سفر أخبار الأيام الثاني | 28 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر أخبار الأيام الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ وَٱلْعِشْرُونَ
١ – ٧ «١ كَانَ آحَازُ ٱبْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَلَمْ يَفْعَلِ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ، ٢ بَلْ سَارَ فِي طُرُقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، وَعَمِلَ أَيْضاً تَمَاثِيلَ مَسْبُوكَةً لِلْبَعْلِيمِ. ٣ وَهُوَ أَوْقَدَ فِي وَادِي ٱبْنِ هِنُّومَ وَأَحْرَقَ بَنِيهِ بِٱلنَّارِ حَسَبَ رَجَاسَاتِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٤ وَذَبَحَ وَأَوْقَدَ عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَعَلَى ٱلتِّلاَلِ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. ٥ فَدَفَعَهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُ لِيَدِ مَلِكِ أَرَامَ، فَضَرَبُوهُ وَسَبَوْا مِنْهُ سَبْياً عَظِيماً وَأَتَوْا بِهِمْ إِلَى دِمَشْقَ. وَدُفِعَ أَيْضاً لِيَدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. ٦ وَقَتَلَ فَقْحُ بْنُ رَمَلْيَا فِي يَهُوذَا مِئَةً وَعِشْرِينَ أَلْفاً فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ٱلْجَمِيعُ بَنُو بَأْسٍ لأَنَّهُمْ تَرَكُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِمْ. ٧ وَقَتَلَ زِكْرِي جَبَّارُ أَفْرَايِمَ مَعْسِيَّا ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ، وَعَزْرِيقَامَ رَئِيسَ ٱلْبَيْتِ، وَأَلْقَانَةَ ثَانِيَ ٱلْمَلِكِ».
(انظر ٢ملوك ١٦: ١ – ٥).
لِلْبَعْلِيمِ (ع ٢) (١ملوك ١٦: ٣١).
هِنُّومَ (ع ٣) (٢ملوك ٢٣: ١٠).
مَعْسِيَّا ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ (ع ٧) والمظنون أنه ابن الملك السابق أي يوثام لأن آحاز كان ابن ١٦ سنة فقط لما ملك.
٨ – ١٥ «٨ وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ إِخْوَتِهِمْ مِئَتَيْ أَلْفٍ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ وَٱلْبَنَاتِ، وَنَهَبُوا أَيْضاً مِنْهُمْ غَنِيمَةً وَافِرَةً وَأَتَوْا بِٱلْغَنِيمَةِ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ. ٩ وَكَانَ هُنَاكَ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ ٱسْمُهُ عُودِيدُ، فَخَرَجَ لِلِقَاءِ ٱلْجَيْشِ ٱلآتِي إِلَى ٱلسَّامِرَةِ وَقَالَ لَهُمْ: هُوَذَا مِنْ أَجْلِ غَضَبِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ آبَائِكُمْ عَلَى يَهُوذَا قَدْ دَفَعَهُمْ لِيَدِكُمْ وَقَدْ قَتَلْتُمُوهُمْ بِغَضَبٍ بَلَغَ ٱلسَّمَاءَ. ١٠ وَٱلآنَ أَنْتُمْ عَازِمُونَ عَلَى إِخْضَاعِ بَنِي يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ عَبِيداً وَإِمَاءً لَكُمْ. أَمَا عِنْدَكُمْ أَنْتُمْ آثَامٌ لِلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ؟ ١١ وَٱلآنَ ٱسْمَعُوا لِي وَرُدُّوا ٱلسَّبْيَ ٱلَّذِي سَبَيْتُمُوهُ مِنْ إِخْوَتِكُمْ لأَنَّ حُمُوَّ غَضَبِ ٱلرَّبِّ عَلَيْكُمْ. ١٢ ثُمَّ قَامَ رِجَالٌ مِنْ رُؤُوسِ بَنِي أَفْرَايِمَ: عَزَرْيَا بْنُ يَهُوحَانَانَ، وَبَرَخْيَا بْنُ مَشُلِّيمُوتَ، وَيَحَزْقِيَا بْنُ شَلُّومَ، وَعَمَاسَا بْنُ حِدْلاَيَ عَلَى ٱلْمُقْبِلِينَ مِنَ ٱلْجَيْشِ ١٣ وَقَالُوا لَهُمْ: لاَ تَدْخُلُونَ بِٱلسَّبْيِ إِلَى هُنَا لأَنَّ عَلَيْنَا إِثْماً لِلرَّبِّ، وَأَنْتُمْ عَازِمُونَ أَنْ تَزِيدُوا عَلَى خَطَايَانَا وَعَلَى إِثْمِنَا، لأَنَّ لَنَا إِثْماً كَثِيراً وَعَلَى إِسْرَائِيلَ حُمُوُّ غَضَبٍ. ١٤ فَتَرَكَ ٱلْمُتَجَرِّدُونَ ٱلسَّبْيَ وَٱلنَّهْبَ أَمَامَ ٱلرُّؤَسَاءِ وَكُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ. ١٥ وَقَامَ ٱلرِّجَالُ ٱلْمُعَيَّنَةُ أَسْمَاؤُهُمْ وَأَخَذُوا ٱلْمَسْبِيِّينَ وَأَلْبَسُوا كُلَّ عُرَاتِهِمْ مِنَ ٱلْغَنِيمَةِ، وَكَسَوْهُمْ وَحَذَوْهُمْ وَأَطْعَمُوهُمْ وَأَسْقُوهُمْ وَدَهَّنُوهُمْ، وَحَمَلُوا عَلَى حَمِيرٍ جَمِيعَ ٱلْمُعْيِينَ مِنْهُمْ، وَأَتَوْا بِهِمْ إِلَى أَرِيحَا مَدِينَةِ ٱلنَّخْلِ إِلَى إِخْوَتِهِمْ. ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى ٱلسَّامِرَةِ».
عُودِيدُ (ع ٩) لا نعرف عنه شيئاً إلا المذكور هنا وهو نبي أمين للرب وشجاع في مقاومة الجيش الظافر. وغير المذكور في (١٥: ١).
بِغَضَبٍ بَلَغَ ٱلسَّمَاءَ إشارة إلى عظمة الغضب وإلى عظمة خطيتهم الناتجة عن ذلك الغضب فإن سفك الدم وسبي النساء والأولاد وسلب الأموال بهذا المقدار صرخت إلى الرب وطلبت منه المجازاة العادلة.
أَمَا عِنْدَكُمْ أَنْتُمْ آثَامٌ (ع ١٠) خطيتئهم بعصيانهم على بيت داود وبترك الرب وبيته في أورشليم وإقامة عبادة وثنية.
رِجَالٌ مِنْ رُؤُوسِ بَنِي أَفْرَايِمَ (ع ١٢) أفكارهم رائقة أكثر من أفكار الذين كانوا في القتال فصدقوا كلام النبي وبما أنهم رؤوس كان كلامهم مسموعاً. ومن الأمور العجيبة أن المنتصرين في الحرب يردون الأسرى والغنيمة بإرادتهم وكان ذلك فعل الرب بواسطة النبي والرؤساء المذكورة أسماؤهم ولهم فضل.
ٱلرِّجَالُ ٱلْمُعَيَّنَةُ أَسْمَاؤُهُمْ (ع ١٥) أي الأربعة المذكورون في (ع ١٢) وعملهم هذا يطابق مثل المسيح عن السامري الصالح (لوقا ١٠: ٣٠ – ٣٧) لأنهم سامريون واعتنوا باليهود الذين كانوا من غير مملكة ومذهب وأطعموهم وحملوا المعيين على حمير.
أَرِيحَا مَدِينَةِ ٱلنَّخْلِ ربما كانت في ذلك الوقت من أملاك المملكة الشمالية (١ملوك ١٦: ٣٤ و٢ملوك ٢: ٤).
١٦ – ٢١ «١٦ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ إِلَى مُلُوكِ أَشُّورَ لِيُسَاعِدُوهُ. ١٧ فَإِنَّ ٱلأَدُومِيِّينَ أَتَوْا أَيْضاً وَضَرَبُوا يَهُوذَا وَسَبَوْا سَبْياً. ١٨ وَٱقْتَحَمَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ مُدُنَ ٱلسَّوَاحِلِ وَجَنُوبِيَّ يَهُوذَا وَأَخَذُوا بَيْتَ شَمْسٍ وَأَيَّلُونَ وَجَدِيرُوتَ وَسُوكُو وَقُرَاهَا وَتِمْنَةَ وَقُرَاهَا وَحِمْزُو وَقُرَاهَا وَسَكَنُوا هُنَاكَ. ١٩ لأَنَّ ٱلرَّبَّ ذَلَّلَ يَهُوذَا بِسَبَبِ آحَازَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ أَجْمَحَ يَهُوذَا وَخَانَ ٱلرَّبَّ خِيَانَةً. ٢٠ فَجَاءَ عَلَيْهِ تَغْلَثَ فَلاَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ وَضَايَقَهُ وَلَمْ يُشَدِّدْهُ. ٢١ لأَنَّ آحَازَ أَخَذَ قِسْماً مِنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَمِنْ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَمِنَ ٱلرُّؤَسَاءِ وَأَعْطَاهُ لِمَلِكِ أَشُّورَ وَلٰكِنَّهُ لَمْ يُسَاعِدْهُ».
فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ (٢ملوك ١٦: ٥ – ٧) أي بعدما صعد عليه رصين ملك أرام وفقح ملك إسرائيل وكان رصين قد أخذ إيلة وأرجعها للآراميين وطرد اليهود منها وكان فقح قد قتل ١٢٠٠٠٠ وسبى بنو إسرائيل من يهوذا مئتي ألف. في ذلك الوقت أرسل آحاز إلى ملوك أشور.
مُلُوكِ أَشُّورَ في ع ٢٠ تغلث فلناسر. والجمع «ملوك» يشير إلى سياسة آحاز بالإجمال أي اتكل على أشور إن كان تغلث فلناسر أو غيره من ملوكها. وأخطأ آحاز بهذه السياسة وخالف أمر الرب عن يد عبده النبي إشعياء (إشعياء ص ٧ و٨).
ٱلأَدُومِيِّينَ أَتَوْا أَيْضاً (ع ١٧) كان أمصيا قد أخضعهم (١٥: ١١ و١٢) ولكنهم اغتنموا الفرصة عندما ضعفت مملكة يهوذا وهجموا عليها.
بَيْتَ شَمْسٍ (ع ١٩) (١صموئيل ٦: ٩).
وَأَيَّلُونَ (١ملوك ٩: ٢٦).
جَدِيرُوتَ على حدود يهوذا بالساحل.
سُوكُو (١١: ٧).
تِمْنَةَ إلى جهة الجنوب من بيت شمس وعلى بعد ٣ أميال منها على الحدود بين يهوذا وبلاد الفلسطينيين (قضاة ١٤: ١ – ٥).
حِمْزُو وهي جمزو الحالية على بعد ٣ أميال من لدّ إلى الشرق منها.
وَسَكَنُوا هُنَاكَ أي أخذوا المدن المذكورة وامتلكوها على الدوام.
أَجْمَحَ يَهُوذَا (ع ١٩) حملها على أن تترك الرب كدابّة عصت صاحبها وهربت.
تَغْلَثَ فَلاَسَرُ (ع ٢٠) (٢ملوك ١٥: ١٩ و٢٠) وهو فول أو تغلث فلاسر.
وَلَمْ يُشَدِّدْهُ (٢ملوك ١٦: ٩) إن ملك أشور سمع له وصعد إلى دمشق وسباها وقتل ملكها رصين وهكذا خلّص آحاز من رصين الذي كان قد حاصر أورشليم مع فقح ملك إسرائيل (انظر أيضاً إشعياء ٧: ١ – ٩) وضرب تغلث فلناسر فقح ملك إسرائيل (٢ملوك ١٥: ٢٩) ولكن تغلث فلناسر لم يشدد آحاز لأن آحاز ولو خلص من رصين ومن فقح صار عبداً لتغلث فلناسر الذي ضايقه وأخذ أمواله وأموال الرؤساء وأموال بيت الرب.
٢٢ – ٢٧ «٢٢ وَفِي ضِيقِهِ زَادَ خِيَانَةً لِلرَّبِّ (ٱلْمَلِكُ آحَازُ هٰذَا) ٢٣ وَذَبَحَ لآلِهَةِ دِمَشْقَ ٱلَّذِينَ ضَارَبُوهُ وَقَالَ: لأَنَّ آلِهَةَ مُلُوكِ أَرَامَ تُسَاعِدُهُمْ أَنَا أَذْبَحُ لَهُمْ فَيُسَاعِدُونَنِي. وَأَمَّا هُمْ فَكَانُوا سَبَبَ سُقُوطٍ لَهُ وَلِكُلِّ إِسْرَائِيلَ. ٢٤ وَجَمَعَ آحَازُ آنِيَةَ بَيْتِ ٱللّٰهِ وَقَطَّعَهَا وَأَغْلَقَ أَبْوَابَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَعَمِلَ لِنَفْسِهِ مَذَابِحَ فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ فِي أُورُشَلِيمَ. ٢٥ وَفِي كُلِّ مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ مِنْ يَهُوذَا عَمِلَ مُرْتَفَعَاتٍ لِلإِيقَادِ لآلِهَةٍ أُخْرَى وَأَسْخَطَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِ. ٢٦ وَبَقِيَّةُ أُمُورِهِ وَكُلُّ طُرُقِهِ ٱلأُولَى وَٱلأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. ٢٧ ثُمَّ ٱضْطَجَعَ آحَازُ مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي ٱلْمَدِينَةِ فِي أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا بِهِ إِلَى قُبُورِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. وَمَلَكَ حَزَقِيَّا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».
فِي ضِيقِهِ زَادَ خِيَانَةً غاية التأديب التوبة والاعتراف بالخطية والرجوع إلى الرب فيصير التأديب بركة. وأما آحاز فقسّى قلبه وزاد خيانة.
ٱلْمَلِكُ آحَازُ هٰذَا ثلاث كلمات للتشديد أي آحاز هو الملك الذي عمل هذا العمل العجيب.
وَذَبَحَ لآلِهَةِ دِمَشْقَ (ع ٢٣) يرجح أنه ذبح لآلهة دمشق قبلما ضربها ملك أشور وإذا قلنا أنه ذبح لها بعدما ضرب ملك أشور دمشق كان سجود آحاز لها كسجود أمصيا لآلهة الأدوميين (٢٥: ١٤ و١٥) بعدما ضربهم. وعلى أي وجهٍ فقد عمل بأعظم جهالة وغباوة.
وَجَمَعَ آحَازُ آنِيَةَ بَيْتِ ٱللّٰهِ (ع ٢٤) (٢ملوك ١٦: ١٠ – ٢٠) جمع الآنية وقطعها حتى يرسل معدنها إلى ملك أشور.
وَأَغْلَقَ أَبْوَابَ بَيْتِ ٱلرَّبّ ليست أبواب الدار لأن فيها كان المذبح الذي عمله أوريا الكاهن بأمر آحاز على شبه المذبح الذي رآه آحاز في دمشق بل أغلق آحاز أبواب الهيكل فتوقفت خدمة الهيكل على اختلاف أنواعها.
فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ فِي أُورُشَلِيمَ أي امتلأت المدينة وكل اليهودية من الأصنام وترك آحاز الرب وتعليم آبائه الصالحين فكانت خطيته أعظم جداً من خطايا الوثنيين الذين لم يعرفوا الرب ولا شريعته. ومات ابن ٣٦ سنة (أو ٤١) ولم يُدفن في قبور الملوك (اطلب آحاز في قاموس الكتاب).
السابق |
التالي |