سفر صموئيل الثاني | 08 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر صموئيل الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ
١، ٢ «١ وَبَعْدَ ذٰلِكَ ضَرَبَ دَاوُدُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَذَلَّلَهُمْ، وَأَخَذَ دَاوُدُ «زِمَامَ ٱلْقَصَبَةِ» مِنْ يَدِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. ٢ وَضَرَبَ ٱلْمُوآبِيِّينَ وَقَاسَهُمْ بِٱلْحَبْلِ. أَضْجَعَهُمْ عَلَى ٱلأَرْضِ، فَقَاسَ بِحَبْلَيْنِ لِلْقَتْلِ وَبِحَبْلٍ لِلاِسْتِحْيَاءِ. وَصَارَ ٱلْمُوآبِيُّونَ عَبِيداً لِدَاوُدَ يُقَدِّمُونَ هَدَايَا».
١أيام ١٨ عدد ٢٤: ١٧ و١صموئيل ٢٢: ٣ و٤ ع ٦ و١ملوك ٤: ٢١ و٢ملوك ٣: ٤ و٢ملوك ١٧: ٣
بَعْدَ ذٰلِكَ الأرجح أنه بعد الحرب مع الفلسطينيين المذكورة في (ص ٥) وبعد إصعاد التابوت وقبل الكلام في بناء بيت الرب (انظر تفسير ٧: ١).
زِمَامَ ٱلْقَصَبَةِ في (١أيام ١٨: ١) أخذ جتّ وقراها. وكانت جتّ قصبة الفلسطينيين وزمامها أي المتسلطة عليها كما يتسلط الزمام على رأس المطية وداود بأخذها ذلّل الفلسطينيين كلهم. ويُظن أن جتّ بما أنها على تخم يهوذا وقريبة من تخم دان كانت متسلطة عليهما تسلط الزمام على الدابة وبأخذها خلّص داود الإسرائيلين من تسلطها.
وَضَرَبَ ٱلْمُوآبِيِّينَ آخر ذكر الموآبيين كان في (١صموئيل ٢٢: ٣ و٤) حيث قيل أن داود ودع والديه عند ملك موآب. ولا نعرف كيف تحولت تلك المحبة إلى حرب. ومن هذا الوقت فصاعداً صار موآب عدواً لإسرائيل.
وَقَاسَهُمْ بِٱلْحَبْلِ أي قتل ثلثي الأسرى واستحيا ثلثهم. وبالعبرانية ملء ثلث أي ثلث بلا نقص وربما كان المقصود زيادة عن ثلث وهنا شيء من الرحمة لأن المنتصرين في الحروب القديمة كانوا أحياناً يقتلون الأسرى كلهم.
عَبِيداً لِدَاوُدَ يؤدون الجزية ولكن بقي ملكهم واستقلالهم في أمورهم الداخلية (٢ملوك ٣: ٤).
٣ – ٨ «٣ وَضَرَبَ دَاوُدُ هَدَدَ عَزَرَ بْنَ رَحُوبَ مَلِكَ صُوبَةَ حِينَ ذَهَبَ لِيَرُدَّ سُلْطَتَهُ عِنْدَ نَهْرِ ٱلْفُرَاتِ. ٤ فَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْهُ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ. وَعَرْقَبَ دَاوُدُ جَمِيعَ خَيْلِ ٱلْمَرْكَبَاتِ وَأَبْقَى مِنْهَا مِئَةَ مَرْكَبَةٍ. ٥ فَجَاءَ أَرَامُ دِمَشْقَ لِنَجْدَةِ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكِ صُوبَةَ، فَضَرَبَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ ٱثْنَيْنَ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ. ٦ وَجَعَلَ دَاوُدُ مُحَافِظِينَ فِي أَرَامِ دِمَشْقَ وَصَارَ ٱلأَرَامِيُّونَ لِدَاوُدَ عَبِيداً يُقَدِّمُونَ هَدَايَا. وَكَانَ ٱلرَّبُّ يُخَلِّصُ دَاوُدَ حَيْثُمَا تَوَجَّهَ. ٧ وَأَخَذَ دَاوُدُ أَتْرَاسَ ٱلذَّهَبِ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَى عَبِيدِ هَدَدَ عَزَرَ وَأَتَى بِهَا إِلَى أُورُشَلِيمَ. ٨ وَمِنْ بَاطِحَ وَمِنْ بِيرَوَثَايَ مَدِينَتَيْ هَدَدَ عَزَرَ أَخَذَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ نُحَاساً كَثِيراً جِدّاً».
ص ١٠: ١٦ و١٩ و١صموئيل ١٤: ٤٧ ص ١٠: ١٥ – ١٩ يشوع ١١: ٦ و٩ و١ملوك ١١: ٢٣ – ٢٥ و١٥: ١٨ ع ٢ ص ٣: ١٨ حزقيال ٤٧: ١٦
هَدَدَ عَزَرَ أو هدر عزر (١٠: ١٦) وحرف الدال في العبرانية يشبه حرف الزاي فأحياناً يُبدل الواحد بالآخر سهواً. وكانت صوبة إلى الشمال الشرقي من دمشق وجنوبي حماه وامتدت إلى نهر الفرات. وكان في الأول ملوك في صوبة (١صموئيل ١٤: ٤٧) فغلبهم هدد عزر وملك وحده.
لِيَرُدَّ سُلْطَتَهُ أي ذهب هدد عزر ليردّ سلطته أو يقيمها (١أيام ١٨: ٣) فإنه كان تحت سلطته ملوك (١٠: ١٩) وكان بعضهم في عبر النهر أي شرقي الفرات فذهب ليقيم سلطته عليهم. وربما أن داود إذ رأى هدد عزر ذاهباً إلى جهة الفرات انتهز الفرصة ليضربه من الوراء أي من الغرب. وقيل في (١أيام ١٨: ٣) إنه ضربه في حماه.
أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةِ فَارِسٍ (ع ٤) الأرجح تُقدر كلمة مركبة بعد ألف وإبدال مئة بآلاف فيكون ما أخذه داود ألف مركبة وسبعة آلاف فارس كما ترى في (١أيام ١٨: ٤). والأرجح أن ما حصل من الغلط كان من الناسخ.
وَعَرْقَبَ دَاوُدُ جَمِيعَ خَيْلِ ٱلْمَرْكَبَاتِ أي قطع العصب الغليظ فوق الحافر فعطّل الخيل (يشوع ١١: ٦ و٩). إن في هذا العمل قساوة وقتل الخيل بطريقة أخرى أرحم. ولكن للرب قصداً في أمره هذا ليشوع. وربما أن ما قصده (١) أن يبين للإسرائيليين شر الخطيئة لأن عواقبها لحقت حتى الخيل أيضاً (٢) أن يبيّن لهم ضعف هذه الخيل والمركبات التي اتكل أعداؤهم عليها والتي كان الإسرائيليون يخافونها. ومنظر فرس معطل يؤثر أكثر منه وهو مقتول. وداود لم يأخذ الخيل لنفسه لأن الشريعة لم تسمح للملك أن يكثر الخيل (تثنية ١٧: ١٦) لأن الخيل كانت للحرب ولم يرد الرب أن الإسرائيليين يشتهون لنفوسهم القوة الحربية.
وَأَبْقَى مِنْهَا مِئَةَ مَرْكَبَةٍ وربما كان المعنى أنه أبقى منها خيل مئة مركبة لأجل الركوب وليس لأجل المركبات وليس في هذا العدد القليل ما يخالف الوصية. وانتصار داود على هذا الجيش العظيم الذي كان فيه خيل ومركبات دليل على اقتداره في الحرب وإيمانه بالرب كما قال في (مزمور ٢٠: ٧ و٨) «هٰؤُلاَءِ بِٱلْمَرْكَبَاتِ وَهٰؤُلاَءِ بِٱلْخَيْلِ أَمَّا نَحْنُ فَٱسْمَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا نَذْكُرُ. هُمْ جَثَوْا وَسَقَطُوا، أَمَّا نَحْنُ فَقُمْنَا وَٱنْتَصَبْنَا».
أَرَامُ دِمَشْقَ (ع ٥) كان أرام من نسل سام (تكوين ١٠: ٢٢) وسكن بعضهم في دمشق التي للآراميين. وسكن بعضهم في صوبة وبعضهم ما بين النهرين أو في عبر نهر الفرات (١٠: ١٦) وبعضهم في بيت رحوب (١٠: ٦) فكانت أرض الآراميين بالإجمال إلى جهة الشمال الشرقي من أرض إسرائيل.
مُحَافِظِينَ فِي أَرَامِ دِمَشْقَ (ع ٦) لئلا يجمعوا جيشهم ويستعدوا لتجديد الحرب مع داود.
عَبِيداً يُقَدِّمُونَ هَدَايَا أي يؤدون الجزية غير أنه كان لهم نوع من الاستقلال في أمورهم الداخلية.
وَكَانَ ٱلرَّبُّ يُخَلِّصُ دَاوُدَ ظهر ذلك في ما سبق ذكره لأنه لو لم يكن الرب معه لما وقف أمام الفرسان والمركبات والجيوش العظيمة والملوك المتحدين فقال في (مزمور ٢٧: ٣) «إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذٰلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ».
أَتْرَاسَ ٱلذَّهَبِ (ع ٧) ربما كانت مطلية بالذهب وكانت أتراس حرّاس الملك.
بَاطِحَ وَمِنْ بِيرَوَثَايَ (ع ٨) في (١أيام ١٨: ٨) طبحة وخُون وموقعهما مجهول.
نُحَاساً كَثِيراً جِدّاً وفي (١أيام ١٨: ٨) صنع منه سليمان بحر النحاس والأعمدة وآنية النحاس.
٩ – ١٢ «٩ وَسَمِعَ تُوعِي مَلِكُ حَمَاةَ أَنَّ دَاوُدَ قَدْ ضَرَبَ كُلَّ جَيْشِ هَدَدَ عَزَرَ، ١٠ فَأَرْسَلَ تُوعِي يُورَامَ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ لِيَسْأَلَ عَنْ سَلاَمَتِهِ وَيُبَارِكَهُ لأَنَّهُ حَارَبَ هَدَدَ عَزَرَ وَضَرَبَهُ، لأَنَّ هَدَدَ عَزَرَ كَانَتْ لَهُ حُرُوبٌ مَعَ تُوعِي. وَكَانَ بِيَدِهِ آنِيَةُ فِضَّةٍ وَآنِيَةُ ذَهَبٍ وَآنِيَةُ نُحَاسٍ. ١١ وَهٰذِهِ أَيْضاً قَدَّسَهَا ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ لِلرَّبِّ مَعَ ٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ ٱلَّذِي قَدَّسَهُ مِنْ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ أَخْضَعَهُمْ. ١٢ مِنْ أَرَامَ وَمِنْ مُوآبَ وَمِنْ بَنِي عَمُّونَ وَمِنَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ عَمَالِيقَ وَمِنْ غَنِيمَةِ هَدَدَ عَزَرَ بْنِ رَحُوبَ مَلِكِ صُوبَةَ».
١ملوك ٨: ٦٥ و٢أيام ٨: ٤ و١ملوك ٧: ٥١ ع ٢ ص ١٠: ١٤ ص ٥: ١٧ – ٢٥ و١صموئيل ٢٧: ٨ و٣٠: ١٧ – ٢٠
تُوعِي أو توعو ولا نعرف عنه إلا المذكور هنا. وحماه هي الشهيرة اليوم على نهر العاصي في شمالي سوريا. أخذها سليمان وبنى في جوارها مدن المخازن (٢أيام ٨: ٣ و٤) وكانت من مدن الحثيين الذين كان قسم منهم في الجنوب في جوار حبرون وقسم آخر في الشمال (اطلب حماه والحثيين في قاموس الكتاب).
يُورَامَ (ع ١٠) أو هدورام وربما أشار داود إلى هذه الرسالة والهدايا مع غيرها في (مزمور ١٨: ٤٣ و٤٤).
وقَدَّسَهَا ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ لِلرَّبِّ (ع ١١) اعترف بأن الرب نصره فله كل ما أخذه في حروبه. وفي (١أيام ص ٢٢) ذكر استعداد داود لبناء الهيكل ومنه مئة ألف وزنة من الذهب وألف ألف وزنة من الفضة ونحاس وحديد بلا وزن الخ وهذه كلها أعدّها لابنه سليمان لأجل الهيكل.
مِنْ أَرَامَ (ع ١٢) في (١أيام ١٨: ١١) أدوم والفرق بينهما طفيف لأن حرفي الراء والدال متشابهان في الأصل. وكلمة أدوم أصح كما يظهر من القرينة لأن أدوم قريبة من موآب وعمون.
١٣، ١٤ «١٣ وَنَصَبَ دَاوُدُ تِذْكَاراً عِنْدَ رُجُوعِهِ مِنْ ضَرْبِهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفاً مِنْ أَرَامَ فِي وَادِي ٱلْمِلْحِ. ١٤ وَجَعَلَ فِي أَدُومَ مُحَافِظِينَ. وَضَعَ مُحَافِظِينَ فِي أَدُومَ كُلِّهَا. وَكَانَ جَمِيعُ ٱلأَدُومِيِّينَ عَبِيداً لِدَاوُدَ. وَكَانَ ٱلرَّبُّ يُخَلِّصُ دَاوُدَ حَيْثُمَا تَوَجَّهَ».
ص ٧: ٩ و٢ملوك ١٤: ٧ تكوين ٢٧: ٣٧ – ٤٠ وعدد ٢٤: ١٧ و١٨ ع ٦
وَادِي ٱلْمِلْحِ يُظن أنه السبخة جنوبي بحر لوط في أرض أدوم. ولا شك أن كلمة أرام هنا كما في ع ١٢ قد كُتبت بالغلط فيجب أن تكون أدوم. وفي هذا الوادي ضرب أمصيا الأدوميين وقتل منهم عشرة آلاف (٢ملوك ١٤: ٧) وفيه ضرب يوآب اثني عشر ألفاً (عنوان مزمور ٦٠) والإسرائيليون أفنوا كل ذكر من أدوم (١ملوك ١١: ١٦) وربما الأدوميون لما سمعوا خبر حرب داود مع الأراميين انتهزوا الفرصة فهجموا على إسرائيل من الجنوب. ولكن انتصر داود في حرب أرام فأرسل جيشاً بقيادة أبيشاي فضربهم أبيشاي (١أيام ١٨: ١٢) وقيل هنا أن داود ضربهم لأنه الملك. ومن مزمور ٦٠ يظهر أن داود انتصر عليهم بصعوبة وخسارة.
وَجَعَلَ فِي أَدُومَ مُحَافِظِينَ (ع ١٤) لا شك أن كثيرين من الأدوميين هربوا أو تخبأوا فنجوا من القتل (١ملوك ١١: ١٦) فجعل داود المحافطين لئلا يستعدوا لتجديد الحرب (ع ٦).
١٥ – ١٨ «١٥ وَمَلَكَ دَاوُدُ عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. وَكَانَ دَاوُدُ يُجْرِي قَضَاءً وَعَدْلاً لِكُلِّ شَعْبِهِ. ١٦ وَكَانَ يُوآبُ ٱبْنُ صَرُويَةَ عَلَى ٱلْجَيْشِ، وَيَهُوشَافَاطُ بْنُ أَخِيلُودَ مُسَجِّلاً، ١٧ وَصَادُوقُ بْنُ أَخِيطُوبَ وَأَخِيمَالِكُ بْنُ أَبِيَاثَارَ كَاهِنَيْنِ، وَسَرَايَا كَاتِباً، ١٨ وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ عَلَى ٱلْجَلاَّدِينَ وَٱلسُّعَاةِ، وَبَنُو دَاوُدَ كَانُوا كَهَنَةً».
١ملوك ٤: ٣ و٢ملوك ١٨: ١٨ و ٣٧ و١أيام ٦: ٤ – ٨ و١أيام ١٦: ٣٩ و٤٠ و٢ملوك ١٨: ١٨ و١ملوك ٤: ٤ ص ١٥: ١٨ و٢٠: ٧ و٢٣ و١صموئيل ٣٠: ١٤ و١ملوك ١: ٣٨ و٤٤ و١أيام ١٨: ١٧
يُجْرِي قَضَاءً وَعَدْلاً لِكُلِّ شَعْبِهِ (مزمور ٧٢: ٢) كان داود مقتدراً في هذا الأمر أيضاً وليس في الحروب فقط فامتاز عن شاول الذي كان قوياً في الحرب وضعيفاً في سياسة شعبه.
مُسَجِّلاً (ع ١٦) كان يكتب أحكام الملك ويحفظها.
صَادُوقُ من نسل أليعازار. كان هذا في حبرون. وأخيمالك من نسل أثامار أقام في أورشليم ولكن لم يكن انشقاق في الخدمة وذُكر في (١أيام ١٥: ١١) أن صادوق وأبياثار كانا كاهنين. والمظنون أن أبياثار وابنه أخيمالك مارسا الخدمة معاً ولما عُزل الأب عُزل الابن أيضاً فبقي في أيام سليمان كاهن واحد فقط صادوق ومن خلفه من نسله وسُمي أخيمالك على اسم جدّه.
سَرَايَا كَاتِباً (ع ١٧) أي وزيراً ومفتش الدولة.
ٱلْجَلاَّدِينَ (ع ١٨) الذين يجلدون المذنبين أو حرّاس الملك (٢ملوك ١١: ٤). ولكن الكلمة الأصلية هي نفس الاسم كريتيون الواردة في (١صموئيل ٣٠: ١٤). وربما أن المشار إليهم هنا هم كريتيون وهم قبيلة سكنت في أرض الفلسطينيين أصلهم من جزيرة كريت فجعل داود حرّاسه من هؤلاء الأجانب الذين كان يقدر أن يتكل عليهم أكثر من الإسرائيليين إذا حدث فتنة أو شغب (١٥: ١٨).
ٱلسُّعَاةِ أي الرسل الذين يُرسلون من مكان إلى آخر لحمل أوامر الملك. والكلمة العبرانية هنا فليثي يُظن أنها اسم قبيلة كانت ساكنة في أرض الفلسطينيين. وكان حرّاس الملك من الكريتيين كما سبق الكلام ومن الفليثيين أي من الأجانب.
وَبَنُو دَاوُدَ كَانُوا كَهَنَةً كان الكهنة من نسل هارون من سبط لاوي. وأما داود فكان من سبط يهوذا الذي لم يلازم أحد منه المذبح (عبرانيين ٧: ١٣) وجاء في (١أيام ١٨: ١٧) أن بني داود كانوا الأولين بين يدي الملك. وفي (١ملوك ٤ – ٥) أن زابود كان كاهناً وصديق الملك سليمان فالظاهر أن معنى كلمة كاهن الأصلية هو نديم أو صديق أقرب من غيره ثم تخصصت الكلمة لمن يتوسط بين الله والناس في خدمة العبادة. والكلمة هنا بمعناها الأصلي أي كان بنو داود ندماءه القريبين منه.
- من يقدّم نفسه للرب بالطاعة الكاملة ينتصر في كل أموره (ع ٦ و١٤).
- تقديم المال للرب من أعظم الفضائل لا سيما من العظماء والأغنياء لأن محبة المال تزداد غالباً حينما يزداد المال (ع ٧ و١١).
-
أعظم مجد للإنسان هو إجراء الحق والعدل ومجده هذا أعظم من المجد الناتج من الحروب. وهذا المجد يمكن لكل إنسان نيله لا الملوك فقط (ع ١٥).
السابق |
التالي |