صموئيل الثاني

سفر صموئيل الثاني | 02 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

١ – ٤ «١ وَكَانَ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنَّ دَاوُدَ سَأَلَ ٱلرَّبَّ: أَأَصْعَدُ إِلَى إِحْدَى مَدَائِنِ يَهُوذَا؟ فَقَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ: ٱصْعَدْ. فَقَالَ دَاوُدُ: إِلَى أَيْنَ أَصْعَدُ؟ فَقَالَ: إِلَى حَبْرُونَ. ٢ فَصَعِدَ دَاوُدُ إِلَى هُنَاكَ هُوَ وَٱمْرَأَتَاهُ أَخِينُوعَمُ ٱلْيَزْرَعِيلِيَّةُ وَأَبِيجَايِلُ ٱمْرَأَةُ نَابَالَ ٱلْكَرْمَلِيِّ. ٣ وَأَصْعَدَ دَاوُدُ رِجَالَهُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ كُلَّ وَاحِدٍ وَبَيْتَهُ وَسَكَنُوا فِي مُدُنِ حَبْرُونَ. ٤ وَأَتَى رِجَالُ يَهُوذَا وَمَسَحُوا هُنَاكَ دَاوُدَ مَلِكاً عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا. وَأَخْبَرُوا دَاوُدَ: إِنَّ رِجَالَ يَابِيشَ جِلْعَادَ هُمُ ٱلَّذِينَ دَفَنُوا شَاوُلَ».

١صموئيل ٢٣: ٢ و٤ و٩ – ١٢ يشوع ١٤: ١٣ و١صموئيل ٣٠: ٣١ و١صموئيل ٢٥: ٤٢ و٤٣ و١صموئيل ٣٠: ٩ و١أيام ١٢: ١ ص ٥: ٣ و٥ و١صموئيل ١٦: ١٣ و١صموئيل ٣١: ١١ – ١٣

عند موت شاول أصبحت المملكة بلا ملك فاقتضى تعيين ملك جديد وكانت الخلافة لإيشبوشث بن شاول حسب عادة الممالك. وكان داود قد ترك أرضه وسكن في أرض الفلسطينيين وحسب الظاهر كان قد فقد حقه في الملك. ولكن بعد موت شاول لم يبق داع لبقائه عند الفلسطينيين وكان الإسرائيليون محتاجين إليه غاية الاحتياج في يوم ذلهم وخوفهم. ولم يعرف داود أفكار الشعب من جهته. فسأل الرب. وكانت حبرون أحسن مكان لداود في ذلك الوقت لأنها أعظم مدينة في يهوذا ويهوذا سبطه وميلهم إليه أكثر من ميلهم إلى ابن شاول البنياميني. وحبرون بين الجبال فكانت في مأمن أكثر من غيرها من هجوم الفلسطينيين. (اطلب حبرون في قاموس الكتاب وتفسير ١صموئيل ٣٠: ٣١).

ٱلْيَزْرَعِيلِيَّةُ من يزرعيل في يهوذا وليست يزرعيل في الشمال.

أَبِيجَايِلُ (انظر ١صموئيل ٢٥).

مُدُنِ حَبْرُونَ وليس في حبرون فقط لأنهم جيش كبير ولهم نساء وأولاد. ولا شك أن ذلك كله كان باتفاق مع أهل حبرون.

مَسَحُوا دَاوُدَ كان مسحه الأول (١صموئيل ص ١٦) سراً في بيت أبيه وهنا مسحه رجال يهوذا كلهم مسحاً قانونياً.

٥ – ٧ «٥ فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى أَهْلِ يَابِيشَ جِلْعَادَ يَقُولُ لَهُمْ: مُبَارَكُونَ أَنْتُمْ مِنَ ٱلرَّبِّ إِذْ قَدْ فَعَلْتُمْ هٰذَا ٱلْمَعْرُوفَ بِسَيِّدِكُمْ شَاوُلَ فَدَفَنْتُمُوهُ. ٦ وَٱلآنَ لِيَصْنَعِ ٱلرَّبُّ مَعَكُمْ إِحْسَاناً وَحَقّاً، وَأَنَا أَيْضاً أَفْعَلُ مَعَكُمْ هٰذَا ٱلْخَيْرَ لأَنَّكُمْ فَعَلْتُمْ هٰذَا ٱلأَمْرَ. ٧ وَٱلآنَ فَلْتَتَشَدَّدْ أَيْدِيكُمْ وَكُونُوا ذَوِي بَأْسٍ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ سَيِّدُكُمْ شَاوُلُ، وَإِيَّايَ مَسَحَ بَيْتُ يَهُوذَا مَلِكاً عَلَيْهِمْ».

١صموئيل ٢٣: ٢١ خروج ٣٤: ٦

لعل داود سأل عن الذين دفنوا شاول وأبناءه ليجازيهم على عملهم الحسن. ولا شك أن الذين أخبروه فهموا قصده. وبكلامه لأهل يابيش جلعاد أظهر (١) إنه استحسن عملهم وهو أيضاً أكرم شاول في حياته وبعد موته (٢) إنه صار ملكاً عوضاً عن شاول وإنه يحامي عنهم كشاول (١صموئيل ص ١١) فعليهم أن يتشددوا ويكونوا ذوي بأس في خدمته كما كانوا في خدمة شاول.

٨ – ١١ «٨ وَأَمَّا أَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ، رَئِيسُ جَيْشِ شَاوُلَ، فَأَخَذَ إِيشْبُوشَثَ بْنَ شَاوُلَ وَعَبَرَ بِهِ إِلَى مَحَنَايِمَ ٩ وَجَعَلَهُ مَلِكاً عَلَى جِلْعَادَ وَعَلَى ٱلأَشُّورِيِّينَ وَعَلَى يَزْرَعِيلَ وَعَلَى أَفْرَايِمَ وَعَلَى بِنْيَامِينَ وَعَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ. ١٠ وَكَانَ إِيشْبُوشَثُ بْنُ شَاوُلَ ٱبْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَلَكَ سَنَتَيْنِ. وَأَمَّا بَيْتُ يَهُوذَا فَإِنَّمَا ٱتَّبَعُوا دَاوُدَ. ١١ وَكَانَتِ ٱلْمُدَّةُ ٱلَّتِي مَلَكَ فِيهَا دَاوُدُ فِي حَبْرُونَ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا سَبْعَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ».

١صموئيل ١٤: ٥٠ ص ١٧: ٢٤ وتكوين ٣٢: ٢ و١٠ يشوع ٢٢: ٩ قضاة ١: ٣٢ و١صموئيل ٢٩: ١ ص ٥: ٥

أَبْنَيْرُ ابن عم شاول (١صموئيل ١٤: ٥١).

إِيشْبُوشَثَ أو أشبعل (١أيام ٨: ٣٣) ولعل الاسم الأصلي أشبعل ومعناه رجل السيد أو رجل ذو سيادة ولكن لفظة بعل تخصصت لإله الفينيقيين الذي أدخل آخاب عبادته فالذين كرهوا عبادة البعل حوّلوا اشبعل إلى إيشبوشث ومعناه رجل الخزي. وهكذا يربعل صار يربوشث مع أبناء شاول الذين كانوا في حرب الفلسطينيين (١صموئيل ٣١: ٢) ولعله لم يكن في الحرب أو كان في الحرب ونجا منها.

مَحَنَايِمَ شرقي الأردن سماها يعقوب بهذا الاسم (تكوين ٣٢: ١ و٢) وكانت مدينة ملجإ موقعها شمالي نهر يبوق والتجأ إليها داود حينما هرب من أبشالوم ويُظن أنها سليخات الحالية على بُعد ٦ أميال شمالي الزرقاء على التخم بين جاد ومنسى (قاموس الكتاب). والظاهر أن أبنير وقّف هجوم الفلسطينيين بعد موت شاول واسترجع منهم بعض أماكن كانوا أخذوها عنوة.

جِلْعَادَ كورة كبيرة شرقي الأردن كانت لمنسى وجاد.

ٱلأَشُّورِيِّينَ ليسوا معروفين. يُظن أن الكلمة الأصلية الأشيرون أي سبط أشير الذين كانت أرضهم شمالي سهل يزرعيل.

يَزْرَعِيلَ كان أبنير استرجع هذه المدينة المهمة التي كانت مقراً للفلسطينيين في حربهم (١صموئيل ٢٩: ١١).

أَفْرَايِمَ وَعَلَى بِنْيَامِينَ أي كل إسرائيل ما عدا يهوذا.

ملك داود في حبرون سبع سنين وستة أشهر وملك إيشبوشث سنتين. والأرجح أن هاتين السنتين كانتا في آخر ملك داود في حبرون فيكون لإيشبوشث خمس سنين وستة أشهر بين موت أبيه وتبوئه كرسي الملك ولعل أبنير في هذه المدة حارب الفلسطينيين واسترجع الأماكن التي كانوا افتتحوها.

١٢، ١٣ «١٢ وَخَرَجَ أَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ وَعَبِيدُ إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ مِنْ مَحَنَايِمَ إِلَى جِبْعُونَ. ١٣ وَخَرَجَ يُوآبُ بْنُ صَرُويَةَ وَعَبِيدُ دَاوُدَ، فَٱلْتَقَوْا جَمِيعاً عَلَى بِرْكَةِ جِبْعُونَ. وَجَلَسُوا هٰؤُلاَءِ عَلَى ٱلْبِرْكَةِ مِنْ هُنَا وَهٰؤُلاَءِ عَلَى ٱلْبِرْكَةِ مِنْ هُنَاكَ».

يشوع ١٠: ١٢ و١٨: ٢٥ ص ٨: ١٦ و١أيام ٢: ١٦ و١١: ٦

خَرَجَ أَبْنَيْرُ قصد أن يضم يهوذا أيضاً إلى مملكة إيشبوشث وكان هو المعتدي لا داود.

جِبْعُونَ شمالي أورشليم وعلى بُعد ٦ أميال عنها و٢٦ ميلاً عن حبرون وهي الجيب الحالية.

وَخَرَجَ يُوآبُ بْنُ صَرُويَةَ (١صموئيل ٢٦: ٦) كانت صروية أخت داود من أمه ولا نعرف من كان أبو يوآب وأخويه (١٧: ٢٥) وكان يوآب رئيس الجيش حتى موت داود وكان شجاعاً وأميناً غير أنه كان قاسياً يعمل أحياناً حسب رأيه دون رأي الملك. وخرج يوآب وعبيده داود للقاء أبنير لأنهم فهموا أن قصده إخضاع يهوذا لإيشبوشث.

بِرْكَةِ جِبْعُونَ ترى اليوم بكرة طولها نحو ١٢٠ قدماً وعرضها ١٠٠ قدم حولها أشجار زيتون وفوقها مغارة صناعية تجمع الماء الخارج من الينبوع وتصبه في البركة.

وَجَلَسُوا لأنهم لم يريدوا أن يسفكوا دماء بعضهم البعض وهم إسرائيليون.

١٤ – ١٦ «١٤ فَقَالَ أَبْنَيْرُ لِيُوآبَ: لِيَقُمِ ٱلْغِلْمَانُ وَيَتَكَافَحُوا أَمَامَنَا. فَقَالَ يُوآبُ: لِيَقُومُوا. ١٥ فَقَامُوا وَعَبَرُوا بِٱلْعَدَدِ، ٱثْنَا عَشَرَ لأَجْلِ بِنْيَامِينَ وَإِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ، وَٱثْنَا عَشَرَ مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ. ١٦ وَأَمْسَكَ كُلُّ وَاحِدٍ بِرَأْسِ صَاحِبِهِ وَضَرَبَ سَيْفَهُ فِي جَنْبِ صَاحِبِهِ وَسَقَطُوا جَمِيعاً. فَدُعِيَ ذٰلِكَ ٱلْمَوْضِعُ «حِلْقَثَ هَصُّورِيمَ» ٱلَّتِي هِيَ فِي جِبْعُونَ».

ع ١٦ و١٧

يَتَكَافَحُوا ليستقبلوا في الحرب بعضهم بعضاً بوجوههم ليس دونها ترس ولا غيره ولا نفهم أن قصد أبنير بهذا أن ينوب هؤلاء الغلمان عن الجيشين فتكون غلبة الطرف الواحد غلبة الجيش الذي نابوا عنه. وربما كره الرجال القتال وظن أبنير أنه إذا سُفك شيء من الدم في الأول يهبّون أجمعين للقتال. وكان طبع يوآب كطبع أبنير لم يتأخر عن سفك الدم فلبى طلب أبنير.

وَسَقَطُوا جَمِيعاً لم يحام أحد عن نفسه بل ضرب صاحبه وكشف جنبه ليضرب لأنهم فهموا من الأول أنهم كلهم سيُقتلون.

حِلْقَثَ هَصُّورِيمَ صقل السيوف. والكلمة هصوريم تُرجمت بصوان في (يشوع ٥: ٢) حيث قيل أن يشوع صنع سكاكين من صوان وختن بني إسرائيل.

١٧ – ٢٣ «١٧ وَكَانَ ٱلْقِتَالُ شَدِيداً جِدّاً فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَٱنْكَسَرَ أَبْنَيْرُ وَرِجَالُ إِسْرَائِيلَ أَمَامَ عَبِيدِ دَاوُدَ. ١٨ وَكَانَ هُنَاكَ بَنُو صَرُويَةَ ٱلثَّلاَثَةُ: يُوآبُ، وَأَبِيشَايُ، وَعَسَائِيلُ. وَكَانَ عَسَائِيلُ خَفِيفَ ٱلرِّجْلَيْنِ كَظَبْيِ ٱلْبَرِّ. ١٩ فَسَعَى عَسَائِيلُ وَرَاءَ أَبْنَيْرَ، وَلَمْ يَمِلْ فِي ٱلسَّيْرِ يَمْنَةً وَلاَ يَسْرَةً مِنْ وَرَاءِ أَبْنَيْرَ. ٢٠ فَٱلْتَفَتَ أَبْنَيْرُ إِلَى وَرَائِهِ وَقَالَ: أَأَنْتَ عَسَائِيلُ؟ فَقَالَ: أَنَا هُوَ. ٢١ فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: مِلْ إِلَى يَمِينِكَ أَوْ إِلَى يَسَارِكَ وَٱقْبِضْ عَلَى أَحَدِ ٱلْغِلْمَانِ وَخُذْ لِنَفْسِكَ سَلَبَهُ. فَلَمْ يَشَأْ عَسَائِيلُ أَنْ يَمِيلَ مِنْ وَرَائِهِ. ٢٢ ثُمَّ عَادَ أَبْنَيْرُ وَقَالَ لِعَسَائِيلَ: مِلْ مِنْ وَرَائِي. لِمَاذَا أَضْرِبُكَ إِلَى ٱلأَرْضِ؟ فَكَيْفَ أَرْفَعُ وَجْهِي لَدَى يُوآبَ أَخِيكَ؟ ٢٣ فَأَبَى أَنْ يَمِيلَ، فَضَرَبَهُ أَبْنَيْرُ بِطَرَفِ ٱلرُّمْحِ فِي بَطْنِهِ، فَخَرَجَ ٱلرُّمْحُ مِنْ خَلْفِهِ فَسَقَطَ هُنَاكَ وَمَاتَ فِي مَكَانِهِ. وَكَانَ كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَى ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي سَقَطَ فِيهِ عَسَائِيلُ وَمَاتَ يَقِفُ».

ص ٣: ١ و١أيام ٢: ١٦ و١أيام ١٢: ٨ وحبقوق ٣: ١٩ ص ٣: ٢٧ و١صموئيل ٢٦: ٧ ص ٢٠: ١٢

بَنُو صَرُويَةَ (ع ١٣).

سَعَى عَسَائِيلُ وَرَاءَ أَبْنَيْرَ قاصداً قتله وبما أن عسائيل خفيف الرجلين لم يقدر أبنير أن يخلص منه ولكنه لم يرد قتله لأنه لا يليق بالقوي أن يقتل من كان أضعف منه. ولعله فهم من نتيجة هذه المعركة أن بيت داود سيتقوى وبيت شاول سيضعف (٣: ١) فخاف أبنير من يوآب رئيس جيش داود وأخي عسائيل. وضرب عسائيل بزُج رمحه وليس بسنانه لأنه قصد أن يضربة ضربة خفيفة فقتله بلا قصد وقيل إن عسائيل لم يتوقع ضربة كهذه فبغته أبنير.

يَقِفُ من شدة تأثرهم لأن الجميع كانوا يحبون عسائيل وهو أخو رئيسهم يوآب.

٢٤ – ٢٨ «٢٤ وَسَعَى يُوآبُ وَأَبِيشَايُ وَرَاءَ أَبْنَيْرَ، وَغَابَتِ ٱلشَّمْسُ عِنْدَمَا أَتَيَا إِلَى تَلِّ أَمَّةَ ٱلَّذِي تُجَاهَ جِيحَ فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ جِبْعُونَ. ٢٥ فَٱجْتَمَعَ بَنُو بِنْيَامِينَ وَرَاءَ أَبْنَيْرَ وَصَارُوا جَمَاعَةً وَاحِدَةً، وَوَقَفُوا عَلَى رَأْسِ تَلٍّ وَاحِدٍ. ٢٦ فَنَادَى أَبْنَيْرُ يُوآبَ: هَلْ إِلَى ٱلأَبَدِ يَأْكُلُ ٱلسَّيْفُ؟ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهَا تَكُونُ مَرَارَةً فِي ٱلأَخِيرِ؟ فَحَتَّى مَتَى لاَ تَقُولُ لِلشَّعْبِ أَنْ يَرْجِعُوا مِنْ وَرَاءِ إِخْوَتِهِمْ؟ ٢٧ فَقَالَ يُوآبُ: حَيٌّ هُوَ ٱللّٰهُ إِنَّهُ لَوْ لَمْ تَتَكَلَّمْ لَكَانَ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلصَّبَاحِ قَدْ صَعِدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ وَرَاءِ أَخِيهِ. ٢٨ وَضَرَبَ يُوآبُ بِٱلْبُوقِ فَوَقَفَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ وَلَمْ يَسْعَوْا بَعْدُ وَرَاءَ إِسْرَائِيلَ وَلاَ عَادُوا إِلَى ٱلْمُحَارَبَةِ».

ع ١٤ ص ٣: ١ ع ٨

تَلِّ أَمَّةَ… جِيحَ موقعها مجهول.

فَٱجْتَمَعَ بَنُو بِنْيَامِينَ كانوا يرومون نجاح ابن شاول لأنه من سبطهم ويكون لهم فوائد خاصة منه إذا ملك (١صموئيل ٢٢: ٧) وجمع أبنير رجاله وأخذ محلاً منيعاً على قمة تل واستعد لمقاومة يوآب ثم ناداه قائلاً هل إلى الأبد سيكون سفك دم وانتقام ومرارة لا تنتهي. ونصح له أن يتوقف الجيشان عن القتال.

فَقَالَ يُوآبُ… لَوْ لَمْ تَتَكَلَّمْ لو لم يتكلم أبنير في الصباح قائلاً «ليقم الغلمان ويتكافحوا» (ع ١٤) لكان الشعب رجعوا إلى أماكنهم ولم يقع قتال من الأول. وبقوله هذا جعل مسؤولية القتال على أبنير. ويوآب أيضاً لم يستحسن دوام المحاربة.

وَلاَ عَادُوا إِلَى ٱلْمُحَارَبَةِ أي في ذلك الوقت ولكن تجددت المحاربة بعد ذلك (٣: ١).

٢٩ – ٣٢ «٢٩ فَسَارَ أَبْنَيْرُ وَرِجَالُهُ فِي ٱلْعَرَبَةِ ذٰلِكَ ٱللَّيْلَ كُلَّهُ وَعَبَرُوا ٱلأُرْدُنَّ، وَسَارُوا فِي كُلِّ ٱلشُّعَبِ وَجَاءُوا إِلَى مَحَنَايِمَ. ٣٠ وَرَجَعَ يُوآبُ مِنْ وَرَاءِ أَبْنَيْرَ وَجَمَعَ كُلَّ ٱلشَّعْبِ. وَفُقِدَ مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ تِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً وَعَسَائِيلُ. ٣١ وَضَرَبَ عَبِيدُ دَاوُدَ مِنْ بِنْيَامِينَ وَمِنْ رِجَالِ أَبْنَيْرَ، فَمَاتَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ رَجُلاً. ٣٢ وَرَفَعُوا عَسَائِيلَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِ أَبِيهِ ٱلَّذِي فِي بَيْتِ لَحْمٍ. وَسَارَ يُوآبُ وَرِجَالُهُ ٱللَّيْلَ كُلَّهُ وَأَصْبَحُوا فِي حَبْرُونَ».

ع ٨

فِي ٱلْعَرَبَةِ وادي الأردن أو الغور وساروا فيها حتى وصلوا إلى المخاضة فعبروا وصعدوا إلى محنايم.

ٱلشُّعَبِ جمع شُعبة وهي صدع في الجبل يأوي إليه الطير أو ما عظُم من سواقي الأودية. وكانت هذه الشُعب في طريق أبنير ورجاله عندما نزلوا من برية جبعون إلى وادي الأردن وساروا فيها وصعدوا إلى محنايم. ويظن أن الكلمة الأصلية المترجمة شُعب وهي بثرون اسم علم ولا نعرف موقع بثرون إذا فرضنا أنها اسم مكان.

تِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً أي الاثنا عشر الذين تكافحوا (ع ١٤) وسبعة غيرهم. والعدد قليل بالنسبة إلى ٣٦٠ الذين قُتلوا من رجال أبنير وذلك لأن رجال أبنير كانوا مغلوبين.

فِي قَبْرِ أَبِيهِ الظاهر أن أباه كان رجلاً معتبراً غير أن اسمه مجهول.

وَأَصْبَحُوا فِي حَبْرُونَ الأرجح أنهم سروا تلك الليلة إلى بيت لحم وفي النهار التالي دفنوا عسائيل وناحوا عليه وفي الليلة الثانية سروا إلى حبرون فوصلوا إليها صباحاً. أو أنهم باتوا في محلهم أول ليلة وساروا صباحاً إلى بيت لحم ودفنوا عسائيل وفي الليلة الثانية سروا إلى حبرون.

فوائد

  1. السؤال من الرب واجب في كل حين لا سيما في وقت الراحة والنجاح (ع ١).
  2. من واجبات كل من يرأس الناس إن كان ملكاً أو والداً أو معلماً أن ينظر إلى أعمالهم الحسنة وفضائلهم لا إلى العيوب والنقائص فقط (٥ – ٧).
  3. الجنود يطيعون أمر قائدهم حتى الموت بلا اعتراض فكم بالحري جنود المسيح الذي لا يغلط في أوامره ولا يقصد هلاك الناس بل خلاصهم (ع ١٥ و١٦).
  4. على الأتقياء أن يصلّوا دائماً لكي تنتهي الحروب ويؤسس ملكوت المسيح فيتعلم الناس أن يفضوا كل اختلاف بوسائل حبية بلا حرب (ع ٢٦).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى