الملوك الثاني

سفر الملوك الثاني | 23 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الملوك الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ وَٱلْعِشْرُونَ

١ – ٣ «١ وَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ، فَجَمَعُوا إِلَيْهِ كُلَّ شُيُوخِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. ٢ وَصَعِدَ ٱلْمَلِكُ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَجَمِيعُ رِجَالِ يَهُوذَا وَكُلُّ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ، وَٱلْكَهَنَةُ وَٱلأَنْبِيَاءُ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ مِنَ ٱلصَّغِيرِ إِلَى ٱلْكَبِيرِ، وَقَرَأَ فِي آذَانِهِمْ كُلَّ كَلاَمِ سِفْرِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّذِي وُجِدَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. ٣ وَوَقَفَ ٱلْمَلِكُ عَلَى ٱلْمِنْبَرِ وَقَطَعَ عَهْداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ لِلذَّهَابِ وَرَاءَ ٱلرَّبِّ وَلِحِفْظِ وَصَايَاهُ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ بِكُلِّ ٱلْقَلْبِ وَكُلِّ ٱلنَّفْسِ، لإِقَامَةِ كَلاَمِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ ٱلْمَكْتُوبِ فِي هٰذَا ٱلسِّفْرِ. وَوَقَفَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ عِنْدَ ٱلْعَهْدِ».

٢أيام ٣٤: ٢٩ – ٣٢ تثنية ٣١: ١٠ – ١٣ ص ٢٢: ٨ ص ١١: ١٤ و١٧ تثنية ١٣: ٤

لم يظهر هنا أن الرب تكلم أو وعد شعبه بشيء جديد بل كان الكلام كله من الشعب وكان عهدهم أنهم يرجعون إلى الله ويحفظون شريعته التي كانوا أهملوها فلم يكن العهد مع الرب بل أمام الرب (ع ٣).

والقول «جميع رجال يهوذا وكل سكان أورشليم» لا يستلزم أن كل شخص حضر الاجتماع بل نواب الشعب على اختلاف رتبهم. والأنبياء هم جميع الذين يتكلمون عن الرب فكانوا معلمي الدين ومصلحي حياة الشعب الروحية. والقول «قرأ كل كلام سفر الشريعة» لا يعني أنه قرأ أسفار موسى من أول التكوين إلى آخر التثنية لأن ذلك لا يتم في أقل من عشر ساعات بل إنه قرأ الوصايا وكل ما يختص بواجبات الشعب للرب وربما سفر التثنية هو المشار إليه. وقطعوا العهد بكل القلب وكل النفس (ع ٣) وربما شعروا بأن العهود بالكلام فقط لا تثبت ولا ترضي الرب. ووقوف الشعب علامة قبولهم كل ما قرأه الملك في آذانهم. وأمر موسى باجتماع الشعب ليسمعوا قراءة الشريعة كل سبع سنين (تثنية ٣١: ١٠ – ١٣).

٤ – ٩ «٤ وَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنَ ٱلْعَظِيمَ وَكَهَنَةَ ٱلْفِرْقَةِ ٱلثَّانِيَةِ وَحُرَّاسَ ٱلْبَابِ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْ هَيْكَلِ ٱلرَّبِّ جَمِيعَ ٱلآنِيَةِ ٱلْمَصْنُوعَةِ لِلْبَعْلِ وَلِلسَّارِيَةِ وَلِكُلِّ أَجْنَادِ ٱلسَّمَاءِ، وَأَحْرَقَهَا خَارِجَ أُورُشَلِيمَ فِي حُقُولِ قَدْرُونَ، وَحَمَلَ رَمَادَهَا إِلَى بَيْتِ إِيلَ. ٥ وَلاَشَى كَهَنَةَ ٱلأَصْنَامِ ٱلَّذِينَ جَعَلَهُمْ مُلُوكُ يَهُوذَا لِيُوقِدُوا عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ فِي مُدُنِ يَهُوذَا وَمَا يُحِيطُ بِأُورُشَلِيمَ، وَٱلَّذِينَ يُوقِدُونَ لِلْبَعْلِ: لِلشَّمْسِ وَٱلْقَمَرِ وَٱلْمَنَازِلِ، وَلِكُلِّ أَجْنَادِ ٱلسَّمَاءِ. ٦ وَأَخْرَجَ ٱلسَّارِيَةَ مِنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ وَأَحْرَقَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ، وَدَقَّهَا إِلَى أَنْ صَارَتْ غُبَاراً، وَذَرَّى ٱلْغُبَارَ عَلَى قُبُورِ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ. ٧ وَهَدَمَ بُيُوتَ ٱلْمَأْبُونِينَ ٱلَّتِي عِنْدَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ حَيْثُ كَانَتِ ٱلنِّسَاءُ يَنْسِجْنَ بُيُوتاً لِلسَّارِيَةِ. ٨ وَجَاءَ بِجَمِيعِ ٱلْكَهَنَةِ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا، وَنَجَّسَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ حَيْثُ كَانَ ٱلْكَهَنَةُ يُوقِدُونَ مِنْ جَبْعَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ، وَهَدَمَ مُرْتَفَعَاتِ ٱلأَبْوَابِ ٱلَّتِي عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ يَشُوعَ رَئِيسِ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي عَنِ ٱلْيَسَارِ فِي بَابِ ٱلْمَدِينَةِ. ٩ إِلاَّ أَنَّ كَهَنَةَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ يَصْعَدُوا إِلَى مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ بَلْ أَكَلُوا فَطِيراً بَيْنَ إِخْوَتِهِمْ».

ص ٢٥: ١٨ وإرميا ٥٢: ٢٤ ص ٢١: ٣ و٧ ع ١٥ و٢أيام ٣٤: ٤ و١ملوك ١٤: ٢٤ و١٥: ١٢ خروج ٣٥: ٢٥ و٢٦ وحزقيال ١٦: ١٦ يشوع ٢١: ١٧ و١ملوك ١٥: ٢٢ حزقيال ٤٤: ١٠ – ١٤

كَهَنَةَ ٱلْفِرْقَةِ ٱلثَّانِيَةِ في ٢٥: ١٨ ذكر رئيس الكهنة أو الكاهن الثاني أي الرئيس الثاني أو نائب الرئيس لذلك يظن بعضهم أنه كان نواب لرئيس الكهنة وليس نائب فقط وإنهم كهنة الفرقة الثانية المشار إليهم هنا. ويقول غيرهم إن رئيس الكهنة هو الفرقة الأولى وجميع الكهنة دونه هم الفرقة الثانية.

ٱلآنِيَةِ جميع ما يختص بعبادة الأصنام كالمذابح وحلل الكهنة والتماثيل والأوعية والأدوات. والبعل هو الشمس والسارية هي القمر. وأحرقها خارج أورشليم لئلا تتدنّس المدينة برمادها. وحقول قدرون هي وادي قدرون إلى جهة الشرق من أورشليم والفاصل بينها وبين جبل الزيتون. وكان في هذا المكان مقبرة لعامة الشعب وكان في هذه الناحية وادي ابن هنوم. وتُوفة كان فيها أماكن للتنزُّه ولعبادة الأصنام وتقديم ذبائح لمولك وإجازة الأطفال في النار فنجسها يوشيا بطرحه فيها رماد آنية العبادة الصنمية ومن زمان يوشيا فصاعداً صارت متغوطاً تنصب إليه بواليع البلد ومرمى كناستها وأخذت اسم جهنم وصارت كناية عن موضع العقاب (متّى ٥: ٢٢ و٢٥: ٤٦).

إِلَى بَيْتِ إِيلَ أي إلى مكان خارج أرض يهوذا وكانت بيت إيل مقرّ عبادة العجلين التي أقامها يربعام بن نباط.

لاَشَى (ع ٥) لا نفهم أنه قتلهم بل أنه طردهم من ممارسة خدمتهم الوثنية. وبالعبرانية كلمة لكهنة الأصنام وكلمة أخرى لكهنة الرب والكلمة المستعملة هنا هي المستعملة لكهنة الأصنام.

وَٱلْمَنَازِلِ بنات نعش وهي سبعة كواكب أربعة منها نعش وثلاثة هي بنات أو الاثنا عشر كوكباً من منطقة البروج (أيوب ٣٨: ٣٢). وسموها منازل لأنهم زعموا أن الآلهة نزلوا أو سكنوا فيها.

وَأَخْرَجَ ٱلسَّارِيَةَ (ع ٦) أي تمثال عشتورث. (انظر ٢١: ٧ وتفسيره). أقامها منسى وأزالها (٢أيام ٣٣: ١٥) ورجعها آمون وجمع عشتورث عشتاروث.

وَأَحْرَقَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ كما فعل آسا بالتمثال الذي عملته أمه معكة (١ملوك ١٥: ١٣).

بُيُوتَ ٱلْمَأْبُونِينَ (ع ٧) (انظر ١ملوك ١٤: ٢٤). وكانت تلك الأعمال القبيحة محسوبة خدمة للآلهة فكانت بيوتهم عند بيت الرب لأنه كان في الزمان المشار إليه معبداً للأصنام.

بُيُوتاً لِلسَّارِيَةِ بيوت شعر أو خيم تجري فيها الأعمال القبيحة المذكورة. أو أغطية لتمثال السارية وهي عشتورث.

وَجَاءَ بِجَمِيعِ ٱلْكَهَنَةِ (ع ٨) إلى أورشليم وهي المكان المخصص لعبادة الرب فلا يوقدون بعد في المرتفعات.

مِنْ جَبْعَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب من أرض يهوذا وكانت جبع على حدود بنيامين.

مُرْتَفَعَاتِ ٱلأَبْوَابِ كانوا يوقدون على سطوح البيوت (إرميا ١٩: ٣١) وكان عند أبواب المدينة أبراج وربما أن سطوحها هي المرتفعات المشار إليها كالمكان الذي فيه أصعد ميشع ابنه محرقة (٣: ٢٧). ويقول بعضهم أن هذه المرتفعات هي معابد وثنية كانوا قد بنوها عند أبواب المدينة لكونها أماكن اجتماعات.

إِلاَّ أَنَّ الكَهَنَةَ (ع ٩) لم يمارسوا خدمة الكهنوت لأنهم كانوا سابقاً كهنة المرتفعات ولكنهم أكلوا من التقدمات لكونهم من بني هارون فكانوا كالكهنة الذين فيهم عيوب (لاويين ٢١: ٢١ – ٢٣) وكان خبز التقدمة فطيراً (لاويين ٦: ١٦ – ١٨).

١٠ – ١٤ «١٠ وَنَجَّسَ تُوفَةَ ٱلَّتِي فِي وَادِي بَنِي هِنُّومَ لِكَيْ لاَ يُعَبِّرَ أَحَدٌ ٱبْنَهُ أَوِ ٱبْنَتَهُ فِي ٱلنَّارِ لِمُولَكَ. ١١ وَأَبَادَ ٱلْخَيْلَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا مُلُوكُ يَهُوذَا لِلشَّمْسِ عِنْدَ مَدْخَلِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ عِنْدَ مِخْدَعِ نَثْنَمْلَكَ ٱلْخَصِيِّ ٱلَّذِي فِي ٱلأَرْوِقَةِ، وَمَرْكَبَاتِ ٱلشَّمْسِ أَحْرَقَهَا بِٱلنَّارِ. ١٢ وَٱلْمَذَابِحُ ٱلَّتِي عَلَى سَطْحِ عُلِّيَّةِ آحَازَ ٱلَّتِي عَمِلَهَا مُلُوكُ يَهُوذَا، وَٱلْمَذَابِحُ ٱلَّتِي عَمِلَهَا مَنَسَّى فِي دَارَيْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، هَدَمَهَا ٱلْمَلِكُ. وَرَكَضَ مِنْ هُنَاكَ وَذَرَّى غُبَارَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ. ١٣ وَٱلْمُرْتَفَعَاتُ ٱلَّتِي قُبَالَةَ أُورُشَلِيمَ ٱلَّتِي عَنْ يَمِينِ جَبَلِ ٱلْهَلاَكِ ٱلَّتِي بَنَاهَا سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِعَشْتُورَثَ رَجَاسَةِ ٱلصَّيْدُونِيِّينَ، وَلِكَمُوشَ رَجَاسَةِ ٱلْمُوآبِيِّينَ، وَلِمَلْكُومَ كَرَاهَةِ بَنِي عَمُّونَ، نَجَّسَهَا ٱلْمَلِكُ. ١٤ وَكَسَّرَ ٱلتَّمَاثِيلَ وَقَطَّعَ ٱلسَّوَارِيَ وَمَلأَ مَكَانَهَا مِنْ عِظَامِ ٱلنَّاسِ».

إشعياء ٣٠: ٣٣ وإرميا ٧: ٣١ و٣٢ لاويين ١٨: ٢١ و١ملوك ١١: ٧ إرميا ١٩: ١٣ وصفنيا ١: ٥ ص ٢١: ٥ عدد ٢١: ٢٩ تثنية ٧: ٥ و٢٥ ع ١٦

وَنَجَّسَ تُوفَةَ (انظر ع ٤ وتفسيره). ومعنى توفة موقدة أو مكان الإحراق لأن فيها كانوا يحرقون الذبائح ويُجيزون أولادهم في النار وهي الجزء الجنوبي الشرقي من وادي هنوم وهو واد إلى جنوبي أورشليم وغربيها وينحدر من باب الخليل إلى بئر أيوب ويُسمى أيضاً وادي ابن هنوم أو بني هنوم وهم قبيلة من الكنعانيين (إشعياء ٣٠: ٣٣). وكان لمولك إله بني عمون تمثال مجوّف من نحاس كانوا يوقدون في جوفه ناراً حامية ثم يجيزون أولادهم بين يديه.

وَأَبَادَ ٱلْخَيْلَ (ع ١١) اليونانيون والرومانيون وغيرهم من القدماء شبّهوا الشمس براكب في مركبة يسير من المشرق إلى المغرب وكان في احتفالاتهم الدينية مركبات للشمس. فأحرق يوشيا مركبات الشمس وأباد الخيل أي امتنع من إعطائها لمركبات الشمس كأسلافه من ملوك يهوذا. وربما أن نثنملك الخصي كان الموكل على الخيل وكان مكان الخيل عند مخدعه عند مدخل بيت الرب. وكان للهيكل أروقة ومخادع كثيرة للكهنة وغيرهم من المستخدمين.

سَطْحِ عُلِّيَّةِ آحَازَ (ع ١٢) نستنتج من هذا القول أن آحاز كان قد بنى علّية على أحد أبنية الهيكل ومن سطحها كانوا يرصدون الأجرام السماوية ويعبدونها (إرميا ١٩: ١٣) وكان ملوك يهوذا عملوا مذابح على هذا السطح.

ٱلَّتِي عَمِلَهَا مَنَسَّى (٢١: ٤ و٥).

وَرَكَضَ مِنْ هُنَاكَ دليل على رغبته في إتمام العمل وكان دار بيت الرب مشرفاً على وادي قدرون (انظر ع ٤).

جَبَلِ ٱلْهَلاَكِ (ع ١٣) قبالة أورشليم أي إلى جهة الشرق وعن اليمين إلى جهة الجنوب فهو القسم الجنوبي من جبل الزيتون ودُعي جبل الهلاك لكونه مكان معابد الأصنام التي بناها سليمان في شيخوخته لأجل نسائه الغريبات (١ملوك ١١: ٧).

مِنْ عِظَامِ ٱلنَّاسِ (ع ١٤) وهي نجسة بذاتها ونجسة لأنها علامة الموت والفساد. وأما الآلهة المذكورة فزعم عبدتها أنها مصدر الحياة والخصب وكثرة التوليد (٢١: ٧ وتفسيره).

١٥ – ٢٠ «١٥ وَكَذٰلِكَ ٱلْمَذْبَحُ ٱلَّذِي فِي بَيْتِ إِيلَ فِي ٱلْمُرْتَفَعَةِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، فَذَانِكَ ٱلْمَذْبَحُ وَٱلْمُرْتَفَعَةُ هَدَمَهُمَا وَأَحْرَقَ ٱلْمُرْتَفَعَةَ وَسَحَقَهَا حَتَّى صَارَتْ غُبَاراً، وَأَحْرَقَ ٱلسَّارِيَةَ. ١٦ وَٱلْتَفَتَ يُوشِيَّا فَرَأَى ٱلْقُبُورَ ٱلَّتِي هُنَاكَ فِي ٱلْجَبَلِ، فَأَرْسَلَ وَأَخَذَ ٱلْعِظَامَ مِنَ ٱلْقُبُورِ وَأَحْرَقَهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ وَنَجَّسَهُ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي نَادَى بِهِ رَجُلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي نَادَى بِهٰذَا ٱلْكَلاَمِ. ١٧ وَقَالَ: مَا هٰذِهِ ٱلصُّوَّةُ ٱلَّتِي أَرَى؟ فَقَالَ لَهُ رِجَالُ ٱلْمَدِينَةِ: هِيَ قَبْرُ رَجُلِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا وَنَادَى بِهٰذِهِ ٱلأُمُورِ ٱلَّتِي عَمِلْتَ عَلَى مَذْبَحِ بَيْتِ إِيلَ. ١٨ فَقَالَ: دَعُوهُ. لاَ يُحَرِّكَنَّ أَحَدٌ عِظَامَهُ. فَتَرَكُوا عِظَامَهُ وَعِظَامَ ٱلنَّبِيِّ ٱلَّذِي جَاءَ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ. ١٩ وَكَذَا جَمِيعُ بُيُوتِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ ٱلَّتِي فِي مُدُنِ ٱلسَّامِرَةِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا مُلُوكُ إِسْرَائِيلَ لِلإِغَاظَةِ أَزَالَهَا يُوشِيَّا، وَعَمِلَ بِهَا حَسَبَ جَمِيعِ ٱلأَعْمَالِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا فِي بَيْتِ إِيلَ. ٢٠ وَذَبَحَ جَمِيعَ كَهَنَةِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ ٱلَّتِي هُنَاكَ عَلَى ٱلْمَذَابِحِ، وَأَحْرَقَ عِظَامَ ٱلنَّاسِ عَلَيْهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ».

١ملوك ١٣: ١ و١ملوك ١٢: ٢٨ – ٣٣ ع ٦ و١ملوك ١٣: ٢ و١ملوك ١٣: ١ و٣٠ و٣١ و١ملوك ١٣: ١١ و٣١ و٢أيام ٣٤: ٦ و٧ ص ١٠: ٢٥ و١١: ١٨

ٱلَّذِي فِي بَيْتِ إِيلَ (ع ١٥) كانت بيت إيل محل عبادة العجلين (١ملوك ١٢: ٣٢) ونستنتج أن تسلط أشور على أرض إسرائيل (١٧: ٢٤) في ذلك الزمان كان ضعيفاً لأن ملك يهوذا جاء وهدم وذبح أناساً وأصلح بلا مانع من الحكومة. وهذا يطابق المذكور في تواريخ الممالك في زمانه لأن مملكة أشور كانت أوشكت أن تسقط. وكان قد أتى من الشمال جماعة من السكيثيين ودخلوا آسيا الصغرى وقام البابليون والماديون على أشور فالتهى الملك بهذه الحروب وغضّ النظر عما عمله يوشيا. وربما تسلّط يوشيا تسلطاً وقتياً على أرض إسرائيل.

وَأَحْرَقَ ٱلْمُرْتَفَعَةَ الإشارة هنا إلى معبد قد عمل في المرتفعة فهدم يوشيا المذبح والمعبد وأحرق ما كان من الخشب وسحق الحجارة.

وَأَحْرَقَهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ (ع ١٦) ربما أحرق العظام على المذبح قبلما هدمه أو أحرقها في موضع المذبح ونجّس حتى الموضع (انظر ع ١٤).

رَجُلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي نَادَى (انظر ١ملوك ١٣: ٢) وكان رجل الله قد تنبأ بهذه الحادثة قبلما حدثت بثلاث مئة سنة وسمّى يوشيا باسمه ولم يعرف يوشيا تلك النبوءة إلا بعد ما تمّمها.

ٱلنَّبِيِّ ٱلَّذِي جَاءَ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ (ع ١٨) كان النبي من بيت إيل وهي إحدى مدن السامرة (١ملوك ١٣: ١١).

وَذَبَحَ جَمِيعَ الكَهَنَةِ (ع ٢٠) لا نقول إن هذا العمل هو قساوة لأن الله كان قد احتمل المخطئين بهذه الخطيئة مدة ثلاث مئة سنة وأرسل لهم أنبياءه وحذرهم فلم ينتبهوا. وهكذا عمل إيليا في مذبح كهنة البعل (١ملوك ١٨: ٤٠).

٢١ – ٢٣ «٢١ وَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ جَمِيعَ ٱلشَّعْبِ: ٱعْمَلُوا فِصْحاً لِلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ ٱلْعَهْدِ هٰذَا. ٢٢ إِنَّهُ لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُ هٰذَا ٱلْفِصْحِ مُنْذُ أَيَّامِ ٱلْقُضَاةِ ٱلَّذِينَ حَكَمُوا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَلاَ فِي كُلِّ أَيَّامِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ يَهُوذَا. ٢٣ وَلٰكِنْ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يُوشِيَّا عُمِلَ هٰذَا ٱلْفِصْحُ لِلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ».

٢أيام ٣٥: ١ – ١٧ عدد ٩: ٢ – ٤ وتثنية ١٦: ٢ – ٨ و٢أيام ٣٥: ١٨ و١٩

ٱعْمَلُوا فِصْحاً لِلرَّبِّ وأعياد الفصح المذكورة هي: الأول عند الخروج من مصر (خروج ص ١٢) والثانية في برية سيناء في السنة الثانية من الخروج (عدد ٩: ٥) والثالث عند دخولهم أرض كنعان (يشوع ٥: ١٠) والرابع في أيام حزقيا (٢أيام ٣٠: ١) وربما كان أعياد غير المذكورة. وذُكر هذا العيد بالتفصيل في (٢أيام ٣٥: ١ – ١٩). ومما ميّز فصح يوشيا عما سبقه كثرة الذبائح وحفظه حسب الشريعة وفي الوقت المعيّن أي في الرابع عشر من الشهر الأول.

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ (ع ٢٣) وفي هذه السنة كان ترميم بيت الرب والاجتماع العظيم في أورشليم لأجل قراءة سفر الشريعة وتجديد العهد وهدم يوشيا المذابح الوثنية في أورشليم ويهوذا وبيت إيل ومدن السامرة وكانت هذه الحوادث قبل ممارسة الفصح. فالأرجح أن السنة المذكورة لم تُحسب من أول شهر نيسان لأن الفصح كان في اليوم الرابع عشر منه ولم تكف مدة ١٤ يوماً لإتمام الأعمال المذكورة بل حُسبت من أول تشرين الأول (خروج ٢٣: ١٦ ولاويين ٢٥: ٨ – ١٣).

٢٤، ٢٥ «٢٤ وَكَذٰلِكَ ٱلسَّحَرَةُ وَٱلْعَرَّافُونَ وَٱلتَّرَافِيمُ وَٱلأَصْنَامُ وَجَمِيعُ ٱلرَّجَاسَاتِ ٱلَّتِي رُئِيَتْ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ أَبَادَهَا يُوشِيَّا لِيُقِيمَ كَلاَمَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمَكْتُوبَ فِي ٱلسِّفْرِ ٱلَّذِي وَجَدَهُ حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنُ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. ٢٥ وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مَلِكٌ مِثْلُهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى ٱلرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَكُلِّ نَفْسِهِ وَكُلِّ قُوَّتِهِ حَسَبَ كُلِّ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَبَعْدَهُ لَمْ يَقُمْ مِثْلُهُ».

ص ٢١: ٦ ولاويين ١٩: ٣١ تكوين ٣١: ١٩ ص ٢١: ١١ و٢١ تثنية ١٨: ١٠ – ١٢ ص ٢٢: ٨ ص ١٨: ٥

ٱلسَّحَرَةُ وَٱلْعَرَّافُونَ وَٱلتَّرَافِيمُ (١٧: ١٧) (واطلب سحرة وترافيم في قاموس الكتاب). وترافيم كلمة عبرانية ومعناها آلهة بيتية.

لِيُقِيمَ كَلاَمَ ٱلشَّرِيعَةِ (لاويين ٢٠: ٦ وتثنية ١٨: ٩ – ١٢) أباد عبادة الأصنام في المعابد وفي البيوت أيضاً.

وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ (انظر ١٨: ٥) حيث قيل نفس القول في حزقيا وربما قصد الكاتب أنه لم يكن مثل حزقيا في اتكاله على الرب ولم يكن مثل يوشيا في حفظه الشريعة.

٢٦، ٢٧ «٢٦ وَلٰكِنَّ ٱلرَّبَّ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ ٱلْعَظِيمِ، لأَنَّ غَضَبَهُ حَمِيَ عَلَى يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ ٱلإِغَاظَاتِ ٱلَّتِي أَغَاظَهُ إِيَّاهَا مَنَسَّى. ٢٧ فَقَالَ ٱلرَّبُّ: إِنِّي أَنْزِعُ يَهُوذَا أَيْضاً مِنْ أَمَامِي كَمَا نَزَعْتُ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْفُضُ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي ٱخْتَرْتُهَا أُورُشَلِيمَ وَٱلْبَيْتَ ٱلَّذِي قُلْتُ يَكُونُ ٱسْمِي فِيهِ».

ص ٢١: ١١ – ١٣ وإرميا ١٥: ٤ ص ١٨: ١١ ص ٢١: ١٣ و١٤

حمي غضب الرب على يهوذا من أجل خطايا منسّى. (انظر الوصية الثانية خروج ٢٠: ٥) «افتقد ذنوب الآباء في الأبناء». وانظر أيضاً قول الرب في (حزقيال ١٨: ٢٠) «اَلنَّفْسُ ٱلَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ ٱلأَبِ الخ». إن خطايا منسّى أثرت في الجيل التابع والجيل التابع أخطأوا أيضاً خطايا استوجبت كل ما أصابهم (إرميا ٥: ١ و٢ و٢٣ و٦: ١٣).

٢٨ – ٣٠ «٢٨ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوشِيَّا وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. ٢٩ فِي أَيَّامِهِ صَعِدَ فِرْعَوْنُ نَخُو مَلِكُ مِصْرَ عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ إِلَى نَهْرِ ٱلْفُرَاتِ. فَصَعِدَ ٱلْمَلِكُ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ، فَقَتَلَهُ فِي مَجِدُّو حِينَ رَآهُ. ٣٠ وَأَرْكَبَهُ عَبِيدُهُ مَيِّتاً مِنْ مَجِدُّو وَجَاءُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ. فَأَخَذَ شَعْبُ ٱلأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا وَمَسَحُوهُ وَمَلَّكُوهُ عِوَضاً عَنْ أَبِيهِ».

٢أيام ٣٥: ٢٠ – ٢٤ إرميا ٤٦: ٢ قضاة ٥: ١٩ ص ٩: ٢٨ و٢أيام ٣٦: ١ – ٤

لا يذكر الكتاب شيئاً من الحوادث من السنة الثامنة عشرة ليوشيا إلى آخر حياته أي مدة ١٣ سنة فنستنتج أنه ملك بالحكمة وبالراحة والسلام. ومن التواريخ نعلم أن السكيثيين هجموا على آسيا الصغرى وانتصر ملك مصر على فينيقية وسقطت نينوى ومملكة أشور وقامت مملكة بابل.

فِرْعَوْنُ نَخُو (ع ٢٩) اغتنم الفرصة للهجوم على سوريا وما بين النهرين حينما سقطت مملكة أشور وكانت مملكة بابل جديدة وكانت آسيا الصغرى مشوشة.

عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ والأرجح أنه نبوبولاسر أبو نبوخذ ناصر وهو بالحقيقة ملك بابل ودُعي ملك أشور لكونه وارث مملكة أشور (عزرا ٦: ٢٢).

فَصَعِدَ ٱلْمَلِكُ يُوشِيَّا لأنه كان خاضعاً لملك بابل فكان من واجباته مقاومة من تعدّى عليه أو لأن ملك مصر تعدّى على يوشيا بمروره في أرضه. وفهم يوشيا أنه إن لم يقاومه فإن مملكته تسقط دون شك بيد ملك مصر.

مَجِدُّو وهي لجون الحالية وبقعة مجدو (٢أيام ٣٥: ٢٢) هي قسم من مرج ابن عامر. والمظنون أن ملك مصر أتى إلى عكا في البحر. وفي (٢أيام ٣٥: ٢٠ – ٢٧) إن ملك مصر قال ليوشيا إن الله قد أمره بالإسراع في حربه على ملك أشور فلم تكن حربه على ملك يهوذا. وأما يوشيا فلم يصدق أن كلام نخو هو كلام الله أو لم ينتبه إليه فحارب وقُتل. وقيل أيضاً إن عبيده ساروا به إلى أورشليم فمات أي جُرح جرحاً مميتاً في مجدو ومات في أورشليم. وناحوا عليه ورثاه إرميا. ومرثاته غير السفر المعروف باسم مراثي إرميا.

٣١ – ٣٧ «٣١ كَانَ يَهُوآحَازُ ٱبْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ حَمُوطَلُ بِنْتُ إِرْمِيَا مِنْ لِبْنَةَ. ٣٢ فَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَهُ آبَاؤُهُ. ٣٣ وَأَسَرَهُ فِرْعَوْنُ نَخُو فِي رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ لِئَلاَّ يَمْلِكَ فِي أُورُشَلِيمَ، وَغَرَّمَ ٱلأَرْضَ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَوَزْنَةٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ. ٣٤ وَمَلَّكَ فِرْعَوْنُ نَخُو أَلِيَاقِيمَ بْنَ يُوشِيَّا عِوَضاً عَنْ يُوشِيَّا أَبِيهِ، وَغَيَّرَ ٱسْمَهُ إِلَى يَهُويَاقِيمَ، وَأَخَذَ يَهُوآحَازَ وَجَاءَ إِلَى مِصْرَ فَمَاتَ هُنَاكَ. ٣٥ وَدَفَعَ يَهُويَاقِيمُ ٱلْفِضَّةَ وَٱلذَّهَبَ لِفِرْعَوْنَ، إِلاَّ أَنَّهُ قَوَّمَ ٱلأَرْضَ لِدَفْعِ ٱلْفِضَّةِ بِأَمْرِ فِرْعَوْنَ. كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ تَقْوِيمِهِ. فَطَالَبَ شَعْبَ ٱلأَرْضِ بِٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ لِيَدْفَعَ لِفِرْعَوْنَ نَخُو. ٣٦ كَانَ يَهُويَاقِيمُ ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ. وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ زَبِيدَةُ بِنْتُ فِدَايَةَ مِنْ رُومَةَ. ٣٧ وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ آبَاؤُهُ».

١أيام ٣: ١٥ وإرميا ٢٢: ١١ ص ٢٤: ١٨ ص ٢١: ٢ – ٧ ع ٢٩ ص ٢٥: ٦ و١ملوك ٨: ٦٥ و١أيام ٣: ١٥ ص ٢٤: ١٧ إرميا ٢٢: ١١ و١٢ وحزقيال ١٩: ٣ و٤ ع ٣٣ و٢أيام ٣٦: ٥ الخ ع ٣٢

كان يهوآحاز ثالث أبناء يوشيا ولا نعرف لماذا ملّكه الشعب ولم يملّك أخاه الأكبر ألياقيم. وأبناء يوشيا هم: الأول يوحنا (١أيام ٣: ١٦) وربما مات قبل موت أبيه. والثاني ألياقيم أو يهوياقيم. والثالث شلوم أو يهو آحاز. والرابع متنيا أو صدقيا.

ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ بينما ذهب فرعون نخو إلى كركميش ورجع. فإنه ترك جيشه ورجع إلى مصر ثم ذهب ثانية إلى كركميش ولقي نبوخذناصر وانكسر في الحرب وأخذ نبوخذناصر كل ما كان لملك مصر من نهر الفرات إلى نهر مصر (٢٤: ٧) وربلة على نهر العاصي على بعد ٣٥ ميلاً إلى جنوبي حماة وكانت على الطريق من كركميش أو من بابل إلى أورشليم أو إلى سواحل البحر ومصر. وخلع يهوآحاز لأن شعب يهوذا كانوا قد ملّكوه بلا إرادته. كانت أم يهوآحاز حموطل بنت إرميا من لبنة وليس هو إرميا النبي الذي كان من عناثوث. وعمل الشر في عيني الرب كما عمل جداه أمون ومنسّى وكان عموم الشعب أشراراً فنستنتج أن إصلاح يوشيا كان منه وليس من الشعب عموماً.

وَغَرَّمَ ٱلأَرْضَ (ع ٣٣) والقيمة نحو ٣٢ ألف ليرة وكان ذلك قليلاً بالنسبة إلى ما أخذه سنحاريب (١٨: ١٤) وأما يهوياقيم فقوّم الأرض لدفع المطلوب منه وطالب الأرض به. ودعى إمريا يهوآحاز باسم شلوم (إرميا ٢٢: ١١) وسماه حزقيال شبلاً وقال إنه تعلّم افتراس الفريسة وإنه سيوضع في قفص بخزائم ويؤتى به إلى ملك بابل (حزقيال ١٩: ٣ – ٩) وقال إرميا في يهوياقيم «وَيْلٌ لِمَنْ يَبْنِي بَيْتَهُ بِغَيْرِ عَدْلٍ… يَسْتَخْدِمُ صَاحِبَهُ مَجَّاناً… عَيْنَيْكَ وَقَلْبَكَ لَيْسَتْ إِلاَّ عَلَى خَطْفِكَ، وَعَلَى ٱلدَّمِ ٱلزَّكِيِّ… يُدْفَنُ دَفْنَ حِمَارٍ مَسْحُوباً وَمَطْرُوحاً بَعِيداً عَنْ أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ» (إرميا ٢٢: ١٣ – ١٩) أي يؤتى به إلى ملك بابل ولكنه لا يذهب إلى بابل بل يُقتل وتُطرح جثته على الأرض. وقتل يهوياقيم النبي أوريا (إرميا ٢٦: ٢٠ – ٢٣) وأحرق الدرج الذي كتبه إرميا (إرميا ٣٦: ٢٠ – ٣٢).

إن في أول هذا الأصحاح خبر إصلاح يوشيا وهو إصلاح كامل. ومع ذلك نرى أن أولاده وشعبه كلهم رجعوا للشرور حتى في حياته كما يظهر من سفر إرميا. وفي هذا الموضوع يقول بعضهم أن يوشيا أفرط بقساوته واستعماله القوة الجسدية والاستبداد مع أن الإصلاح الحقيقي لا يتم إلا بالتعليم والوعظ والإقناع والتربية والصبر والمحبة الخ. ويقول غيرهم أن يوشيا عمل ما كان يجب عمله ولم يمكنه أن يعمل غير ما عمله وكان هدم المذابح والمعابد وقتل كهنة العبادة الوثنية لازمين وواجبين ليظهر عمل الله وغضبه على الخطاة. وأما الشعب فكانوا فاسدين من الأجيال السابقة ووصلوا إلى ما لا يمكن إصلاحه وعملوا خطايا لا يمكن غفرانها (إرميا ١٥: ١ – ٩).

فوائد

  1. الوسائل اللازمة لأجل تجديد الحياة الروحية وإثباتها. ومنها (١) أن يقرأ الناس عموماً كباراً وصغاراً الكتاب المقدس (٢) العهد مع الرب وهو يحتوي على التوبة والإيمان والعزم الثابت على الطاعة الكاملة (٣) ممارسة الفرائض الدينية كالاجتماع الدائم مع شعب الله في أماكن الصلاة وممارسة سرَّي العماد والعشاء الربي.
  2. التطهير من الخطية: (١) إن الله يغضب كل الغضب من الخطية فيجب أن لا نستخف بها بل أن نكرهها كرهاً شديداً (٢) إنه يلزمنا تطهير قلبي وليس تطهير جسدي فقط فننزع من بيوتنا الصور والكتب غير اللائقة ومن أفواهنا السفاهة والكذب ومن قلوبنا الطمع والكبرياء والحسد والأفكار القبيحة (٣) إن أحسن واسطة لإخراج القبيح هي دخول الطاهر فيكون الوعظ والتعليم والتعزية والمحبة عوضاً عن اللعن والتجديف والذم وتكون المعاشرات الصالحة عوضاً عن المعاشرات الردية والصلاة والتسبيح والتأملات الروحية عوضاً عن الأفكار القبيحة.
  3. الموت في منتصف العمر قد يكون رحمة: (١) لأنه بلا ضعف الشيخوخة العقلي والجسدي (٢) لأنه في وسط الخدمة الصالحة فيكون لمن يموت هكذا مناحة وذكر طيب وأما من يعيش للشيخوخة فمن المحتمل أن العالم ينساه قبلما يموت (٣) لأن بعض الناس في الشيخوخة يسقطون كسليمان في خطايا عظيمة أو يعملون أو يتكلمون بما لا يليق بسب ضعفهم العقلي والجسدي.
السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى