أخبار الأيام الثاني

سفر أخبار الأيام الثاني | 29 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أخبار الأيام الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ وَٱلْعِشْرُونَ

إن هذا الأصحاح والأصحاحين التاليين ليست في سفر الملوك وربما كان السبب أن كاتب سفري الملوك نظر إلى الأمور السياسية وأما كاتب سفري أخبار الأيام فإلى الأمور الدينية فيذكر بالتفصيل في هذه الأصحاحات الثلاثة إصلاحات حزقيا وممارسته الفصح.

١، ٢ «١ مَلَكَ حَزَقِيَّا وَهُوَ ٱبْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمَلَكَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ أَبِيَّةُ بِنْتُ زَكَرِيَّا. ٢ وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ».

(انظر تفسير ٢ملوك ١٨: ١ – ٣).

ٱبْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً كان آحاز ابن ٣٦ سنة حين مات فلا يمكن أن ابنه يكون ابن ٢٥ سنة حين خلفه. وربما كان آحاز ابن ٢٥ سنة حينما ملك وابن ٤١ سنة حين مات. أو إن حزقيا كان ابن عشرين سنة حين ملك.

وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ (ع ٢) كان ابناً صالحاً لأب شرير. ولعل سبب ذلك أن أمه كانت تقيّة فربّته تربية حسنة على رغم مجتمعه الشرير. وربما ساعد إشعياء النبي في تربيته وبإنذاره بعدما ملك.

٣ – ١١ «٣ هُوَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلأُولَى مِنْ مُلْكِهِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ فَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَرَمَّمَهَا. ٤ وَأَدْخَلَ ٱلْكَهَنَةَ وَٱللاَّوِيِّينَ وَجَمَعَهُمْ إِلَى ٱلسَّاحَةِ ٱلشَّرْقِيَّةِ ٥ وَقَالَ لَهُمُ: ٱسْمَعُوا لِي أَيُّهَا ٱللاَّوِيُّونَ، تَقَدَّسُوا ٱلآنَ وَقَدِّسُوا بَيْتَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ آبَائِكُمْ وَأَخْرِجُوا ٱلنَّجَاسَةَ مِنَ ٱلْقُدْسِ، ٦ لأَنَّ آبَاءَنَا خَانُوا وَعَمِلُوا ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا وَتَرَكُوهُ، وَحَوَّلُوا وُجُوهَهُمْ عَنْ مَسْكَنِ ٱلرَّبِّ وَأَعْطُوا قَفاً ٧ وَأَغْلَقُوا أَيْضاً أَبْوَابَ ٱلرِّوَاقِ وَأَطْفَأُوا ٱلسُّرُجَ وَلَمْ يُوقِدُوا بَخُوراً وَلَمْ يُصْعِدُوا مُحْرَقَةً فِي ٱلْقُدْسِ لإِلٰهِ إِسْرَائِيلَ. ٨ فَكَانَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، وَأَسْلَمَهُمْ لِلْقَلَقِ وَٱلدَّهْشِ وَٱلصَّفِيرِ كَمَا أَنْتُمْ رَاؤُونَ بِأَعْيُنِكُمْ. ٩ وَهُوَذَا قَدْ سَقَطَ آبَاؤُنَا بِٱلسَّيْفِ وَبَنُونَا وَبَنَاتُنَا وَنِسَاؤُنَا فِي ٱلسَّبْيِ لأَجْلِ هٰذَا. ١٠ فَٱلآنَ فِي قَلْبِي أَنْ أَقْطَعَ عَهْداً مَعَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرُدُّ عَنَّا حُمُوَّ غَضَبِهِ. ١١ يَا بَنِيَّ لاَ تَضِلُّوا ٱلآنَ لأَنَّ ٱلرَّبَّ ٱخْتَارَكُمْ لِتَقِفُوا أَمَامَهُ وَتَخْدِمُوهُ وَتَكُونُوا خَادِمِينَ وَمُوقِدِينَ لَهُ».

فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ أي شهر نيسان وهو أول شهر في السنة.

فَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ كان آحاز قد أغلقها وأبطل الخدمة وأول عمل عمله حزقيا فتح الأبواب وتجديد الخدمة.

وَرَمَّمَهَا غشاها من جديد بالذهب كما كانت أصلاً (١ملوك ٦: ٣٥) ولكنه بعد ذلك قشّر حزقيا نفسه الذهب عن الأبواب والدعائم ودفعه لملك أشور (٢ملوك ١٨: ١٦).

ٱلسَّاحَةِ ٱلشَّرْقِيَّةِ (ع ٤) ليست دار الهيكل بل ساحة خارجة عنها إلى جهة الشرق منه.

تَقَدَّسُوا ٱلآنَ (ع ٥) تقديساً خارجياً بالوسائل المفروضة بالناموس (لاويين ص ٨) وداخلياً أيضاً بتطهير قلوبهم.

وَقَدِّسُوا بَيْتَ ٱلرَّبّ يلزم البيت تطهير ناموسي لأن آحاز كان قد أقام عبادة وثنية في الدار (٢ملوك ١٦: ١٠ – ١٦) وتطهير اعتيادي أيضاً لتراكم الأوساخ وعدم الخدمة في زمان آحاز.

خَانُوا (ع ٦) إشارة إلى عهد بينهم وبين الرب كانوا قد نكثوه. وكان بينهم وبين الرب عهود كثيرة كما في زمان موسى (خروج ٢٤: ٣ – ٨) ويشوع (يشوع ٢٤: ١٤ – ٢٨) وآسا (١٥: ١٢) ويهوياداع (٢٣: ١٦).

وَتَرَكُوهُ إن خطايا كثيرة تقوم بترك الواجبات فإنهم حوّلوا الوجه عن مسكن الرب أي لم يهتموا له. وأعطوا القفا أي توجهوا إلى آلهة أخرى وأعمال أخرى. وأطفأوا السرج أي لم يزيّتوها ولم يوقدوا بخوراً ولم يصعدوا محرقة. ولا شك في أن كثيرين أخطأوا هذه الخطايا العظيمة بلا فكر وبلا قصد.

كَانَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى يَهُوذَا (ع ٨) ولا سيما في زمان أبيه آحاز فإنهم تضايقوا من الأشوريين والآراميين والمملكة الشمالية والأدوميين والفلسطينيين. وكان الرب قد أسلمهم للقلق والدهش كما تنبأ موسى (تثنية ٢٨: ٣٥ و٣٧).

لأَجْلِ هٰذَا (ع ٩) اعترف حزقيا بخطايا آبائه وأقرّ بأن انحطاط المملكة بسبب هذه الخطايا. والخلاص من الضيقات يكون بالتوبة والرجوع إلى الرب وتجديد العهد.

يَا بَنِيَّ (ع ١١) كلمة لطيفة تناسب مقام الملك وتعبّر عن محبته لشعبه.

١٢ – ١٩ «١٢ فَقَامَ ٱللاَّوِيُّونَ مَحَثُ بْنُ عَمَاسَايَ وَيُوئِيلُ بْنُ عَزَرْيَا مِنْ بَنِي ٱلْقَهَاتِيِّينَ، وَمِنْ بَنِي مَرَارِي قَيْسُ بْنُ عَبْدِي وَعَزَرْيَا بْنُ يَهْلَلْئِيلَ، وَمِنَ ٱلْجَرْشُونِيِّينَ يُوآخُ بْنُ زِمَّةَ وَعِيدَنُ بْنُ يُوآخَ، ١٣ وَمِنْ بَنِي أَلِيصَافَانَ شِمْرِي وَيَعِيئِيلُ، وَمِنْ بَنِي آسَافَ زَكَرِيَّا وَمَتَّنْيَا، ١٤ وَمِنْ بَنِي هَيْمَانَ يَحِيئِيلُ وَشَمْعِي، وَمِنْ بَنِي يَدُوثُونَ شَمَعْيَا وَعُزِّيئِيلُ. ١٥ وَجَمَعُوا إِخْوَتَهُمْ وَتَقَدَّسُوا وَأَتَوْا حَسَبَ أَمْرِ ٱلْمَلِكِ بِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ لِيُطَهِّرُوا بَيْتَ ٱلرَّبِّ. ١٦ وَدَخَلَ ٱلْكَهَنَةُ إِلَى دَاخِلِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ لِيُطَهِّرُوهُ، وَأَخْرَجُوا كُلَّ ٱلنَّجَاسَةِ ٱلَّتِي وَجَدُوهَا فِي هَيْكَلِ ٱلرَّبِّ إِلَى دَارِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَتَنَاوَلَهَا ٱللاَّوِيُّونَ لِيُخْرِجُوهَا إِلَى ٱلْخَارِجِ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ. ١٧ وَشَرَعُوا فِي ٱلتَّقْدِيسِ فِي أَوَّلِ ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱنْتَهُوا إِلَى رِوَاقِ ٱلرَّبِّ وَقَدَّسُوا بَيْتَ ٱلرَّبِّ فِي ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّادِسَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ ٱنْتَهُوا. ١٨ وَدَخَلُوا إِلَى دَاخِلٍ إِلَى حَزَقِيَّا ٱلْمَلِكِ وَقَالُوا: قَدْ طَهَّرْنَا كُلَّ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَمَذْبَحَ ٱلْمُحْرَقَةِ وَكُلَّ آنِيَتِهِ وَمَائِدَةَ خُبْزِ ٱلْوُجُوهِ وَكُلَّ آنِيَتِهَا. ١٩ وَجَمِيعُ ٱلآنِيَةِ ٱلَّتِي طَرَحَهَا ٱلْمَلِكُ آحَازُ فِي مُلْكِهِ بِخِيَانَتِهِ قَدْ هَيَّأْنَاهَا وَقَدَّسْنَاهَا، وَهَا هِيَ أَمَامَ مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ».

(في ع ١٢ – ١٤) ذكر ١٤ من اللاويين. من كل من أبناء لاوي الثلاثة اثنان أي من بني قهات وبني مراري وبني جرشون واثنان من بني أليصافان الذي كان رئيس عشيرة القهاتيين (عدد ٣: ٣٠) واثنان من كل من بني آساف وبني هيمان وبني يدوثون المغنيين.

أَمْرِ ٱلْمَلِكِ بِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ (ع ١٥) لا نفهم من هذا إعلاناً خصوصياً للملك بل كلام الرب المدوّن في الأسفار المقدسة. وكانت غاية الملك بأوامره أن يُرجع شعبه إلى حفظ شريعة الرب.

وَدَخَلَ ٱلْكَهَنَةُ (ع ١٦) ليس للاويين بل للكهنة فقط أن يدخلوا إلى داخل بيت الرب وأما اللاويون فتناولوا النجاسة التي أخرجها الكهنة من بيت الرب إلى الدار.

وَادِي قَدْرُونَ يبتدئ على بعد ميل ونصف إلى الشمال من أورشليم ويسير إلى الجنوب الشرقي ثم ينحدر إلى شرقي المدينة وهو بين أورشليم وجبل الزيتون. في هذا الوادي أُحرق تمثال معكة (١ملوك ١٥: ١٣) وصار موضعاً للمقابر. وعبر هذا الوادي داود حينما هرب من أبشالوم (٢صموئيل ١٥: ٢٣) والمسيح عندما ذهب إلى جثسيماني (يوحنا ١٨: ١).

وَشَرَعُوا (ع ١٧) إن تقديس الدار شغّلهم ثمانية أيام وبعده تقديس البيت شغّلهم ثمانية أيام أيضاً فانتهى العمل كله بعد ١٦ يوماً. إن الكنس خدمة دنيئة ولكن كل خدمة للرب هي شريفة.

وَدَخَلُوا إِلَى دَاخِلٍ إِلَى حَزَقِيَّا (ع ١٨) أي إلى قصر الملك.

وَجَمِيعُ ٱلآنِيَةِ (ع ١٩) كان آحاز قد قطع بعض الآنية (٢٨: ٢٤) وقطع أتراس القواعد ورفع عنها المرحضة وأنزل البحر عن ثيران النحاس التي تحتها… من أجل ملك أشور (٢ملوك ١٦: ١٧). فجمع الكهنة واللاويون الآنية الموجودة وقدسوها. وبعض الآنية وأعمدة النحاس والقواعد وبحر النحاس بقيت إلى زمان سبي بابل (إرميا ٥٢: ١٧ – ٢٣).

٢٠ – ٢٤ «٢٠ وَبَكَّرَ حَزَقِيَّا ٱلْمَلِكُ وَجَمَعَ رُؤَسَاءَ ٱلْمَدِينَةِ وَصَعِدَ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ. ٢١ فَأَتَوْا بِسَبْعَةِ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةِ كِبَاشٍ وَسَبْعَةِ خِرْفَانٍ وَسَبْعَةِ تُيُوسِ مِعْزىً ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ عَنِ ٱلْمَمْلَكَةِ وَعَنِ ٱلْمَقْدِسِ وَعَنْ يَهُوذَا. وَقَالَ لِبَنِي هَارُونَ ٱلْكَهَنَةِ أَنْ يُصْعِدُوهَا عَلَى مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ. ٢٢ فَذَبَحُوا ٱلثِّيرَانَ، وَتَنَاوَلَ ٱلْكَهَنَةُ ٱلدَّمَ وَرَشُّوهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، ثُمَّ ذَبَحُوا ٱلْكِبَاشَ وَرَشُّوا ٱلدَّمَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، ثُمَّ ذَبَحُوا ٱلْخِرْفَانَ وَرَشُّوا ٱلدَّمَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ. ٢٣ ثُمَّ تَقَدَّمُوا بِتُيُوسِ ذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ وَٱلْجَمَاعَةِ، وَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهَا، ٢٤ وَذَبَحَهَا ٱلْكَهَنَةُ وَكَفَّرُوا بِدَمِهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ تَكْفِيراً عَنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ ٱلْمَلِكَ قَالَ إِنَّ ٱلْمُحْرَقَةَ وَذَبِيحَةَ ٱلْخَطِيَّةِ هُمَا عَنْ كُلِّ إِسْرَائِيلَ».

وَبَكَّرَ حَزَقِيَّا (مزمور ٥: ٣) «يا رب بالغداة تسمع صوتي» وشريعة ذبيحة الخطية (ع ٢١) مذكورة في (لاويين ص ٤) وبما أن الذبائح لم تكن عن واحد فقط بل عن المملكة وعن المقدس وعن يهوذا قدموا سبعاً من كل نوع وليس واحدة فقط (عزرا ٨: ٣٥).

فَذَبَحُوا ٱلثِّيرَانَ… وَرَشُّوا ٱلدَّمَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ (ع ٢٢) والدم كان رمزاً للتكفير عن الخطية (لاويين ٤: ٦ و١٨ و٣٠ و٥: ٩ و٨: ١٤ و١٥ وعبرانيين ٩: ١٢ – ١٤ و١٩: ٢٢).

وَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ إشارة إلى وضع الخطايا على المذبوح وذلك كله رمز إلى المسيح وهو حمل الله الذي يرفع خطية العالم (لاويين ١: ٤ و٤: ٤) والخطايا هي خطاياهم وخطايا آحاز وغيره من أسلافهم لأن المملكة واحدة والرب يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء (خروج ٢٠: ٥).

عَنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ… عَنْ كُلِّ إِسْرَائِيلَ (ع ٢٤) تكرر القول للتشديد فإن التكفير المقصود ليس ليهوذا فقط بل للمملكة الشمالية أيضاً وكانت تلك المملكة في حالة الانحطاط وعلى وشك الاضمحلال (٢ملوك ١٧: ١ – ٦).

٢٥ – ٣٠ «٢٥ وَأَوْقَفَ ٱللاَّوِيِّينَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ بِصُنُوجٍ وَرَبَابٍ وَعِيدَانٍ حَسَبَ أَمْرِ دَاوُدَ وَجَادَ رَائِي ٱلْمَلِكِ وَنَاثَانَ ٱلنَّبِيِّ، لأَنَّ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ ٱلْوَصِيَّةَ عَنْ يَدِ أَنْبِيَائِهِ. ٢٦ فَوَقَفَ ٱللاَّوِيُّونَ بِآلاَتِ دَاوُدَ، وَٱلْكَهَنَةُ بِٱلأَبْوَاقِ. ٢٧ وَأَمَرَ حَزَقِيَّا بِإِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَةِ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ. وَعِنْدَ ٱبْتِدَاءِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱبْتَدَأَ نَشِيدُ ٱلرَّبِّ وَٱلأَبْوَاقُ بِوَاسِطَةِ آلاَتِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. ٢٨ وَكَانَ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ يَسْجُدُونَ وَٱلْمُغَنُّونَ يُغَنُّونَ وَٱلْمُبَوِّقُونَ يُبَوِّقُونَ. ٱلْجَمِيعُ، إِلَى أَنِ ٱنْتَهَتِ ٱلْمُحْرَقَةُ. ٢٩ وَعِنْدَ ٱنْتِهَاءِ ٱلْمُحْرَقَةِ خَرَّ ٱلْمَلِكُ وَكُلُّ ٱلْمَوْجُودِينَ مَعَهُ وَسَجَدُوا. ٣٠ وَقَالَ حَزَقِيَّا ٱلْمَلِكُ وَٱلرُّؤَسَاءُ لِلاَّوِيِّينَ أَنْ يُسَبِّحُوا ٱلرَّبَّ بِكَلاَمِ دَاوُدَ وَآسَافَ ٱلرَّائِي، فَسَبَّحُوا بِٱبْتِهَاجٍ وَخَرُّوا وَسَجَدُوا».

حَسَبَ أَمْرِ دَاوُدَ (١أيام ١٦: ٤ – ٦ و٢٥: ١ – ٦ ص ٥: ١٣).

وَجَادَ (٢صموئيل ٢٤: ١١ و١أيام ٢٩: ٢٩).

بِٱلأَبْوَاقِ (ع ٢٦) (عدد ١٠: ٨ و١أيام ١٥ – ٢٤). لا بد من الفرح بعد غفران الخطية والتقديس للرب.

وَأَمَرَ حَزَقِيَّا بِإِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَةِ (ع ٢٧) كانت الذبيحة المذكورة سابقاً (ع ٢١) ذبيحة خطية والمحرقة المذكورة هنا هي المحرقة اليومية (خروج ٢٩: ٢٨ – ٤٦) فكانت بداءة خدمة جديدة قانونية مرتبة كانت قد توقفت مدة ملك آحاز وكان نشيد الرب بالأبواق والآلات علامة للشعب إن العبادة للرب قد تجددت.

حَزَقِيَّا ٱلْمَلِكُ وَٱلرُّؤَسَاءُ (ع ٣٠) للرؤساء نوع من السلطة مع الملك فلم يكن للملك حكم مطلق.

أَنْ يُسَبِّحُوا ٱلرَّبَّ بِكَلاَمِ دَاوُدَ وَآسَافَ ٱلرَّائِي أي المزامير المعروفة عندنا بسفر المزامير أو إنهم سبحوا كما رتب داود وآساف (١أيام ٢٥: ١ – ٣).

٣١ – ٣٦ «٣١ ثُمَّ قَالَ حَزَقِيَّا: ٱلآنَ مَلأْتُمْ أَيْدِيَكُمْ لِلرَّبِّ. تَقَدَّمُوا وَأْتُوا بِذَبَائِحَ وَقَرَابِينِ شُكْرٍ لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ. فَأَتَتِ ٱلْجَمَاعَةُ بِذَبَائِحِ وَقَرَابِينِ شُكْرٍ، وَكُلُّ سَمُوحِ ٱلْقَلْبِ أَتَى بِمُحْرَقَاتٍ. ٣٢ وَكَانَ عَدَدُ ٱلْمُحْرَقَاتِ ٱلَّتِي أَتَى بِهَا ٱلْجَمَاعَةُ سَبْعِينَ ثَوْراً وَمِئَةَ كَبْشٍ وَمِئَتَيْ خَرُوفٍ. كُلُّ هٰذِهِ مُحْرَقَةٌ لِلرَّبِّ. ٣٣ وَٱلأَقْدَاسُ سِتُّ مِئَةٍ مِنَ ٱلْبَقَرِ وَثَلاَثَةُ آلاَفٍ مِنَ ٱلضَّأْنِ. ٣٤ إِلاَّ إِنَّ ٱلْكَهَنَةَ كَانُوا قَلِيلِينَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَسْلُخُوا كُلَّ ٱلْمُحْرَقَاتِ، فَسَاعَدَهُمْ إِخْوَتُهُمُ ٱللاَّوِيُّونَ حَتَّى كَمَلَ ٱلْعَمَلُ وَحَتَّى تَقَدَّسَ ٱلْكَهَنَةُ. لأَنَّ ٱللاَّوِيِّينَ كَانُوا أَكْثَرَ ٱسْتِقَامَةَ قَلْبٍ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ فِي ٱلتَّقَدُّسِ. ٣٥ وَأَيْضاً كَانَتِ ٱلْمُحْرَقَاتُ كَثِيرَةً بِشَحْمِ ذَبَائِحِ ٱلسَّلاَمَةِ وَسَكَائِبِ ٱلْمُحْرَقَاتِ. فَٱسْتَقَامَتْ خِدْمَةُ بَيْتِ ٱلرَّبِّ. ٣٦ وَفَرِحَ حَزَقِيَّا وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ مِنْ أَجْلِ أَنَّ ٱللّٰهَ أَعَدَّ ٱلشَّعْبَ، لأَنَّ ٱلأَمْرَ كَانَ بَغْتَةً».

مَلأْتُمْ أَيْدِيَكُمْ لِلرَّبِّ (١٣: ٩) يكلم الشعب كلهم. وربما يشير إلى ما كان قد مضى من ذبائح الخطية وإقامة المحرقة اليومية وربما يشير القول أيضاً إلى نيتهم أي كانوا قد تابوا عن خطاياهم وتركوها ووعدوا الرب أنهم يكونون له هم وأموالهم وبناء عليه طلب الملك منهم أن يتقدموا ويأتوا بذبائح وقرابين فيكون تعبدهم بالفعل وليس بالكلام فقط.

كُلُّ سَمُوحِ ٱلْقَلْبِ (خروج ٣٥: ٢٢) إن المحرقة كانت كلها للرب أي احترق الكل ولم يبق منها شيء لا للكهنة ولا للمقرّب (لاويين ص ١) وأما ذبيحة السلامة فكان شيء منها للكاهن وشيء للمقّرب (لاويين ٧: ١١ – ٢١) فكانت المحرقة تدل على إخلاص من قدّمها لأنه لم يأكل منها.

وَكَانَ عَدَدُ ٱلْمُحْرَقَاتِ (ع ٣٢) والعدد مذكور لأنه دليل على عدد الذين قدموا للرب من قلوبهم وبنيّة مخلصة.

وَٱلأَقْدَاسُ (ع ٣٣) الحيوانات المطلوبة للذبائح الآتي ذكرها في (ع ٣٤ وع ٣٥).

لأَنَّ ٱللاَّوِيِّينَ كَانُوا أَكْثَرَ ٱسْتِقَامَةَ قَلْبٍ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ (ع ٣٤) بالأول كان المقرّب المحرقة يذبحها ويسلخها ويقطعها (لاويين ١: ١ – ٦) وبعد ذلك الزمان كان اللاويون أو الكهنة يذبحون ويسلخون ويقطعون لأنهم كانوا مستعدين أكثر من العوام. ويظهر إن بعض الكهنة تأخروا عن تقديس أنفسهم وكانوا قليلي الغيرة في العمل. وكثيراً ما يتمسك العوام بمبادئ الدين الجوهرية أكثر من رؤسائهم.

وَأَيْضاً كَانَتِ ٱلْمُحْرَقَاتُ كَثِيرَةً (ع ٣٥) وذلك سبب آخر لاستخدام اللاويين لمساعدة الكهنة. ولكل منه تقادم من الدقيق والزيت والخمر (عدد ١٥: ١ – ١٥).

شَحْمِ ذَبَائِحِ ٱلسَّلاَمَةِ كان يُحرق على مذبح المحرقات (لاويين ٣: ٥ و٦: ١٢).

وَسَكَائِبِ ٱلْمُحْرَقَاتِ (عدد ١٥: ١ – ١٦).

لأَنَّ ٱلأَمْرَ كَانَ بَغْتَةً (ع ٣٦) في السنة الأولى من ملكه. وكان العمل كله من الرب «من أجل إن الله أعد الشعب» فإنهم شبعوا من المصائب ومن عبادة الأصنام واشتاقوا إلى إلههم الذي كانوا قد تركوه وأهانوه.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى