سفر العدد

سفر العدد | 33 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر العدد

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ وَٱلثَّلاَثُونَ

١ «هٰذِهِ رِحْلاَتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِجُنُودِهِمْ عَنْ يَدِ مُوسَى وَهَارُونَ».

هٰذِهِ رِحْلاَتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ذكر موسى هذه الرحلات لأغراض منها بيان الطريق التي ساروا فيها ومنها بيان خطيئة الشعب وعصيانه ومنها بيان حلم الله وصبره وإحسانه وعنايته بشعبه في مدة نزولهم وارتحالهم في البرية.

٢ «وَكَتَبَ مُوسَى مَخَارِجَهُمْ بِرِحْلاَتِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ. وَهٰذِهِ رِحْلاَتُهُمْ بِمَخَارِجِهِمْ».

حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ لم يتبين المقصود هنا بمقتضى متعلق هذا القول. فهل يتعلق هذا القول بكتب فيكون المعنى أن هذا النبأ كُتب بأمر الرب. أو برحلاتهم فيكون المعنى أن رحلاتهم كانت بأمر الرب على أن الأمرين كليهما بأمره تعالى (والمرجّح أن المقصود أن موسى كتب هذه الرحلات بأمر الرب).

٣ – ٣٥ «٣ اِرْتَحَلُوا مِنْ رَعَمْسِيسَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسِ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ، فِي غَدِ ٱلْفِصْحِ. خَرَجَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ ٱلْمِصْرِيِّينَ ٤ إِذْ كَانَ ٱلْمِصْرِيُّونَ يَدْفِنُونَ ٱلَّذِينَ ضَرَبَ مِنْهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ كُلِّ بِكْرٍ. وَٱلرَّبُّ قَدْ صَنَعَ بِآلِهَتِهِمْ أَحْكَاماً. ٥ فَٱرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ وَنَزَلُوا فِي سُكُّوتَ. ٦ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَنَزَلُوا فِي إِيثَامَ ٱلَّتِي فِي طَرَفِ ٱلْبَرِّيَّةِ. ٧ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ إِيثَامَ وَرَجَعُوا عَلَى فَمِ ٱلْحِيرُوثِ ٱلَّتِي قُبَالَةَ بَعْلَ صَفُونَ وَنَزَلُوا أَمَامَ مَجْدَلٍ. ٨ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ أَمَامِ ٱلْحِيرُوثِ وَعَبَرُوا فِي وَسَطِ ٱلْبَحْرِ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ، وَسَارُوا مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي بَرِّيَّةِ إِيثَامَ وَنَزَلُوا فِي مَارَّةَ. ٩ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ مَارَّةَ وَأَتَوْا إِلَى إِيلِيمَ. وَكَانَ فِي إِيلِيمَ ٱثْنَتَا عَشَرَةَ عَيْنَ مَاءٍ وَسَبْعُونَ نَخْلَةً. فَنَزَلُوا هُنَاكَ. ١٠ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ إِيلِيمَ وَنَزَلُوا عَلَى بَحْرِ سُوفَ. ١١ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ بَحْرِ سُوفَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ سِينٍ. ١٢ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ بَرِّيَّةِ سِينٍ وَنَزَلُوا فِي دُفْقَةَ. ١٣ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ دُفْقَةَ وَنَزَلُوا فِي أَلُوشَ. ١٤ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ أَلُوشَ وَنَزَلُوا فِي رَفِيدِيمَ. وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَاءٌ لِلشَّعْبِ لِيَشْرَبَ. ١٥ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ رَفِيدِيمَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ. ١٦ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ بَرِّيَّةِ سِينَاءَ وَنَزَلُوا فِي قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ. ١٧ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ وَنَزَلُوا فِي حَضَيْرُوتَ. ١٨ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ حَضَيْرُوتَ وَنَزَلُوا فِي رِثْمَةَ. ١٩ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ رِثْمَةَ وَنَزَلُوا فِي رِمُّونَ فَارَصَ. ٢٠ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ رِمُّونَ فَارَصَ وَنَزَلُوا فِي لِبْنَةَ. ٢١ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ لِبْنَةَ وَنَزَلُوا فِي رِسَّةَ. ٢٢ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ رِسَّةَ وَنَزَلُوا فِي قُهَيْلاَتَةَ. ٢٣ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ قُهَيْلاَتَةَ وَنَزَلُوا فِي جَبَلِ شَافَرَ. ٢٤ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ شَافَرَ وَنَزَلُوا فِي حَرَادَةَ. ٢٥ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ حَرَادَةَ وَنَزَلُوا فِي مَقْهَيْلُوتَ. ٢٦ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ مَقْهَيْلُوتَ وَنَزَلُوا فِي تَاحَتَ. ٢٧ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ تَاحَتَ وَنَزَلُوا فِي تَارَحَ. ٢٨ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ تَارَحَ وَنَزَلُوا فِي مِثْقَةَ. ٢٩ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ مِثْقَةَ وَنَزَلُوا فِي حَشْمُونَةَ. ٣٠ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ حَشْمُونَةَ وَنَزَلُوا فِي مُسِيرُوتَ. ٣١ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ مُسِيرُوتَ وَنَزَلُوا فِي بَنِي يَعْقَانَ. ٣٢ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ بَنِي يَعْقَانَ وَنَزَلُوا فِي حُورِ ٱلْجِدْجَادِ. ٣٣ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ حُورِ ٱلْجِدْجَادِ وَنَزَلُوا فِي يُطْبَاتَ. ٣٤ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ يُطْبَاتَ وَنَزَلُوا فِي عَبْرُونَةَ. ٣٥ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ عَبْرُونَةَ وَنَزَلُوا فِي عِصْيُونَ جَابِرَ. ٣٦ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ عِصْيُونَ جَابِرَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ (وَهِيَ قَادِشُ)».

خروج ١٢: ٣٧ خروج ١٢: ٢ و١٣: ٤ خروج ١٤: ٨ خروج ١٢: ٢٩ خروج ١٢: ١٢ و١٨: ١١ وإشعياء ١٩: ١ ورؤيا ١٢: ٨ خروج ١٣: ٢٠ خروج ١٤: ٢ و٩ خروج ١٤: ٢٢ و١٥: ٢٢ و٢٣ خروج ١٥: ٢٧ خروج ١٧: ١ و١٩: ٢ خروج ١٦: ١ و١٩: ١ و٢ ص ١١: ٣٤ ص ١١: ٣٥ ص ١٢: ١٦ تثنية ١٠: ٦ تكوين ٣٦: ٢٧ و١أيام ١: ٤٢ تثنية ١٠: ٧ تثنية ٢: ٨ و١ملوك ٩: ٢٦ و٢٢: ٤٨ ص ٢٠: ١ و٢٧: ١٤

فَٱرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ (ع ٥) رعمسيس هي المكان الذي اجتمع فيه الإسرائيليون سابقاً ليخرجوا على ما جاء في سفر الخروج (خروج ١٢: ٣٧) وأماكن النزول من سكوت إلى برية سيناء (ع ٦ – ١٥) على وفق ما هي في سفر الخروج (خروج ٢٣: ٢٠).

سُكُّوتَ… إِيثَامَ (ص ١٤: ٢).

فَمِ ٱلْحِيرُوثِ… مَجْدَلٍ (ع ٨) (ص ١٥: ٢٢).

ٱلْبَرِّيَّةِ أي برية شور (ص ١٥: ٢٣ – ٢٧).

مَارَّةَ… إِيلِيمَ (ع ٨ و٩) (ص ١٦: ١).

بَرِّيَّةِ سِينٍ (ع ١١) لم يُذكر في الخروج نزولهم عند بحر سوف وقد ذُكر هنا في (ع ١٠) ولادفقة والوش وقد ذُكروا هنا في (ع ١٢ و١٣). وذكر أن المنزلتين الأوليين على أثر انطلاقهم من سيناء «قبروت هتأوة» أي قبور الشهوة و «حضيروت» أي حظائر وهذا على وفق ما في (ص ١١: ٣٤ و٣٥).

رِثْمَةَ (ع ١٨) جاء في (ص ١٢: ١٦) إن المنزلة التالية لحضيروت كانت في برية فاران التي منها موسى أرسل بأمر الرب الجواسيس لمعرفة أحوال أرض كنعان (ص ١٣: ٣). فإذا قابلنا كلا من هذين النبأين بالآخر ثم لاحظنا أن وادي أبي رَتَم غير بعيد عن قادش وإنه على ما قال روبنسون على حدود رتم وإن هنالك ينبوعاً يُعرف بعين القُديرة يستنتج أن رثمة هنا هي قادش التي في برية فاران كما جاء في (ص ١٢: ١٦). وإذا صح ذلك نتج عقلاً أن المنازل السبعة عشر المذكورة في (ع ١٩ – ٣٦) بين رثمة وقادش هي التي نزلها الإسرائيليون مدة السنين الثماني والثلاثين التي هي سنو التيه في البرية. والشبهة الناشئة هنا تدفع بمقابلة ما في (ع ٣٠ – ٣٣) من هذا الأصحاح بما في (تثنية ١٠: ٦ و٧) إذ ذُكر أربعة أماكن يظهر أنها هي المذكورة في هذا الأصحاح وهي آبار بني يعقان وموسير وجدجود ويطبات (أو «يطبانة» على ما في الأصل العبراني). فبتو يعقان في سفر التثنية. ومسيروت فيه هي موسير في سفر التثنية والفرق إن ما في سفر التثنية مفرد وما في هذا الأصحاح جمع. وحور الجدجاد هنا هو جدجود في سفر التثنية. فبقي المشكل أنه قيل في هذا الأصحاح أن الإسرائيليين ارتحلوا من مسيروت ونزلوا في بني يعقان وفي سفر التثنية ارتحلوا من آبار بني يعقان إلى موسير (أو موسيرة). ويدفع هذا المشكل بأن بني إسرائيل رجعوا في مسيرهم في سني التيه ثم عادوا إلى ما رجعوا منه فانقلبت المنزلتنان في الجهة بدليل أنهم بعد ما ارتحلوا من قادش رجعوا إليها ثم رحلوا من قادش إلى جبل هور الخ.

٣٧، ٣٨ «٣٧ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ قَادِشَ وَنَزَلُوا فِي جَبَلِ هُورٍ فِي طَرَفِ أَرْضِ أَدُومَ. ٣٨ فَصَعِدَ هَارُونُ ٱلْكَاهِنُ إِلَى جَبَلِ هُورٍ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ وَمَاتَ هُنَاكَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلأَرْبَعِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ فِي ٱلأَوَّلِ مِنَ ٱلشَّهْرِ».

ص ٢٠: ٢٢ و٢٣ و٢١: ٤ ص ٢٠: ٢٥ و٢٨ وتثنية ١٠: ٦ و٣٢: ٥٠

ٱرْتَحَلُوا مِنْ قَادِشَ الخ (انظر ص ٢٠: ٢٢ – ٢٩).

٣٩، ٤٠ «٣٩ وَكَانَ هَارُونُ ٱبْنَ مِئَةٍ وَثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ فِي جَبَلِ هُورٍ. ٤٠ وَسَمِعَ ٱلْكَنْعَانِيُّ مَلِكُ عَرَادَ وَهُوَ سَاكِنٌ فِي ٱلْجَنُوبِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ بِمَجِيءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

ص ١٢: ١ الخ

مَلِكُ عَرَادَ الخ (انظر تفسير ص ٢١: ١).

٤١ – ٤٤ «٤١ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ هُورٍ وَنَزَلُوا فِي صَلْمُونَةَ. ٤٢ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ صَلْمُونَةَ وَنَزَلُوا فِي فُونُونَ. ٤٣ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ فُونُونَ وَنَزَلُوا فِي أُوبُوتَ. ٤٤ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ أُوبُوتَ وَنَزَلُوا فِي عَيِّي عَبَارِيمَ فِي تُخُمِ مُوآبَ».

ص ٢١: ٤ ص ٢١: ١ ص ٢١: ١١

أُوبُوتَ (انظر ص ٢١: ١٠ و١١).

٤٥ – ٤٨ «٤٥ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ عَيِّيمَ وَنَزَلُوا فِي دِيبُونَ جَادَ. ٤٦ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ دِيبُونَ جَادَ وَنَزَلُوا فِي عَلْمُونَ دِبْلاَتَايِمَ. ٤٧ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ عَلْمُونَ دِبْلاَتَايِمَ وَنَزَلُوا فِي جِبَالِ عَبَارِيمَ أَمَامَ نَبُو. ٤٨ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ جِبَالِ عَبَارِيمَ وَنَزَلُوا فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا».

ص ٣٢: ٣٤ إرميا ٤٨: ٢٢ وحزقيال ٦: ١٤ ص ٢١: ٢٠ وتثنية ٣٢: ٤٩ ص ٢٢: ١

عَيِّيمَ ذُكر في (ص ٢١: ١١ – ٢٠) سبع منزلات بين عيي (أو عييم عباريم) وسهول موآب ولكن ذُكر هنا ثلاث منزلات فقط وهي ديبون جاد وعلمون دبلاتيام وجبل عباريم أمام نبو ولا اسم واحدة منها يتفق مع اسم واحدة من المنزلات في (ص ٢١). وإذا نظرنا إلى عدد المنازل نرى أنه لم يُذكر في (ص ٢١) إلا المنازل ذات الأهمية التاريخية كالأماكن التي جُرد منها الجنود. وأما هذا الأصحاح (أي عدد ص ٣٣) فذكر كل المنازل التي نزل فيها الإسرائيليون ونصبوا خيمة الاجتماع وبهذا يدفع الإشكال. فإنه ذكر قليل من المنازل في (ص ٢١) ولم تُذكر في (ص ٣٣) كثير من المنازل بين عيي عباريم وعربات موآب لم تُذكر في (ص ٢١). وبقي الخلاف بين أسماء المنازل وبين عيي عباريم وعربات موآب (أو سهول موآب) وأسماء المنازل بين جبل هور وعيي عباريم إذا فرضنا أن صلمونة هو المكان الذي رُفعت فيه الحية النحاسية (انظر ص ١١: ١٠ والتفسير) كان الخلاف بمجرد دخول فونون بين صلمونة وأبوت. والاختلاف في المنازل بين عيي عباريم وعربان موآب في العدد وفي الأسماء ويهون دفع هذا الإشكال من اعتبار أن أمة فيها ٦٠٠٠٠٠ من الرجال دون النساء والأولاد والبهائم تشغل أرضاً واسعة فيها كثير من المدن والقرى وفي بعضه الآخر بعضه فإنه ذُكر في ٤٩ أن بني إسرائيل شغلوا بنزولهم ما بين بيت يشيموت إلى آبل شطيم. وعلى هذا لم يبق أدنى صعوبة في قرن المنزلة في ديبون جاد (ص ٣: ٤٥) بقرية أو مدينة أو ما يزيد على ذلك في شمالي أرنون المذكورة في (ص ٢٣: ١٣ – ١٩) أو قرن علمون وبلاتايم التي هي على ما يظهر في شمالي ديبون أو الشمال الغربي منها (قابل ما في إرميا ٤٨: ٢٢) حيث ذُكرت بيت دبلاتايم مع ديبون ونبو بباموث (أي ربىً) التي هي باموت بعل (يشوع ١٣: ١٧) وقُرنت بديبون. وآخر المنازل المسماة في هذا الأصحاح أمام عربات موآب أو جبال عباريم أمام نبو لا ريب في أنها هي المنزلة في الوادي الذي في بلاد (أو حقل) موآب عند رأس الفسجة (ص ٢١: ٢٠). وعلى ما يُعرف من (تثنية ٣١: ٤٩) أنه أحد جبال عباريم ومدفن موسى وهو قد مات على رأس الفسجة يُعرف بالوادي وهو الوادي المشهور في أرض موآب (تثنية ٣٤: ٦).

دِيبُونَ جَادَ المرجّح أن في هذا إشارة إلى ما ذُكر في (ص ٣٢: ٣٤) من أن بني جاد رمموا ديبون وحصنوها وموقع هذه المدينة (أو القرية) على الشاطئ الشمالي من نهر أرنون وهي من إحدى المدن (أو القرى) المذكورة في (ص ٣٢: ٣) في البلاد التي طلب الرأوبيون والجاديون أن تكون ملكاً لهم.

٤٩ «نَزَلُوا عَلَى ٱلأُرْدُنِّ مِنْ بَيْتِ يَشِيمُوتَ إِلَى آبَلَ شِطِّيمَ فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ».

ص ٢٥: ١ ويشوع ٢: ١

مِنْ بَيْتِ يَشِيمُوتَ إِلَى آبَلَ شِطِّيمَ (انظر تفسير ص ٢٢: ١ وص ٢٥: ١) حيث ذكر شطيم بدلاً من آبل شطيم.

٥٠ – ٥٣ «٥٠ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا: ٥١ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّكُمْ عَابِرُونَ ٱلأُرْدُنَّ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، ٥٢ فَتَطْرُدُونَ كُلَّ سُكَّانِ ٱلأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ، وَتَمْحُونَ جَمِيعَ تَصَاوِيرِهِمْ، وَتُبِيدُونَ كُلَّ أَصْنَامِهِمِ ٱلْمَسْبُوكَةِ وَتُخْرِبُونَ جَمِيعَ مُرْتَفَعَاتِهِمْ. ٥٣ تَمْلِكُونَ ٱلأَرْضَ وَتَسْكُنُونَ فِيهَا لأَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمُ ٱلأَرْضَ لِكَيْ تَمْلِكُوهَا».

تثنية ٧: ١ و٢ و١٩: ١ ويشوع ٣: ١٧ خروج ٢٣: ٢٤ و٣٣ و٣٤: ١٣ وتثنية ٧: ٢ و٥ و١٢: ٣ ويشوع ١١: ١٢ وقضاة ٢: ٢

تَمْحُونَ جَمِيعَ تَصَاوِيرِهِمْ أو تماثيلهم كالأصنام الحجرية (لاويين ٢٦: ١) وهي تماثيل منحوتة من الحجارة (قابل بهذا خروج ٣٤: ١٣).

تُخْرِبُونَ جَمِيعَ مُرْتَفَعَاتِهِمْ المرجّح أن المقصود بالمرتفعات هنا المذابح المبنية على الربى وغيرها من الأنجاد (قابل بهذا ص ٢٢: ٤١).

٥٤، ٥٥ «٥٤ وَتَقْتَسِمُونَ ٱلأَرْضَ بِٱلْقُرْعَةِ حَسَبَ عَشَائِرِكُمْ. اَلْكَثِيرُ تُكَثِّرُونَ لَهُ نَصِيبَهُ وَٱلْقَلِيلُ تُقَلِّلُونَ لَهُ نَصِيبَهُ. حَيْثُ خَرَجَتْ لَهُ ٱلْقُرْعَةُ فَهُنَاكَ يَكُونُ لَهُ. حَسَبَ أَسْبَاطِ آبَائِكُمْ تَقْتَسِمُونَ. ٥٥ وَإِنْ لَمْ تَطْرُدُوا سُكَّانَ ٱلأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ يَكُونُ ٱلَّذِينَ تَسْتَبْقُونَ مِنْهُمْ أَشْوَاكاً فِي أَعْيُنِكُمْ وَمَنَاخِسَ فِي جَوَانِبِكُمْ، وَيُضَايِقُونَكُمْ عَلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِيهَا».

ص ٢٦: ٥٣ و٥٤ و٥٥ خروج ٢٣: ٣٣ ويشوع ٢٣: ١٣ وقضاة ٢: ٣ ومزمور ١٠٦: ٣٤ و٣٦ وحزقيال ٢٨: ٢٤

تَقْتَسِمُونَ ٱلأَرْضَ بِٱلْقُرْعَةِ (انظر ص ٢٦: ٥٣ – ٥٦).

٥٦ «فَيَكُونُ أَنِّي أَفْعَلُ بِكُمْ كَمَا هَمَمْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِهِمْ».

فَيَكُونُ أَنِّي أَفْعَلُ بِكُمْ الخ كان من المهم أن يعرف بنو إسرائيل أنهم إذا عبدوا الأوثان في الأرض التي ورثوها يحرمهم الله إياها ويضربهم بالنوائب كما فعل بأهلها الوثيين ولا يكون سبب ميلهم إلى الأوثان وتعودهم عادات أهلها مثل أن يبقى منهم بقية تكون خميرة فساد في الأرض. ومن المعلوم أن الإسرائيليين لم يستأصلوا الوثنيين من بينهم فسقطوا مراراً كثيرة في العبادة الوثنية وما يتعلق بها من الرجس حتى سلط الله عليهم البابليين والأشوريين فنهبوهم واستولوا على أرضهم.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى