سفر راعوث

سفر راعوث | 04 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر راعوث

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

مضمونه: صعد بوعز إلى باب المدينة ودعا الوليّ الأول وهو عابر وسأله أمام شهود إذا كان يريد أن يفك قطعة الحقل التي كانت لأليمالك ويتزوج راعوث فأبى الولي أن يفكها تحت هذا الشرط. فقال بوعز أنه هو يشتري الأرض ويأخذ راعوث امرأة ليقيم اسم الميت على ميراثه. فأعطاه الرب ابناً منها وكان من نسله داود.

١ «فَصَعِدَ بُوعَزُ إِلَى ٱلْبَابِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. وَإِذَا بِٱلْوَلِيِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ بُوعَزُ عَابِرٌ. فَقَالَ: مِلْ وَٱجْلِسْ هُنَا أَنْتَ يَا فُلاَنُ ٱلْفُلاَنِيُّ. فَمَالَ وَجَلَسَ».

ص ٣: ١٢

فَصَعِدَ إما لأن المدينة كانت على ظهر أعلى من البيدر المذكور في (ص ٣) أو لأن الباب كان مكان الاجتماع والحكم فكان عالياً مجازاً مرتفعاً من جهة الاعتبار.

ٱلْبَابِ كان الباب مكان المرور ومكان الاجتماع لكل أهل المدينة. وكان مكان قعود الملوك والقضاة والشيوخ (يشوع ٢٠: ٤ وقضاة ٩: ٣٥ و٢صموئيل ١٩: ٨ و١ملوك ٢٢: ١٠ وإرميا ١٧: ١٩) وفي الزمان المشار إليه لم يكن ملك في إسرائيل وكان الحكم والتدبير بيد شيوخ المدينة ووجوهها.

وَإِذَا بِٱلْوَلِيِّ إذا كان لأحد عمل مع غيره كان يذهب إلى الباب ليلاقيه.

يَا فُلاَنُ ٱلْفُلاَنِيُّ لا شك أن بوعز عرف اسمه ودعاه به ولكن الكاتب كتب هذا لأجل الاختصار. في المعجم «فلان وفلانة بغير ألف ولام يكنى بها عن العلم الذي مسماه ممن يعقل».

٢ «ثُمَّ أَخَذَ عَشَرَةَ رِجَالٍ مِنْ شُيُوخِ ٱلْمَدِينَةِ وَقَالَ لَهُمُ: ٱجْلِسُوا هُنَا. فَجَلَسُوا».

١ملوك ٢١: ٨ وأمثال ٣١: ٢٣

أخذ عدداً كافياً من الشيوخ لأن لهم حكمة واعتباراً وسطوة أكثر من غيرهم. وكان بوعز رجلاً عادلاً فهيماً محباً للياقة والترتيب فأراد أن يتمم أمره وينال مطلوبه بوسائل جائزة شرعية.

٣ «ثُمَّ قَالَ لِلْوَلِيِّ: إِنَّ نُعْمِيَ ٱلَّتِي رَجَعَتْ مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ تَبِيعُ قِطْعَةَ ٱلْحَقْلِ ٱلَّتِي لأَخِينَا أَلِيمَالِكَ».

تَبِيعُ قِطْعَةَ ٱلْحَقْلِ الفعل بالعبراني بصيغة الماضي وفهم بعضهم من هذا أن نُعمي كانت باعت الأرض والآن قصدت فكها أي إرجاعها إلى عشيرة أليمالك. وفهم غيرهم أن الماضي هنا للتأكيد أي صممت نُعمي على بيع الأرض. والمفهوم من الكلام كله أنه كان لأليمالك قطعة حقل في بيت لحم ومات في بلاد موآب فصارت الأرض لابنيه وماتا. وحسب الشريعة (عدد ٢٧: ٨ – ١١) «أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ ٱبْنٌ، ولا ٱبْنَةٌ تُعْطُوا مُلْكَهُ لإِخْوَتِهِ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِخْوَةٌ تُعْطُوا مُلْكَهُ لأَعْمَامِهِ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لأَبِيهِ إِخْوَةٌ تُعْطُوا مُلْكَهُ لِنَسِيبِهِ ٱلأَقْرَبِ». وحسب هذه الشريعة لم تكن الأرض لنُعمي ولا لراعوث. ولكن الظاهر أن الأرض كانت لنُعمي ما دامت حية ولراعوث أيضاً لكونها أرملة لمحلون بن أليمالك وليست لعرفة لأنها رجعت إلى موآب فتركت حقها في الأرض. وعلى الذي يشتري الأرض أن يتزوج نُعمي أو راعوث وإذا ولدت هذه ابناً يُحسب الولد لمحلون فيرث ما كان لمحلون ولأليمالك. والتزمت نُعمي من فقرها أن تبيع الأرض ولكن بشرط أن الأرض تنفك إذا أراد الولي الأول أو الثاني وإلا ترجع إلى عشيرة أليمالك في اليوبيل (لاويين ٢٥: ٢٥ – ٢٨).

لأَخِينَا أَلِيمَالِكَ إشارة إلى أنه لم يزل يحب أليمالك ويعتبره أخاً وإن كان قد تغرّب ومات في بلاد موآب. لا نفهم من هذا أن بوعز كان شقيق أليمالك لأن الكلمة تشير هنا إلى المحبة لا القرابة.

٤ «فَقُلْتُ إِنِّي أُخْبِرُكَ: ٱشْتَرِ قُدَّامَ ٱلْجَالِسِينَ وَقُدَّامَ شُيُوخِ شَعْبِي. فَإِنْ كُنْتَ تَفُكُّ فَفُكَّ. وَإِنْ كُنْتَ لاَ تَفُكُّ فَأَخْبِرْنِي لأَعْلَمَ. لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرُكَ يَفُكُّ وَأَنَا بَعْدَكَ. فَقَالَ: إِنِّي أَفُكُّ».

إرميا ٣٢: ٧ و٨ تكوين ٢٣: ١٨ لاويين ٢٥: ٢٥

فَقُلْتُ أي قال في قلبه وصمّم. ولا شك أن بوعز أراد أن يشتري الأرض ويتزوج راعوث من مجرد محبته لها وخاطر بنفسه لما قال هذا الكلام للولي الأول وكان حزن جداً لو قال الولي أنه يشتري الأرض ويتزوج راعوث ولكن كان بوعز رجلاً باراً عادلاً ولم يرد أن يتزوج راعوث إلا على طريقة جائزة شرعية وكان للولي الأول الخيار أولاً ثم لبوعز.

٥، ٦ «٥ فَقَالَ بُوعَزُ: يَوْمَ تَشْتَرِي ٱلْحَقْلَ مِنْ يَدِ نُعْمِي تَشْتَرِي أَيْضاً مِنْ يَدِ رَاعُوثَ ٱلْمُوآبِيَّةِ ٱمْرَأَةِ ٱلْمَيِّتِ لِتُقِيمَ ٱسْمَ ٱلْمَيِّتِ عَلَى مِيرَاثِهِ. ٦ فَقَالَ ٱلْوَلِيُّ: لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفُكَّ لِنَفْسِي لِئَلاَّ أُفْسِدَ مِيرَاثِي. فَفُكَّ أَنْتَ لِنَفْسِكَ فِكَاكِي لأَنِّي لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفُكَّ».

تكوين ٣٨: ٨ وتثنية ٢٥: ٥ و ٦ وص ٣: ١٣ ومتّى ٢٢: ٢٤ ص ٣: ١٢ و١٣

لِئَلاَّ أُفْسِدَ مِيرَاثِي أبى لأنه إذا تزوج راعوث وولدت له ابناً يُحسب الولد لمحلون فيرث قطعة الحقل فيكون الولي قد أنفق ماله لمنفعة غيره. ولعله كان متزوجاً وله أولاد ولم يرد أن يخسرهم لأجل ولد أو أولاد لا يُحسبون له. وربما نظر إلى أمر آخر وهو أن راعوث موآبية فلم يرض أن يتزوجها وتذكر أيضاً أن أليمالك مات وابناه ماتا ولم يتركا نسلاً وربما ظن أنهما أصيبا بهذه المصائب لأنهما تزوجا أجنبيتين وإذا تزوج هو هذه الأجنبية أي راعوث يصيبه ما أصابهم ويفسد ميراثه إذا مات بلا نسل أو إذا ترك أولاده يتامى على فرض أنه متزوج وله أولاد.

٧، ٨ «٧ وَهٰذِهِ هِيَ ٱلْعَادَةُ سَابِقاً فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَمْرِ ٱلْفِكَاكِ وَٱلْمُبَادَلَةِ، لأَجْلِ إِثْبَاتِ كُلِّ أَمْرٍ. يَخْلَعُ ٱلرَّجُلُ نَعْلَهُ وَيُعْطِيهِ لِصَاحِبِهِ. فَهٰذِهِ هِيَ ٱلْعَادَةُ فِي إِسْرَائِيلَ. ٨ فَقَالَ ٱلْوَلِيُّ لِبُوعَزَ: ٱشْتَرِ لِنَفْسِكَ. وَخَلَعَ نَعْلَهُ».

تثنية ٢٥: ٧ و٩

قيل في الشريعة المذكورة في (تثنية ٢٥: ٥ – ١٠) «إنه إن لم يرض الرجل أن يتزوج المرأة إنها تتقدم أمام أعين الشيوخ وتخلع نعله وتبصق في وجهه الخ». ولم يُذكر هنا أن نُعمي أو راعوث عملتا شيئاً من ذلك إذ قيل فقط أنه «خلع نعله» والمقدر أنه أعطاه لبوعز ورجّعه بوعز لصاحبه. ومعنى هذا العمل أن دوس الأرض علامة اقتناءها (يشوع ١: ٣) وخلع النعل أي عدم الدوس علامة العدول عن اقتنائها.

٩، ١٠ «٩ فَقَالَ بُوعَزُ لِلشُّيُوخِ وَلِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ: أَنْتُمْ شُهُودٌ ٱلْيَوْمَ أَنِّي قَدِ ٱشْتَرَيْتُ كُلَّ مَا لأَلِيمَالِكَ وَكُلَّ مَا لِكِلْيُونَ وَمَحْلُونَ مِنْ يَدِ نُعْمِي. ١٠ وَكَذَا رَاعُوثُ ٱلْمُوآبِيَّةُ ٱمْرَأَةُ مَحْلُونَ قَدِ ٱشْتَرَيْتُهَا لِيَ ٱمْرَأَةً، لأُقِيمَ ٱسْمَ ٱلْمَيِّتِ عَلَى مِيرَاثِهِ وَلاَ يَنْقَرِضُ ٱسْمُ ٱلْمَيِّتِ مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِ وَمِنْ بَابِ مَكَانِهِ. أَنْتُمْ شُهُودٌ ٱلْيَوْمَ».

تثنية ٢٥: ٦

مِنْ يَدِ نُعْمِي ليس من الضرورة أن نُعمي كانت حاضرة أمام الشيوخ في باب المدينة بل يكفي القول أن بوعز أخذ الحق الشرعي أمام الشهود ليشتري الأرض ويأخذ راعوث زوجة وتمّ الأمر بالفعل بعد ذلك في وقت موافق وعلى طريقة ملائمة.

١١ «فَقَالَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْبَابِ وَٱلشُّيُوخُ: نَحْنُ شُهُودٌ. فَلْيَجْعَلِ ٱلرَّبُّ ٱلْمَرْأَةَ ٱلدَّاخِلَةَ إِلَى بَيْتِكَ كَرَاحِيلَ وَكَلَيْئَةَ ٱللَّتَيْنِ بَنَتَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. فَٱصْنَعْ بِبَأْسٍ فِي أَفْرَاتَةَ وَكُنْ ذَا ٱسْمٍ فِي بَيْتِ لَحْمٍ».

مزمور ١٢٧: ٣ و١٢٨: ٣ تثنية ٢٥: ٩ تكوين ٣٥: ١٦ و١٩

هذه البركة من جميع الشعب والشيوخ تدل على أنهم قبلوا راعوث كإحدى الإسرائيليات فلا تكون فيما بعد موآبية أو أجنبية وتمنوا لها أعظم البركات أي أنها تكون كراحيل وكليئة وهما بين النساء كأبيهم يعقوب بين الرجال. انظر قول بولس في الذين آمنوا من الأمم (أفسس ٢: ١٩) «فَلَسْتُمْ إِذاً بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ ٱلْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ ٱللّٰهِ» وذلك باتحادهم بالمسيح كما صارت راعوث إسرائيلية حقاً باتحادها ببوعز.

أَفْرَاتَةَ (انظر ص ١: ٢).

فَٱصْنَعْ بِبَأْسٍ (انظر ص ٢: ١ و٣: ١١).

١٢ «وَلْيَكُنْ بَيْتُكَ كَبَيْتِ فَارَصَ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ ثَامَارُ لِيَهُوذَا، مِنَ ٱلنَّسْلِ ٱلَّذِي يُعْطِيكَ ٱلرَّبُّ مِنْ هٰذِهِ ٱلْفَتَاةِ».

تكوين ٣٨: ٢٩ و١أيام ٢: ٤ ومتّى ١: ٣ و١صموئيل ٢: ٢٠

كَبَيْتِ فَارَصَ كان بوعز من نسل فارص (ع ١٨) وكان نسل فارص أكثر من نسل غيره من أبناء يهوذا واشتهروا بأعمالهم الدالة على البأس وهكذا زالت جميع المشقات والأحزان من حياة نعمى وظهر جلياً أن كل أمور حياتها عملت معاً للخير بعناية الله الصالحة. حسب قول زكريا (زكريا ١٤: ٧) «فِي وَقْتِ ٱلْمَسَاءِ يَكُونُ نُورٌ».

١٣، ١٤ «١٣ فَأَخَذَ بُوعَزُ رَاعُوثَ ٱمْرَأَةً وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَأَعْطَاهَا ٱلرَّبُّ حَبَلاً فَوَلَدَتِ ٱبْناً. ١٤ فَقَالَتِ ٱلنِّسَاءُ لِنُعْمِي: مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي لَمْ يُعْدِمْكِ وَلِيّاً ٱلْيَوْمَ لِكَيْ يُدْعَى ٱسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ».

ص ٣: ١١ تكوين ٢٩: ٣١ و٣٣: ٥ لوقا ١: ٥٨ ورومية ١٢: ١٥

لَمْ يُعْدِمْكِ وَلِيّاً الولد هو ابن بوعز وراعوث ولكنه حُسب لمحلون زوج راعوث الأول الذي مات بلا نسل وحُسب أيضاً لأبيه أليمالك وأمه نُعمي.

١٥ «وَيَكُونُ لَكِ لإِرْجَاعِ نَفْسٍ وَإِعَالَةِ شَيْبَتِكِ. لأَنَّ كَنَّتَكِ ٱلَّتِي أَحَبَّتْكِ قَدْ وَلَدَتْهُ، وَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ سَبْعَةِ بَنِينَ».

تكوين ٤٥: ١١ و مزمور ٥٥: ٢٢ و١صموئيل ١: ٨

وَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ سَبْعَةِ بَنِينَ أولاً تركت راعوث بلادها والتصقت بحماتها وصارت إسرائيلية بإيمانها بالله وخدمت نُعمي وعزتها في وقت الضيق ثم صارت إسرائيلية شرعية باقترانها ببوعز. وولدت له ابناً حُسب ابناً لمحلون بموجب الشريعة وحفيداً لنُعمي فحُفظ ذكرها وذكر عشيرتها في إسرائيل. ويجب أن فرح الوالدين ببناتهم لا يكون أقل من فرحهم ببنيهم لأن الابنة الفاضلة تعزي والديها وتبني بيتهما. وكثيراً ما تكون محبتها لوالديها أعظم من محبة البنين وسلوكها أحسن من سلوكهم.

١٦، ١٧ «١٦ فَأَخَذَتْ نُعْمِي ٱلْوَلَدَ وَوَضَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا وَصَارَتْ لَهُ مُرَبِّيَةً. ١٧ وَسَمَّتْهُ ٱلْجَارَاتُ ٱسْماً قَائِلاَتٍ: قَدْ وُلِدَ ٱبْنٌ لِنُعْمِي وَدَعَوْنَ ٱسْمَهُ عُوبِيدَ. هُوَ أَبُو يَسَّى أَبِي دَاوُدَ».

لوقا ١: ٥٨ و٥٩

عُوبِيدَ أي عبد وهو أولاً عبد الله ثم عبد لوالديه وجدته لإرجاع نفسٍ وإعالة شيبتها.

١٨ – ٢٢ «١٨ وَهٰذِهِ مَوَالِيدُ فَارَصَ: فَارَصُ وَلَدَ حَصْرُونَ، ١٩ وَحَصْرُونُ وَلَدَ رَامَ، وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ، ٢٠ وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ، وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ، ٢١ وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ، وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ، ٢٢ وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ».

١أيام ٢: ٤ الخ ومتّى ١: ٣ عدد ١: ٧ متّى ١: ٤ الخ و١أيام ٢: ١٥ ومتّى ١: ٦

مَوَالِيدُ فَارَصَ انظر الفصل الثالث من المقدمة. ومن المحتمل أن هذه السلسلة مختصرة تُرك منها بعض الأسماء لأن الزمان من فارص إلى نحشون نحو ٢٤٠ سنة ومن نحشون إلى بوعز نحو ٢٣٠ سنة فيكون عدد القرون (الأجيال) المذكورة قليلاً بالنسبة إلى عدد السنين غير أن تاريخ الحوادث المذكورة لا يمكن ضبطه تماماً.

فوائد

  1. يجب أن يكون كل شيء بلياقة وبحسب الترتيب ولا سيما الزيجة. والزيجة سراً أو بالعجلة لا يستحسنها المجتمع ولا الضمير الصالح. وإهمال الفرائض الدينية والسياسية والأدبية مما يؤول إلى الحزن والندامة والخراب.
  2. يجب على العروسين أن ينظرا إلى مستقبل حياتهما فيدبران أمورهما البيتية والمالية بالحكمة وأن لا ينظرا إلى الزمان الحاضر فقط تسوقهما الأميال الجسدية.
  3. يجب أن نعتبر الموتى وأن لا ننساهم ولا نتكلم عليهم رديئاً بل نطلب لهم الذكر الطيب.
  4. على كل رب بيت أن يعتني بأهل بيته أولاً وعليه أيضاً أن لا يكتفي بهذا الواجب بل أن يهتم بغير أهل بيته أيضاً فيساعد المحتاجين ولا سيما أنسباءه الفقراء.
  5. من يعامل المحتاجين باللطف ويتصدّق عليهم ولو عن غير فضلة لا يضيع أجره.
  6. من يصبر إلى المنتهى ينجيه الرب من ضيقاته. وإن لم ينجه في هذه الحياة فلا بد من الخلاص التام والراحة الكاملة في الآخرة.
  7. يجب أن الشيخوخة تكون أفصل أوقات الحياة لأن فيها يكون قد كثر الأصدقاء واتسعت المعرفة والاختبار وتقوّى الإيمان والرجاء واقتربت الحياة الأبدية في السماء.
  8. إننا نستفيد من ذكر الأسلاف لأننا به نشعر بالشكر والمسؤولية. ويجب أن نفتكر أيضاً بنسلنا والقرن (الجيل) القادم فنسلّم لهم ما استلمناه ونكون لهم قدوة حسنة ونترك ذكراً طيباً.

السابق
زر الذهاب إلى الأعلى