صموئيل الثاني

سفر صموئيل الثاني | 23 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ وَٱلْعِشْرُونَ

١، ٢ «١ فَهٰذِهِ هِيَ كَلِمَاتُ دَاوُدَ ٱلأَخِيرَةُ: وَحْيُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى، وَوَحْيُ ٱلرَّجُلِ ٱلْقَائِمِ فِي ٱلْعُلاَ، مَسِيحِ إِلٰهِ يَعْقُوبَ، وَمُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ ٱلْحُلْوِ: ٢ رُوحُ ٱلرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي».

ص ٧: ٨ و٩ ومزمور ٧٨: ٧٠ و٧١ و١صموئيل ١٦: ١٢ و١٣ ومزمور ٨٩: ٢٠ متّى ٢٢: ٤٣ و٢بطرس ١: ٢١

كَلِمَاتُ دَاوُدَ ٱلأَخِيرَةُ وهي تستحق الاعتبار الخاص لأن فيها ثمر اختبار سنين كثيرة في أحوال مختلفة. فكان فقيراً وغنياً ومطروداً ومحبوباً ومحارباً ومرنماً وخاطئاً وتائباً وقديساً حسب قلب الرب.

وَحْيُ دَاوُدَ الكلام هنا كلام الله بفم داود (عدد ٢٤: ٣ و٤ وأمثال ٣٠: ١).

ٱلْقَائِمِ فِي ٱلْعُلاَ ارتقى داود من رعاية الغنم إلى رعاية شعب إسرائيل في الأمور السياسية والأمور الروحية.

إِلٰهِ يَعْقُوبَ أكثر استعمال الاسم إسرائيل هو للشعب وأما اسم يعقوب فليعقوب نفسه. والقول هنا يذكرنا بالمعاهدة بينه وبين الرب.

مُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ ٱلْحُلْوِ يشير إلى خدمة داود للشعب في الروحيات كما يشير اللقب مسيح إله يعقوب إلى خدمته السياسية. لم يذق اليهود فقط حلاوة مزامير داود بل شعب الله إجمالاً في كل جيل.

رُوحُ ٱلرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي عرف داود أنه تكلم بالوحي. والمسيح شهد له (متّى ٢٢: ٤٣). لاحظ هنا نظم الشعر العبراني فإن الصدر والعجز متقابلان يفسر الواحد الآخر كما نرى هنا.

١ وحي داود بن يسّى

٢ وحي الرجل القائم في العلى

١ مسيح إله يعقوب

٢ مرنم إسرائيل الحلو

١ روح الرب تكلم بي

٢ كلمته على لساني الخ

إن الشعر المنظوم على هذا النمط تسهل ترجمته إلى كل اللغات دون أن يخسر شيئاً من رونقه، بخلاف الشعر المقفى كالشعر العربي وغيره في اللغات الحديثة (اطلب شعر في قاموس الكتاب).

٣، ٤ «٣ قَالَ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ. إِلَيَّ تَكَلَّمَ صَخْرَةُ إِسْرَائِيلَ. إِذَا تَسَلَّطَ عَلَى ٱلنَّاسِ بَارٌّ يَتَسَلَّطُ بِخَوْفِ ٱللّٰهِ، ٤ وَكَنُورِ ٱلصَّبَاحِ إِذَا أَشْرَقَتِ ٱلشَّمْسُ. كَعُشْبٍ مِنَ ٱلأَرْضِ فِي صَبَاحٍ صَحْوٍ مُضِيءٍ بَعْدَ ٱلْمَطَرِ».

ص ٢٢: ٢ و٣ و٣٢ مزمور ٧٢: ١ – ٣ وإشعياء ١١: ١ – ٥ و٢أيام ١٩: ٧ و٩ قضاة ٥: ٢١ ومزمور ٧٢: ٦

يذكر الصفات الضرورية للملك منها أنه يتسلط بخوف الله فيتذكر دائماً أنه خادم لله وخاضع لأمره. ما أجمل العشب غبّ المطر إذا أشرقت عليه الشمس، هكذا الشعب الذي يتسلط عليهم ملك بخوف الله. والكلام هنا تتمة النبوة في (٧: ١٢ – ١٦) التي تمت جزئياً بسليمان وبعض ملوك يهوذا الصالحين وكلياً بالمسيح. وهاك بعض نبوات عن المسيح توافق كلام داود.

تَسَلَّطَ (ميخا ٥: ٢) «ٱلَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ».

بَارٌّ (إرميا ٢٣: ٥) «أُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرٍّ، فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ، وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي ٱلأَرْضِ».

بِخَوْفِ ٱللّٰهِ (إشعياء ١١: ٢) «وَيَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ ٱلرَّبِّ، رُوحُ ٱلْحِكْمَةِ… وَمَخَافَةِ ٱلرَّبِّ».

أَشْرَقَتِ ٱلشَّمْسُ (ملاخي ٤: ٣) «وَلَكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُتَّقُونَ ٱسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ ٱلْبِرِّ وَٱلشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا».

غبَّ (بَعْدَ) ٱلْمَطَرِ (مزمور ٧٢: ٦ و٧) «يَنْزِلُ مِثْلَ ٱلْمَطَرِ عَلَى ٱلْجُزَازِ، وَمِثْلَ ٱلْغُيُوثِ ٱلذَّارِفَةِ عَلَى ٱلأَرْضِ. يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ ٱلصِّدِّيقُ الخ».

٥ «أَلَيْسَ هٰكَذَا بَيْتِي عِنْدَ ٱللّٰهِ لأَنَّهُ وَضَعَ لِي عَهْداً أَبَدِيّاً مُتْقَناً فِي كُلِّ شَيْءٍ وَمَحْفُوظاً؟ أَفَلاَ يُثْبِتُ كُلَّ خَلاَصِي وَكُلَّ مَسَرَّتِي؟»

ص ٧: ١٢ ومزمور ٨٩: ٢٩ وإشعياء ٥٥: ٣

أَلَيْسَ هٰكَذَا بَيْتِي والبعض يترجمون «ليس هكذا بيتي… ولكنه وُضع الخ» أي ليس اتكاله على استحقاقه بل على وعد الله المذكور في (٧: ١٢ – ١٦) وكلام الله هذا عهد أبدي لأن الله لا يتغير ولا يُغير وعهده متقن في كل شيء أي ألفاظه واضحة لا تقبل الريب ومحفوظ أي له قيمة فائقة كأهم المعاهدات والصكوك والحجج.

٦، ٧ «٦ وَلٰكِنَّ بَنِي بَلِيَّعَالَ جَمِيعَهُمْ كَشَوْكٍ مَطْرُوحٍ لأَنَّهُمْ لاَ يُؤْخَذُونَ بِيَدٍ. ٧ وَٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَمَسُّهُمْ يَتَسَلَّحُ بِحَدِيدٍ وَعَصَا رُمْحٍ. فَيَحْتَرِقُونَ بِٱلنَّارِ فِي مَكَانِهِمْ».

متّى ١٣: ٤١ متّى ٣: ١٠ وعبرانيين ٦: ٨

وَلٰكِنَّ بَنِي بَلِيَّعَالَ (قضاة ١٩: ٢٢ وتفسيره) هلاك الأشرار ينتج بالضرورة من خلاص الأبرار. وهم كالشوك المطروح لعدم نفعهم. ولمضرتهم لا يؤخذون بيدٍ. فيتسلح بحديد من يمسهم. ولهلاكهم النهائي يحترقون بالنار في مكانهم أي لا يُجمعون إلى مخزن الرب ولا يُحفظون.

٨ «هٰذِهِ أَسْمَاءُ ٱلأَبْطَالِ ٱلَّذِينَ لِدَاوُدَ: يُشَيْبَ بَشَّبَثُ ٱلتَّحْكَمُونِيُّ رَئِيسُ ٱلثَّلاَثَةِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً».

١أيام ١١: ١١ – ٤٧

ٱلأَبْطَالِ ٱلَّذِينَ لِدَاوُدَ (انظر ١أيام ١١: ١١ – ٤٧) الذي منه نعلم أن هؤلاء الأبطال كانوا معه في السنين الأولى من ملكه، نرى اختلافاً في بعض الأسماء. وربما أن هذا البيان كان يتغير من وقت إلى آخر بالزيادة أو النقصان أو إنه كان للواحد في القديم أسماء مختلفة. ولا نتعجب من ذكر هؤلاء الأبطال مرتين في الكتاب المقدس لأن ذكرهم في هذه الأسفار أعظم جزاء لهم لأن الجنود اليوم يعتبرون ذكرهم في تقرير قائدهم جزاء أفضل من المال. انظر قول يسوع في مريم التي سكبت على رأسه الطيب الكثير الثمن (متّى ٢٦: ١٣) «حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهٰذَا ٱلإِنْجِيلِ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هٰذِهِ تِذْكَاراً لَهَا». ووجود هذه الأسماء يعلمنا أيضاً قيمة الناس إفرادياً عند الله لأنه يعرف كل إنسان باسمه ويحب كل إنسان بمفرده ويثيب كل إنسان على أعماله الصالحة. وأعظم رجاء للمؤمنين أن تُكتب أسماؤهم في سفر الحياة (لوقا ١٠: ٢٠).

يُشَيْبَ بَشَّبَثُ ٱلتَّحْكَمُونِيُّ هو من الذين جاءوا إلى داود إلى صقلغ (١أيام ١٢: ٦) وكان على الفرقة الأولى (١ايام ٢٧: ٢).

رَئِيسُ ٱلثَّلاَثَةِ المذكورين أولاً (ع ٨ – ١٢).

هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ وفي (١أيام ١١: ١١) ثلاث مئة. ومن التفاسير (١) إنه قتل ثلاث مئة ورجاله قتلوا خمس مئة. (٢) إنه قتل ثمان مئة وفي وقت آخر ثلاث مئة (٣) إنه وقع الناسخ في الغلط سهواً.

٩، ١٠ «٩ وَبَعْدَهُ أَلِعَازَارُ بْنُ دُودُو بْنِ أَخُوخِي أَحَدُ ٱلثَّلاَثَةِ ٱلأَبْطَالِ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَ دَاوُدَ حِينَمَا عَيَّرُوا ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَمَعُوا هُنَاكَ لِلْحَرْبِ وَصَعِدَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ. ١٠ أَمَّا هُوَ فَأَقَامَ وَضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى كَلَّتْ يَدُهُ، وَلَصِقَتْ يَدُهُ بِٱلسَّيْفِ، وَصَنَعَ ٱلرَّبُّ خَلاَصاً عَظِيماً فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَرَجَعَ ٱلشَّعْبُ وَرَاءَهُ لِلنَّهْبِ فَقَطْ».

١أيام ٢٧: ٤ ١أيام ٨: ٤ ١أيام ١١: ١٣ و١صموئيل ١١: ١٣ و١٩: ٥

ٱجْتَمَعُوا هُنَاكَ قيل في (١أيام ١١: ١٣) فسّ دميم وهي غربي أرض يهوذا بقرب أرض الفلسطينيين (١صموئيل ١٧: ١).

وَصَعِدَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ أي صعدوا ليحاربوا الفلسطينيين وأما العازار فأقام قدامهم وضرب الفلسطينيين وحده حتى كلّت يده ولصقت بالسيف أي إنه بعدما توقف القتال لم يقدر أن يفلت السيف دليلاً على شدة تعبه زماناً طويلاً والشعب تبعوه للنهب فقط.

١١، ١٢ «١١ وَبَعْدَهُ شَمَّةُ بْنُ أَجِي ٱلْهَرَارِيُّ. فَٱجْتَمَعَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ جَيْشاً وَكَانَتْ هُنَاكَ قِطْعَةُ حَقْلٍ مَمْلُوءةً عَدَساً، فَهَرَبَ ٱلشَّعْبُ مِنْ أَمَامِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. ١٢ فَوَقَفَ فِي وَسَطِ ٱلْقِطْعَةِ وَأَنْقَذَهَا، وَضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ فَصَنَعَ ٱلرَّبُّ خَلاَصاً عَظِيماً».

ع ٢٣ ع ١٠

وَبَعْدَهُ شَمَّةُ أظهر شجاعته إذ ثبت وحده بعدما كان الشعب قد هربوا. فكان مثل يشوع الذي قال لبني إسرائيل «ٱخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ ٱلْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ… وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ ٱلرَّبَّ» (يشوع ٢٤: ١٥). ومثل إيليا الذي ثبت في عبادة الرب ظاناً أنه ليس من مؤمن سواه في جميع إسرائيل.

١٣ – ١٧ «١٣ وَنَزَلَ ٱلثَّلاَثَةُ مِنَ ٱلثَّلاَثِينَ رَئِيساً وَأَتَوْا فِي ٱلْحَصَادِ إِلَى دَاوُدَ إِلَى مَغَارَةِ عَدُلاَّمَ، وَجَيْشُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ نَازِلٌ فِي وَادِي ٱلرَّفَائِيِّينَ. ١٤ وَكَانَ دَاوُدُ حِينَئِذٍ فِي ٱلْحِصْنِ، وَحَفَظَةُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ حِينَئِذٍ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. ١٥ فَتَأَوَّهَ دَاوُدُ وَقَالَ: مَنْ يَسْقِينِي مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ ٱلَّتِي عِنْدَ ٱلْبَابِ؟ ١٦ فَشَقَّ ٱلأَبْطَالُ ٱلثَّلاَثَةُ مَحَلَّةَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَٱسْتَقُوا مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ ٱلَّتِي عِنْدَ ٱلْبَابِ، وَحَمَلُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى دَاوُدَ، فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ بَلْ سَكَبَهُ لِلرَّبِّ ١٧ وَقَالَ: حَاشَا لِي يَا رَبُّ أَنْ أَفْعَلَ ذٰلِكَ. هٰذَا دَمُ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ خَاطَرُوا بِأَنْفُسِهِمْ. فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ. هٰذَا مَا فَعَلَهُ ٱلثَّلاَثَةُ ٱلأَبْطَالُ».

١صموئيل ٢٢: ١ ص ٥: ١٨ و١صموئيل ٢٢: ٤ و٥ تكوين ٣٥: ١٤ لاويين ١٧: ١٠

وَنَزَلَ ٱلثَّلاَثَةُ ليس الثلاثة المذكورون سابقاً بل أبيشاي وباناياهو وواحد غيرهما ليس مذكوراً هنا.

مَغَارَةِ عَدُلاَّمَ (١صموئيل ٢٢: ١) بقرب مدينة عدلام في غربي أرض يهوذا حيث اجتمع داود ورجاله حينما كان طريداً.

وَادِي ٱلرَّفَائِيِّينَ بين أورشليم وبيت لحم (٥: ١٨).

فِي ٱلْحِصْنِ َ (٥: ١٧) بقرب مغارة عدلام.

حَفَظَةُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّين هم الفلسطينيون الحالون في أرض إسرائيل (١صموئيل ١٣: ٢٣ و١٤: ١)

فَتَأَوَّهَ دَاوُدُ كانت أيام الحصاد فعطش من الحر الشديد وخطر بباله الماء البارد الذي كان يشربه وهو ولد في بيت لحم فتأوه أي تشكى وتوجع وقال من يسقني الخ. ولكنه لم يتصور أن ذلك من الأمور المستطاعة ولم يقصد إرسال عبيده إلى بيت لحم. ولكن الثلاثة من محبتهم الشديدة لقائدهم أرادوا أن يجلبوا له مهما طلب وليس كأس ماء بارد فقط ولو أدى هذا إلى حتفهم (يوحنا ١٥: ١٣).

وَحَمَلُوهُ تصوّر واحداً حاملاً جرة ماء بيديه وعن يمينه وعن يساره رفيقان يحميانه. وتصور عجب الفلسطينيين. ولا شك أن الماء البارد صار سخناً قبل وصوله إلى داود.

فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ ولو شرب كان استهان بالثلاثة كأن قيمة حياتهم كقيمة كأس ماء فقط فسكبه للرب لأن الرب وحده يستحق تقدمة كهذه. وكثيراً ما تصير الهدية الزهيدة القيمة ثمينة بسبب محبة من يقدمها.

١٨، ١٩ «١٨ وَأَبِيشَايُ أَخُو يُوآبَ ٱبْنِ صَرُويَةَ هُوَ رَئِيسُ ثَلاَثَةٍ. هٰذَا هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ، فَكَانَ لَهُ ٱسْمٌ بَيْنَ ٱلثَّلاَثَةِ. ١٩ أَلَمْ يُكْرَمْ عَلَى ٱلثَّلاَثَةِ فَكَانَ لَهُمْ رَئِيساً، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلأُوَلِ».

ص ١٠: ١٠ و١٤ و١٨: ٢ و١أيام ١١: ٢٠ و٢١

أَبِيشَايُ كان مع أخيه يوآب في حرب العمونيين (١٠: ١٠ و١٤) وفي حرب أبشالوم (١٨: ٢) وكان طبعه قاسياً حاداً (١صموئيل ٢٦: ٨ و٢صموئيل ١٦: ٩ و١٩: ٢١).

٢٠ – ٢٣ «٢٠ وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ، ٱبْنُ ذِي بَأْسٍ، كَثِيرُ ٱلأَفْعَالِ، مِنْ قَبْصِئِيلَ، هُوَ ٱلَّذِي ضَرَبَ أَسَدَيْ مُوآبَ، وَهُوَ ٱلَّذِي نَزَلَ وَضَرَبَ أَسَداً فِي وَسَطِ جُبٍّ يَوْمَ ٱلثَّلْجِ. ٢١ وَهُوَ ضَرَبَ رَجُلاً مِصْرِيّاً ذَا مَنْظَرٍ، وَكَانَ بِيَدِ ٱلْمِصْرِيِّ رُمْحٌ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ بِعَصاً وَخَطَفَ ٱلرُّمْحَ مِنْ يَدِ ٱلْمِصْرِيِّ وَقَتَلَهُ بِرُمْحِهِ. ٢٢ هٰذَا مَا فَعَلَهُ بَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ، فَكَانَ لَهُ ٱسْمٌ بَيْنَ ٱلثَّلاَثَةِ ٱلأَبْطَالِ، ٢٣ وَأُكْرِمَ عَلَى ٱلثَّلاَثِينَ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى ٱلثَّلاَثَةِ. فَجَعَلَهُ دَاوُدُ مِنْ أَصْحَابِ سِرِّهِ».

ص ٨: ١٨ و٢٠: ٣٢ ع ٢٠ ويشوع ١٥: ٢١

بَنَايَاهُو ابن يهوياداع الكاهن (١أيام ١٢: ٢٧ و٢٧: ٥) وغير يهوياداع الكاهن في زمان الملك يوآش. وكان بناياهو رئيس الجلادين والسعاة (٢٠: ٢٣) ورئيس الجيش الثالث (١أيام ٢٧: ٥ و٦) وكان مع سليمان حين تبوّئه العرش وصار رئيس الجيش بدل يوآب (١ملوك ١: ٨ و٢: ٣٥).

قَبْصِئِيلَ في جنوبي يهوذا على تخم أدوم (يشوع ١٥: ٢١).

أَسَدَيْ مُوآبَ أسدين حقيقيين أو رجلين جبارين كالأسود في وقتهما وشجاعتهما.

ضَرَبَ أَسَداً فِي وَسَطِ جُبٍّ كان الأسد قد جعل الجب عرّيسه يخرج منه ليقتل الناس والبهائم ولا أحد تجاسر على قتله فنزل بناياهو وقتله في الجب.

رَجُلاً مِصْرِيّاً ذَا مَنْظَرٍ قامته خمس أذرع ورمحه كنول النساجين (١أيام ١١: ٢٣) قتله برمحه كما قتل داود جليات بسيفه. ليست القوة للعصا ولا للرمح بل لمن يستعملهما. وأحياناً يكون الجبار جسماً ضعيف العقل.

مِنْ أَصْحَابِ سِرِّهِ من مشيريه (١صموئيل ٢٢: ١٤) وثالث هؤلاء الثلاثة ليس مذكوراً ولعله عماسا ولم يُذكر لأنه كان مع أبشالوم.

٢٤ – ٣٩ «٢٤ وَعَسَائِيلُ أَخُو يُوآبَ كَانَ مِنَ ٱلثَّلاَثِينَ، وَأَلْحَانَانُ بْنُ دُودُو مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ. ٢٥ وَشَمَّةُ ٱلْحَرُودِيُّ، وَأَلِيقَا ٱلْحَرُودِيُّ، ٢٦ وَحَالَصُ ٱلْفَلْطِيُّ، وَعِيرَا بْنُ عِقِّيشَ ٱلتَّقُوعِيُّ، ٢٧ وَأَبِيعَزَرُ ٱلْعَنَاثُوثِيُّ، وَمَبُونَايُ ٱلْحُوشَاتِيُّ، ٢٨ وَصَلْمُونُ ٱلأَخُوخِيُّ، وَمَهْرَايُ ٱلنَّطُوفَاتِيُّ، ٢٩ وَخَالَبُ بْنُ بَعْنَةَ ٱلنَّطُوفَاتِيُّ، وَإِتَّايُ بْنُ رِيبَايَ مِنْ جِبْعَةِ بَنِي بِنْيَامِينَ، ٣٠ وَبَنَايَا ٱلْفَرْعَتُونِيُّ، وَهِدَّايُ مِنْ أَوْدِيَةِ جَاعَشَ، ٣١ وَأَبُو عَلْبُونَ ٱلْعَرَبَاتِيُّ، وَعَزْمُوتُ ٱلْبَرْحُومِيُّ، ٣٢ وَأَلْيَحْبَا ٱلشَّعْلُبُونِيُّ وَمِنْ بَنِي يَاشَنَ: يُونَاثَانُ. ٣٣ وَشَمَّةُ ٱلْهَرَارِيُّ، وَأَخِيآمُ بْنُ شَارَارَ ٱلأَرَارِيُّ، ٣٤ وَأَلِيفَلَطُ بْنُ أَحَسْبَايَ ٱبْنُ ٱلْمَعْكِيِّ، وَأَلِيعَامُ بْنُ أَخِيتُوفَلَ ٱلْجِيلُونِيُّ، ٣٥ وَحَصْرَايُ ٱلْكَرْمَلِيُّ، وَفَعْرَايُ ٱلأَرَبِيُّ، ٣٦ وَيَجْآلُ بْنُ نَاثَانَ مِنْ صُوبَةَ، وَبَانِي ٱلْجَادِيُّ، ٣٧ وَصَالَقُ ٱلْعَمُّونِيُّ، وَنَحْرَايُ ٱلْبَئِيرُوتِيُّ (حَامِلُ سِلاَحِ يُوآبَ بْنِ صَرُويَةَ) ٣٨ وَعِيرَا ٱلْيَثْرِيُّ، وَجَارَبُ ٱلْيَثْرِيُّ، ٣٩ وَأُورِيَّا ٱلْحِثِّيُّ. ٱلْجَمِيعُ سَبْعَةٌ وَثَلاَثُونَ».

ص ٢: ١٨ و١أيام ٢٧: ٧ و١أيام ١١: ٢٧ قضاة ٧: ١ ص ١٤: ٢ يشوع ٢١: ١٨ و٢ملوك ٢٥: ٢٣ و١أيام ٢١: ٣٠ يشوع ١٨: ٢٨ قضاة ١٢: ١٣ و١٥ يشوع ٢٤: ٣٠ ص ٣: ١٦ يشوع ١٩: ٤٢ ع ١١ ص ١٠: ٦ و٨ و٢٠: ١٤ ص ١١: ٣ ص ١٥: ١٢ و١أيام ١١: ٣٧ يشوع ١٥: ٥٥ ص ٨: ٣ ص ٤: ٢ ص ٢٠: ٢٦ و١أيام ٢: ٥٣ ص ١١: ٣ و٦

من يريد زيادة المعرفة عن المذكورين فعليه بقاموس الكتاب.

ٱلْجَمِيعُ سَبْعَةٌ وَثَلاَثُونَ الثلاثة الأولون من الرتبة الأولى والثلاثة الثانون من الرتبة الثانية والثلاثة الآخرون من الرتبة الثالثة ويوآب الرئيس.

فوائد

  1. (ع ١) «كلمات داود الأخيرة». أيام الرجل الصالح الأخيرة أفضل أيامه (١) لأنه يكون له أصدقاء كثيرون (٢) لأنه يكون مستريح البال بعض الراحة من هموم العالم وأتعابه (٣) لأنه يكون له صبر وحكمة وغيرهما من الفضائل اكتسبها من اختباره الطويل (٤) لأنه يقدر أن ينظر إلى حياة الإنسان على الأرض بكمالها فلا يحزن كثيراً من مصائبها الوقتية ولا يفرح كثيراً بأفراحها الزائلة (٥) لأنه يرى السماء قريبة.
  2. «مسيح إله يعقوب». اعترف (١) بأنه خادم الله فعليه أول كل شيء أن يعرف مشيئته ويعملها (٢) بأنه خادم يعقوب أي شعب إسرائيل فعليه أن يحامي عنهم ويسوسهم بالعدل ويطلب راحتهم وتقدمهم الجسدي والروحي (٣) بأنه مسيح الله أي مدعو من الله وله مواهب وقوة خاصة من الله وبأن غاية الله في منحه إياها خدمة الشعب. فليس له أن يعيش لنفسه ويطلب مجد نفسه. كالمطر على العشب.
  3. «مرنم إسرائيل الحلو». للترنيم مكان في عبادة الله مع الصلاة والوعظ. ولنا في الكتاب المقدس أحسن ترنيمات لا سيما في سفر المزامير. والترنيمات (١) ترفع الأفكار إلى الله (٢) تفرّح وتعزّي وتنشط على العمل الصالح (٣) توحّد الشعب إذا كان الجميع يرنمون بصوت واحد وقلب واحد (٤) تُحفظ في الذاكرة (تثنية ٣١: ٢٨ – ٣٠).
  4. (ع ٢) «روح الرب تكلم بي». (١) روح الرب يجدد قلوبنا ويقدسها ويجعل فيها أفكاراً صالحة وعواطف طاهرة (٢) روح الرب يكلم الناس بواسطتنا فلا نخاف ولا نهتم ولا نسكت في وقت التكلم (٣) روح الرب يعمل فينا لكي نعمل أعمالاً صالحة.
  5. (ع ٨) «الأبطال الذين لداود». أبطال المسيح (١) هم من كل القبائل (يهوذا. بنيامين. جتّ. عمون) رجالاً ونساء، أغنياء وفقراء (٢) لهم أنواع من الخدمة كالتبشير والتعليم وخدمة المرضى والفقراء والخدمة البيتية (٣) لهم محبة فائقة للمسيح (٤) يثبتون في الضيقات والأخطار (٤) لهم أجر عظيم.
  6. (ع ١٦) «استقوا ماء». (١) لا شيء أقل قيمة من كأس ماء. (٢) لا شيء أثمن منها إذا عبّرت عن المحبة القلبية (٣) ما نقدمه للمحتاجين حباً للمسيح فهو للمسيح (مزمور ٢٥: ٤٠).
السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى