صموئيل الثاني

سفر صموئيل الثاني | 21 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ

١ – ٨ «١ وَكَانَ جُوعٌ فِي أَيَّامِ دَاوُدَ ثَلاَثَ سِنِينَ، سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ. فَطَلَبَ دَاوُدُ وَجْهَ ٱلرَّبِّ. فَقَالَ ٱلرَّبُّ: هُوَ لأَجْلِ شَاوُلَ وَلأَجْلِ بَيْتِ ٱلدِّمَاءِ، لأَنَّهُ قَتَلَ ٱلْجِبْعُونِيِّينَ. ٢ (وَٱلْجِبْعُونِيُّونَ لَيْسُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَلْ مِنْ بَقَايَا ٱلأَمُورِيِّينَ، وَقَدْ حَلَفَ لَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَطَلَبَ شَاوُلُ أَنْ يَقْتُلَهُمْ لأَجْلِ غَيْرَتِهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا) ٣ فَدَعَا ٱلْمَلِكُ ٱلْجِبْعُونِيِّينَ وَقَالَ لَهُمْ: مَاذَا أَفْعَلُ لَكُمْ وَبِمَاذَا أُكَفِّرُ فَتُبَارِكُوا نَصِيبَ ٱلرَّبِّ؟ ٤ فَقَالَ لَهُ ٱلْجِبْعُونِيُّونَ: لَيْسَ لَنَا فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ عِنْدَ شَاوُلَ وَلاَ عِنْدَ بَيْتِهِ، وَلَيْسَ لَنَا أَنْ نُمِيتَ أَحَداً فِي إِسْرَائِيلَ. فَقَالَ: مَهْمَا قُلْتُمْ أَفْعَلُهُ لَكُمْ. ٥ فَقَالُوا لِلْمَلِكِ: ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي أَفْنَانَا وَٱلَّذِي تَآمَرَ عَلَيْنَا لِيُبِيدَنَا لِكَيْ لاَ نُقِيمَ فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، ٦ فَلْنُعْطَ سَبْعَةَ رِجَالٍ مِنْ بَنِيهِ فَنَصْلِبَهُمْ لِلرَّبِّ فِي جِبْعَةِ شَاوُلَ مُخْتَارِ ٱلرَّبِّ. فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: أَنَا أُعْطِي. ٧ وَأَشْفَقَ ٱلْمَلِكُ عَلَى مَفِيبُوشَثَ بْنِ يُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ مِنْ أَجْلِ يَمِينِ ٱلرَّبِّ ٱلَّتِي بَيْنَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ. ٨ فَأَخَذَ ٱلْمَلِكُ ٱبْنَيْ رِصْفَةَ ٱبْنَةِ أَيَّةَ ٱللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُمَا لِشَاوُلَ: أَرْمُونِيَ وَمَفِيبُوشَثَ، وَبَنِي مِيكَالَ ٱبْنَةِ شَاوُلَ ٱلْخَمْسَةَ ٱلَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ ٱلْمَحُولِيِّ»

تكوين ١٢: ١٠ و٢٦: ١ و٤٢: ٥ عدد ٢٧: ٢١ يشوع ٩: ٣ و١٥ – ٢٠ خروج ٣٤: ١١ – ١٦ وتثنية ٧: ٢ و١صموئيل ٢٨: ٣ ص ٢٠: ١٩ و١صموئيل ٢٦: ١٩ عدد ٣٥: ٣١ و٣٢ ع ١ عدد ٢٥: ٤ و١صموئيل ١: ٢٤ ص ٤: ٤ و٩: ١٠ و١صموئيل ١٨: ٣ و٢٠: ١٢ – ١٧ و٢٣: ١٨ ص ٣: ٧ و١ملوك ١٩: ١٦

كَانَ جُوعٌ ليس من الضرورة أن هذا الجوع كان بعد الحوادث المذكورة في الأصحاح السابق. ويُظن أنه كان قبل فتنة أبشالوم (ص ١٥) وإن في قول شمعي البنياميني لداود «يا رجل الدماء» (١٦: ٧) إشارة إلى الرجال السبعة من بني شاول الذين سلمهم داود للجبعونيين ليقتلوهم. وذكر ما كان شاول عمله ودفن عظام شاول ويوناثان يلائم السنين الأولى من ملك داود. وأما ذكر مفيبوشث (ع ٧) فيدل على أن هذا الجوع كان بعد المذكور في (ص ٩). ومن أسباب الجوع قلة المطر أو عدمه (١ملوك ١٧: ١) والكتاب يعلمنا أن انحباس المطر من الرب وبسبب خطايا شعبه (لاويين ٢٦: ١٨ – ٢٠ و١ملوك ٨: ٣٥ و٣٦) ولذلك طلب داود وجه الرب أي وجّه صلاته إلى الرب ليعرف ما هي خطاياهم ليتوبوا عنها ويتركوها.

لأَجْلِ شَاوُلَ لماذا جوّع الله أناساً لم يكونوا من الذين حلفوا للجبعونيين في القديم ولا من الذين خالفوا الحلف في زمان شاول. والجواب على هذا الاعتراض (١) إن الشعب شعب واحد يموت أناس ويولد أناس وأما شعب إسرائيل فيبقى قرناً بعد قرن (٢) إن الملك نائب الشعب والشعب يعاقبون بسياسة الملك السيئة ويستفيدون من سياسته الصالحة (٣) ربما أن الشعب في أيام داود أخطأوا إلى الجبعونيين أو غيرهم فاستحقوا تأديب الرب بسبب خطاياهم فضلاً عن خطايا شاول.

ٱلْجِبْعُونِيِّينَ انظر ما قيل في جبعون في (٢: ١٢) وقتل شاول الجبعونيين ليس مذكوراً إلا هنا.

مِنْ بَقَايَا ٱلأَمُورِيِّينَ (ع ٢) كان الجبعونيين حوبيين (يشوع ١١: ١٩) وأموريين أيضاً والاسم الأخير يُطلق أحياناً على سكان الأرض الأولين بالإجمال. وكان الأموريون على نوع خاص الساكنين في الجبال منهم في الشرق ومنهم غربي الأردن. وحلف يشوع للجبعونيين مذكور في يشوع (ص ٩).

لأَجْلِ غَيْرَتِهِ كان لشاول غيرة ولكنها كانت عن جهل فإنه راعى وصية الرب بقتل الكنعانيين (تثنية ٢٠: ١٦ – ١٨) ولم يراع حلف يشوع لأهل جبعون. وكان يشوع والرؤساء مسؤولين وإن كان الجبعونيين قد خدعوهم.

بِمَاذَا أُكَفِّرُ (ع ٣) والمعنى الأصلي بماذا أغطّي خطايانا فلا تنظروا إليها ولا ينظر الله إليها فيما بعد.

فَتُبَارِكُوا نَصِيبَ ٱلرَّبِّ أي شعب إسرائيل. كان داود علم من الرب أن الجوع هو بسبب الجبعونيين فاستنتج أنه إذا أرضاهم وإن كانوا غرباء وثنيين يكون رضاهم بركة أي سبباً لبركة من الرب على إسرائيل.

لَيْسَ لَنَا فِضَّةٌ الخ كان التعويض المالي عن القتل مقبولاً عند بعض القدماء وهو مقبول اليوم عند بعض الشرقيين ولكنه ممنوع في شريعة الرب (عدد ٣٥: ٣١ و٣٢) لأنه يحط قيمة حياة الإنسان ويميّز بين الغني والفقير.

وَلَيْسَ لَنَا أَنْ نُمِيتَ أَحَداً فِي إِسْرَائِيلَ في قولهم إشارة إلى أنهم غرباء وليسوا من شعب إسرائيل فليس لهم أن يطلبوا قتل أحد بل ذلك من حقوق الملك. والعدد سبعة عدد مقدس (عدد ٢٣: ١ و٢٩) يلائم الغاية وهي ذبيحة للرب لتكفر عن خطيئة شاول.

نَصْلِبَهُمْ لِلرَّبِّ (ع ٦) ربما قتلوهم أولاً ثم صلبوا جثثهم أو علقوها (عدد ٢٥: ٤).

فِي جِبْعَةِ شَاوُلَ بما أن الخطيئة كانت خطيئة شاول كان من الموافق أن يكون هذا القصاص في مدينته.

مُخْتَارِ ٱلرَّبِّ أشاروا بذلك إلى أن الخطيئة كانت خطيئة الملك وهو مختار الرب أو مسيحه فاستوجبت عقاباً أعظم مما لو كانت خطيئة أحد الشعب فقط.

مَفِيبُوشَثَ بْنِ يُونَاثَانَ (ع ٧) أشفق عليه ليس من أجل أبيه يوناثان فقط بل من أجل يمين الرب التي بينهما أيضاً فلو سلّمه ليُقتل كان حنث بحلفه وأخطأ كما أخطأ شاول في مخالفته الحلف للجبعونيين.

رِصْفَةَ (ع ٨) كانت سرّية شاول (٣: ٧) ومفيبوشث ابنها غير مفيبوشث بن يوناثان.

وَبَنِي مِيكَالَ لا شك أن هذا الاسم غلط والصواب ميرب (١صموئيل ١٨: ١٩) كما ترى في نسختين من النسخ العبرانية القديمة. وتفسير اليهود أن ميرب امرأة عدرئيل ولدت الأولاد وأختها ميكال ربتهم.

٩ – ١٤ «٩ وَسَلَّمَهُمْ إِلَى يَدِ ٱلْجِبْعُونِيِّينَ فَصَلَبُوهُمْ عَلَى ٱلْجَبَلِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. فَسَقَطَ ٱلسَّبْعَةُ مَعاً وَقُتِلُوا فِي أَيَّامِ ٱلْحَصَادِ فِي أَوَّلِهَا فِي ٱبْتِدَاءِ حَصَادِ ٱلشَّعِيرِ. ١٠ فَأَخَذَتْ رِصْفَةُ ٱبْنَةُ أَيَّةَ مِسْحاً وَفَرَشَتْهُ لِنَفْسِهَا عَلَى ٱلصَّخْرِ مِنِ ٱبْتِدَاءِ ٱلْحَصَادِ حَتَّى ٱنْصَبَّ ٱلْمَاءُ عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، وَلَمْ تَدَعْ طُيُورَ ٱلسَّمَاءِ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ نَهَاراً وَلاَ حَيَوَانَاتِ ٱلْحَقْلِ لَيْلاً. ١١ فَأُخْبِرَ دَاوُدُ بِمَا فَعَلَتْ رِصْفَةُ ٱبْنَةُ أَيَّةَ سُرِّيَّةُ شَاوُلَ. ١٢ فَذَهَبَ دَاوُدُ وَأَخَذَ عِظَامَ شَاوُلَ وَعِظَامَ يُونَاثَانَ ٱبْنِهِ مِنْ أَهْلِ يَابِيشِ جِلْعَادَ ٱلَّذِينَ سَرِقُوهَا مِنْ شَارِعِ بَيْتِ شَانَ، حَيْثُ عَلَّقَهُمَا ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ يَوْمَ ضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ شَاوُلَ فِي جِلْبُوعَ. ١٣ فَأَصْعَدَ مِنْ هُنَاكَ عِظَامَ شَاوُلَ وَعِظَامَ يُونَاثَانَ ٱبْنِهِ، وَجَمَعُوا عِظَامَ ٱلْمَصْلُوبِينَ، ١٤ وَدَفَنُوا عِظَامَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ٱبْنِهِ فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ فِي صَيْلَعَ فِي قَبْرِ قَيْسَ أَبِيهِ، وَعَمِلُوا كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ ٱلْمَلِكُ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ ٱسْتَجَابَ ٱللّٰهُ مِنْ أَجْلِ ٱلأَرْضِ».

خروج ٩: ٣١ و٣٢ تثنية ٢١: ٢٣ و١صموئيل ١٧: ٤٤ و٤٦ و١صموئيل ٣١: ١١ – ١٣ يشوع ١٧: ١١ و١صموئيل ٣١: ١٠ و١صموئيل ٣١: ٤ يشوع ١٨: ٢٨ ص ٢٤: ٢٥ ويشوع ٧: ٢٦

ٱبْتِدَاءِ حَصَادِ ٱلشَّعِيرِ أي من شهر أيار إلى أيلول أو تشرين الأول حتى انصبّ الماء عليهم فكان المطر الغزير علامة من الرب أن الجوع قد انتهى والذبيحة قد قُبلت.

طُيُورَ ٱلسَّمَاءِ (ع ١٠) (انظر ١صموئيل ١٧: ٤٤ و٤٦). من أعظم المصائب الموت بلا دفن وتسليم الجثة للطيور والوحوش.

فَذَهَبَ دَاوُدُ وَأَخَذَ عِظَامَ شَاوُلَ (ع ١٢) وما حرّكه على ذلك هو ما فعلته رصفة.

مِنْ أَهْلِ يَابِيشِ جِلْعَادَ (انظر ١صموئيل ٣١: ١١ – ١٣ و٢صموئيل ٢: ٤ – ٧).

شَارِعِ بَيْتِ شَانَ في (١صموئيل ٣١: ١٠) سور بيت شان أي على السور وداخل المدينة عند الباب وعند الساحة أو الشارع وهو مكان المرور والاجتماع (٢أيام ٣٢: ٦ نحميا ٨: ١ و٣: ١٦). وبيت شان (١صموئيل ٣٠: ١٠) هي بيسان الحالية على بعد خمسة أميال غربي نهر الأردن.

فِي صَيْلَعَ فِي قَبْرِ قَيْسَ (ع ١٤) موقعها مجهول وهي من مدن بنيامين (يشوع ١٨: ٢٨). والمفهوم أنه دُفنت هنا بأمر داود عظام شاول ويوناثان وعظام المصلوبين أيضاً.

ٱسْتَجَابَ ٱللّٰهُ مِنْ أَجْلِ ٱلأَرْضِ قبل الذبيحة واستجاب للصلاة وأرسل المطر فانتهى الجوع (٢٤: ٢٥).

١٥ – ٢٢ «١٥ وَكَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ بَيْنَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَإِسْرَائِيلَ، فَٱنْحَدَرَ دَاوُدُ وَعَبِيدُهُ مَعَهُ وَحَارَبُوا ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَعْيَا دَاوُدُ. ١٦ وَيِشْبِي بَنُوبُ ٱلَّذِي مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا، وَوَزْنُ رُمْحِهِ ثَلاَثُ مِئَةِ شَاقِلِ نُحَاسٍ وَقَدْ تَقَلَّدَ جَدِيداً، ٱفْتَكَرَ أَنْ يَقْتُلَ دَاوُدَ. ١٧ فَأَنْجَدَهُ أَبِيشَايُ ٱبْنُ صَرُويَةَ فَضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. حِينَئِذٍ حَلَفَ رِجَالُ دَاوُدَ لَهُ قَائِلِينَ: لاَ تَخْرُجُ أَيْضاً مَعَنَا إِلَى ٱلْحَرْبِ، وَلاَ تُطْفِئُ سِرَاجَ إِسْرَائِيلَ. ١٨ ثُمَّ بَعْدَ ذٰلِكَ كَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. حِينَئِذٍ سَبْكَايُ ٱلْحُوشِيُّ قَتَلَ سَافَ ٱلَّذِي هُوَ مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا. ١٩ ثُمَّ كَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَأَلْحَانَانُ بْنُ يَعْرِي أُرَجِيمَ ٱلْبَيْتَلَحْمِيُّ قَتَلَ جُلْيَاتَ ٱلْجَتِّيَّ، وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ ٱلنَّسَّاجِينَ. ٢٠ وَكَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ فِي جَتَّ، وَكَانَ رَجُلٌ طَوِيلَ ٱلْقَامَةِ أَصَابِعُ كُلٍّ مِنْ يَدَيْهِ سِتٌّ، وَأَصَابِعُ كُلٍّ مِنْ رِجْلَيْهِ سِتٌّ (عَدَدُهَا أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ) وَهُوَ أَيْضاً وُلِدَ لِرَافَا. ٢١ وَلَمَّا عَيَّرَ إِسْرَائِيلَ ضَرَبَهُ يُونَاثَانُ بْنُ شَمْعَى أَخِي دَاوُدَ. ٢٢ هٰؤُلاَءِ ٱلأَرْبَعَةُ وُلِدُوا لِرَافَا فِي جَتَّ وَسَقَطُوا بِيَدِ دَاوُدَ وَبِيَدِ عَبِيدِهِ».

ص ٥: ١٧ – ٢٥ ع ١٨ – ٢٢ وعدد ١٣: ٢٢ و٢٨ ويشوع ١٥: ١٤ ص ٢٠: ٦ – ١٠ ص ١٨: ٣ ص ٢٢: ٢٩ و١ملوك ١١: ٣٦ و١أيام ٢٠: ٤ – ٨ و١أيام ١١: ٢٩ و٢٧: ١١ و١صموئيل ١٧: ٧ ع ١٦ و١٨ و١أيام ٢٠: ٨

لا علاقة لمضمون هذا الفصل بما سبقه. وفيه ذكر بعض جبابرة داود وأعمالهم المشهورة. وكلمة أيضاً في (ع ١٥) ترجع إلى قرينة مجهولة.

ٱنْحَدَرَ دَاوُدُ من جبال يهوذا إلى سهل الفلسطينيين.

أَوْلاَدِ رَافَا (ع ١٦) بالعبرانية هرافا أي الرافا بأل التعريف. يُظن أن هذه الكلمة ليست اسم علم بل اسم جنس ومعناه الجبار وبما أنه جبار مشهور ومن مدينة جت يظنون أنه جليات الذي قتله داود (١صموئيل ١٧) فكان أولاده الأربعة (ع ٢٢) جبابرة مثل أبيهم.

وَوَزْنُ رُمْحِهِ ثَلاَثُ مِئَةِ شَاقِلِ أي سنان رمحه ووزنه نصف وزن سنان رمح جليات (١صموئيل ١٧: ٧) أي نحو رطل ونصف أو أربعة كليوغرامات.

تَقَلَّدَ جَدِيداً يقدر بعضهم لفظة سيف أي أنه تقلد سيفاً جديداً. ويظن أن الكلمة «حدشه» العبرانية المترجمة بجديد هي اسم آلة أو نوع من السلاح.

ٱفْتَكَرَ أَنْ يَقْتُلَ دَاوُدَ لأنه لاحظ أنه قد أعيا (ع ١٥).

وَلاَ تُطْفِئُ سِرَاجَ إِسْرَائِيلَ (ع ١٧) وجود السراج في بيت يدل على وجود سكان فيه وإطفاؤه يدل على خلوه من السكان وخرابه. وكان داود سراج إسرائيل ورجاءهم فإذا سقط سقطت المملكة كلها. والظاهر أن هذه الحادثة كانت بعد ما صار ملكاً.

حَرْبٌ فِي جُوبَ (ع ١٨) موقعها مجهول وهي في (١أيام ٢٠: ٤) جازر. واسم الفلسطيني سفاي. وفي (ع ١٩) قيل أن ألحانان كان ابن يعري أرجيم البيتلحمي. وفي (١أيام ٢٠: ٥) أنه ياعور لحمي. وقيل هنا إنه قتل جليات. وقيل في (١أيام ٢٠: ٥) أنه قتل أخا جليات. ولا نقدر أن نوفق بين هذه الأقوال المختلفة. ولا يخفى أن النسخة الأصلية مفقودة وليس عندنا إلا نسخ قديمة وكان النساخ يجتهدون الاجتهاد الكلي في ضبط الكتابة. والأمر العجيب أنهم لم يغلطوا إلا نادراً جداً ولم يغلطوا في ما يمس التعليم أو جوهر التاريخ. وأكثر غلطاتهم في الأرقام وفي أسماء أناس مجهولين وأماكن مجهولة. ومن أمثلة ذلك نذكر بالاختصار ما يأتي:

في آخر ١٩ كلمة نساجين وهذه الكلمة بالعبرانية أرجيم والظاهر أن الناسخ عندنا وصل بالكتابة إلى الحانان بن يعري سطر فوقع نظره على كلمة أرجيم في السطر التالي فكتبها سهواً بعد كلمة يعري. وبالعبرانية في (ع ١٩) أربع كلمات مترجمة بيت لحمي. جليات. وفي (١أيام ٢٠: ٥) أربع كلمات مترجمة لحمي أخا جليات. والفرق بين القولين العبرانيين حرف واحد فقط. ولا نقدر نحكم أيهما الصواب. وإذا قلنا قتل جليات يكون جلياتاً آخر غير الذي قتله داود.

فوائد

  1. ع ١ «كان جوع» الجوع نوعان جسدي وروحي. والجوع الروحي هو الابتعاد عن الله مصدر كل خير. وكثيرون شباعى من جهة الجسد وجياع من جهة النفس وهم لا يدرون أنهم جياع.
  2. «طلب داود وجه الرب». الجوع حمله على الصلاة. ومن يشعر بجوعه الروحي يطلب وجه الرب. ومن يشعر بضعف في الكنيسة وعدم نجاح التعليم الديني وتأخر الحياة الروحية في المملكة عليه أن يلتجئ إلى الله بالصلاة. والله يمنح روحه القدوس للذين يطلبونه فيبكت الناس على الخطيئة ويُريهم الخدمة المطلوبة منهم.
  3. «هو لأجل شاول» كان على بني إسرائيل خطيئة لم يعرفوها فكانوا كالتائهين ليلاً لا يعرفون أنهم تائهين حتى تشرق عليهم الشمس. السهوات من يشعر بها. من الخطايا المستترة أبرئني.
  4. ع ١٦ «أولاد رافا» الجبابرة أنواع (١) الجبابرة الموهومون لأن بعض الناس يستصعبون إتمام الواجبات ويخافون من التجارب والضيقات ولكن هذه الصعوبات التي نخاف منها تزول عندما نتقدم إليها (٢) جبابرة الخطايا، الطمع ومحبة الذات والكسل والكبرياء وشرب المسكرات والقباحة والمقامرة والظلم. سقط الجبابرة عن يد داود وأيدي عبيده وجبابرتنا على اختلاف أنواعها تسقط عن يد ربنا يسوع المسيح وأيدي المؤمنين به.
  5. ع ١٧ «سراج إسرئيل» يسوع نور العالم (١) يضيء يسوع بواسطة المؤمنين به (متّى ٥: ١٦) فإذا أخطأنا فخطايانا أو تقصيرنا عن إتمام الواجبات هو كإطفاء النور (٢) إن كثيرين يقصدون إطفاء النور بالكفر ومنع مطالعة الكتاب المقدس وبالأعمال السيئة والتعليم الفاسد (٣) إن هذا النور للعالم كله من كل قبيلة ولسان. فإذا قد أطفأنا النور. وإذا انطفأ نور العالم يصير العالم كبيت خرب بلا سكان وبلا فرح وبلا محبة وبلا شيء من الخير.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى