سفر الملوك الثاني | 06 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الملوك الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ
١ – ٧ «١ وَقَالَ بَنُو ٱلأَنْبِيَاءِ لأَلِيشَعَ: هُوَذَا ٱلْمَوْضِعُ ٱلَّذِي نَحْنُ مُقِيمُونَ فِيهِ أَمَامَكَ ضَيِّقٌ عَلَيْنَا. ٢ فَلْنَذْهَبْ إِلَى ٱلأُرْدُنِّ وَنَأْخُذْ مِنْ هُنَاكَ كُلُّ وَاحِدٍ خَشَبَةً، وَنَعْمَلْ لأَنْفُسِنَا هُنَاكَ مَوْضِعاً لِنُقِيمَ فِيهِ. فَقَالَ: ٱذْهَبُوا. ٣ فَقَالَ وَاحِدٌ: ٱقْبَلْ وَٱذْهَبْ مَعَ عَبِيدِكَ. فَقَالَ: إِنِّي أَذْهَبُ. ٤ فَٱنْطَلَقَ مَعَهُمْ. وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى ٱلأُرْدُنِّ قَطَعُوا خَشَباً. ٥ وَإِذْ كَانَ وَاحِدٌ يَقْطَعُ خَشَبَةً وَقَعَ ٱلْحَدِيدُ فِي ٱلْمَاءِ. فَصَرَخَ: آهِ يَا سَيِّدِي لأَنَّهُ عَارِيَةٌ! ٦ فَقَالَ رَجُلُ ٱللّٰهِ: أَيْنَ سَقَطَ؟ فَأَرَاهُ ٱلْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُوداً وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا ٱلْحَدِيدُ. ٧ فَقَالَ: ٱرْفَعْهُ لِنَفْسِكَ. فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهُ».
ص ٢: ٣ ص ٢: ٢١ و٤: ٤١ وخروج ١٥: ٢٥
الأرجح أن بني الأنبياء المذكورين هنا هم الساكنون في أريحا لأن الموضع كان قريباً من الأردن.
مُقِيمُونَ فِيهِ أَمَامَكَ ما دام أليشع عندهم ولكنه لم يسكن معهم دائماً بل كان يتردد إلى محلات أخرى لبني الأنبياء وإلى بيته في السامرة. وكانوا أمامه كتلاميذ أمام معلمهم.
كُلُّ وَاحِدٍ خَشَبَةً (ع ٢) كانوا يعملون بأياديهم. وكان الموضع الذي قصدوا عمله موضعاً بسيطاً لا يكلفهم شيئاً إلا تعبهم.
وَٱذْهَبْ مَعَ عَبِيدِكَ (ع ٣) دليل على محبتهم لرئيسهم واتحاده معهم ورغبته في بركة الرب على مسعاهم.
لأَنَّهُ عَارِيَةٌ (ع ٥) كان الحديد ثميناً عند القدماء وقليل الوجود. وما زاد حزنه أنه أضاع ما ليس له ولا يقدر أن يرده إلى صاحبه. وصرخ إلى أليشع كما يلتجي الولد إلى أبيه أو التلميذ إلى معلمه في أية مصيبة.
قَطَعَ عُوداً (ع ٦) ليس في العود قوة ولم يكن العود آلة بيد أليشع ليرفع الحديد به لأنه ألقاه في الماء. وكان العود كالشجرة التي طرحها موسى في ماء مارة فصار عذباً (خروج ١٥: ٢٥) والملح الذي طرحه أليشع في النبع في أريحا فأبرأه والطين الذي طلى به يسوع عيني الأعمى فأبصر. إن الرب يستحسن أن يعمل بواسطة آلات ولكن ليس للآلات قوة بذاتها. اعترض بعضهم على هذه المعجزة بقولهم إن حديد فأس قليل القيمة فلا يستحق فعل معجزة. ولكن الفائدة الخصوصية من هذه المعجزة هي أن الرب ينظر إلى كل أمورنا الجسدية والروحية العظيمة والزهيدة ويعتني بنا أفراداً فيجوز لنا أن نصلي بكل ثقة ونطلب منه بركات عظيمة لأنه القادر على كل شيء. وبركات زهيدة لأنه يحبنا أفراداً وكل ما يهمنا يهمه.
٨ – ١٣ «٨ وَأَمَّا مَلِكُ أَرَامَ فَكَانَ يُحَارِبُ إِسْرَائِيلَ، وَتَآمَرَ مَعَ عَبِيدِهِ قَائِلاً: فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْفُلاَنِيِّ تَكُونُ مَحَلَّتِي. ٩ فَأَرْسَلَ رَجُلُ ٱللّٰهِ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: ٱحْذَرْ مِنْ أَنْ تَعْبُرَ بِهٰذَا ٱلْمَوْضِعِ، لأَنَّ ٱلأَرَامِيِّينَ حَالُّونَ هُنَاكَ. ١٠ فَأَرْسَلَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي قَالَ لَهُ عَنْهُ رَجُلُ ٱللّٰهِ وَحَذَّرَهُ مِنْهُ وَتَحَفَّظَ هُنَاكَ، لاَ مَرَّةً وَلاَ مَرَّتَيْنِ. ١١ فَٱضْطَرَبَ قَلْبُ مَلِكِ أَرَامَ مِنْ هٰذَا ٱلأَمْرِ، وَدَعَا عَبِيدَهُ وَقَالَ لَهُمْ: أَمَا تُخْبِرُونَنِي مَنْ مِنَّا هُوَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ! ١٢ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِهِ: لَيْسَ هٰكَذَا يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ. وَلٰكِنَّ أَلِيشَعَ ٱلنَّبِيَّ ٱلَّذِي فِي إِسْرَائِيلَ يُخْبِرُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بِٱلأُمُورِ ٱلَّتِي تَتَكَلَّمُ بِهَا فِي مِخْدَعِكِ. ١٣ فَقَالَ: ٱذْهَبُوا وَٱنْظُرُوا أَيْنَ هُوَ فَأُرْسِلَ وَآخُذَهُ. فَأُخْبِرَ: هُوَ فِي دُوثَانَ».
ع ١٢ وص ٤: ١ و٧ تكوين ٣٧: ١٧
مَلِكُ أَرَامَ وهو بنهدد وكان يهورام ملك إسرائيل. والحرب المذكورة هنا كانت من نوع الغزوات وكانوا يكمنون للإسرائيليين.
فَأَرْسَلَ رَجُلُ ٱللّٰهِ (ع ٩) كان الرب مع شعبه إسرائيل لأنهم شعبه القديم ولم يزل بينهم مؤمنون وإن كان الملك وأكثر الشعب قد تركوه.
فَأَرْسَلَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ (ع ١٠) لم يرسل جيشاً بل جواسيس ليتحققوا كلام النبي.
أَلِيشَعَ ٱلنَّبِيَّ (ع ١٢) كانوا قد سمعوا بخبر أليشع وأعماله العظيمة فاستنتجوا أنه هو الذي حذّر ملك إسرائيل وأخبره بموآمرات الأراميين. أو كانوا قد سمعوا أن النبي أرسل إلى ملك إسرائيل فحذّره.
فِي دُوثَانَ (ع ١٣) كان فيها البئر التي طُرح يوسف فيها (تكوين ٣٧: ١٧) وهي تل دوثان الحالية شمال السامرة وعلى بعد ١٢ ميلاً منها.
١٤ – ١٩ «١٤ فَأَرْسَلَ إِلَى هُنَاكَ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتٍ وَجَيْشاً ثَقِيلاً، وَجَاءُوا لَيْلاً وَأَحَاطُوا بِٱلْمَدِينَةِ. ١٥ فَبَكَّرَ خَادِمُ رَجُلِ ٱللّٰهِ وَقَامَ وَخَرَجَ وَإِذَا جَيْشٌ مُحِيطٌ بِٱلْمَدِينَةِ وَخَيْلٌ وَمَرْكَبَاتٌ. فَقَالَ غُلاَمُهُ لَهُ: آهِ يَا سَيِّدِي! كَيْفَ نَعْمَلُ؟ ١٦ فَقَالَ: لاَ تَخَفْ، لأَنَّ ٱلَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ ٱلَّذِينَ مَعَهُمْ. ١٧ وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: يَا رَبُّ، ٱفْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ. فَفَتَحَ ٱلرَّبُّ عَيْنَيِ ٱلْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا ٱلْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ. ١٨ وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى ٱلرَّبِّ: ٱضْرِبْ هٰؤُلاَءِ ٱلأُمَمَ بِٱلْعَمَى. فَضَرَبَهُمْ بِٱلْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ. ١٩ فَقَالَ لَهُمْ أَلِيشَعُ: لَيْسَتْ هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقَ، وَلاَ هٰذِهِ هِيَ ٱلْمَدِينَةَ. ٱتْبَعُونِي فَأَسِيرَ بِكُمْ إِلَى ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي تُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ. فَسَارَ بِهِمْ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ».
خروج ١٤: ١٣ و٢أيام ٣٢: ٧ و٨ ورومية ٨: ٣١ ع ٢٠ ص ٢: ١١ ومزمور ٦٨: ١٧ وزكريا ٦: ١ – ٧ تكوين ١٩: ١١
جَيْشاً ثَقِيلاً بالنسبة إلى المطلوب منهم وهو أن يلقوا القبض على رجل واحد. وربما لم يكن ثقيلاً بالنسبة إلى جيوش الحرب لأننا نرى في ع ١٩ و٢٣ أن أليشع سار بهم إلى السامرة وأدخلهم المدينة وأولم لهم الملك وليمة.
كَيْفَ نَعْمَلُ (ع ١٥) بالظاهر لا يمكنهما أن يخلصا فلا بد من القتل أو الأسر فالسؤال يدل على اليأس.
ٱلَّذِينَ مَعَنَا عرف أن جيش الرب حوله إن رآهم أو لم يرهم.
فَتَحَ ٱلرَّبُّ عَيْنَيِ ٱلْغُلاَمِ (ع ١٧) ساعد إيمانه الضعيف بواسطة رؤيا جسدية. فلا يقول الكتاب أن أليشع طلب حضور جيش الرب لأن ذلك الجيش كان حاضراً بل طلب لغلامه أن يراه.
خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ لأنه كان للأراميين خيل ومركبات. وجيش الله لا يحتاج إلى أسلحة جسدية ولكننا لا نقدر أن نفهم الروحيات إلا بواسطة صور جسدية.
وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ (ع ١٨) نفهم أن أليشع خرج من المدينة وكان الأراميون قد حلّوا في مكان أعلى من دوثان فنزلوا إلى أليشع ليمسكوه.
فَضَرَبَهُمْ بِٱلْعَمَى ربما لم يعموا تماماً فإنهم كانوا قادرين على السير وراء أليشع ولكنهم لم يبصروا جلياً فلم يعرفوا أليشع ولا الطريق التي ساروا فيها (تكوين ١٩: ١١).
لَيْسَتْ هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقَ (ع ١٩) لم يصدق في قوله لأنه جعلهم يظنون أن المدينة ليست دوثان والمتكلم ليس أليشع. ولكنه صدق بعض الصدق لانه أخذهم إلى السامرة وهناك أظهر نفسه لهم. ويعتقد بعضهم أن الكذب جائر في زمان الحرب كالقتل والغزو والعمل يوم الأحد وما أشبه ذلك.
٢٠ – ٢٣ «٢٠ فَلَمَّا دَخَلُوا ٱلسَّامِرَةَ قَالَ أَلِيشَعُ: يَا رَبُّ ٱفْتَحْ أَعْيُنَ هٰؤُلاَءِ فَيُبْصِرُوا. فَفَتَحَ ٱلرَّبُّ أَعْيُنَهُمْ فَأَبْصَرُوا وَإِذَا هُمْ فِي وَسَطِ ٱلسَّامِرَةِ. ٢١ فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لأَلِيشَعَ لَمَّا رَآهُمْ: هَلْ أَضْرِبُ؟ هَلْ أَضْرِبُ يَا أَبِي؟ ٢٢ فَقَالَ: لاَ تَضْرِبْ! تَضْرِبُ ٱلَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ بِسَيْفِكَ وَبِقَوْسِكَ. ضَعْ خُبْزاً وَمَاءً أَمَامَهُمْ فَيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا ثُمَّ يَنْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ. ٢٣ فَأَوْلَمَ لَهُمْ وَلِيمَةً عَظِيمَةً فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ فَٱنْطَلَقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ. وَلَمْ تَعُدْ أَيْضاً جُيُوشُ أَرَامَ تَدْخُلُ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ».
ع ١٧ ص ٢: ١٢ و٥: ١٣ و٨: ٩ تثنية ٢٠: ١١ – ١٦ و٢أيام ٢٨: ٨ – ١٥ رومية ١٢: ٢٠ ص ٥: ٢ و٢٤: ٢
ٱفْتَحْ أَعْيُنَ هٰؤُلاَءِ (ع ٢٠) كما كان طلب لهم العمى طلب لهم البصر لأن العمى والبصر من الرب.
هُمْ فِي وَسَطِ ٱلسَّامِرَةِ في دوثان كان أليشع بيدهم وفي السامرة كانوا هم بيد ملك إسرائيل.
يَا أَبِي (ع ٢١) دليل على اعتباره لأليشع وإن كان ملكاً شريراً.
فَأَوْلَمَ لَهُمْ (ع ٢٣) عاملهم كضيوف وأكرمهم. وأثر عمله هذا فيهم وفي ملك آرام حتى لم يرسل جيوشاً بعد إلى أرض إسرائيل (رومية ١٢: ٢٠).
٢٤ – ٣٣ «٢٤ وَكَانَ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنَّ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أَرَامَ جَمَعَ كُلَّ جَيْشِهِ وَصَعِدَ فَحَاصَرَ ٱلسَّامِرَةَ. ٢٥ وَكَانَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي ٱلسَّامِرَةِ. وَهُمْ حَاصَرُوهَا حَتَّى صَارَ رَأْسُ ٱلْحِمَارِ بِثَمَانِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَرُبْعُ ٱلْقَابِ مِنْ زِبْلِ ٱلْحَمَامِ بِخَمْسٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ. ٢٦ وَبَيْنَمَا كَانَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ جَائِزاً عَلَى ٱلسُّورِ صَرَخَتِ ٱمْرَأَةٌ إِلَيْهِ: خَلِّصْ يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ. ٢٧ فَقَالَ: لاَ! يُخَلِّصْكِ ٱلرَّبُّ. مِنْ أَيْنَ أُخَلِّصُكِ؟ أَمِنَ ٱلْبَيْدَرِ أَوْ مِنَ ٱلْمِعْصَرَةِ؟ ٢٨ ثُمَّ قَالَ لَهَا ٱلْمَلِكُ: مَا لَكِ؟ فَقَالَتْ: هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ قَالَتْ لِي: هَاتِي ٱبْنَكِ فَنَأْكُلَهُ ٱلْيَوْمَ ثُمَّ نَأْكُلَ ٱبْنِي غَداً. ٢٩ فَسَلَقْنَا ٱبْنِي وَأَكَلْنَاهُ. ثُمَّ قُلْتُ لَهَا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلآخَرِ: هَاتِي ٱبْنَكِ فَنَأْكُلَهُ فَخَبَّأَتِ ٱبْنَهَا. ٣٠ فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ كَلاَمَ ٱلْمَرْأَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَهُوَ مُجْتَازٌ عَلَى ٱلسُّورِ، فَنَظَرَ ٱلشَّعْبُ وَإِذَا مِسْحٌ مِنْ دَاخِلٍ عَلَى جَسَدِهِ. ٣١ فَقَالَ: هٰكَذَا يَصْنَعُ لِي ٱللّٰهُ وَهٰكَذَا يَزِيدُ إِنْ قَامَ رَأْسُ أَلِيشَعَ بْنِ شَافَاطَ عَلَيْهِ ٱلْيَوْمَ. ٣٢ وَكَانَ أَلِيشَعُ جَالِساً فِي بَيْتِهِ وَٱلشُّيُوخُ جُلُوساً عِنْدَهُ. فَأَرْسَلَ رَجُلاً مِنْ أَمَامِهِ. وَقَبْلَمَا أَتَى ٱلرَّسُولُ إِلَيْهِ قَالَ لِلشُّيُوخِ: هَلْ رَأَيْتُمْ أَنَّ ٱبْنَ ٱلْقَاتِلِ هٰذَا قَدْ أَرْسَلَ لِيَقْطَعَ رَأْسِي؟ ٱنْظُرُوا إِذَا جَاءَ ٱلرَّسُولُ فَأَغْلِقُوا ٱلْبَابَ وَٱحْصُرُوهُ عِنْدَ ٱلْبَابِ. أَلَيْسَ صَوْتُ قَدَمَيْ سَيِّدِهِ وَرَاءَهُ؟. ٣٣ وَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ إِذَا بِٱلرَّسُولِ نَازِلٌ إِلَيْهِ. فَقَالَ: هُوَذَا هٰذَا ٱلشَّرُّ هُوَ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ. مَاذَا أَنْتَظِرُ مِنَ ٱلرَّبِّ بَعْدُ؟».
١ملوك ٢٠: ١ لاويين ٢٦: ٢٧ – ٢٩ وتثنية ٢٨: ٥٢ و٥٣ و٥٧ ومراثي إرميا ٤: ١٠ و١ملوك ٢١: ٢٧ راعوث ١: ١٧ و١ملوك ١٩: ٢ حزقيال ٨: ١ و١٤: ١ و٢٠: ١ و١ملوك ١٨: ٤ و١٣ و١٤ و٢١: ١٠ و١٣ إشعياء ٨: ٢١ وإرميا ٢: ٢٥
وَكَانَ بَعْدَ ذٰلِكَ بعدما كان الآراميون قد نسوا معروف ملك إسرائيل (ع ٢٣).
بَنْهَدَدَ ربما هو المذكور في (١ملوك ٢٠ و٢٢).
جَمَعَ كُلَّ جَيْشِهِ جيش أعظم من المشار إليه سابقاً في (ع ٨ – ٢٣).
فَحَاصَرَ ٱلسَّامِرَةَ لم يقدر يهورام أن يقاومه فالتجأ إلى قاعدته المحصنة على رأس تل.
رَأْسُ ٱلْحِمَارِ (ع ٢٥) ما لم يؤكل مطلقاً صار أكلاً ثميناً.
بِثَمَانِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ نحو خمس ليرات إنكليزية.
رُبْعُ ٱلْقَابِ نحو أوقية وثمنه ٣٠ غرشاً.
جَائِزاً عَلَى ٱلسُّورِ (ع ٢٦) كان جيشه يحاربون من على السور وجاز الملك ليراقبهم. كان السور القديم عريضاً وعليه ما يستتر وراءه المحاربون عندما يرمون سهامهم على العدو.
لاَ! يُخَلِّصْكِ ٱلرَّبُّ (ع ٢٧) أي إن لم يخلصك الرب فمن أين أخلصك أنا. وكان عليها أن تفهم أنه في وقت الحصار ليس لهم بيدر ولا معصرة لا حنطة ولا زيت.
فَقَالَتْ الخ (ع ٢٨ و٢٩) (انظر تثنية ٢٨: ٥٦ و٥٧) وتمت هذه النبوة في حصار السامرة المذكور هنا وفي حصار أورشليم حينما حاصرها نبوخذ نصر (مراثي ٤: ١٠) وحينما حاصرها الرومانيون.
مِسْحٌ مِنْ دَاخِلٍ عَلَى جَسَدِهِ (ع ٣٠) علامة الحزن وربما افتكر أنه هكذا يرضي الرب أو يرضي آلهته ولكنه لم يظهر المسح لئلا يُضعف همة الشعب.
فَقَالَ الخ (ع ٣١) اشتعل غضبه على أليشع لأنه صدق أنه يقدر أن يخلصهم (ع ٨ – ١٠ و١٨ و٣: ٦ الخ) وظن أنه لا يريد ذلك. ولعل أليشع كان قد أنذره ووبخه.
ٱلشُّيُوخُ جُلُوساً عِنْدَهُ (ع ٣٢) كان لأليشع بيت في السامرة وكان رجلاً معتبراً وبيته ملتقى للشيوخ فاجتمعوا ليتكلموا معه وبعضهم مع بعض.
فَأَرْسَلَ رَجُلاً أي الملك أرسل.
وَقَبْلَمَا أَتَى الخ الرب أرى نبيه ما تكلم به الملك (ع ٣١).
ٱبْنَ ٱلْقَاتِلِ والقاتل أخآب فإنه قد سمح بقتل أنبياء الرب (١ملوك ١٨: ١٣) وبقتل نابوت (١ملوك ٢١: ٩ – ١٣) واضطهد عبدة الرب وأفناهم (١ملوك ١٩: ١٨) ويشهد يهورام بأعماله أنه استحق أن يدعى ابن القاتل.
وَٱحْصُرُوهُ عِنْدَ ٱلْبَابِ لأن سيده الملك آتٍ فيُغني كلام الملك عن كلام رسوله.
فَقَالَ الخ (ع ٣٣) وهو كلام الملك الذي لحق رسوله.
مَاذَا أَنْتَظِرُ مِنَ ٱلرَّبِّ بَعْدُ فني إيمانه بالرب وبنبيه وتحقق أن الرب لم يقصد خلاصهم والشرّ الذي أصابهم هو بعلمه وبإرادته. فلم يقدر أن يصبر بعد بل اعتمد على تسليم المدينة للآراميين. وربما لحق رسوله سريعاً لأنه كان قد ندم على قوله بقتل أليشع (انظر بقية هذا الفصل في ٧: ١ و٢).
السابق |
التالي |