سفر العدد

سفر العدد | 34 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر العدد

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلثَّلاَثُونَ

١ – ٣ «١ وَأَمَر ٱلرَّبُّ مُوسَى: ٢ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. هٰذِهِ هِيَ ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي تَقَعُ لَكُمْ نَصِيباً. أَرْضُ كَنْعَانَ بِتُخُومِهَا. ٣ تَكُونُ لَكُمْ نَاحِيَةُ ٱلْجَنُوبِ مِنْ بَرِّيَّةِ صِينَ عَلَى جَانِبِ أَدُومَ. وَيَكُونُ لَكُمْ تُخُمُ ٱلْجَنُوبِ مِنْ طَرَفِ بَحْرِ ٱلْمِلْحِ إِلَى ٱلشَّرْقِ».

تكوين ١٧: ٨ وتثنية ١: ٧ ومزمور ٧٨: ٥٥ و١٠٥: ١١ وحزقيال ٤٧: ١٤ يشوع ١٥: ١ وحزقيال ٤٧: ١٣ الخ تكوين ١٤: ٢ ويشوع ١٥: ٢

إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ كان من الواجب الضروري على بني إسرائيل أن يعلموا مع أمر الله لهم أن يستأصلوا السكان الوثنيين من أرض ميراثهم أن ليس لهم أن يحاربوا الأمم الذين وراء تخوم تلك الأرض. والتخم الجنوبي المذكور هنا هو تخم يهوذا المذكور في (يشوع ١٥: ١ و٢). وكانت أرض إسرائيل تمتد جنوباً إلى برية صين فيفصل الحد بينهم وبين الأدوميين.

٤ «وَيَدُورُ لَكُمُ ٱلتُّخُمُ مِنْ جَنُوبِ عَقَبَةِ عَقْرِبِّيمَ وَيَعْبُرُ إِلَى صِينَ، وَتَكُونُ مَخَارِجُهُ مِنْ جَنُوبِ قَادِشَ بَرْنِيعَ، وَيَخْرُجُ إِلَى حَصَرِ أَدَّارَ وَيَعْبُرُ إِلَى عَصْمُونَ».

ص ٣٣: ٢٦ و٣٢: ٨ يشوع ١٥: ٣ و٤

وَيَدُورُ لَكُمُ ٱلتُّخُمُ مِنْ جَنُوبِ يُفهم من هذا أن خط الحدّ يذهب في جهة الجنوب الغربي من نقطة جنوب (أو لسان) البحر الميت إلى عقبة (أو نجد) تقريّيم ويستمر ذاهباً من هذه النقطة في الجهة الغربية إلى قادش برنيع التي في أقصى برّية صين وضمن هذا الخط بلاد الإسرائيليين. والمظنون أن عقبة عقريّيم رَتَبٌ من الصخور البيضاء التي تقطع العربة بانحراف على أمد ثمانية أميال من البحر الميت (قابل بهذا يشوع ١٥: ٣ و٤).

٥ «ثُمَّ يَدُورُ ٱلتُّخُمُ مِنْ عَصْمُونَ إِلَى وَادِي مِصْرَ، وَتَكُونُ مَخَارِجُهُ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ».

تكوين ١٥: ١٨ ويشوع ١٥: ٤ و٤٧ و١ملوك ٨: ٦٥ وإشعياء ٢٧: ١٢

يَدُورُ ٱلتُّخُمُ مِنْ عَصْمُونَ إن مواضع بعض هذه الأماكن لم تُعرف تمام المعرفة ولكن الظاهر بالإجمال مع قليل من الريب أن خط الحدّ يمتد على طول الوادي أو الأودية التي هي فاصل طبيعي بين الأرض العامرة والبرّية من العربة شرقاً إلى البحر المتوسط غرباً. ونهر مصر إلى وادي العريش هو التخم الغربي إلى أن يبلغ البحر.

٦ «وَأَمَّا تُخُمُ ٱلْغَرْبِ فَيَكُونُ ٱلْبَحْرُ ٱلْكَبِيرُ لَكُمْ تُخُماً. هٰذَا يَكُونُ لَكُمْ تُخُمُ ٱلْغَرْبِ».

وَأَمَّا تُخُمُ ٱلْغَرْبِ (انظر يشوع ١٥: ٤٧) فهو البحر الكبير وتخومه.

٧ «وَهٰذَا يَكُونُ لَكُمْ تُخُمُ ٱلشِّمَالِ. مِنَ ٱلْبَحْرِ ٱلْكَبِيرِ تَرْسُمُونَ لَكُمْ إِلَى جَبَلِ هُورَ».

ص ٣٣: ٣٧

جَبَلِ هُورَ ظن بعضهم أن جبل هور هو جبل حرمون (أي جبل الشيخ) ولكن رأى ريتّر أن حرمون يبعد عن الحدّ غرباً وقال إن جبل هور هو أحد رؤوس الجبال القريبة من البحر المتوسط. وظن فون رومر أنه أحد رؤوس جبل لبنان التي تُرى من صيدون (أي صيداء).

٨ – ١٠ «٨ وَمِنْ جَبَلِ هُورَ تَرْسُمُونَ إِلَى مَدْخَلِ حَمَاةَ، وَتَكُونُ مَخَارِجُ ٱلتُّخُمِ إِلَى صَدَدَ. ٩ ثُمَّ يَخْرُجُ ٱلتُّخُمُ إِلَى زِفْرُونَ، وَتَكُونُ مَخَارِجُهُ عِنْدَ حَصَرِ عِينَانَ. هٰذَا يَكُونُ لَكُمْ تُخُمُ ٱلشِّمَالِ. ١٠ وَتَرْسُمُونَ لَكُمْ تُخُماً إِلَى ٱلشَّرْقِ مِنْ حَصَرِ عِينَانَ إِلَى شَفَامَ».

ص ١٣: ٢١ و٢ملوك ١٤: ٢٥ حزقيال ٤٧: ١٥ حزقيال ٤٧: ١٧

مِنْ جَبَلِ هُورَ هو الحد المار بزفرون وهي موضع مجهول فحصر عينان وهي موضع مجهول أيضاً (قابل بهذا حزقيال ٤٧: ١٦ – ١٨). والمرجّح أن هذا الحد يقطع الجزء الشمالي من لبنان.

١١، ١٢ «١١ وَيَنْحَدِرُ ٱلتُّخُمُ مِنْ شَفَامَ إِلَى رَبْلَةَ شَرْقِيَّ عَيْنٍ. ثُمَّ يَنْحَدِرُ ٱلتُّخُمُ وَيَمَسُّ جَانِبَ بَحْرِ كِنَّارَةَ إِلَى ٱلشَّرْقِ. ١٢ ثُمَّ يَنْحَدِرُ ٱلتُّخُمُ إِلَى ٱلأُرْدُنِّ، وَتَكُونُ مَخَارِجُهُ عِنْدَ بَحْرِ ٱلْمِلْحِ. هٰذِهِ تَكُونُ لَكُمُ ٱلأَرْضُ بِتُخُومِهَا حَوَالَيْهَا».

٢ملوك ٢٣: ٣٣ وإرميا ٣٩: ٥ و٦ تثنية ٣: ١٧ ويشوع ١١: ٢ و١٩: ٣٥ ومتّى ١٤: ٣٤ ولوقا ٥: ١ ع ٣

رَبْلَةَ شَرْقِيَّ عَيْنٍ (أي ينبوع) المرجّح أن ذلك ينبوع عنجر العظيم في سفح أنتيلبنان الذي تمتاز به ربلة هذه من ربلة التي في أرض حماة المذكورة في (٢ملوك ٢٣: ٣٣ وإرميا ٣٩: ٩). ويذهب الحد من تلك النقطة إلى أقصى جنوب كنارة أي بحر الجليل ويذهب من هناك شرقاً إلى الأردن إلى البحر الميت فهذه كانت أرض إسرائيل بمقتضى الحدود من كل جهة.

بَحْرِ كِنَّارَةَ الظاهر أن كنّارة اسم قطيعة واسم مدينة أيضاً وهو عَلَم منقول عن اسم جنس وهو الرباب ثم غُيّر هذا الاسم أخيراً وصار جنيسارة كما هو في الإنجيل.

١٣ – ١٥ «١٣ فَأَمَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ: هٰذِهِ هِيَ ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي تَقْتَسِمُونَهَا بِٱلْقُرْعَةِ، ٱلَّتِي أَمَرَ ٱلرَّبُّ أَنْ تُعْطَى لِلتِّسْعَةِ ٱلأَسْبَاطِ وَنِصْفِ ٱلسِّبْطِ. ١٤ لأَنَّهُ قَدْ أَخَذَ سِبْطُ بَنِي رَأُوبَيْنَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ، وَسِبْطُ بَنِي جَادَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ، وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى. قَدْ أَخَذُوا نَصِيبَهُمْ. ١٥ اَلسِّبْطَانِ وَنِصْفُ ٱلسِّبْطِ قَدْ أَخَذُوا نَصِيبَهُمْ فِي عَبْرِ أُرْدُنِّ أَرِيحَا شَرْقاً نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ».

ع ١ ويشوع ١٤: ١ و٢ ص ٣٢: ٣٣ ويشوع ١٤: ٢ و٣

عَبْرِ أُرْدُنِّ أي على طول الشاطئ الآخر من نهر الأردن (انظر تفسير ص ٣٢: ١٩).

١٦، ١٧ «١٦ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ١٧ هٰذَانِ ٱسْمَا ٱلرَّجُلَيْنِ ٱللَّذَيْنِ يَقْسِمَانِ لَكُمُ ٱلأَرْضَ: أَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ».

يشوع ١٤: ١ و١٩: ٥١

يَقْسِمَانِ لَكُمُ ٱلأَرْضَ لكم بالقرعة.

١٨ – ٢٩ «١٨ وَرَئِيساً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ تَأْخُذُونَ لِقِسْمَةِ ٱلأَرْضِ. ١٩ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ ٱلرِّجَالِ. مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا كَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ. ٢٠ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي شَمْعُونَ شَمُوئِيلُ بْنُ عَمِّيهُودَ. ٢١ وَمِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ أَلِيدَادُ بْنُ كَسْلُونَ. ٢٢ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي دَانَ ٱلرَّئِيسُ بُقِّي بْنُ يُجْلِي. ٢٣ وَمِنْ بَنِي يُوسُفَ: مِنْ سِبْطِ بَنِي مَنَسَّى ٱلرَّئِيسُ حَنِّيئِيلُ بْنُ إِيفُودَ. ٢٤ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي أَفْرَايِمَ ٱلرَّئِيسُ قَمُوئِيلُ بْنُ شِفْطَانَ. ٢٥ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي زَبُولُونَ ٱلرَّئِيسُ أَلِيصَافَانُ بْنُ فَرْنَاخَ. ٢٦ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي يَسَّاكَرَ ٱلرَّئِيسُ فَلْطِيئِيلُ بْنُ عَزَّانَ. ٢٧ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي أَشِيرَ ٱلرَّئِيسُ أَخِيهُودُ بْنُ شَلُومِي. ٢٨ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي نَفْتَالِي ٱلرَّئِيسُ فَدَهْئِيلُ بْنُ عَمِّيهُودَ. ٢٩ هٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلَّذِينَ أَمَرَهُمُ ٱلرَّبُّ أَنْ يَقْسِمُوا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ».

ص ١: ٤ و١٦

رَئِيساً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ تَأْخُذُونَ كان الذين يقسمون الأرض على بني إسرائيل بالقرعة ألعازار الكاهن ويشوع بن نون قائد الجيش ورئيساً واحداً من كل سبط بمقتضى إحصاء كل الأسباط على ما كان من موسى وهارون (ص ١: ٤) أو بمقتضى الإحصاء الثاني الذي كان بعناية موسى وألعازار وهو المرجّح (قابل بهذا ص ٢٧: ٢). وكانت حدود البلاد هي التي عيّنت بالقرعة لا سعتها. ولم يسبق ذكر لأحد من هؤلاء الرؤساء سوى كالب بن يفنة وكان الرئيس من سبط يهوذا.

(ولم يذكر الكاتب رئيساً لسبط رأوبين ولا رئيساً لسبط جاد وعلة ذلك أن هذين السبطين أخذا نصيبهما شرقي الأردن انظر ع ١٣ – ١٥).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى