سفر أخبار الأيام الثاني | 25 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر أخبار الأيام الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ وَٱلْعِشْرُونَ
١ – ٤ «١ مَلَكَ أَمَصْيَا وَهُوَ ٱبْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمَلَكَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ يَهُوعَدَّانُ مِنْ أُورُشَلِيمَ. ٢ وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَلٰكِنْ لَيْسَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. ٣ وَلَمَّا تَثَبَّتَتِ ٱلْمَمْلَكَةُ عَلَيْهِ قَتَلَ عَبِيدَهُ ٱلَّذِينَ قَتَلُوا ٱلْمَلِكَ أَبَاهُ. ٤ وَأَمَّا بَنُوهُمْ فَلَمْ يَقْتُلْهُمْ، بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ٱلشَّرِيعَةِ فِي سِفْرِ مُوسَى حَيْثُ أَمَرَ ٱلرَّبُّ: لاَ تَمُوتُ ٱلآبَاءُ لأَجْلِ ٱلْبَنِينَ، وَلاَ ٱلْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ ٱلآبَاءِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ».
(انظر ٢ملوك ١٤: ١ – ٦).
٥ – ١٣ «٥ وَجَمَعَ أَمَصْيَا يَهُوذَا وَأَقَامَهُمْ حَسَبَ بُيُوتِ ٱلآبَاءِ رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ فِي كُلِّ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ، وَأَحْصَاهُمْ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، فَوَجَدَهُمْ ثَلاَثَ مِئَةِ أَلْفِ مُخْتَارٍ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ حَامِلِ رُمْحٍ وَتُرْسٍ. ٦ وَٱسْتَأْجَرَ مِنْ إِسْرَائِيلَ مِئَةَ أَلْفِ جَبَّارِ بَأْسٍ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ. ٧ وَجَاءَ إِلَيْهِ رَجُلُ ٱللّٰهِ قَائِلاً: أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ، لاَ يَأْتِي مَعَكَ جَيْشُ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ لَيْسَ مَعَ إِسْرَائِيلَ، مَعَ كُلِّ بَنِي أَفْرَايِمَ. ٨ وَإِنْ ذَهَبْتَ أَنْتَ فَٱعْمَلْ وَتَشَدَّدْ لِلْقِتَالِ، لأَنَّ ٱللّٰهَ يُسْقِطُكَ أَمَامَ ٱلْعَدُوِّ، لأَنَّ عِنْدَ ٱللّٰهِ قُوَّةً لِلْمُسَاعَدَةِ وَلِلإِسْقَاطِ. ٩ فَقَالَ أَمَصْيَا لِرَجُلِ ٱللّٰهِ: فَمَاذَا يُعْمَلُ لأَجْلِ ٱلْمِئَةِ ٱلْوَزْنَةِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُهَا لِغُزَاةِ إِسْرَائِيلَ؟ فَقَالَ رَجُلُ ٱللّٰهِ: إِنَّ ٱلرَّبَّ قَادِرٌ أَنْ يُعْطِيَكَ أَكْثَرَ مِنْهَا. ١٠ فَأَفْرَزَ أَمَصْيَا ٱلْغُزَاةَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ أَفْرَايِمَ لِيَنْطَلِقُوا إِلَى مَكَانِهِمْ، فَحَمِيَ غَضَبُهُمْ جِدّاً عَلَى يَهُوذَا وَرَجَعُوا إِلَى مَكَانِهِمْ بِحُمُوِّ ٱلْغَضَبِ. ١١ وَأَمَّا أَمَصْيَا فَتَشَدَّدَ وَٱقْتَادَ شَعْبَهُ وَذَهَبَ إِلَى وَادِي ٱلْمِلْحِ، وَضَرَبَ مِنْ بَنِي سَاعِيرَ عَشَرَةَ آلاَفٍ، ١٢ وَعَشَرَةَ آلاَفٍ أَحْيَاءَ سَبَاهُمْ بَنُو يَهُوذَا وَأَتَوْا بِهِمْ إِلَى رَأْسِ سَالِعَ وَطَرَحُوهُمْ عَنْ رَأْسِ سَالِعَ فَتَكَسَّرُوا أَجْمَعُونَ. ١٣ وَأَمَّا ٱلْغُزَاةُ ٱلَّذِينَ أَرْجَعَهُمْ أَمَصْيَا عَنِ ٱلذَّهَابِ مَعَهُ إِلَى ٱلْقِتَالِ فَٱقْتَحَمُوا مُدُنَ يَهُوذَا مِنَ ٱلسَّامِرَةِ إِلَى بَيْتِ حُورُونَ، وَضَرَبُوا مِنْهُمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَنَهَبُوا نَهْباً كَثِيراً».
ثَلاَثَ مِئَةِ أَلْفِ أقل مما كان لآسا (١٤: ٨) وليهوشافاط (١٧: ١٤ – ١٩) وربما وقع غلط من جهة عدد جيش آسا وعدد جيش يهوشافاط ولا شك في أن مملكة يهوذا كانت قد ضعفت بسبب الحروب.
ٱسْتَأْجَرَ مِنْ إِسْرَائِيلَ (ع ٦) وفي ع ٧ بني أفرايم أي المملكة الشمالية.
مِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ الوزنة نحو ٤٠٠ ليرة ومئة وزنة نحو ٤٠٠٠٠ ليرة أقل من نصف ليرة لكل جندي. ولا شك في أن المستأجرين انتظروا أن يأخذوا قسماً من الغنيمة أيضاً. (انظر القول «غزاة إسرائيل» (ع ٩).
رَجُلُ ٱللّٰهِ (ع ٧) ولا نعرف من هو. وتكلم بالأمانة والشجاعة. وعرف أيضاً الاحترام الواجب لرجل من رجال الله. ومن أخبار يهوشافاط (١٩: ٢) وأخزيا ٢٢: ٥ و٧ و٩).
وَإِنْ ذَهَبْتَ (ع ٨) أي إن ذهب مع بني أفرايم يسقطه الله أمام العدو. والأمر «اعمل وتشدد» على نوع التهكم أي لو عمل وتشدد يسقطه الله.
فَمَاذَا يُعْمَلُ لأَجْلِ ٱلْمِئَةِ ٱلْوَزْنَةِ (ع ٩) ونستفيد من جواب رجل الله أن مئة وزنة عند الله شيء زهيد جداً فلا يُذكر. والخسارة القليلة أفضل من الخسارة العظيمة لو ذهب إلى أدوم وسقط أمام العدوّ.
فَحَمِيَ غَضَبُهُمْ (ع ١٠) خاب سعيهم وشعروا بأن أخزيا أهانهم بإفرازه إياهم.
وَطَرَحُوهُمْ عَنْ رَأْسِ سَالِعَ (ع ١٢) امتازت الحروب بين الإسرائيليين والأدوميين بالقساوة وذلك من الإسرائيليين ومن الأدوميين أيضاً (١أيام ١٨: ١٢ و١ملوك ١١: ١٥ و١٦ عوبديا ١٠ – ١٤).
مِنَ ٱلسَّامِرَةِ إِلَى بَيْتِ حُورُونَ (ع ١٣) يُطلق اسم بيت حورون على قريتين واقعتين على حدود أفرايم وبنيامين وعلى بعد ١٢ ميلاً إلى الشمال من أورشليم واسمهما اليوم بيت عور الفوقى وبيت عور التحتى وبما أن الكاتب يذكر السامرة أولاً نستنتج أن الغزاة رجعوا إلى السامرة وأخبروا الملك يوآش بغضب وأرسلهم لينهبوا مدن يهوذا وكان ذلك بسبب رسالة أمصيا القاسية إلى ملك إسرائيل (ع ١٧).
١٤ – ١٦ «١٤ ثُمَّ بَعْدَ مَجِيءِ أَمَصْيَا مِنْ ضَرْبِ ٱلأَدُومِيِّينَ أَتَى بِآلِهَةِ بَنِي سَاعِيرَ وَأَقَامَهُمْ لَهُ آلِهَةً، وَسَجَدَ أَمَامَهُمْ وَأَوْقَدَ لَهُمْ. ١٥ فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى أَمَصْيَا وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ نَبِيّاً فَقَالَ لَهُ: لِمَاذَا طَلَبْتَ آلِهَةَ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُنْقِذُوا شَعْبَهُمْ مِنْ يَدِكَ؟ ١٦ وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُ قَالَ لَهُ: هَلْ جَعَلُوكَ مُشِيراً لِلْمَلِكِ؟ كُفَّ! لِمَاذَا يَقْتُلُونَكَ؟ فَكَفَّ ٱلنَّبِيُّ وَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ قَضَى بِهَلاَكِكَ لأَنَّكَ عَمِلْتَ هٰذَا وَلَمْ تَسْمَعْ لِمَشُورَتِي».
أَتَى بِآلِهَةِ بَنِي سَاعِيرَ إن أخذه هذه الآلهة دليل على سقوط الأدوميين الكامل لأن آلهتهم آخر شيء يسلمونه للعدو. فكان أمصيا يفتخر بوضعه إياهم عنده في أورشليم.
وَسَجَدَ أَمَامَهُمْ وإن كانوا لم يقدروا أن ينقذوا شعبهم لزعمه أنهم آلهة بلاد أدوم ومتسلطون عليها وإذا سجد لهم وأرضاهم يساعدونه في حكمه على أدوم.
فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ (ع ١٥) «لاَ تَسِيرُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ ٱلأُمَمِ ٱلَّتِي حَوْلَكُمْ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكُمْ إِلٰهٌ غَيُورٌ فِي وَسَطِكُمْ، لِئَلاَّ يَحْمَى غَضَبُ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ عَلَيْكُمْ فَيُبِيدَكُمْ عَنْ وَجْهِ ٱلأَرْضِ» (تثنية ٦: ١٤ و١٥).
قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ قَضَى بِهَلاَكِكَ لأنه لم يسمع. وعدم الاستماع علامة الجهالة وعاقبة الجهالة الهلاك. ومن الجهة الواحدة نقول إن الله قضى بهلاكه ومن الجهة الأخرى نقول أن هلاك أمصيا من نفسه «لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ. فَٱرْجِعُوا وَٱحْيُوا» (حزقيال ١٨: ٣٢).
١٧ – ٢٨ «١٧ فَٱسْتَشَارَ أَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا، وَأَرْسَلَ إِلَى يُوآشَ بْنِ يَهُوآحَازَ بْنِ يَاهُو مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: هَلُمَّ نَتَرَاءَ مُواجَهَةً. ١٨ فَأَرْسَلَ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَمَصْيَا مَلِكِ يَهُوذَا قَائِلاً: ٱلْعَوْسَجُ ٱلَّذِي فِي لُبْنَانَ أَرْسَلَ إِلَى ٱلأَرْزِ ٱلَّذِي فِي لُبْنَانَ يَقُولُ: أَعْطِ ٱبْنَتَكَ لٱبْنِي ٱمْرَأَةً. فَعَبَرَ حَيَوَانٌ بَرِّيٌّ كَانَ فِي لُبْنَانَ وَدَاسَ ٱلْعَوْسَجَ. ١٩ تَقُولُ: هَئَنَذَا قَدْ ضَرَبْتُ أَدُومَ. فَرَفَّعَكَ قَلْبُكَ لِلتَّمَجُّدِ! فَٱلآنَ أَقِمْ فِي بَيْتِكَ. لِمَاذَا تَهْجِمُ عَلَى ٱلشَّرِّ فَتَسْقُطَ أَنْتَ وَيَهُوذَا مَعَكَ؟. ٢٠ فَلَمْ يَسْمَعْ أَمَصْيَا لأَنَّهُ كَانَ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ أَنْ يُسَلِّمَهُمْ، لأَنَّهُمْ طَلَبُوا آلِهَةَ أَدُومَ. ٢١ وَصَعِدَ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فَتَرَاءَيَا مُواجَهَةً، هُوَ وَأَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا، فِي بَيْتِ شَمْسٍ ٱلَّتِي لِيَهُوذَا. ٢٢ فَٱنْهَزَمَ يَهُوذَا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ وَهَرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. ٢٣ وَأَمَّا أَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا فَأَمْسَكَهُ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ شَمْسٍ وَجَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَهَدَمَ سُورَ أُورُشَلِيمَ مِنْ بَابِ أَفْرَايِمَ إِلَى بَابِ ٱلزَّاوِيَةِ، أَرْبَعَ مِئَةِ ذِرَاعٍ. ٢٤ وَأَخَذَ كُلَّ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَكُلَّ ٱلآنِيَةِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ مَعَ عُوبِيدَ أَدُومَ وَخَزَائِنِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَٱلرُّهَنَاءَ وَرَجَعَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ. ٢٥ وَعَاشَ أَمَصْيَا بْنُ يَهُوآشَ مَلِكُ يَهُوذَا بَعْدَ مَوْتِ يُوآشَ بْنِ يَهُوآحَازَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً. ٢٦ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَمَصْيَا ٱلأُولَى وَٱلأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. ٢٧ وَمِنْ حِينَ حَادَ أَمَصْيَا مِنْ وَرَاءِ ٱلرَّبِّ فَتَنُوا عَلَيْهِ فِي أُورُشَلِيمَ، فَهَرَبَ إِلَى لَخِيشَ فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ إِلَى لَخِيشَ وَقَتَلُوهُ هُنَاكَ، ٢٨ وَحَمَلُوهُ عَلَى ٱلْخَيْلِ وَدَفَنُوهُ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ يَهُوذَا».
(انظر ٢ملوك ١٤: ٨ – ٢٠)
السابق |
التالي |