صموئيل الثاني

سفر صموئيل الثاني | 09 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ

١ «وَقَالَ دَاوُدُ: هَلْ يُوجَدُ بَعْدُ أَحَدٌ قَدْ بَقِيَ مِنْ بَيْتِ شَاوُلَ فَأَصْنَعَ مَعَهُ مَعْرُوفاً مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ؟».

١صموئيل ٢٠: ١٤ – ١٧ و٤٢

وَقَالَ دَاوُدُ بعدما أراحه الرب من جميع أعدائه وبعد موت شاول ويوناثان بخمس عشرة سنة. ولم ينس داود معاهدته ليوناثان (١صموئيل ٢٠: ١٤ – ١٧) فقال هل بقي أحد من بيت شاول فأصنع معه معروفاً من أجل يوناثان. مع أنه من العادات القديمة أن الملك الجديد يقتل كل نسل الملك السابق لئلا يقاوموه ويطلبوا المُلك لأنفسهم (٢ملوك ١١: ١) ولم يبق من بيت شاول إلا مفيبوشث المذكور هنا وأبناء شاول من سرّيته رصفة وبني ميرب ابنته الذين ولدتهم لعدريئيل (١صموئيل ١٨: ١٩ و٢صموئيل ٢١: ٨).

٢ «وَكَانَ لِبَيْتِ شَاوُلَ عَبْدٌ ٱسْمُهُ صِيبَا، فَٱسْتَدْعَوْهُ إِلَى دَاوُدَ، وَقَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: أَأَنْتَ صِيبَا؟ فَقَالَ: عَبْدُكَ».

ص ١٦: ١ – ٤ و١٩: ١٧ و٢٩

صِيبَا كان عبداً ووكيلاً لشاول قبل موته وبعد موته صار لحفيده مفيبوشث. وكان صبياً رجلاً عظيماً غنياً معتبراً لأن عبيد الملوك قد يكونون رؤساء ومتسلطين على الشعب.

٣ «فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: أَلاَ يُوجَدُ بَعْدُ أَحَدٌ لِبَيْتِ شَاوُلَ فَأَصْنَعَ مَعَهُ إِحْسَانَ ٱللّٰهِ؟ فَقَالَ صِيبَا لِلْمَلِكِ: بَعْدُ ٱبْنٌ لِيُونَاثَانَ أَعْرَجُ ٱلرِّجْلَيْنِ».

١صموئيل ٢٠: ١٤ ص ٤: ٤

إِحْسَانَ ٱللّٰهِ أي إحساناً عظيماً كإحسانات الله للناس. أو الإحسان الذي كان يجب عليه ليوفي بالعهد الذي عاهد يوناثان به أمام الرب.

أَعْرَجُ ٱلرِّجْلَيْنِ (انظر ٤: ٤).

٤ – ٦ «٤ فَقَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: أَيْنَ هُوَ؟ فَقَالَ صِيبَا لِلْمَلِكِ: هُوَذَا هُوَ فِي بَيْتِ مَاكِيرَ بْنِ عَمِّيئِيلَ فِي لُودَبَارَ. ٥ فَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ وَأَخَذَهُ مِنْ بَيْتِ مَاكِيرَ بْنِ عَمِّيئِيلَ مِنْ لُودَبَارَ. ٦ فَجَاءَ مَفِيبُوشَثُ بْنُ يُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ إِلَى دَاوُدَ وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَسَجَدَ. فَقَالَ دَاوُدُ: يَا مَفِيبُوشَثُ. فَقَالَ: هَئَنَذَا عَبْدُكَ».

ص ١٧: ٢٧ – ٢٩ ص ١٦: ٤ و١٩: ٢٤ – ٣٠ و١صموئيل ٢٥: ٢٣

مَاكِيرَ من لودبار في جلعاد شرقي الأردن وكان رئيساً غنياً. وكان أولاً من أتباع بيت شاول فحامى عن مفيبوشث حتى عرف قصد داود فيه وقدّم لداود ما يلزم لراحته حينما هرب من ابنه أبيشالوم (١٧: ٢٧ – ٢٩).

مَفِيبُوشَثُ أو مريببعل (٤: ٤ وتفسيره).

٧، ٨ «٧ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: لاَ تَخَفْ. فَإِنِّي لَأَعْمَلَنَّ مَعَكَ مَعْرُوفاً مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ أَبِيكَ، وَأَرُدُّ لَكَ كُلَّ حُقُولِ شَاوُلَ أَبِيكَ، وَأَنْتَ تَأْكُلُ خُبْزاً عَلَى مَائِدَتِي دَائِماً. ٨ فَسَجَدَ وَقَالَ: مَنْ هُوَ عَبْدُكَ حَتَّى تَلْتَفِتَ إِلَى كَلْبٍ مَيِّتٍ مِثْلِي؟».

ع ١ و٣ ص ١٢: ٨ ص ١٩: ٢٨ و١ملوك ٢: ٧ و٢ملوك ٢٥: ٢٩ ص ١٦: ٩

لاَ تَخَفْ لعله ظن أن الملك قصد قتله. صارت حقول شاول لداود فردها لمفيبوشث فصار مفيبوشث رجلاً غنياً. وأما أكله على مائدة الملك فكان مما يدل على سموّ مقامه عنده وليس مما يدل على فقره (١ملوك ٢: ٧ و٢ملوك ٢٥: ٢٩). وقوله إني كلب ميّت مبالغة تدل على اعتباره للملك وخضوعه له.

٩ – ١٢ «٩ وَدَعَا ٱلْمَلِكُ صِيبَا غُلاَمَ شَاوُلَ وَقَالَ لَهُ: كُلُّ مَا كَانَ لِشَاوُلَ وَلِكُلِّ بَيْتِهِ قَدْ دَفَعْتُهُ لابْنِ سَيِّدِكَ. ١٠ فَتَشْتَغِلُ لَهُ فِي ٱلأَرْضِ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَعَبِيدُكَ، وَتَسْتَغِلُّ لِيَكُونَ لابْنِ سَيِّدِكَ خُبْزٌ لِيَأْكُلَ. وَمَفِيبُوشَثُ ٱبْنُ سَيِّدِكَ يَأْكُلُ دَائِماً خُبْزاً عَلَى مَائِدَتِي. وَكَانَ لِصِيبَا خَمْسَةَ عَشَرَ ٱبْناً وَعِشْرُونَ عَبْداً. ١١ فَقَالَ صِيبَا لِلْمَلِكِ: حَسَبَ كُلِّ مَا يَأْمُرُ بِهِ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ عَبْدَهُ كَذٰلِكَ يَصْنَعُ عَبْدُكَ. فَيَأْكُلُ مَفِيبُوشَثُ عَلَى مَائِدَتِي كَوَاحِدٍ مِنْ بَنِي ٱلْمَلِكِ. ١٢ وَكَانَ لِمَفِيبُوشَثَ ٱبْنٌ صَغِيرٌ ٱسْمُهُ مِيخَا. وَكَانَ جَمِيعُ سَاكِنِي بَيْتِ صِيبَا عَبِيداً لِمَفِيبُوشَثَ. ١٣ فَسَكَنَ مَفِيبُوشَثُ فِي أُورُشَلِيمَ لأَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ دَائِماً عَلَى مَائِدَةِ ٱلْمَلِكِ. وَكَانَ أَعْرَجَ مِنْ رِجْلَيْهِ كِلْتَيْهِمَا».

ص ١٦: ٤ و١٩: ٢٩ ع ٧ و١١ و١٣ ص ١٩: ٢٨ و١ملوك ٢: ٧ و١أيام ٨: ٣٤ ع ٧ و١١ ع ٣ وص ١٠

لِيَكُونَ لابْنِ سَيِّدِكَ خُبْزٌ لِيَأْكُلَ وإن أكل مفيبوشث من مائدة الملك كان أهل بيته وعبيده محتاجين إلى غلال تلك الأملاك وكانوا كثيرين كما نستدل من القول أنه كان لصيبا خمسة عشر ابناً وعشرون عبداً. والسيد المشار إليه هو شاول ودُعي مفيبوشث ابن شاول لأنه كان حفيده.

مِيخَا صار رئيساً لبيت شاول وأباً لنسل كثير (١أيام ٨: ٣٥ – ٤٠ و٩: ٤٠ – ٤٤).

فوائد

  1. من صفات كل فاضل الوفاء بالعهود وإن طال الزمن وتغيرت الأحوال (ع ١).
  2. يجب أن لا نكتفي بإتمام واجباتنا التي لا نقدر أن نهرب منها بل علينا أيضاً أن يكون فينا الفكر الذي في المسيح فإنه جاء ليطلب ويخلّص ما قد هلك. والذين نطلبهم كثيراً ما يستحقون المساعدة أكثر من الذين يطلبوننا (ع ٥).
  3. يجوز لنا أن نشبّه أنفسنا بمفيوبشث فإنه كان أعرج الرجلين كلتيهما ونحن كذلك لا نقدر ان نعمل شيئاً من الأعمال الصالحة بقوتنا. وكان من نسل فاسد أي من نسل شاول ونحن من نسل آدم. وكان ككلب ميت ونحن غير مستحقين أدنى شيء من بركات الله ومع ذلك كله دُعي ليأكل على مائدة الملك ونحن كذلك بنعمة ربنا يسوع المسيح مدعوون للجلوس معه في السماويات (أفسس ٢: ٦).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى