الملوك الثاني

سفر الملوك الثاني | 10 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الملوك الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ

١ – ١٤ «١ وَكَانَ لأَخْآبَ سَبْعُونَ ٱبْناً فِي ٱلسَّامِرَةِ. فَكَتَبَ يَاهُو رَسَائِلَ وَأَرْسَلَهَا إِلَى ٱلسَّامِرَةِ إِلَى رُؤَسَاءِ يَزْرَعِيلَ ٱلشُّيُوخِ وَإِلَى مُرَبِّي أَخْآبَ قَائِلاً: ٢ فَٱلآنَ عِنْدَ وُصُولِ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ إِلَيْكُمْ، إِذْ عِنْدَكُمْ بَنُو سَيِّدِكُمْ وَعِنْدَكُمْ مَرْكَبَاتٌ وَخَيْلٌ وَمَدِينَةٌ مُحَصَّنَةٌ وَسِلاَحٌ، ٣ ٱنْظُرُوا ٱلأَفْضَلَ وَٱلأَصْلَحَ مِنْ بَنِي سَيِّدِكُمْ وَٱجْعَلُوهُ عَلَى كُرْسِيِّ أَبِيهِ وَحَارِبُوا عَنْ بَيْتِ سَيِّدِكُمْ. ٤ فَخَافُوا جِدّاً جِدّاً وَقَالُوا: هُوَذَا مَلِكَانِ لَمْ يَقِفَا أَمَامَهُ، فَكَيْفَ نَقِفُ نَحْنُ؟ ٥ فَأَرْسَلَ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَيْتِ وَٱلَّذِي عَلَى ٱلْمَدِينَةِ وَٱلشُّيُوخُ وَٱلْمُرَبُّونَ إِلَى يَاهُو قَائِلِينَ: عَبِيدُكَ نَحْنُ، وَكُلَّ مَا قُلْتَ لَنَا نَفْعَلُهُ. لاَ نُمَلِّكُ أَحَداً. مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ فَٱفْعَلْهُ. ٦ فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً قَائِلاً: إِنْ كُنْتُمْ لِي وَسَمِعْتُمْ لِقَوْلِي، فَخُذُوا رُؤُوسَ ٱلرِّجَالِ بَنِي سَيِّدِكُمْ وَتَعَالَوْا إِلَيَّ فِي نَحْوِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ غَداً إِلَى يَزْرَعِيلَ. وَبَنُو ٱلْمَلِكِ سَبْعُونَ رَجُلاً كَانُوا مَعَ عُظَمَاءِ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّذِينَ رَبَّوْهُمْ. ٧ فَلَمَّا وَصَلَتِ ٱلرِّسَالَةُ إِلَيْهِمْ أَخَذُوا بَنِي ٱلْمَلِكِ وَقَتَلُوا سَبْعِينَ رَجُلاً وَوَضَعُوا رُؤُوسَهُمْ فِي سِلاَلٍ وَأَرْسَلُوهَا إِلَيْهِ إِلَى يَزْرَعِيلَ. ٨ فَجَاءَ ٱلرَّسُولُ وَأَخْبَرَهُ: قَدْ أَتَوْا بِرُؤُوسِ بَنِي ٱلْمَلِكِ. فَقَالَ: ٱجْعَلُوهَا كُومَتَيْنِ فِي مَدْخَلِ ٱلْبَابِ إِلَى ٱلصَّبَاحِ. ٩ وَفِي ٱلصَّبَاحِ خَرَجَ وَوَقَفَ وَقَالَ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ: أَنْتُمْ أَبْرِيَاءُ. هَئَنَذَا قَدْ عَصَيْتُ عَلَى سَيِّدِي وَقَتَلْتُهُ، وَلٰكِنْ مَنْ قَتَلَ كُلَّ هٰؤُلاَءِ؟ ١٠ فَٱعْلَمُوا ٱلآنَ أَنَّهُ لاَ يَسْقُطُ مِنْ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ عَلَى بَيْتِ أَخْآبَ، وَقَدْ فَعَلَ ٱلرَّبُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ إِيلِيَّا. ١١ وَقَتَلَ يَاهُو كُلَّ ٱلَّذِينَ بَقُوا لِبَيْتِ أَخْآبَ فِي يَزْرَعِيلَ وَكُلَّ عُظَمَائِهِ وَمَعَارِفِهِ وَكَهَنَتِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ لَهُ شَارِداً. ١٢ ثُمَّ قَامَ وَجَاءَ سَائِراً إِلَى ٱلسَّامِرَةِ. وَإِذْ كَانَ عِنْدَ بَيْتِ عَقْدِ ٱلرُّعَاةِ فِي ٱلطَّرِيقِ ١٣ صَادَفَ يَاهُو إِخْوَةَ أَخَزْيَا مَلِكِ يَهُوذَا. فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: نَحْنُ إِخْوَةُ أَخَزْيَا، وَنَحْنُ نَازِلُونَ لِنُسَلِّمَ عَلَى بَنِي ٱلْمَلِكِ وَبَنِي ٱلْمَلِكَةِ. ١٤ فَقَالَ: أَمْسِكُوهُمْ أَحْيَاءً. فَأَمْسَكُوهُمْ أَحْيَاءً وَقَتَلُوهُمْ عِنْدَ بِئْرِ بَيْتِ عَقْدٍ، ٱثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ رَجُلاً وَلَمْ يُبْقِ مِنْهُمْ أَحَداً».

١ملوك ١٦: ٢٤ – ٢٩ ص ١٨: ١٤ ويشوع ٩: ٨ و١١ و١ملوك ٢٠: ٤ و٣٢ ص ١١: ١ وقضاة ٩: ٥ ص ٩: ١٤ – ٢٤ ع ٦ ص ٩: ٧ – ١٠ و١ملوك ٢١: ١٩ – ٢٩ ص ٨: ٢٤ و٢٩ و٢أيام ٢١: ١٧ و٢٢: ٨

سَبْعُونَ ٱبْناً من نسله كأولاده وأحفاده. وكانت السامرة مسكنهم لكونها القاعدة.

إِلَى رُؤَسَاءِ يَزْرَعِيلَ ربما كان رؤساء يزرعيل قد هربوا من يزرعيل إلى السامرة. وفي الترجمة السبعينية إلى رؤساء السامرة. وفي الترجمة اليسوعية إلى رؤساء إسرائيل. وحسب ترجمة أخرى أرسلها من يزرعيل إلى رؤساء السامرة والشيوخ.

مُرَبِّي أَخْآبَ الذين ربوا أولاده وأحفاده.

عِنْدَكُمْ مَرْكَبَاتٌ الخ (ع ٢) تهكم عليهم فمعناه عندكم أمراء ومركبات الخ فتعالوا نتحارب ولكنه عرف جيداً أنهم لا يعملون شيئاً.

فَخَافُوا جِدّاً (ع ٤) عرفوا أنه تهكم عليهم ولم يخف منهم. وكانوا بلا ملك وفي حالة التشويش.

مَلِكَانِ لَمْ يَقِفَا أَمَامَهُ استنتجوا أن من تجاسر وقتل ملكين وإن كان غدراً يكون مستعداً لأن يقتل أيضاً كل من يقاومه. وكانوا سابقاً عبيداً لملك مطلق ومعتادين الطاعة لا التدبير.

غَداً (ع ٦) لم يعطهم وقتاً للتأمل والمراجعة. وكان تقديم رؤوس الرجال أحسن بيّنة على أنهم قد قُتلوا.

أَخَذُوا بَنِي ٱلْمَلِكِ (ع ٧) لو كان لهم شيء من الأمانة لبيت سيدهم أو شيء من المحبة لأولئك الأولاد الذين ربوهم لما قتلوهم بهذه السرعة وبلا اعتراض. وبعملهم هذا اضطروا أن يقطعوا علاقاتهم مع بيت أخآب ويصيروا من أتباع ياهو.

وَأَرْسَلُوهَا لم يحضروا حسب أمر ياهو (ع ٦) بل أرسلوا الرؤوس وذلك إما لانهم خافوا أو لأنهم خجلوا من عملهم القبيح.

كُومَتَانِ كومة عن اليمين وكومة عن اليسار في مدخل الباب ليراها جميع الداخلين والخارجين فيخافوا من ياهو ويخضعوا له.

أَنْتُمْ أَبْرِيَاءُ (ع ٩) طلب منهم الحكم لأنهم خالون من كل غرض وليس لهم يد فيما قد حدث. واحتجاجه هو أنه لم يقتل بني الملك وإن كان قد قتل الملك. والأمر كله من الرب الذي تكلم بفم إيليا في إبادة نسل أخآب (١ملوك ٢١: ٢١) ولم يصدق تماماً في قوله لأن بني الملك قد قُتلوا بأمره. ولكنه صدق في قوله إن الأمر من الرب (٩: ٧ و١٠: ٣٠).

بَيْتِ عَقْدِ ٱلرُّعَاةِ (ع ١٢) في الترجمة اليسوعية بيت مجتمع الرعاة وفي الترجمة الإنكليزية بيت الجزّ للرعاة أي المكان الذي كان الرعاة يجزون غنمهم فيه. وربما في كلمة عقد إشارة إلى ربط الغنم عند جزها. وموقعه مجهول.

إِخْوَةَ أَخَزْيَا (ع ١٣) أولاد إخوته لأن إخوته كانوا قد قُتلوا (٢أيام ٢١: ١٧ و٢٢: ٨) قالوا إنهم نازلون ليسلموا على بني الملك. وربما كانوا قد سمعوا خبر الانقلاب السياسي ولم يسمعوا خبر قتل الملكين والأمراء والعظماء فأرادوا أن يتحققوا الخبر ويزوروا أنسباءهم.

أَمْسِكُوهُمْ أَحْيَاءً (ع ١٤) ربما افتكر أولاً أن يأسرهم وبعد التأمل استحسن قتلهم أو إنه أمر بإمساكهم لئلا يهربوا قبلما يتمكن من قتلهم.

عِنْدَ بِئْرِ بَيْتِ عَقْدٍ (انظر ع ١٢). ربما طرحوا جثثهم في البئر (إرميا ٤١: ٧).

١٥ – ١٧ «١٥ ثُمَّ ٱنْطَلَقَ مِنْ هُنَاكَ فَصَادَفَ يَهُونَادَابَ بْنَ رَكَابٍ يُلاَقِيهِ، فَبَارَكَهُ وَقَالَ لَهُ: هَلْ قَلْبُكَ مُسْتَقِيمٌ نَظِيرُ قَلْبِي مَعَ قَلْبِكَ؟ فَقَالَ يَهُونَادَابُ: نَعَمْ. فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ. فَأَعْطَاهُ يَدَهُ، فَأَصْعَدَهُ إِلَيْهِ إِلَى ٱلْمَرْكَبَةِ. ١٦ وَقَالَ: هَلُمَّ مَعِي وَٱنْظُرْ غَيْرَتِي لِلرَّبِّ. وَأَرْكَبَهُ مَعَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ. ١٧ وَجَاءَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي ٱلسَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا».

إرميا ٣٥: ٦ – ١٩ و١أيام ٢: ٥٥ عزرا ١٠: ١٩ وحزقيال ١٧: ١٨ و١ملوك ١٩: ١٠ ص ٩: ٨ ع ١٠

يَهُونَادَابَ رئيس قبيلة القينيين (إرميا ٣٥: ٦ – ٩) ورأى ياهو أنه باتحاده معه يجذب إليه القبيلة كلها وكان يهوناداب مستعداً لهذا الاتحاد لكونه من مقاومي عبادة البعل. إن حوباب القيني رافق بني إسرائيل في رحلتهم من مصر. وبعد دخولهم إلى أرض كنعان سكن القينيون في جنوب يهوذا.

يُلاَقِيهِ وفي الترجمة اليسوعية آتياً لاستقباله.

هَلْ قَلْبُكَ مُسْتَقِيمٌ وفي الترجمة السبعينية هل قلبك مستقيم مع قلبي نظير قلبي مع قلبك.

نَعَمْ جوابه يدل على غيرة واتفاق قلبي.

هَاتِ يَدَكَ وهذا قول ياهو ليهوناداب وقصده أولاً المساعدة له ليصعد إليه إلى المركبة وثانياً علامة المعاهدة بينهما. ووجوده معه في المركبة علامة ظاهرة لجميع الناس إنه متفق مع ياهو.

غَيْرَتِي لِلرَّبِّ (ع ١٦) كانت غيرة ياهو في إبادة نسل أخآب واستئصال عبادة البعل ولكنه لم يقصد عبادة الرب الطاهرة بل عبادة العجول حسب رسم يربعام (ع ٣١).

ٱلَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ (ع ١٧) كان قد قُتل سابقاً حسب أمره سبعون من نسل أخآب (ع ١).

١٨ – ٢٤ «١٨ ثُمَّ جَمَعَ يَاهُو كُلَّ ٱلشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَخْآبَ قَدْ عَبَدَ ٱلْبَعْلَ قَلِيلاً، وَأَمَّا يَاهُو فَإِنَّهُ يَعْبُدُهُ كَثِيراً. ١٩ وَٱلآنَ فَٱدْعُوا إِلَيَّ جَمِيعَ أَنْبِيَاءِ ٱلْبَعْلِ وَكُلَّ عَابِدِيهِ وَكُلَّ كَهَنَتِهِ. لاَ يُفْقَدْ أَحَدٌ، لأَنَّ لِي ذَبِيحَةً عَظِيمَةً لِلْبَعْلِ. كُلُّ مَنْ فُقِدَ لاَ يَعِيشُ. وَقَدْ فَعَلَ يَاهُو بِمَكْرٍ لِيُفْنِيَ عَبَدَةَ ٱلْبَعْلِ. ٢٠ وَقَالَ يَاهُو: قَدِّسُوا ٱعْتِكَافاً لِلْبَعْلِ. فَنَادُوا بِهِ. ٢١ وَأَرْسَلَ يَاهُو فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ فَأَتَى جَمِيعُ عَبَدَةِ ٱلْبَعْلِ وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ أَتَى، وَدَخَلُوا بَيْتَ ٱلْبَعْلِ فَٱمْتَلأَ بَيْتُ ٱلْبَعْلِ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ. ٢٢ فَقَالَ لِلَّذِي عَلَى ٱلْمَلاَبِسِ: أَخْرِجْ مَلاَبِسَ لِكُلِّ عَبَدَةِ ٱلْبَعْلِ. فَأَخْرَجَ لَهُمْ مَلاَبِسَ. ٢٣ وَدَخَلَ يَاهُو وَيَهُونَادَابُ بْنُ رَكَابٍ إِلَى بَيْتِ ٱلْبَعْلِ. فَقَالَ لِعَبَدَةِ ٱلْبَعْلِ: فَتِّشُوا وَٱنْظُرُوا لِئَلاَّ يَكُونَ مَعَكُمْ هٰهُنَا أَحَدٌ مِنْ عَبِيدِ ٱلرَّبِّ، وَلٰكِنَّ عَبَدَةَ ٱلْبَعْلِ وَحْدَهُمْ. ٢٤ وَدَخَلُوا لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ. وَأَمَّا يَاهُو فَأَقَامَ خَارِجاً ثَمَانِينَ رَجُلاً وَقَالَ: ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَنْجُو مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ أَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى أَيْدِيكُمْ تَكُونُ أَنْفُسُكُمْ بَدَلَ نَفْسِهِ».

١ملوك ١٦: ٣١ و٣٢ و١ملوك ١٨: ١٩ و٢٢: ٦ يوئيل ١: ١٤ خروج ٣٢: ٤ – ٦ ص ١١: ١٨ و١ملوك ١٦: ٣٢ و١ملوك ٢٠: ٣٠ – ٤٢

أَخْآبَ قَدْ عَبَدَ ٱلْبَعْلَ قَلِيلاً كان أخآب قد أقام مذبحاً للبعل وبنى له بيتاً في السامرة (١ملوك ١٦: ٣٢) ولكنه سمّى أحد أولاده يهورام ومعناه «ليتعالى الرب» وولداً آخر أخزيا ومعناه «أعان الرب». وكان يهورام قد أزال تمثال البعل الذي عمله أبوه (٣: ٢). وعرف أهل السامرة أن ياهو قد قتل بيت أخآب والكهنة وإيزابل التي كانت رئيسة عبدة البعل. ودخل السامرة مع يهوناداب الذي اشتهر لمقاومته عبادة البعل. وربما حضروا لخوفهم من ياهو لأنه قال كل من فُقد، أي من لا يحضر، لا يعيش.

فَعَلَ يَاهُو بِمَكْرٍ (ع ١٩) كانت غايته أن يجمع كل عبدة البعل في مكان واحد حتى يذبحهم جميعهم دفعة واحدة ولا يكون لهم فرصة ليهربوا ولا ليقاوموا.

ٱعْتِكَافاً (ع ٢٠) يوم بطالة لأجل خدمة دينية (لاويين ٢٣: ٣٦) والظاهر أن جميع الشعب كانوا راضين عنه ولم يقم أحد من عبدة الرب ليعترض عليه.

فَأَتَى جَمِيعُ عَبَدَةِ ٱلْبَعْلِ (ع ٢٠) لم يكونوا كثيرين بالنسبة إلى غيرهم من الإسرائيليين وإن كانوا كثيرين بالنسبة إلى سعة البيت.

بَيْتَ ٱلْبَعْلِ بناه أخآب (١ملوك ١٦: ٣٢) ولا شك في أنه كان له كما كان للمعابد الوثنية غرف ودور كثيرة واسعة. وكانت الدور غير مسقوفة وكان العبدة يقفون.

ٱلْمَلاَبِسِ (ع ٢٢) كان العبدة يخلعون ملابسهم الاعتيادية ويلبسون ملابس خصوصية مقدسة. ونستنتج من الكلمة الأصلية أنها كانت من الكتان. وبما أن العبدة لا يقدر جميعهم أن يقتنوا هذه الملابس كانت توزّع عليهم من خزانة المعبد. وغاية ياهو الباطنة هي أن يُعرف المعيّنون للقتل وأما غايته الظاهرة فهي أن لا تتدنس عبادة البعل بوجود عبدة غيره.

لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ (ع ٢٤) كان الكهنة يقربون بالنيابة عن الشعب.

ثَمَانِينَ رَجُلاً ربما هم غير السعاة والثوالث المذكورين في (ع ٢٥). فكان أناس يقتلون داخل البيت أو الدار وكان غيرهم واقفين خارج البيت لئلا يخلص أحد من عبدة البعل.

٢٥ – ٢٨ «٢٥ وَلَمَّا ٱنْتَهُوا مِنْ تَقْرِيبِ ٱلْمُحْرَقَةِ قَالَ يَاهُو لِلسُّعَاةِ وَٱلثَّوَالِثِ: ٱدْخُلُوا ٱضْرِبُوهُمْ. لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ. فَضَرَبُوهُمْ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ، وَطَرَحَهُمُ ٱلسُّعَاةُ وَٱلثَّوَالِثُ. وَسَارُوا إِلَى مَدِينَةِ بَيْتِ ٱلْبَعْلِ ٢٦ وَأَخْرَجُوا تَمَاثِيلَ بَيْتِ ٱلْبَعْلِ وَأَحْرَقُوهَا، ٢٧ وَكَسَّرُوا تِمْثَالَ ٱلْبَعْلِ وَهَدَمُوا بَيْتَ ٱلْبَعْلِ وَجَعَلُوهُ مَزْبَلَةً إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. ٢٨ وَٱسْتَأْصَلَ يَاهُو ٱلْبَعْلَ مِنْ إِسْرَائِيلَ».

١صموئيل ٢٢: ١٧ و١ملوك ١٨: ٤٠ ص ٣: ٢ و١ملوك ١٤: ٢٣ عزرا ٦: ١١ ودانيال ٢: ٥ و٣: ٢٩

مَدِينَةِ بَيْتِ ٱلْبَعْلِ مجموع أبنية مختصة بعبادة البعل كمساكن الكهنة وغيرها.

وَأَحْرَقُوا تَمَاثِيلَ (ع ٢٦) كانت من خشب (تثنية ١٦: ٢١) وأما تمثال البعل (ع ٢٧) فكان من حجر أو من معدن فكسّروه.

مَزْبَلَةً علامة التدنيس والاحتقار.

٢٩ – ٣١ «٢٩ وَلٰكِنَّ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ لَمْ يَحِدْ يَاهُو عَنْهَا (أَيْ عُجُولِ ٱلذَّهَبِ ٱلَّتِي فِي بَيْتِ إِيلَ وَٱلَّتِي فِي دَانَ). ٣٠ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِيَاهُو: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ بِعَمَلِ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيَّ، وَحَسَبَ كُلِّ مَا بِقَلْبِي فَعَلْتَ بِبَيْتِ أَخْآبَ، فَأَبْنَاؤُكَ إِلَى ٱلْجِيلِ ٱلرَّابِعِ يَجْلِسُونَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. ٣١ وَلٰكِنْ يَاهُو لَمْ يَتَحَفَّظْ لِلسُّلُوكِ فِي شَرِيعَةِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ. لَمْ يَحِدْ عَنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ».

١ملوك ١٢: ٢٨ – ٣٠ و١٣: ٣٣ و٣٤ و١ملوك ١٢: ٢٩ ص ١٥: ١٢

خَطَايَا يَرُبْعَامَ (١ملوك ١٢: ٢٥ – ٣) سار جميع ملوك إسرائيل في طريقه. وكانت العبادة التي فرضها مخالفة لوصايا الرب بشأن استعمال التماثيل في العبادة وبشأن الكهنة والأعياد ومكان العبادة. مع أنها أحسن من عبادة البعل. ومدح الرب ياهو على حفظه وصيته في إبادة بيت أخآب واستئصال عبادة البعل. وأجره إذ ملّكه على إسرائيل ٢٨ سنة وأبناءه إلى الجيل الرابع أي يهوآخاز ويوآش ويربعام وزكريا ولكنه جازاه على خطاياه.

٣٢ – ٣٦ «٣٢ فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ ٱبْتَدَأَ ٱلرَّبُّ يَقُصُّ إِسْرَائِيلَ. فَضَرَبَهُمْ حَزَائِيلُ فِي جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ ٣٣ مِنَ ٱلأُرْدُنِّ لِجِهَةِ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ، جَمِيعَ أَرْضِ جِلْعَادَ ٱلْجَادِيِّينَ وَٱلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَٱلْمَنَسِّيِّينَ مِنْ عَرُوعِيرَ ٱلَّتِي عَلَى وَادِي أَرْنُونَ وَجِلْعَادَ وَبَاشَانَ. ٣٤ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَاهُو وَكُلُّ مَا عَمَلَ وَكُلُّ جَبَرُوتِهِ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. ٣٥ وَٱضْطَجَعَ يَاهُو مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي ٱلسَّامِرَةِ، وَمَلَكَ يَهُوأَحَازُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. ٣٦ وَكَانَتِ ٱلأَيَّامُ ٱلَّتِي مَلَكَ فِيهَا يَاهُو عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ ثَمَانِياً وَعِشْرِينَ سَنَةً».

ص ١٣: ٢٥ و١٤: ٢٥ ص ٨: ١٢ و١٣: ٢٢ و١ملوك ١٩: ١٧ تثنية ٢: ٣٦ عاموس ١: ٣ – ٥

فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ هنا دليل على علاقة الكلام الآتي بالكلام السابق. لم يتحفظ ياهو للسلوك في شريعة الرب فسلمه لأعدائه.

يَقُصُّ إِسْرَائِيلَ كان حزائيل آلة كمقص بيد الرب وبه قص الرب من مملكة إسرائيل كل ما كان شرق الأردن من عروعير التي كانت على تخم موآب في أقصى الجنوب إلى باشان التي كانت على تخم أرام في أقصى الشمال. وكانت تلك القطائع مخصبة جداً وفيها مزروعات كحوران الحالية ومراع وأحراج ومياه غزيرة. وتمت نبوءة أليشع في حزائيل (٨: ١٢) ولكن كان عليه غضب الرب من أجل عمله هذا (عاموس ١: ٣) لأنه وإن كان آلة بيد الرب فقد عمل عمله بطمع وقساوة وليس حسب إرادة الرب.

جَبَرُوتِهِ (ع ٣٤) كان جباراً في الحرب وإن كان قد انكسر وخسر.

سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ غير السفر القانوني المعروف بهذا الاسم.

ثَمَانِياً وَعِشْرِينَ سَنَةً (ع ٣٦) لم يملك أحد من ملوك إسرائيل أكثر منه إلا يربعام الثاني الذي كان من نسله فقد ملك ٤٠ سنة (١٤: ٢٣).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى