سفر أخبار الأيام الثاني | 18 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر أخبار الأيام الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ عَشَرَ
١ – ٣٤ «١ وَكَانَ لِيَهُوشَافَاطَ غِنىً وَكَرَامَةٌ بِكَثْرَةٍ. وَصَاهَرَ أَخْآبَ. ٢ وَنَزَلَ بَعْدَ سِنِينَ إِلَى أَخْآبَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ، فَذَبَحَ أَخْآبُ غَنَماً وَبَقَراً بِكَثْرَةٍ لَهُ وَلِلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَهُ، وَأَغْوَاهُ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى رَامُوتِ جِلْعَادَ. ٣ وَقَالَ أَخْآبُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا: أَتَذْهَبُ مَعِي إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ لَهُ: مَثَلِي مَثَلُكَ وَشَعْبِي كَشَعْبِكَ وَمَعَكَ فِي ٱلْقِتَالِ. ٤ ثُمَّ قَالَ يَهُوشَافَاطُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: ٱسْأَلِ ٱلْيَوْمَ عَنْ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ. ٥ فَجَمَعَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ ٱلأَنْبِيَاءَ، أَرْبَعَ مِئَةِ رَجُلٍ، وَقَالَ لَهُمْ: أَنَذْهَبُ إِلَى رَامُوتِ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ أَمْ أَمْتَنِعُ؟ فَقَالُوا: ٱصْعَدْ فَيَدْفَعَهَا ٱللّٰهُ لِيَدِ ٱلْمَلِكِ. ٦ فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: أَلَيْسَ هُنَا أَيْضاً نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ مِنْهُ؟ ٧ فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: بَعْدُ رَجُلٌ وَاحِدٌ لِسُؤَالِ ٱلرَّبِّ بِهِ، وَلٰكِنَّنِي أُبْغِضُهُ لأَنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْراً بَلْ شَرّاً كُلَّ أَيَّامِهِ، وَهُوَ مِيخَا بْنُ يَمْلَةَ. فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: لاَ يَقُلِ ٱلْمَلِكُ هٰكَذَا. ٨ فَدَعَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ خَصِيّاً وَقَالَ: أَسْرِعْ بِمِيخَا بْنِ يَمْلَةَ. ٩ وَكَانَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا جَالِسَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى كُرْسِيِّهِ، لاَبِسَيْنِ ثِيَابَهُمَا وَجَالِسَيْنِ فِي سَاحَةٍ عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ ٱلسَّامِرَةِ، وَجَمِيعُ ٱلأَنْبِيَاءِ يَتَنَبَّأُونَ أَمَامَهُمَا. ١٠ وَعَمِلَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ لِنَفْسِهِ قُرُونَ حَدِيدٍ وَقَالَ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: بِهٰذِهِ تَنْطَحُ ٱلأَرَامِيِّينَ حَتَّى يَفْنُوا. ١١ وَتَنَبَّأَ جَمِيعُ ٱلأَنْبِيَاءِ هٰكَذَا قَائِلِينَ: ٱصْعَدْ إِلَى رَامُوتِ جِلْعَادَ وَأَفْلِحْ، فَيَدْفَعَهَا ٱلرَّبُّ لِيَدِ ٱلْمَلِكِ. ١٢ وَقَالَ ٱلرَّسُولُ ٱلَّذِي ذَهَبَ لِيَدْعُوَ مِيخَا: هُوَذَا كَلاَمُ جَمِيعِ ٱلأَنْبِيَاءِ بِفَمٍ وَاحِدٍ خَيْرٌ لِلْمَلِكِ. فَلْيَكُنْ كَلاَمُكَ كَوَاحِدٍ مِنْهُمْ وَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ. ١٣ فَقَالَ مِيخَا: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِنَّ مَا يَقُولُهُ إِلٰهِي فَبِهِ أَتَكَلَّمُ. ١٤ وَلَمَّا جَاءَ إِلَى ٱلْمَلِكِ قَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: يَا مِيخَا، أَنَذْهَبُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ أَمْ أَمْتَنِعُ؟ فَقَالَ: ٱصْعَدُوا وَأَفْلِحُوا فَيُدْفَعُوا لِيَدِكُمْ. ١٥ فَقَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: كَمْ مَرَّةٍ أَسْتَحْلِفُكَ أَنْ لاَ تَقُولَ لِي إِلاَّ ٱلْحَقَّ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ! ١٦ فَقَالَ: رَأَيْتُ كُلَّ إِسْرَائِيلَ مُشَتَّتِينَ عَلَى ٱلْجِبَالِ كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا. فَقَالَ ٱلرَّبُّ: لَيْسَ لِهٰؤُلاَءِ أَصْحَابٌ، فَلْيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ بِسَلاَمٍ. ١٧ فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: أَمَا قُلْتُ لَكَ إِنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْراً بَلْ شَرّاً؟ ١٨ وَقَالَ: فَٱسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ ٱلرَّبِّ. قَدْ رَأَيْتُ ٱلرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ وَكُلُّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ وُقُوفٌ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. ١٩ فَقَالَ ٱلرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هٰذَا هٰكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هٰكَذَا. ٢٠ ثُمَّ خَرَجَ ٱلرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. فَسَأَلَهُ ٱلرَّبُّ: بِمَاذَا؟ ٢١ فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَٱخْرُجْ وَٱفْعَلْ هٰكَذَا. ٢٢ وَٱلآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ ٱلرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ أَنْبِيَائِكَ هٰؤُلاَءِ، وَٱلرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرٍّ. ٢٣ فَتَقَدَّمَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ وَضَرَبَ مِيخَا عَلَى ٱلْفَكِّ وَقَالَ: مِنْ أَيِّ طَرِيقٍ عَبَرَ رُوحُ ٱلرَّبِّ مِنِّي لِيُكَلِّمَك؟. ٢٤ فَقَالَ مِيخَا: إِنَّكَ سَتَرَى فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي تَدْخُلُ فِيهِ مِنْ مِخْدَعٍ إِلَى مِخْدَعٍ لِتَخْتَبِئَ. ٢٥ فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: خُذُوا مِيخَا وَرُدُّوهُ إِلَى أَمُّونَ رَئِيسِ ٱلْمَدِينَةِ وَإِلَى يُوآشَ ٱبْنِ ٱلْمَلِكِ ٢٦ وَقُولُوا هٰكَذَا يَقُولُ ٱلْمَلِكُ: ضَعُوا هٰذَا فِي ٱلسِّجْنِ، وَأَطْعِمُوهُ خُبْزَ ٱلضِّيقِ وَمَاءَ ٱلضِّيقِ حَتَّى أَرْجِعَ بِسَلاَمٍ. ٢٧ فَقَالَ مِيخَا: إِنْ رَجَعْتَ رُجُوعاً بِسَلاَمٍ فَلَمْ يَتَكَلَّمِ ٱلرَّبُّ بِي. وَقَالَ: ٱسْمَعُوا أَيُّهَا ٱلشُّعُوبُ أَجْمَعُونَ. ٢٨ فَصَعِدَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ. ٢٩ وَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: إِنِّي أَتَنَكَّرُ وَأَدْخُلُ ٱلْحَرْبَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَٱلْبَسْ ثِيَابَكَ. فَتَنَكَّرَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَدَخَلاَ ٱلْحَرْبَ. ٣٠ وَأَمَرَ مَلِكُ أَرَامَ رُؤَسَاءَ ٱلْمَرْكَبَاتِ ٱلَّتِي لَهُ: لاَ تُحَارِبُوا صَغِيراً وَلاَ كَبِيراً إِلاَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ وَحْدَهُ. ٣١ فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ ٱلْمَرْكَبَاتِ يَهُوشَافَاطَ قَالُوا إِنَّهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، فَحَاوَطُوهُ لِلْقِتَالِ، فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ، وَسَاعَدَهُ ٱلرَّبُّ وَحَوَّلَهُمُ عَنْهُ. ٣٢ فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ ٱلْمَرْكَبَاتِ أَنَّهُ لَيْسَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ رَجَعُوا عَنْهُ. ٣٣ وَإِنَّ رَجُلاً نَزَعَ فِي قَوْسِهِ غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ وَضَرَبَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بَيْنَ أَوْصَالِ ٱلدِّرْعِ، فَقَالَ لِمُدِيرِ ٱلْمَرْكَبَةِ: رُدَّ يَدَكَ وَأَخْرِجْنِي مِنَ ٱلْجَيْشِ لأَنِّي قَدْ جُرِحْتُ. ٣٤ وَٱشْتَدَّ ٱلْقِتَالُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَأُوقِفَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْمَرْكَبَةِ مُقَابِلَ أَرَامَ إِلَى ٱلْمَسَاءِ، وَمَاتَ عِنْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ».
لتفسير «الأصحاح الثامن عشر» أنظر ١ملوك ٢٢: ٥ – ٣٥.
السابق |
التالي |