سفر الملوك الثاني | 07 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الملوك الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ
١، ٢ «١ وَقَالَ أَلِيشَعُ: ٱسْمَعُوا كَلاَمَ ٱلرَّبِّ. هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ غَداً تَكُونُ كَيْلَةُ ٱلدَّقِيقِ بِشَاقِلٍ وَكَيْلَتَا ٱلشَّعِيرِ بِشَاقِلٍ فِي بَابِ ٱلسَّامِرَةِ. ٢ وَإِنَّ جُنْدِيّاً لِلْمَلِكِ كَانَ يَسْتَنِدُ عَلَى يَدِهِ قَالَ لِرَجُلِ ٱللّٰهِ: هُوَذَا ٱلرَّبُّ يَصْنَعُ كُوىً فِي ٱلسَّمَاءِ! هَلْ يَكُونُ هٰذَا ٱلأَمْرُ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ وَلٰكِنْ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ».
ع ١٨ ع ١٧ و١٩ وص ٥: ١٨ تكوين ٧: ١١ وملاخي ٣: ١٠
وهنا بقية ما أتى في آخر الأصحاح السابق.
ٱسْمَعُوا كَلاَمَ ٱلرَّبِّ أشهد جميع الحاضرين وهم الشيوخ والملك وأتباعه.
كَيْلَةُ ٱلدَّقِيقِ الخ ثلاثة أرطال ونصف رطل باثني عشر غرشاً أو رطل واحد بثلاثة غروش ونصف غرش ذهب. وكان ذلك رخيصاً بالنسبة إلى الغلاء السائد وقتئذ. والدقيق هو من الحنطة وسعر الشعير نصف سعر الحنطة.
كَانَ يَسْتَنِدُ عَلَى يَدِهِ أي كان جليس الملك أو مشيره كنعمان عند ملك آرام (٥: ١٨).
ٱلرَّبُّ يَصْنَعُ كُوىً فِي ٱلسَّمَاءِ كانت المدينة محاصرة ولا يمكنهم أن يأخذوا شيئاً من الخارج فمن أين يأتيهم الدقيق والشعير؟ أيصنع الرب كُوىً في السماء؟ والاستفهام إنكاري. ومجازاة الجندي لعدم إيمانه (أي أنه يرى ولا يأكل) كانت حسب الظاهر أمراً مستحيلاً أيضاً لأنه جليس الملك فكيف يأكل العالم وهو لا يأكل.
٣ – ١١ «٣ وَكَانَ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ بُرْصٍ عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلْبَابِ. فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِصَاحِبِهِ: لِمَاذَا نَحْنُ جَالِسُونَ هُنَا حَتَّى نَمُوتَ؟ ٤ إِذَا قُلْنَا نَدْخُلُ ٱلْمَدِينَةَ، فَٱلْجُوعُ فِي ٱلْمَدِينَةِ فَنَمُوتُ فِيهَا. وَإِذَا جَلَسْنَا هُنَا نَمُوتُ. فَٱلآنَ هَلُمَّ نَسْقُطْ إِلَى مَحَلَّةِ ٱلأَرَامِيِّينَ، فَإِنِ ٱسْتَحْيَوْنَا حَيِينَا وَإِنْ قَتَلُونَا مُتْنَا. ٥ فَقَامُوا فِي ٱلْعِشَاءِ لِيَذْهَبُوا إِلَى مَحَلَّةِ ٱلأَرَامِيِّينَ. فَجَاءُوا إِلَى آخِرِ مَحَلَّةِ ٱلأَرَامِيِّينَ فَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَحَدٌ. ٦ فَإِنَّ ٱلرَّبَّ أَسْمَعَ جَيْشَ ٱلأَرَامِيِّينَ صَوْتَ مَرْكَبَاتٍ وَصَوْتَ خَيْلٍ، صَوْتَ جَيْشٍ عَظِيمٍ. فَقَالُوا ٱلْوَاحِدُ لأَخِيهِ: هُوَذَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ قَدِ ٱسْتَأْجَرَ ضِدَّنَا مُلُوكَ ٱلْحِثِّيِّينَ وَمُلُوكَ ٱلْمِصْرِيِّينَ لِيَأْتُوا عَلَيْنَا. ٧ فَقَامُوا وَهَرَبُوا فِي ٱلْعِشَاءِ وَتَرَكُوا خِيَامَهُمْ وَخَيْلَهُمْ وَحَمِيرَهُمُ، وَٱلْمَحَلَّةَ كَمَا هِيَ، وَهَرَبُوا لِنَجَاةِ أَنْفُسِهِمْ. ٨ وَجَاءَ هٰؤُلاَءِ ٱلْبُرْصُ إِلَى آخِرِ ٱلْمَحَلَّةِ وَدَخَلُوا خَيْمَةً وَاحِدَةً، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَحَمَلُوا مِنْهَا فِضَّةً وَذَهَباً وَثِيَاباً وَمَضَوْا وَطَمَرُوهَا. ثُمَّ رَجَعُوا وَدَخَلُوا خَيْمَةً أُخْرَى وَحَمَلُوا مِنْهَا وَمَضَوْا وَطَمَرُوا. ٩ ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَناً. هٰذَا ٱلْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ! فَإِنِ ٱنْتَظَرْنَا إِلَى ضَوْءِ ٱلصَّبَاحِ يُصَادِفُنَا شَرٌّ. فَهَلُمَّ ٱلآنَ نَدْخُلْ وَنُخْبِرْ بَيْتَ ٱلْمَلِكِ. ١٠ فَجَاءُوا وَدَعَوْا بَوَّابَ ٱلْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوهُ: إِنَّنَا دَخَلْنَا مَحَلَّةَ ٱلأَرَامِيِّينَ فَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَحَدٌ وَلاَ صَوْتُ إِنْسَانٍ، وَلٰكِنْ خَيْلٌ مَرْبُوطَةٌ وَحَمِيرٌ مَرْبُوطَةٌ وَخِيَامٌ كَمَا هِيَ. ١١ فَدَعَا ٱلْبَوَّابِينَ فَأَخْبَرُوا بَيْتَ ٱلْمَلِكِ دَاخِلاً».
لاويين ١٣: ٤٥ و٤٦ وعدد ٥: ٢ – ٤ و١٢: ١٠ – ١٤ ص ٦: ٢٤ و٢صموئيل ٥: ٢٤ و١ملوك ١: ٢٩ و٢أيام ١٢: ٢ و٣ وإشعياء ٣١: ١ و٣٦: ٩ يشوع ٧: ٢١ ص ٦: ٣٠
عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلْبَابِ لا يجوز للبرص أن يدخلوا المدينة (لاويين ١٣: ٤٦) كان أهل المدينة يرمون لهم شيئاً من الطعام ولكنه انقطع بسبب الجوع.
نَسْقُطْ الكلمة تدل على ترك الطاعة لملكهم والانحياز إلى ملك آخر.
آخِرِ مَحَلَّةِ (ع ٥) طرف المحلة إلى جهة السامرة.
فَإِنَّ ٱلرَّبَّ أَسْمَعَ الخ (ع ٦) لم يكن صوتاً حقيقياً بل توهموا أنهم سمعوا صوتاً.
مُلُوكَ ٱلْحِثِّيِّينَ كان الحثيون في زمان الحوادث المذكورة في جهات حمص وحماه وحلب وإلى جهة الشرق منها وبين حمص والشام. وكانت قاعدتهم العظمى مدينة كركميش على نهر الفرات وهي جرابلس الحالية (اطلب حثيون في قاموس الكتاب).
وَمُلُوكَ ٱلْمِصْرِيِّينَ غالباً يذكر الكتاب ملك مصر بالمفرد. وربما الآراميون قالوا ملوك المصريين بلا نظر مدقق إلى حالة مصر الساسية في زمانهم. غير أن بعض التواريخ القديمة تذكر أن مصر في الزمان المذكور كانت مقسومة على ملكين أو ثلاثة ملوك. ومن اضطراب أفكارهم لم يتذكروا أن المصريين بعيدون من جهة، والحثيين بعيدون من جهة أخرى، والإسرائيليين محاصرون متضايقون فلا يمكن اتحادهم مع هؤلاء الملوك.
تَرَكُوا خِيَامَهُمْ (ع ٧) من عجلتهم. أو بالقصد لكي يرى الإسرائيليون الخيام ويسمعوا صوت البهائم ويظنوا أن الآراميين باقون في محلهم فلا يلحقوهم وهم هاربون.
فِضَّةً وَذَهَباً وَثِيَاباً (ع ٨) كان بعض المحاربين القدماء يأخذون معهم إلى الحرب أمتعة من الفضة والذهب وثياباً فاخرة.
لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَناً (ع ٩) كان يجب أن يتذكروا الجياع في المدينة ويخبروا ملكهم بتوقيف الحصار.
يُصَادِفُنَا شَرٌّ بعدما يظهر الأمر يغتاظ منهم الملك وجميع الشعب إن لم يخبروهم.
دَعَوْا بَوَّابَ ٱلْمَدِينَةِ (ع ١٠) لم يقدروا أن يدخلوا لأن الأبواب مغلقة ومن جهة أخرى لأنهم بُرص.
فَدَعَا ٱلْبَوَّابِينَ (ع ١١) أي البواب المذكور دعا الباقين من البوابين.
١٢ – ١٦ «١٢ فَقَامَ ٱلْمَلِكُ لَيْلاً وَقَالَ لِعَبِيدِهِ: لأُخْبِرَنَّكُمْ مَا فَعَلَ لَنَا ٱلأَرَامِيُّونَ. عَلِمُوا أَنَّنَا جِيَاعٌ فَخَرَجُوا مِنَ ٱلْمَحَلَّةِ لِيَخْتَبِئُوا فِي حَقْلٍ قَائِلِينَ: إِذَا خَرَجُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ قَبَضْنَا عَلَيْهِمْ أَحْيَاءً وَدَخَلْنَا ٱلْمَدِينَةَ. ١٣ فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِهِ: فَلْيَأْخُذُوا خَمْسَةً مِنَ ٱلْخَيْلِ ٱلْبَاقِيَةِ ٱلَّتِي بَقِيَتْ فِيهَا. هِيَ نَظِيرُ كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ بَقُوا بِهَا، أَوْ هِيَ نَظِيرُ كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ فَنُوا. فَنُرْسِلُ وَنَرَى. ١٤ فَأَخَذُوا مَرْكَبَتَيْ خَيْلٍ. وَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ وَرَاءَ جَيْشِ ٱلأَرَامِيِّينَ قَائِلاً: ٱذْهَبُوا وَٱنْظُرُوا. ١٥ فَٱنْطَلَقُوا وَرَاءَهُمْ إِلَى ٱلأُرْدُنِّ، وَإِذَا كُلُّ ٱلطَّرِيقِ مَلآنٌ ثِيَاباً وَآنِيَةً قَدْ طَرَحَهَا ٱلأَرَامِيُّونَ مِنْ عَجَلَتِهِمْ. فَرَجَعَ ٱلرُّسُلُ وَأَخْبَرُوا ٱلْمَلِكَ. ١٦ فَخَرَجَ ٱلشَّعْبُ وَنَهَبُوا مَحَلَّةَ ٱلأَرَامِيِّينَ. فَكَانَتْ كَيْلَةُ ٱلدَّقِيقِ بِشَاقِلٍ وَكَيْلَتَا ٱلشَّعِيرِ بِشَاقِلٍ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ».
ص ٦: ٢٥ – ٢٩ يشوع ٨: ٤ – ١٢ ع ١
ظن الملك أن الآراميين قد احتالوا عليهم. وحيل من هذا النوع كانت كثيرة الحدوث في الحروب القديمة.
هِيَ نَظِيرُ كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ (ع ١٣) الخيل كأصحابها فأكثرها قد مات من الجوع وبقيتها ضعيفة.
مَرْكَبَتَيْ خَيْلٍ (ع ١٤) لكل مركبة رأسا خيل أو ثلاثة رؤوس.
إِلَى ٱلأُرْدُنِّ (ع ١٥) وهم هاربون من الحثيين والمصريين كما توهموا وراجعون إلى بلادهم في الشرق.
١٧ – ٢٠ «١٧ وَأَقَامَ ٱلْمَلِكُ عَلَى ٱلْبَابِ ٱلْجُنْدِيَّ ٱلَّذِي كَانَ يَسْتَنِدُ عَلَى يَدِهِ، فَدَاسَهُ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلْبَابِ فَمَاتَ كَمَا قَالَ رَجُلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ عِنْدَ نُزُولِ ٱلْمَلِكِ إِلَيْهِ. ١٨ فَإِنَّهُ لَمَّا قَالَ رَجُلُ ٱللّٰهِ لِلْمَلِكِ: كَيْلَتَا شَعِيرٍ بِشَاقِلٍ وَكَيْلَةُ دَقِيقٍ بِشَاقِلٍ تَكُونُ فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ غَداً فِي بَابِ ٱلسَّامِرَةِ ١٩ أَجَابَ ٱلْجُنْدِيُّ رَجُلَ ٱللّٰهِ: هُوَذَا ٱلرَّبُّ يَصْنَعُ كُوىً فِي ٱلسَّمَاءِ! هَلْ يَكُونُ مِثْلَ هٰذَا ٱلأَمْرِ؟ قَالَ: إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ وَلٰكِنَّكَ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ. ٢٠ فَكَانَ لَهُ كَذٰلِكَ. دَاسَهُ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلْبَابِ فَمَاتَ».
ع ٢ ص ٦: ٣٢ ع ٢
فَدَاسَهُ ٱلشَّعْبُ لا نستنتج أنهم داسوه وأماتوه قصداً بل إنهم ازدحموا عليه وهم طالبون أن يشتروا الطعام. والقصد في تكرار الكلام في (ع ١ و٢ و١٨ و١٩) بيان لتميم نبوءة أليشع.
فائدة
ع ٩ «البشارة»
- إن الله يعطينا خيرات لكي نشارك الناس فيها.
- إن الفقراء والمحتقرين والمطرودين يقدرون أن يبشروا بالخيرات ولا سيما بالخلاص بالمسيح.
- إنهم بشروا غيرهم بعدما كانوا قد نالوا الخيرات وذاقوا لذّتها.
- إن خيرات الله غير محدودة. ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً.
السابق |
التالي |