يُذكر كاربس في غير هذا الموضع والقرينة تدل على أنه كان من أصدقائه.

وَٱلْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا ٱلرُّقُوقَ المرجّح أن الكتب كانت من ورق الحلفاء وأن الرقوق ما نُظف ودُبر من جلود الغنم. وفضّلها على الورق لصلاحها لأثمن الأقوال بسبب بقائها. كان بولس من العلماء فمن الطبع أنه كان يحب الكتب دينية وعلمية فلا عجب من أن يحملها في أسفاره للمطالعة كل ما أمكنته الأحوال وأن يشتاق إليها وهو منفرد في السجن.

ظن بعضهم أنه طلب الرقوق لكي يثبت حقوقه السياسية وأنه روماني والأرجح أنها كانت من أسفار العهد القديم وظن آخرون أنها ما كتبه من تفسير الكتب المقدسة الناشئ عن تأملاته ومطالعاته.

١٤ «إِسْكَنْدَرُ ٱلنَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ ٱلرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ».

أعمال ١٩: ٣٣ و١تيموثاوس ١: ٢٠ و٢صموئيل ٣: ٣٩ ومزمور ٢٨: ٤ ورؤيا ١٨: ٦

إِسْكَنْدَرُ ٱلنَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً ظن بعضهم أنه هو المذكور في (١تيموثاوس ١: ٢٠ وأعمال ١٩: ٣٣). والمرجّح أنه أراد بالشرور الضرر الذي ضره إياه في أفسس بمقاومته لتعليمه وببث الضلال. ولعله أضره في رومية برفع شكاية كاذبة عليه إما بلفظه وإما بكتابته.

لِيُجَازِهِ ٱلرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ قال بولس هذا غيرة على الإنجيل الذي قاومه اسكندر وعلى اسم المسيح الذي أهانه لا رغبة في الانتقام. ويحتمل الأصل اليوناني أن العبارة خبر نبوءة لا طلب.

١٥ «فَٱحْتَفِظْ مِنْهُ أَنْتَ أَيْضاً لأَنَّهُ قَاوَمَ أَقْوَالَنَا جِدّاً».

فَٱحْتَفِظْ مِنْهُ هذا دليل على أن اسكندر لم يزل في أفسس فأراد بولس أن يحترس تيموثاوس منه ما دام هو في تلك المدينة.

لأَنَّهُ قَاوَمَ أَقْوَالَنَا جِدّاً أتى ذلك إما بمنع تبشير بولس في أفسس وإما بمنع تبرئته أمام نيرون يوم أُتهم بالخيانة قولاً وفعلاً كما فعل ترتلس أمام فيلكس (أعمال ٢٤: ٥).

وقوفه الأول أمام نيرون ع ١٦ إلى ١٨

١٦ «فِي ٱحْتِجَاجِي ٱلأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ ٱلْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ».

ص ١: ١٥ أعمال ٧: ٦

فِي ٱحْتِجَاجِي ٱلأَوَّلِ في رومية أمام الأمبراطور يوم حامى بولس عن نفسه ولم يكن له من وكيل.

ٱلْجَمِيعُ تَرَكُونِي احترق جزء كبير من رومية سنة ٦٤ ب. م فنيرون الأمبراطور بغية أن يدفع عن نفسه ظن الناس أنه هو الذي أحرقه أتهم المسيحيين بذلك فنشأ عنه اضطهاد شديد لهم قتل به كثيرون منهم كما شهد به تاسيطوس المؤرخ الروماني. والمرجّح أن بولس كان من جملة المتهمين بذلك فقُبض عليه وسُجن باعتبار كونه من رؤساء النصرانية. فكان كل من تظاهر حينئذ بمصادقة بولس أو بالمحاماة عنه يعرّض نفسه لأشد الخطر فلا عجب أن بعض المدعين أنهم تلاميذ المسيح تركوه كما ترك المسيح تلاميذه يوم محاكمته (متّى ٢٦: ٦٥) على وفق ما أنبأ المسيح به (يوحنا ١٦: ٣٢). إن بعض أصدقائه كان غائباً عند كتابة هذه الرسالة ولا بد من أنه كان حينئذ في رومية كثيرون (ممن ذكروا في فيلبي ١: ١٣ و١٤) يقدرون أن يساعدوه لولا الخوف.

لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ في هذا تصريح بأنهم خطئوا إلى الله بتركهم عبده في وقت الخطر. فطلب أن الله يغفر لهم لأن تركهم إياه كان نتيجة ضعفهم وخوفهم ولم يكن بغية إضراره.

١٧ «وَلٰكِنَّ ٱلرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي ٱلْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ ٱلأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ ٱلأَسَدِ».

متّى ١٠: ٢٩ وأعمال ٢٣: ١١ و٢٧: ٢٣ وأعمال ٩: ١٥ و٢٧: ١٧ و١٨ وأفسس ٣: ٨ ومزمور ٢٢: ٢١ و٢بطرس ٢: ٩

لٰكِنَّ ٱلرَّبَّ وَقَفَ مَعِي هذا على وفق قول المسيح وهو في مثل ذلك «أَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ ٱلآبَ مَعِي» (يوحنا ١٦: ٣٢) وعلى تمام الوعد في (متّى ١٠: ١٩ و٢٠).

وَقَوَّانِي أي شجعني على التكلم ووهب لي الحكمة فيه وهذا كقوله «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي يُقَوِّينِي» (فيلبي ٤: ١٣). فالمساعدة التي توقعها من الناس الأصدقاء لم يحصل عليها لكنه حصل على أكثر ما توقع من الصديق الأزلي.

لِكَيْ تُتَمَّ بِي ٱلْكِرَازَةُ لا ريب في أن بولس اغتنم في محاماته عن نفسه أمام نيرون فرصة التبشير بالإنجيل كما فعل قبلاً أمام أغريباس وفستوس واعتبر تلك الفرصة أحسن فرص خدمته لأنه نادى بها أمام الأمبراطور بأن المسيح الذي صُلب وقام من الأموات هو مخلص العالم من أمم ويهود. والمسيح قواه على تأدية تلك الشهادة بجراءة وقوة.

وَيَسْمَعَ جَمِيعُ ٱلأُمَمِ كان قضاة مجلس نيرون من الأمم ولا ريب في أنه كان أكثر السامعين منهم لأن رومية التي هي محل المحاكمة كانت مركز العالم يومئذ فكان الأمم يأتونها من كل الجهات والأقاصي. كان بولس مشتاقاً منذ سنين كثيرة أن يبشر في رومية (رومية ١: ١٠ و١٥) فأجاب الله صلواته في الوقت المناسب ولم يكن له في حياته مثل تلك الفرصة للمناداة للأمم بالإنجيل.

فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ ٱلأَسَدِ ذهب بعضهم أنه عنى بالأسد نيرون وأراد أن نيرون لم يحكم عليه بالموت حالاً. وذهب بعضهم أن الكلام مجاز حقيقته شديد الخطر وأن الله أبقاه حياً لكي يشهد هذه الشهادة في المجلس الروماني ويكتب هذه الرسالة إلى تيموثاوس وبواسطته إلى الكنيسة كلها. وما يثبت أن كلامه مجاز أنه أتى مثله في نبإ خطره في أفسس بقوله «إِنْ كُنْتُ كَإِنْسَانٍ قَدْ حَارَبْتُ وُحُوشاً فِي أَفَسُسَ» (١كورنثوس ١٥: ٣٢).

١٨ «وَسَيُنْقِذُنِي ٱلرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. ٱلَّذِي لَهُ ٱلْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ ٱلدُّهُورِ. آمِينَ».

مزمور ١٢١: ٧ ورومية ١١: ٣٦ وغلاطية ١: ٥ وعبرانيين ١٣: ٢١

سَيُنْقِذُنِي ٱلرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ رَدِيءٍ اختباره معونة الله في الماضي حقق له معونته في المستقبل. ولم يقل سينقذني من الموت لأنه كان متوقعاً قرب الأجل فمعناه أن الله يقيه من كل ما يمنعه من أن يكون مثمراً إلى آخر أنفاس حياته.

وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ أي ينقذني بالموت عينه من التعب والألم ويهب لي الابتهاج بأن أكون مع المسيح حسب اشتياقي إليه (فيلبي ١: ٢٣).

ٱلَّذِي لَهُ ٱلْمَجْدُ أي للمسيح الذي أحبه ولم يتركه. وهذا التسبيح كالتسبيح في (رومية ٩: ٥ وعبرانيين ١٣: ٢١).

تحيات ودعاء ع ١٩ إلى ٢٢

١٩ «سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ».

أعمال ١٨: ٢ و رومية ١٦: ٣ و٢تيموثاوس ١: ١٦

سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ (انظر تفسر أعمال ١٨: ١ وتفسير رومية ١٦: ٣ وتفسير ١كورنثوس ١٦: ١٩).

وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ (راجع تفسير ص ١: ١٦ – ١٨) والمرجّح أن أنيسيفورس كان غائباً يومئذ عن أفسس.

٢٠ «أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً».

أعمال ١٩: ٢٢ ورومية ١٦: ٢٣ وأعمال ٢٠: ٤ و٢١: ٢٩

أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ ذُكر اثنان بهذا الاسم أحدهما في (أعمال ١٩: ٢٢) وهو أحد أعضاء كنيسة أفسس أرسله بولس من أفسس إلى مكدونية لينادي فيها بالإنجيل. والآخر في (رومية ١٦: ٢٣) وقيل أنه خازن المدينة أي كورنثوس. والمرجّح أنه هذا هو المراد هنا فإنه كان رفيق بولس في سفره حتى وصل إلى وطنه وبقي هناك. وقد سبق الكلام على مدينة كورنثوس في مقدمة الرسالة إليها (مجلد ٤ صفحة ١).

وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ هو من متنصري الأمم رافق بولس في سفره الثاني للتبشير بالإنجيل وكان مع بولس في أورشليم. واتهم اليهود بولس بأنه نجّس الهيكل بأن أدخل تروفيمس إليه وكان ذلك علة القبض عليه وسجنه في قيصرية سنتين وإرساله إلى رومية وسجنه هنالك أول مرة.

فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً المرجّح أن هذا الترك حدث بعد نهاية سجن بولس الأول في رومية سنة ٦٣ ب. م وقرب وقت سجنه الثاني فيها سنة ٦٧ ب. م. وذكر علة بقائه في ميليتس لئلا يُلام على عدم مرافقته الرسول إلى رومية.

كانت ميليتس فرضة أفسس وسبق الكلام عليها في تفسير (أعمال ٢٠: ١٥).

٢١ «بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ ٱلشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفِدِيَّةُ وَٱلإِخْوَةُ جَمِيعاً».

ع ٩

بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ ٱلشِّتَاءِ وإلا صعب عليك السفر أو حدث ما يمنعك منه من البرد والمطر أو أموت قبل أن تصل إليّ. وهذا يدل على أنه كتب هذه الرسالة قرب الشتاء.

يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفِدِيَّةُ لا نعرف شيئاً من أمر هؤلاء سوى ما ذُكر هنا. وإرسالهم السلام إلى تيموثاوس يدل على أنهم ممن بقوا أمناء لبولس حين تركه بعض أصدقائه (ع ١٦).

٢٢ «اَلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ مَعَ رُوحِكَ. اَلنِّعْمَةُ مَعَكُمْ. آمِينَ».

غلاطية ٦: ١٨ وفليمون ٢٥

هذا الدعاء الختامي يفرق قليلاً عن البركة الرسولية التي ختم بها أكثر رسائله لكنه يشتمل على كل البركات التي يحتاج تيموثاوس إليها.

السابق
زر الذهاب إلى الأعلى