تيموثاوس الأولى

الرسالة الأولى إلى تيموثاوس | المقدمة | الكنز الجليل

الكنز الجليل في تفسير الإنجيل

شرح الرسالة الأولى إلى تيموثاوس

للدكتور . وليم إدي

ذُكر الداعي إلى كتابة هذه الرسالة في أولها وهو أن بولس وكَلَ العناية بالكنيسة إلى تيموثاوس وهو يتوقع الرجوع إليه سريعاً ولكنه خيفة أن يُعاق أكثر مما توقع كتب هذه الرسالة في ما رآه ضرورياً أن ينبئه به مدة غيابه (١تيموثاوس ٣: ١٤ و١٥). وغايته منها تنشيط تيموثاوس وتعليمه إياه واجباته. ومعظم هذا التعليم أمران: الأول إبطال البدع المضلة التي دخلت كنيسة أفسس وأخذت تنتشر فيها واهتم الرسول بها كثيراً. والثاني ما يتعلق بسياسة الكنيسة من جهة تعيين رعاتها وشمامستها واختيار الأرامل اللواتي يُوزع عليهن صدقات الكنيسة وتأديب المجرمين في الكنيسة. ولا ريب في أن الروح القدس ألهم بولس أن يكتب هذه الرسالة لكي تنفع كل الرعاة في شأن تعليم الرعايا وسياستها.

مقدمة

مقدمة في رسائل بولس الخاصة (أو الراعوية)

مقدمة هذه الرسالة وفيها أربعة فصول

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ

مقدمة

تفتقر خزانة الأدب المسيحي إلى مجموعة كاملة من التفاسير لكتب العهدين القديم والجديد. ومن المؤسف حقاً أنه لا توجد حالياً في أية مكتبة مسيحية في شرقنا العربي مجموعة تفسير كاملة لأجزاء الكتاب المقدس. وبالرغم من أن دور النشر المسيحية المختلفة قد أضافت لخزانة الأدب المسيحي عدداً لا بأس به من المؤلفات الدينية التي تمتاز بعمق البحث والاستقصاء والدراسة، إلا أن أياً من هذه الدور لم تقدم مجموعة كاملة من التفاسير، الأمر الذي دفع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بالإسراع لإعادة طبع كتب المجموعة المعروفة باسم: «كتاب السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم» للقس وليم مارش، والمجموعة المعروفة باسم «الكنز الجليل في تفسير الإنجيل» وهي مجموعة تفاسير كتب العهد الجديد للعلامة الدكتور وليم إدي.

ورغم اقتناعنا بأن هاتين المجموعتين كتبتا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا أن جودة المادة ودقة البحث واتساع الفكر والآراء السديدة المتضمنة فيهما كانت من أكبر الدوافع المقنعة لإعادة طبعهما.

هذا وقد تكرّم سينودس سوريا ولبنان الإنجيلي مشكوراً – وهو صاحب حقوق الطبع – بالسماح لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى بإعادة طبع هاتين المجموعتين حتى يكون تفسير الكتاب في متناول يد كل باحث ودارس.

ورب الكنيسة نسأل أن يجعل من هاتين المجموعتين نوراً ونبراساً يهدي الطريق إلى معرفة ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة».

القس ألبرت استيرو           

الأمين العام

لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى

مقدمة في رسائل بولس الخاصة (أو الراعوية)

وفيها ثلاثة فصول

الفصل الأول: في ما تمتاز به هذه الرسائل عن سائر رسائل بولس الرسول

كتب هذا الرسول رسالتين إلى تيموثاوس ورسالة إلى تيطس تمتاز عن سائر رسائله بكونه غير موجهة إلى كنائس معيّنة بل إلى أفراد معينين موضوعها واجباتهم الراعوية.

ومن هذه الرسائل الخاصة غير الثلاث المذكورة رسالة مختصرة أرسلها إلى فليمون وهما تلميذاه وصديقاه ومعيناه في عمل الإنجيل على رعاية كنيسة أفسس وكنيسة كريت أبان فيها الرقة الأبوية على الذين خاطبهما وغيرته عليهما واهتمامه بنفعهما للكنيستين اللتين خدماهما في الروحيات والجسديات. وفي هذه الرسائل إشارات إلى مبادئ التلعيم المسيحي العظمى ولكن التعليم فيها عملي أكثر من كونه علمياً. وفيها تحذيرات ووصايا مفيدة لكل المؤمنين لكن الرسول لم يقصد أنها تُقرأ في الكنائس جهاراً كما قصد من غيرهما من الرسائل كما يظهر من أمره في الرسالة إلى أهل كولوسي (كولوسي ٤: ١٦).

وهذه الرسائل تكشف لنا أعماق عواطف قلب الرسول في آخر مدة حياته وهو تحت أثقال اضطهادات وهموم كثيرة وتظهر غيرته الشديدة لتوسيع ملكوت المسيح وحمايته من كل أعدائه وأنه كان يتوقع أن تدخل الكنيسة تعاليم مضلّة وخصومات وانشقاقات وأن وفاته قريبة.

الفصل الثاني: في كاتب هذه الرسائل

الأدلة على كون بولس كتب هذه الرسائل كثيرة واضحة كغيرها من رسائله وصدقت الكنيسة ذلك نحو تسعة عشر قرناً. ومن تلك الأدلة ما اقتبسه منها لاهوتيو الكنيسة الأولى ومؤرخوها ونسبوه بصوت واحد إلى بولس. ومنها موافقة ما ذُكر فيها لما ذكره لوقا في سفر أعمال الرسل. ومنها موافقتها لسائر رسائل بولس المشهورة في أسلوب الإنشاء على أنه استعمل فيها بعض الألفاظ التي لم يستعملها في رسائله إلى الكنائس وذلك مما يُنتظر بالنظر إلى الحرية والبساطة في الرسائل إلى الأصدقاء الأخصاء وذلك لا محل له في الرسائل النظامية إلى الكنائس. ونرى فيها إشارات إلى أن في الكنيسة بدعاً ومبتدعين لم يُذكروا في غيرها وأن فيها انتظاماً لم يشر إليه قبلاً. وأنه قد عُيّن فيها شماسات من أرامل وغيرها مما لم يُذكر قبلاً في رسائله. وهذه المميزات تدل على أن تلك الرسائل كُتبت بعد الرسائل إلى الكنائس بمدة ليست بقصيرة.

الفصل الثالث: في زمان كتابتها

يصعب أن نعيّن زماناً لكتابة هذه الرسائل يوافق ما كتبه لوقا من تاريخ حياة بولس إذا فرضنا أنها كُتبت قبل سجنه الأول في رومية أو في أثنائه وهو الزمان الذي كُتبت فيه بقية الرسائل وهو بين سنة ٥٤ وسنة ٦٣ ب. م. ولكن الأدلة قوية على أنه كتب رسالتين منها بعد إطلاقه من سجنه الأول سنة ٦٣ إجابة للدعوى التي رفعها إلى قيصر (أعمال ٢٥: ١١). وكتب الثالثة وهي الرسالة الثانية إلى تيموثاوس في أثناء سجنه الثاني الوجيز الذي انتهى بوفاته شهيداً. فيكون زمن كتابة أثنتين منها بين سنة ٦٣ وسنة ٦٥ ب. م. وزمن كتابة الأخرى سنة ٦٨. وقد أتينا ببعض أدلة إطلاقه من سجنه الأول في تفسير أعمال الرسل. ونزيد على ذلك أنه أبان في أول سجنه أنه متوقع قرب إطلاقه ورجوعه إلى خدمة الكنائس (فيلبي ١: ٢٥ و٢٦ و٢: ٢٤ وفليمون ٢٢). وأنه أبان في سجنه الثاني توقعه قرب موته شهيداً وصرّح بأن أكثر أصدقائه تركوه عند وقوفه للمحاكمة (٢تيموثاوس ٤: ١٦).

كتب إلى تيموثاوس أن يأتيه بالرداء والرقوق التي تركها في ترواس وأنه ترك تروفيمس في مليتس مريضاً (٢تيموثاوس ٤: ١٣). وهذا يقتضي أنه زار ترواس ومليتس زيارة أخرى غير المذكورة في سفر الأعمال لأن الزيارة التي ذكرها لوقا كانت قبل هذه بست سنين (أعمال ٢٠: ٦ و١٦). وكان تيموثاوس يومئذ معه وقد التقى به بعد ذلك فلا حاجة إلى الأنباء بما حدث حينئذ في مليتس فإنه كان معه عند وصوله إلى أورشليم وقت هيجان اليهود عليه (أعمال ٢١: ١٩).

ولا يمكننا أن نفهم قوله لتيطس «تركتك في كريت» (تيطس ١: ٥) إذا فرضنا أنه لم يُسجن سوى مرة ولا قوله لتيموثاوس «طَلَبْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَمْكُثَ فِي أَفَسُسَ، إِذْ كُنْتُ أَنَا ذَاهِباً إِلَى مَكِدُونِيَّةَ» (١تيموثاوس ١: ٣) لأنه لا يمكن أن يكون قد تركه هنالك لكي يذهب إلى مكدونية قبل سجنه الأول وسجن ديمتريوس (أعمال ٢٠: ١) لأنه كان وقتئذ قد أرسله أمامه إلى مكدونية (أعمال ١٩: ٢٢) قاصداً أن يمر بمكدونية وأخائية ويذهب من هنالك إلى أورشليم ثم إلى رومية (أعمال ١٩: ٢٢). والذي يمنع أنه كتب ما في (١تيموثاوس ١: ٣) وهو في مكدونية بعد سجن ديمتريوس كون تيموثاوس كان معه يومئذ (٢كورنثوس ١: ١) وقوله لتيموثاوس «هٰذَا أَكْتُبُهُ إِلَيْكَ رَاجِياً أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَنْ قَرِيبٍ» (١تيموثاوس ٣: ١٤). وقوله «طَلَبْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَمْكُثَ فِي أَفَسُسَ» (١تيموثاوس ١: ٣). لا يوافقان قوله قبل سجنه الأول أنه مزمع أن يذهب إلى أورشليم ثم إلى رومية (أعمال ١٩: ٢١) ما لم يكن قد كتب تلك الرسالة بعد سجنه الأول.

ومؤرخا الكنيسة الأولى وهما يوسيبيوس واكليمندس قالا في بولس ما يدل على إطلاقه من سجنه الأول وسفره إلى إسبانيا للتبشير بالإنجيل كما أبان هو أنه قصد ذلك (رومية ١٥: ٢٨) وما كتبه يوحنا فم الذهب واكليمندس يدل على أن ذلك كان رأي الكنيسة بعد ثلاث مئة سنة من وفاة بولس. فالمرجح أن بولس كتب رسالته الأولى إلى تيموثاوس ورسالته إلى تيطس في مدة جولانه للتبشير بعد سجنه الأول وأنه كتب رسالته الثانية إلى تيموثاوس في سجنه الثاني قبل وفاته شهيداً بوقت وجيز.

مقدمة هذه الرسالة وفيها أربعة فصول

الفصل الأول: في من أُرسلت إليه هذه الرسالة

الذي أرسلت إليه هذه الرسالة هو تيموثاوس كما يفيد عنوانها. وأول ذكر لهذا الشخص في الآية الأولى من الأصحاح السادس عشر من سفر الأعمال. ومولده مدينة دربة أو لسترة من كورة ليكأونية والأرجح أنه لسترة. وكان أبوه من الأمم ولأنه لم يُذكر اسمه في الإنجيل رُجح أنه مات وابنه صغير فلم تربه إلا أمه أفنيكي وجدّته لوئيس وهما يهوديتان تقيتان. والذي يدل على كون أبيه ليس بدخيل أنه ترك ابنه بلا ختان. والذي يدل على أنه لم يكن متعبداً في الوثنية الاسم الذي سمى ابنه إياه أي تيموثاوس ومعناه «متقي الله» ولم يسمه اسم أحد آلهته الوثنية. والذي يثبت أن أمه وجدّته كانت تقيتان أنهما علمتاه الأسفار المقدسة العبرانية (٢تيموثاوس ١: ٥). والأرجح أنهما كانتا مؤمنتين بأن يسوع هو المسيح (أعمال ١٦: ١) وان تيموثاوس تنصر في زيارة بولس الأولى مع برنابا نحو سنة ٤٦ ب. م (أعمال ص ١٤ و٢تيموثاوس ١: ٥ و٣: ١٥). وحين ذهب بولس ثانية إلى لسترة مع سيلا في سنة ٥١ ب. م اتخذ تيموثاوس لما رأى فيه من الإيمان والغيرة الروحية (١تيموثاوس ١: ١٨) وسمعه من شهادة الإخوة بتقواه (أعمال ١٦: ٢) رفيقاً بدلاً من مرقس الذي تركه خوفاً من مصائب السفر وأخطاره. وختنه لكي يأخذه معه إلى مجامع اليهود وبيوتهم في كل موضع يذهب إليه ولكي يساعده على العمل بينهم لا لأن الختان ضروري للخلاص. ورُسم خادماً للإنجيل بوضع أيادي بولس وأيادي المشيخة (١تيموثاوس ٤: ١٤ و٢تيموثاوس ١: ٦) ولا نعلم متى كان ذلك من مدة خدمته. ومنذ ابتداء مرافقته لبولس إلى آخر حياة هذا الرسول كان شريكه في أتعابه ونوازله. ومدة ذلك لا تنقص عن ست عشرة سنة. وذكر أنه كان معه في مكدونية وكورنثوس (أعمال ١٧: ١٤ و١تسالونيكي ١: ١) وأفسس (أعمال ١٨: ٢٢ و١٩: ١ و٢٢) وأنه أرسله من أفسس إلى كورنثوس نائباً عنه (١كورنثوس ٤: ١٧ و١٦: ١٠). وأنه كان معه في مكدونية حين كتب رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس (٢كورنثوس ١: ١) وفي كورنثوس حين كتب رسالته إلى كنيسة رومية (رومية ١٦: ٢١). وأنه كان ممن سبقوا بولس إلى ترواس أنه رافقه في كل الطريق (أعمال ٢٠: ٣ و٤) وأنه كان مع بولس مدة سجنه في رومية لأنه كان معه حين كتب رسالة كولوسي ورسالة فيلبي والرسالة إلى فليمون (كولوسي ١: ١ وفيلبي ١: ١٠ وفليمون ١) ولكن لا نعلم أرافقه في سفره بحراً أم لحقه بعد ذلك. وأن بولس بعد إطلاقه من سجنه الأول في رومية سنة ٦٣ تركه في أفسس ليرعى كنيستها (١تيموثاوس ١: ٣) وذلك في نحو سنة ٦٤. ووصله وهو يخدم هنالك الرسالتان المعنونتان باسمه. وقيل في رسالة العبرانيين أنه كان مسجوناً ثم أُطلق (عبرانيين ١٣: ٢٣). وآخر ما ذُكر من أمره أن بولس سأله وهو في رومية أن يأتي إليه بسرعة. وهذا كل ما علمناه يقيناً من نبإ هذا الجندي الأمين ليسوع المسيح والرفيق العزيز لبولس الرسول.

جدول حوادث تاريخ تيموثاوس

الحوادث الأمبراطور المعاصر ب.م
– أول التقائه ببولس وهو ولد في لسترة في بيت أفنيكي ولوئيس كلوديوس ٤٥ أو٤٦
– مرافقته لبولس للتبشير واختتانه كلوديوس ٥١
– سفره مع بولس إلى مكدونية كلوديوس ٥٢
– كونه مع بولس في كورنثوس كلوديوس ٥٣
– كونه مع بولس في أفسس نيرون ٥٤-٥٦
– كونه مع بولس في كورنثوس حين كتب رسالته إلى رومية نيرون ٥٧
– مرافقته لبولس في سفره من كورنثوس إلى آسيا نيرون ٥٨
– كونه مع بولس في رومية وقت سجنه نيرون ٦٢ و٦٣
– ترك بولس إياه في أفسس نائباً عنه نيرون ٦٤
– وصول الرسالتين من بولس إليه نيرون ٦٥ و٦٦
– ذهابه إلى بولس وهو في رومية على ما يُرجّح نيرون ٦٧

الفصل الثاني: في زمان كتابة هذه الرسالة ومكانها

لا نعلم يقيناً متى كُتبت هذه الرسالة ولا أين كُتبت ولكن المرجح أنها كُتبت سنة ٦٥ أو ٦٦ ب. م. وبولس مارّ في مكدونية بعد زيارته أفسس (١تيموثاوس ١: ٣) ولا يمكن أن تكون تلك الزيارة المذكورة في (أعمال ٢٠: ١) لأن تيموثاوس لم يُترك يومئذ هناك بل رافق الرسول في سفره. ولم يقصد بولس الرجوع إلى أفسس كما قصد ذلك حين كتب الرسالة (١تيموثاوس ٣: ١٤) لأنه كان حينئذ متجهاً إلى أورشليم وأنبأ مشائخ كنيسة أفسس أنه لا يتوقع مشاهدتهم بعد.

الفصل الثالث: في الداعي إلى كتابة هذه الرسالة

ذُكر الداعي إلى كتابة هذه الرسالة في أولها وهو أن بولس وكَلَ العناية بالكنيسة إلى تيموثاوس وهو يتوقع الرجوع إليه سريعاً ولكنه خيفة أن يُعاق أكثر مما توقع كتب هذه الرسالة في ما رآه ضرورياً أن ينبئه به مدة غيابه (١تيموثاوس ٣: ١٤ و١٥). وغايته منها تنشيط تيموثاوس وتعليمه إياه واجباته. ومعظم هذا التعليم أمران: الأول إبطال البدع المضلة التي دخلت كنيسة أفسس وأخذت تنتشر فيها واهتم الرسول بها كثيراً. والثاني ما يتعلق بسياسة الكنيسة من جهة تعيين رعاتها وشمامستها واختيار الأرامل اللواتي يُوزع عليهن صدقات الكنيسة وتأديب المجرمين في الكنيسة. ولا ريب في أن الروح القدس ألهم بولس أن يكتب هذه الرسالة لكي تنفع كل الرعاة في شأن تعليم الرعايا وسياستها.

الفصل الرابع: في مضمون هذه الرسالة

  • ليس لهذه الرسالة نظام حلقات السلسلة كنظام الرسالة إلى رومية والرسالة إلى أفسس فإن الرسول كتب أفكاره حسبما صدرت من ذهنه فنصح تيموثاوس نصح والد لولده. ولعل الطريق الحسنى لبيان مضمونها أن تقسم إلى ستة أقسام على وفق عدد أصحاحاتها. فمضمون الأصحاح الأول التسليم الرسولي وتذكير بولس غاية تركه إياه في أفسس لكي ينقذ الكنيسة من المعلمين الكاذبين الذين قصدوا إفساد الكنيسة بأضاليلهم. وهذا حمله على أن يذكر نبأ نفسه بالاختصار بياناً للاختلاف بين تعليمهم وتعليمه من جهة الناموس.
  • ومضمون الأصحاح الثاني بيان واجبات المؤمنين في العبادة الجمهورية. فتكلم بالتفصيل على واجبات الرجال وواجبات النساء في ذلك.
  • ومضمون الأصحاح الثالث خَدَمُ الكنيسة من شيوخ وشمامسة وشماسات وما يجب عليهم من السجايا والأعمال.
  • ومضمون الأصحاح الرابع كلام في المعلمين المضلين وبيان الخطر من الفروض الفضولية المتعلقة بإماتة الجسد وإظهار أن أحسن تفنيد للتعليم الفاسد حسن سيرة تيموثاوس ورفقائه في خدمة الإنجيل.
  • ومضمون الأصحاح الخامس بيان ما يجب على الرعاة الروحيين من حسن المعاملة للرعيّة ولا سيما توزيع الإحسان على النساء المحتاجات اللواتي لا معين لهنّ. وتعليم خاص في أمر الأرامل الطاعنات في السن ونصائح في شأن انتخاب الشيوخ الذين هم رفقاؤه في التبشير والمرسومية.
  • ومضمون الأصحاح السادس بيان ما يجب على العبيد المؤمنين لسادتهم. وتوبيخ الذين علّموا التعاليم الضارة في هذا الأمر. والتحذير من الطمع وبيان أنه أصل شرور كثيرة. وختمه كلامه بتوصية تيموثاوس أن يجاهد جهاد الإيمان الحسن وأن يتذكر ما عُهد منه من التمثّل بالمسيح في الاعتراف الحسن للحق وانتظاره استعلان مجيء ربه المجيد. وانتهاء كلامه بالبركة الرسولية.
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى