صموئيل الثاني

سفر صموئيل الثاني | 17 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ

١ – ٤ «١ وَقَالَ أَخِيتُوفَلُ لأَبْشَالُومَ: دَعْنِي أَنْتَخِبُ ٱثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ وَأَقُومُ وَأَسْعَى وَرَاءَ دَاوُدَ هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ ٢ فَآتِيَ عَلَيْهِ وَهُوَ مُتْعَبٌ وَمُرْتَخِي ٱلْيَدَيْنِ فَأُزْعِجُهُ، فَيَهْرُبَ كُلُّ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَهُ، وَأَضْرِبُ ٱلْمَلِكَ وَحْدَهُ ٣ وَأَرُدُّ جَمِيعَ ٱلشَّعْبِ إِلَيْكَ. كَرُجُوعِ ٱلْجَمِيعِ هُوَ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي تَطْلُبُهُ، فَيَكُونُ كُلُّ ٱلشَّعْبِ فِي سَلاَمٍ. ٤ فَحَسُنَ ٱلأَمْرُ فِي عَيْنَيْ أَبْشَالُومَ وَأَعْيُنِ جَمِيعِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ».

ص ١٦: ١٤ و١ملوك ٢٢: ٣١

وَقَالَ أَخِيتُوفَلُ علاقة الكلام مع (١٦: ٢٠) فكان الكلام كله في نفسه اليوم الذي فيه هرب داود من أورشليم وحضر أبشالوم إليها ومشورة أخيتوفل صالحة موافقة لمقاصد أبشالوم.

فَأُزْعِجُهُ (ع ٢) لأنه غير مستعد والشعب يخافون من الهجوم عليهم ليلاً.

وَأَضْرِبُ ٱلْمَلِكَ وَحْدَهُ أي اقتله فيخلفه أبشالوم بلا اعتراض من أحدٍ.

وَأَرُدُّ جَمِيعَ ٱلشَّعْبِ إِلَيْكَ (ع ٣) إشارة إلى أن أبشالوم هو الملك والشعب الذين مع داود هم الخارجون عن الطاعة الواجبة.

فَحَسُنَ ٱلأَمْرُ (ع ٤) كانت المشورة صالحة موافقة ولم يكره أبشالوم قتل أبيه.

٥ – ١٤ «٥ فَقَالَ أَبْشَالُومُ: ٱدْعُ أَيْضاً حُوشَايَ ٱلأَرْكِيَّ فَنَسْمَعَ مَا يَقُولُ هُوَ أَيْضاً. ٦ فَلَمَّا جَاءَ حُوشَايُ إِلَى أَبْشَالُومَ قَالَ أَبْشَالُومُ: بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَلاَمِ تَكَلَّمَ أَخِيتُوفَلُ. أَنَعْمَلُ حَسَبَ كَلاَمِهِ أَمْ لاَ؟ تَكَلَّمْ أَنْتَ. ٧ فَقَالَ حُوشَايُ لأَبْشَالُومَ: لَيْسَتْ حَسَنَةً ٱلْمَشُورَةُ ٱلَّتِي أَشَارَ بِهَا أَخِيتُوفَلُ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ. ٨ أَنْتَ تَعْلَمُ أَبَاكَ وَرِجَالَهُ أَنَّهُمْ جَبَابِرَةٌ، وَأَنَّ أَنْفُسَهُمْ مُرَّةٌ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ فِي ٱلْحَقْلِ. وَأَبُوكَ رَجُلُ قِتَالٍ وَلاَ يَبِيتُ مَعَ ٱلشَّعْبِ. ٩ هَا هُوَ ٱلآنَ مُخْتَبِئٌ فِي إِحْدَى ٱلْحُفَرِ أَوْ أَحَدِ ٱلأَمَاكِنِ. وَيَكُونُ إِذَا سَقَطَ بَعْضُهُمْ فِي ٱلابْتِدَاءِ أَنَّ ٱلسَّامِعَ يَسْمَعُ فَيَقُولُ: قَدْ صَارَتْ كَسْرَةٌ فِي ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي وَرَاءَ أَبْشَالُومَ. ١٠ أَيْضاً ذُو ٱلْبَأْسِ ٱلَّذِي قَلْبُهُ كَقَلْبِ ٱلأَسَدِ يَذُوبُ ذَوَبَاناً، لأَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ يَعْلَمُونَ أَنَّ أَبَاكَ جَبَّارٌ، وَٱلَّذِينَ مَعَهُ ذَوُو بَأْسٍ. ١١ لِذٰلِكَ أُشِيرُ بِأَنْ يَجْتَمِعَ إِلَيْكَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ، كَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَحْرِ فِي ٱلْكَثْرَةِ، وَحَضْرَتُكَ سَائِرٌ فِي ٱلْوَسَطِ. ١٢ وَنَأْتِيَ إِلَيْهِ إِلَى أَحَدِ ٱلأَمَاكِنِ حَيْثُ هُوَ، وَنَنْزِلَ عَلَيْهِ نُزُولَ ٱلطَّلِّ عَلَى ٱلأَرْضِ، وَلاَ يَبْقَى مِنْهُ وَلاَ مِنْ جَمِيعِ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ وَاحِدٌ. ١٣ وَإِذَا ٱنْحَازَ إِلَى مَدِينَةٍ، يَحْمِلُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ إِلَى تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ حِبَالاً، فَنَجُرُّهَا إِلَى ٱلْوَادِي حَتَّى لاَ تَبْقَى هُنَاكَ وَلاَ حَصَاةٌ. ١٤ فَقَالَ أَبْشَالُومُ وَكُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ مَشُورَةَ حُوشَايَ ٱلأَرْكِيِّ أَحْسَنُ مِنْ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ. فَإِنَّ ٱلرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ ٱلصَّالِحَةِ لِيُنْزِلَ ٱلرَّبُّ ٱلشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ».

ص ١٥: ٣٢ – ٣٤ ص ١٦: ٢١ هوشع ١٣: ٨ يشوع ٢: ٩ – ١١ و١صموئيل ٣: ٢٠ تكوين ٢٢: ١٧ و١صموئيل ١٣: ٥ مزمور ١١٠: ٣ وميخا ٥: ٧ ميخا ١: ٦ ص ١٥: ٣١ و٣٤

ٱدْعُ أَيْضاً حُوشَايَ كان قد استحسن مشورة أخيتوفل ولكنه أراد أن يسمع رأي حوشاي قبل الحكم النهائي لعله يؤيدها أو يشير بمشورة أحسن منها.

لَيْسَتْ حَسَنَةً هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ (ع ٧) إشارة إلى أنه استحسن مشورة أخيتوفل في أمر السراري (١٦: ٢٠ – ٢٢). وأظهر حوشاي حكمته في تدبيره كلامه على هيئة تلائم إنساناً قليل الحكمة معجباً بنفسه. فأولاً خوفه بذكره جبابرة داود ونفوسهم مرة «كدبة مثكل في الحقل» وبقوله أن داود رجل قتال مختبئ في إحدى الحُفر. ولعل أبشالوم ارتجف كولد إذا سمع ما يرعبه. ثم صوّر له جيشاً عظيماً جداً مجتمعاً من دان إلى بئر سبع أي من الطرف الواحد من مملكته إلى الآخر عدده كالرمل الذي على البحر ورئيس هذا الجيش العظيم حضرته وهو في وسطه حيث لا يكون عليه خطر. وأما أخيتوفل فكان قد أقام نفسه رئيساً على الجيش.

ثم صوّر حوشاي نزول هذا الجيش على داود كالطلّ على الأرض وهلاك داود وجيشه فلا يبقى منه واحد ولا من مدينته حصاة. وهكذا أطنب في الكلام حتى قال أبشالوم وكل رجاله أن مشورة حوشاي أحسن. ولعل عماسا الذي أُقيم رئيساً على الجيش (ع ٦) عضد رأي حوشاي حسداً من أخيتوفل الذي في مشورته طلب هذه الرئاسة لنفسه. وإبطال مشورة أخيتوفل الصالحة من جهة أبشالوم وإقامة مشورة حوشاي الصالحة من جهة داود كان من الرب وهو الذي غلّظ قلوبهم.

ومن فوائد مشورة حوشاي لداود أنه صار له وقت ليجمع كل من كان أميناً له ووقت الذين انحازوا إلى أبشالوم ليراجعوا الأمر ويتأملوا فيه فيرجعوا إلى طاعة داود. ونجاح الآراء الفاسدة يكون بالعجلة وأما الآراء الصالحة فبالتأمل والمهلة. ومن الأمور التي جهلها أبشالوم أن جمع كل إسرائيل يتطلب وقتاً طويلاً وأن انحياز جميع إسرائيل إليه أمر تحت الريب وكذلك ثبات جميع الذين كانوا معه.

١٥ – ٢٠ «١٥ وَقَالَ حُوشَايُ لِصَادُوقَ وَأَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنَيْنِ: كَذَا وَكَذَا أَشَارَ أَخِيتُوفَلُ عَلَى أَبْشَالُومَ وَعَلَى شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَكَذَا وَكَذَا أَشَرْتُ أَنَا. ١٦ فَٱلآنَ أَرْسِلُوا عَاجِلاً وَأَخْبِرُوا دَاوُدَ: لاَ تَبِتْ هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ فِي سُهُولِ ٱلْبَرِّيَّةِ، بَلِ ٱعْبُرْ لِئَلاَّ يُبْتَلَعَ ٱلْمَلِكُ وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَهُ. ١٧ وَكَانَ يُونَاثَانُ وَأَخِيمَعَصُ وَاقِفَيْنِ عِنْدَ عَيْنِ رُوجَلَ، فَٱنْطَلَقَتِ ٱلْجَارِيَةُ وَأَخْبَرَتْهُمَا، وَهُمَا ذَهَبَا وَأَخْبَرَا ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ، لأَنَّهُمَا لَمْ يَقْدِرَا أَنْ يُرَيَا دَاخِلَيْنِ ٱلْمَدِينَةَ. ١٨ فَرَآهُمَا غُلاَمٌ وَأَخْبَرَ أَبْشَالُومَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا عَاجِلاً وَدَخَلاَ بَيْتَ رَجُلٍ فِي بَحُورِيمَ وَلَهُ بِئْرٌ فِي دَارِهِ، فَنَزَلاَ إِلَيْهَا. ١٩ فَأَخَذَتِ ٱلْمَرْأَةُ وَفَرَشَتْ سَجْفاً عَلَى فَمِ ٱلْبِئْرِ وَسَطَحَتْ عَلَيْهِ سَمِيذاً فَلَمْ يُعْلَمِ ٱلأَمْرُ. ٢٠ فَجَاءَ عَبِيدُ أَبْشَالُومَ إِلَى ٱلْمَرْأَةِ إِلَى ٱلْبَيْتِ وَقَالُوا: أَيْنَ أَخِيمَعَصُ وَيُونَاثَانُ؟ فَقَالَتْ لَهُمُ ٱلْمَرْأَةُ: قَدْ عَبَرَا قَنَاةَ ٱلْمَاءِ. وَلَمَّا فَتَّشُوا وَلَمْ يَجِدُوهُمَا رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ».

ص ١٥: ٣٥ و٣٦ ص ١٥: ٢٨ ص ١٥: ٢٧ و٣٦ يشوع ١٥: ٧ و١٨: ١٦ ص ٣: ١٦ و١٦: ٥ يشوع ٢: ٤ – ٦ لاويين ١٩: ١١ ويشوع ٢: ٣ – ٥ و١صموئيل ١٩: ١٢ – ١٧

صَادُوقَ وَأَبِيَاثَارَ (راجع ١٥: ٢٤ – ٢٩ وتفسيره).

لاَ تَبِتْ هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ فِي سُهُولِ ٱلْبَرِّيَّةِ (ع ١٦) أي وادي الأردن إلى جهة الغرب (١٥: ٢٨) كان أبشالوم قد قبل مشورة حوشاي بجمع كل إسرائيل قبل محاربة داود. ولكن حوشاي خاف أن ينقلب أبشالوم فيقبل مشورة أخيتوفل ويرسل جيشاً ليحاربوا داود في تلك الليلة.

عَيْنِ رُوجَلَ (ع ١٧) ينبوع بقرب أورشليم (يشوع ١٥: ٧ و١ملوك ١: ٩) ويظن أنه أم الدرج الحالية في واد جنوبي شرقي أورشليم ويقربها وليست بعيدة عن قرية سلوام الحديثة.

ٱنْطَلَقَتِ ٱلْجَارِيَةُ جارية معروفة ولعلها كانت خادمة في بيت صادوق أو بيت أبياثار.

بَحُورِيمَ (ع ١٨) (١٦: ٥ و٣: ١٦) قريبة من أورشليم على طريق الأردن.

بِئْرٌ فِي دَارِهِ صهريج لجمع ماء المطر. وفي الزمان المذكور لم يكن فيه ماء.

فَرَشَتْ سَجْفاً سجف الباب (خروج ٢٦: ٣٦).

سَمِيذاً برغلاً أو قمحاً مسلوقاً ليصنع منه السميذ نشرته ليجف بعد السلق (أمثال ٢٧: ٢٢).

قَنَاةَ ٱلْمَاءِ (ع ٢٠) لعلها أشارت إلى مجرى صغير من الماء بقرب بيتها. وقولها كذب كقول راحاب (يشوع ٢: ١ – ٧) وميكال (١صموئيل ١٩: ١٢ – ١٧) وحوشاي (١٥: ٣٤). ولا نقدر أن نبرر هؤلاء ولا نستنتج من ذكر كذبهم أن الكتاب يجيزه.

٢١ – ٢٣ «٢١ وَبَعْدَ ذَهَابِهِمْ خَرَجَا مِنَ ٱلْبِئْرِ وَذَهَبَا وَقَالاَ لِدَاوُدَ: قُومُوا وَٱعْبُرُوا سَرِيعاً ٱلْمَاءَ، لأَنَّ هٰكَذَا أَشَارَ عَلَيْكُمْ أَخِيتُوفَلُ. ٢٢ فَقَامَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَهُ وَعَبَرُوا ٱلأُرْدُنَّ. وَعِنْدَ ضَوْءِ ٱلصَّبَاحِ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ لَمْ يَعْبُرِ ٱلأُرْدُنَّ. ٢٣ وَأَمَّا أَخِيتُوفَلُ فَلَمَّا رَأَى أَنَّ مَشُورَتَهُ لَمْ يُعْمَلْ بِهَا، شَدَّ عَلَى ٱلْحِمَارِ وَقَامَ وَٱنْطَلَقَ إِلَى بَيْتِهِ إِلَى مَدِينَتِهِ، وَأَوْصَى لِبَيْتِهِ، وَخَنَقَ نَفْسَهُ وَمَاتَ وَدُفِنَ فِي قَبْرِ أَبِيهِ».

ع ١٥ و١٦ ص ١٥: ١٢ و٢ملوك ٢٠: ١ متّى ٢٧: ٥

وَٱعْبُرُوا سَرِيعاً ٱلْمَاءَ ماء الأردن وهو غير قناة الماء في (ع ٢٠) وعبور الأردن صعب ومخطر ومن الضروري أنهم يعبرونه قبل إقبال جيش أبشالوم.

لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ (ع ٢٢) نرى في ذلك عناية الله الخاصة.

خَنَقَ نَفْسَهُ (ع ٢٣) لأن مشورته لم يُعمل بها وعرف جيداً أن مشورة حوشاي تؤول إلى هلاك أبشالوم فيهلك هو أيضاً عند رجوع داود لأنه شارك أبشالوم في فتنته. وأظهر حكمته حتى في موته لأنه أوصى لبيته (٢ملوك ٢٠: ١) أي رتب أمور بيته ودُفن في قبر أبيه وإن كان قد خنق نفسه. وفي موته كما في خيانته أشبه يهوذا الإسخريوطي.

٢٤ – ٢٦ «٢٤ وَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى مَحَنَايِمَ. وَعَبَرَ أَبْشَالُومُ ٱلأُرْدُنَّ هُوَ وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ. ٢٥ وَأَقَامَ أَبْشَالُومُ عَمَاسَا بَدَلَ يُوآبَ عَلَى ٱلْجَيْشِ. وَكَانَ عَمَاسَا ٱبْنَ رَجُلٍ ٱسْمُهُ يِثْرَا ٱلإِسْرَائِيلِيُّ ٱلَّذِي دَخَلَ إِلَى أَبِيجَايِلَ بِنْتِ نَاحَاشَ أُخْتِ صَرُويَةَ أُمِّ يُوآبَ. ٢٦ وَنَزَلَ إِسْرَائِيلُ وَأَبْشَالُومُ فِي أَرْضِ جِلْعَادَ».

ص ٢: ٨ وتكوين ٣٢: ٢ و١٠ ص ١٩: ١٣ و٢٠: ٩ – ١٢ و١ملوك ٢: ٥ و٣٢ و١أيام ٢: ١٣ و ١٦ ص ١٠: ١ و٢ و١صموئيل ١١: ١

مَحَنَايِم مدينة للاويين عند تخم جاد الشمالي (انظر ٢: ٨ وتفسيره وتكوين ٣٢: ٢ ويشوع ١٣: ٢٦) وكانت محلاً موافقاً لداود لأنها مدينة محصنة في أرض مخصبة والجبال قريبة منها وأهلها محبون لداود.

عَمَاسَا (ع ٢٥) كان ابن خالة يوآب. وكانت أبيجايل وصروية أختي داود (١أيام ٢: ١٦) وكان ناحاش أباهما. ومن التفاسير (١) إن ناحاش اسم آخر ليسّى (٢) إن ناحاش اسم امرأة يسّى (٣) إنه بعد موت ناحاش أخذ يسّى أرملته فولدت له داود وإخوته فكانت أبيجايل وصروية اختيهم لأمهم وليس لأبيهم.

٢٧ – ٢٩ «٢٧ وَكَانَ لَمَّا جَاءَ دَاوُدُ إِلَى مَحَنَايِمَ أَنَّ شُوبِيَ بْنَ نَاحَاشَ مِنْ رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ، وَمَاكِيرَ بْنُ عَمِّيئِيلَ مِنْ لُودَبَارَ، وَبَرْزِلاَّيَ ٱلْجِلْعَادِيَّ مِنْ رُوجَلِيمَ، ٢٨ قَدَّمُوا فَرْشاً وَطُسُوساً وَآنِيَةَ خَزَفٍ وَحِنْطَةً وَشَعِيراً وَدَقِيقاً وَفَرِيكاً وَفُولاً وَعَدَساً وَحِمِّصاً مَشْوِيّاً ٢٩ وَعَسَلاً وَزُبْدَةً وَضَأْناً وَجُبْنَ بَقَرٍ لِدَاوُدَ وَلِلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَهُ لِيَأْكُلُوا. لأَنَّهُمْ قَالُوا: ٱلشَّعْبُ جَوْعَانُ وَمُتْعَبٌ وَعَطْشَانُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ».

ص ١٢: ٢٦ و٢٩ ص ٩: ٤ ص ١٩: ٣١ – ٤٠ و١ملوك ٢: ٧ ص ١٦: ٢ و١٤

شُوبِيَ بْنَ نَاحَاشَ يُظن أن ناحاش هذا هو ملك بني عمون فكان شوبي أخا حانون الذي أهان المرسلين من قبل داود (١٠: ١) وبعد قهر بني عموت تقلّد شوبي منصباً عند داود.

مَاكِيرَ (انظر ٩: ٤) عمل معروفاً مع مفيبوشث ابن يوناثان ومع داود صديقه.

بَرْزِلاَّيَ عبر الأردن مع داود عند رجوعه إلى أورشليم ولم يقبل دعوة الملك ليذهب معه إلى أورشليم (١٩: ٣١ – ٤٠) ووصى داود ابنه سليمان بأولاده (١ملوك ٢: ٧) ورجع بعض نسله من السبي (عزرا ٢: ٦١ – ٦٣) وموقع رجوليم مجهول. وكانت تقدمة شوبي وماكير وبرزلاي مقبولة ليس فقط لأن الشعب جوعان ومتعب بل أيضاً لأنها علامة المحبة عندما كان داود متضايقاً ومتروكاً. ويُظن أنه في هذا الوقت ألف داود المزمور الثالث والعشرين الذي فيه يقول للرب «ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي».

فوائد

  1. يسمح الله أحياناً بوقوع أتقيائه في ضيقات ووصولهم إلى الدرجة القصوى من الخطر ليتعلموا أن الخلاص منه وحده (ع ١ – ٤).
  2. الخفيف العقل ينظر إلى ظاهر الكلام لا إلى جوهره (ع ١٤).
  3. الانتحار جهالة لأنه هرب من شرور حاضرة قد تكون وهمية إلى شرور مستقبلة ثابتة وأعظم منها. وهو خطيئة لأنه ترك الخدمة والاستعفاء من المصائب المعينة من الله والمثول بين يديه بلا دعوة منه. وهو كفر لأن من يقتل نفسه يظن أن بالموت تنتهي آلامه وأتعابه ولا يصدق أن الله موجود وأنه يجازي الذين يهربون من الخدمة المعينة لهم.
  4. يستخدم الله أناساً كثيرين كباراً وصغاراً في إجراء مقاصده. فنرى هنا أن لكل من المشير والكاهن والشبان والجارية وصاحبة البيت عملاً.
  5. ما أحلى المساعدة لمن هو متضايق والصداقة لمن قلّ أصدقاؤه (ع ٢٧ – ٢٩).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى